كشفت دراسة تحليلية جديدة صادرة عن مركز دراسات يمني عن تصاعد الدعوات المطالبة بإصلاح أو استبدال مجلس القيادة الرئاسي اليمني، بعد مرور ثلاث سنوات على تشكيله دون تحقيق تقدُّم ملموس في مهامه السياسية والعسكرية والاقتصادية.

 

وقالت الدراسة التي أصدرها مركز المخا للدراسات الاستراتيجية إن الذكرى الثالثة لتشكيل المجلس، التي صادفت السابع من أبريل الجاري، مرّت وسط شبه إجماع وطني على فشل المجلس في إدارة المرحلة، وعجزه عن الوفاء بالتكليفات التي أنيطت به بموجب إعلان نقل السلطة عام 2022.

 

وذكرت الدراسة أن تشكيل المجلس جاء بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي، وبدعم مباشر من السعودية والإمارات، في إطار مساعٍ لإعادة هيكلة السلطة الشرعية اليمنية. غير أن الواقع العملي كشف عن انقسامات حادة بين مكونات المجلس، وتدهور متسارع في أداء مؤسسات الدولة.

 

وأوضحت الدراسة أن المجلس فشل في دمج التشكيلات العسكرية تحت مظلة وزارتي الدفاع والداخلية، بينما استغل "المجلس الانتقالي الجنوبي" وجوده في المجلس للتوسُّع عسكريًا في محافظات شبوة وأبين وسقطرى، ولتعزيز حضوره في حضرموت.

 

كما أكدت الدراسة أن الأداء الاقتصادي للمجلس كان مخيبًا للآمال، إذ عجز عن إدارة الموارد المالية، وفقد قدرته على تصدير النفط، ما أدّى إلى انهيار الريال اليمني وتفاقم الأوضاع المعيشية للمواطنين.

 

وأشارت إلى أن هذا الفشل تزامن مع اتساع نطاق الفساد، واستحواذ أعضاء المجلس على موارد الدولة، في ظل تراجع ملحوظ للدعم الخليجي والدولي، وتصاعد نفوذ الحوثيين على المستوى الإقليمي والدولي، خصوصًا في أعقاب الهجمات في البحر الأحمر.

 

وبيّنت الدراسة أن مستقبل مجلس القيادة يرتبط بعدة محددات، منها موقف التحالف العربي (السعودية والإمارات)، ومدى التفاهم حول القضية الجنوبية، واتجاهات العلاقة مع الحوثيين، فضلًا عن الموقف الشعبي وقيادات الجيش الوطني.

   

واقترحت الدراسة ثلاثة مسارات محتملة للتغيير: أولها إصلاح المجلس عبر التوافق على رؤية موحدة تركز على استعادة الدولة وتوحيد القوى العسكرية. أما المسار الثاني فيقترح تقليص عدد أعضاء المجلس إلى ثلاثة، في خطوة ترى الدراسة أنها تُمهِّد لتمكين المجلس الانتقالي وتعزيز توجهاته الانفصالية. بينما يتمثل المسار الثالث في استبدال المجلس بمجلس عسكري من القيادات الفاعلة ميدانيًا.

 

وقالت الدراسة إن هناك تيارًا شعبيًا متزايدًا يدعو لسحب التفويض من المجلس، وعودة نائب الرئيس السابق الفريق الركن علي محسن الأحمر لقيادة المرحلة، أو تشكيل مجلس عسكري يتولى زمام المبادرة في مواجهة الحوثيين.

 

وفي ختامها، شددت الدراسة على أن فشل المجلس في تحقيق أهدافه الرئيسية يُحتِّم إما إصلاحًا عميقًا في بنيته وسلوك مكوناته، أو استبداله بهيكل قيادي قادر على التعامل مع التحديات الراهنة وإنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة الدولة اليمنية.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الدراسة أن

إقرأ أيضاً:

دراسة موسعة تحذر: "بدائل السكر" لا تحمي الكبد

في مفاجأة علمية قد تُغيّر النظرة السائدة حول ما يسمى في الأسواق بـ"المشروبات الصحية"، كشفت دراسة صينية حديثة أن استبدال المشروبات السكرية بالمشروبات قليلة السكر أو المحلّاة صناعيًا لا يوفّر حماية حقيقية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، بل قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة به.

 

وأُعلن عن نتائج الدراسة يوم الأربعاء خلال المؤتمر السنوي لـ"الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي" المنعقد في العاصمة الألمانية برلين، حيث عرض فريق من الباحثين من مستشفى جامعة سوتشو الصينية تحليلًا ضخمًا استند إلى بيانات أكثر من 123 ألف متطوع بريطاني جرت متابعتهم على مدى عشر سنوات.

"بدائل السكر" تحت المجهر

وقال الباحث الرئيس في الدراسة، ليهي ليو، إن المشروبات الغازية التقليدية الغنية بالسكر لطالما كانت موضع اتهام في ما يتعلق بزيادة خطر السمنة وأمراض الكبد، مضيفا: "لكننا اكتشفنا أن البدائل منخفضة أو خالية السكر ليست بريئة كما كان يُعتقد".

 

وأردف ليهي: "لقد كانت المشروبات قليلة السكر تُروّج على أنها خيار صحي لمن يريد تقليل استهلاك السكر، إلا أن نتائجنا تُظهر أنها قد ترتبط أيضًا بزيادة خطر تراكم الدهون في الكبد حتى عند تناولها باعتدال". متابعا أن "المشكلة لا تقتصر على السعرات الحرارية، بل على الطريقة التي تتفاعل بها المحليات الصناعية مع عملية الأيض والميكروبيوم المعوي، ما قد يؤثر على وظائف الكبد على المدى الطويل".

