هذا التلميذ في السبعينات له كل التقدير والاحترام
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
هذا التلميذ في السبعينات له كل التقدير والاحترام فقد اعادنا الي الزمن الجميل في كافة النواحي والاتجاهات في بلادنا الحبيبة .
أستاذي الجليل حمد النيل
تحية واحتراما
لاشك أن شخصكم الكريم من سلسلة المعلمين الذهبية في تلك المرحلة الذهبية المتوسطة أو الثانوي العام عروسة المراحل ، والوسط هو خير الأمور ، وقال تعالى :
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا" وهي مرحلة الانضباط والمعلمين العمالقة وأكثر الأصدقاء حميمية وأعذب الذكريات وأرق المشاعر ، وممازادها ألقا وروعة أننا درسناها في سبعينات القرن الماضي ، والسبعينات هي عروس ذلك القرن وأجمل سني السودان : حصل فيها السودان على كأس امم إفريقيا 1970، وأجرى فيها بروفسير بليل أول عملية زراعة كلى في الوطن العربي لمواطن سعودي، وأجرى فيها دكتور الفيل أول عملية قلب مفتوح في العالم العربي ،وفي عام 1978حصل السودان ولبنان على أفضل بلدين عربيين في الوجبة المتكاملة ، كما حصلت صحيفة الأيام على أفضل صحيفة عربية في الإخراج الفني ،،، وتعلمنا الخطابة من الجمعية الأدبية وحصص التعبير الشفوي ، والكتابة في الصحف السيارة من الإنشاء التحريري ،،، وكما يقولون:
خير مكان يرى فيه المعلم هو عين الطالب وكنا من المحظوظين أن كنتم أنتم أساتذتنا ،،،
أستاذنا البروف شمو هو كما ذكرت نسيج وحده وهو رجل متصالح مع ذاته وهو عرف أن مكمن السعادة الحقيقي هو الذات ودواخل الشخص ونفسه التي بين جنبيه، وهذا هو أعظم أنواع التصالح والسعادة وهي السعادة المستنبطة من دواخل الإنسان وذاته ، وكل ماذكرت هو يتمثل خير تمثيل في البروف شمو يزين ذلك بعد الطرافة والنكتة الحاضرة والظرف،،،
ابنك الماحي العوض - المسلمية
( انتهت رسالة ابننا وتلميذنا الماحي العوض ) .
واليكم تعقيبي علي رسالته الرصينة ذات المضمون العالي :
في عجالة نقول عن ابننا وتلميذنا الماحي العوض أنه هو غني عن التعريف وقد وضع بصمته كمدرس ثانوي في كل المواقع التي عمل بها مرورا بمدارس بلاده الثانوية ومدرسة الدبلوماسيين بكافوري ومدرسة الصداقة السودانية بتشاد .
وتميز بعشقه للعمل العام وخاصة العمل الاجتماعي والثقافي وكم خرج في قافلة ثقافية لتنوير ريفنا الحبيب وهذه القوافل كان ينفق عليها من حر ماله ومن وقته وهو في غاية السعادة.
درس علم الجغرافيا في جامعة القاهرة وحصل علي الماجستير وشرع في الدكتوراة .
له تقدير كبير للبروف علي شمو والبروف بدوره كان يكن له نفس الشعور وقد بذل جهدا مقدرا في تكريم ابناء المسلمية الحبيبة للبروف في مدرسة كافوري التي كرمت البروف بدورها وقررت منح مجانية لأبناء وبنات المسلمية الحبيبة النابغين علي أن يختار البروف المحظوظين بنفسه