قاعدة بيانات ضخمة

واعتمد الباحثون على قاعدة بيانات Biobank UK، وهي واحدة من أكبر قواعد البيانات الصحية في العالم، وضمّت الدراسة 123,788 مشاركًا لم يكن أيٌّ منهم يعاني من أمراض كبدية في بدايتها.

 

وتم تتبع المشاركين لمدة 10.3 سنوات، وخلال هذه الفترة ملأ المتطوعون استبيانات دورية حول عاداتهم الغذائية واستهلاكهم للمشروبات بأنواعها المختلفة: السكرية، منخفضة السكر، أو الخالية منه.

 

وأظهرت النتائج أن 1,178 شخصًا من العينة أُصيبوا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي خلال فترة المتابعة، فيما توفي 108 منهم بسبب مضاعفات مرتبطة بالكبد.

 

وبحسب التحليل الإحصائي، فإن استهلاك أكثر من 330 غرامًا يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا عبوة مشروب غازي واحدة كبيرة، من أي نوع من هذه المشروبات كان مرتبطًا بارتفاع واضح في خطر الإصابة بالكبد الدهني، سواء كانت المشروبات تحتوي على السكر، أو تُسوَّق على أنها "دايت" أو "خالية من السكر".

ماذا يحدث في الكبد؟

يُعرف مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) بأنه اضطراب تتراكم فيه الدهون داخل خلايا الكبد نتيجة خلل في التمثيل الغذائي وليس بسبب تناول الكحول، وهو مرض يصيب أكثر من 30% من سكان العالم، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.

ومع تراكم الدهون، قد يتطور المرض إلى التهاب الكبد الدهني، الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى تليّف الكبد أو فشله الكامل في الحالات المتقدمة.

 

ورغم أن العلاقة بين المحليات الصناعية والكبد الدهني لم تُفهم تمامًا بعد، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن تغييرات الميكروبيوم (بكتيريا الأمعاء) واضطراب توازن الأنسولين قد يلعبان دورًا في ذلك.

 

وتقول د. فانغ وي، اختصاصية التغذية الإكلينيكية في جامعة بكين (لم تشارك في الدراسة)، لرويترز: "عندما يتناول الناس مشروبات دايت، يظنون أنهم يتجنّبون السكر، لكن بعض المحليات الصناعية تُحفّز الدماغ والبنكرياس بطريقة مشابهة للسكر الطبيعي، مما قد يؤدي إلى خلل في الاستجابة الهرمونية وزيادة تخزين الدهون في الكبد".

نتائج رصدية مقلقة

أكّد الباحثون أن دراستهم رصدية ولا تُثبت أن هذه المشروبات تسبّب المرض بشكل مباشر، لكنها تكشف ارتباطًا قوياً يستحق الدراسة بعمق.

 

وقال الفريق إن هناك حاجة إلى تجارب سريرية طويلة المدى لتحديد العلاقة السببية بدقة، خصوصًا أن بعض الأشخاص الذين يتناولون المشروبات قليلة السكر قد يعانون أصلًا من مشكلات في الأيض، ما قد يؤثر على النتائج.

 

مع ذلك، حذر الباحثون من الاعتماد على مشروبات "الدايت" كبديل آمن، مؤكدين أن الخيار الأفضل لصحة الكبد يبقى الماء، يليه المشروبات الطبيعية مثل الشاي غير المحلّى أو العصائر الطازجة غير المضافة إليها سكريات.

 

أثر عالمي متنامٍ

وتأتي الدراسة في وقت تتزايد فيه معدلات أمراض الكبد المرتبطة بنمط الحياة، نتيجة النظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون والمشروبات الغازية.

 

ويقدّر خبراء الصحة أن أمراض الكبد الدهني قد تصبح خلال العقد المقبل السبب الأول لزراعة الكبد في العالم، متجاوزة أمراض الكبد الفيروسية.

 

وخلصت الدراسة إلى توصية بسيطة تقول: "لا يمكننا علاج مشكلة السكر بالسكر الصناعي"، فالاعتدال في تناول المشروبات المحلّاة، حتى تلك التي تُسوَّق على أنها "صديقة الحمية"، هو السبيل الوحيد لتجنّب خطر الكبد الدهني وأمراض الأيض المتصلة به.

مقالات مشابهة

  • مجدي الجلاد: أكثر من 70% من الوجوه التي شاهدناها في مجلس النواب السابق لن تكون موجودة في المجلس المقبل
  • مجلس القيادة الرئاسي يعيد تفعيل الفريق القانوني لتعزيز النهج المؤسسي ومواجهة الانقلاب الحوثي
  • سحر السنباطي: الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي تولي اهتماما بالغا بحقوق الطفل والفتاة
  • عقب تصاعد خلافات المجلس الرئاسي.. العليمي يلتقي الفريق القانوني ويشيد بدوره لتعزيز نهج الشراكة
  • رئيس مجلس القيادة يشيد بدور الفريق القانوني في مساندة المجلس وتعزيز نهج الشراكة الوطنية
  • دراسة كندية: الإفراط في استخدام الشاشات يمكن أن يؤثر على أداء الأطفال
  • سكاف: هناك شيء ما يُحضر من خلال كثافة المسيّرات التي تجول في سماء لبنان
  • مجلس القيادة يؤكد التزامه الكامل بمبدأ الشراكة في ضوء مرجعيات المرحلة الانتقالية
  • دراسة موسعة تحذر: "بدائل السكر" لا تحمي الكبد
  • الحصادي: توافق «النواب» و«الدولة» ضرورة لكسر الجمود… و«لا لهيمنة أي تيار»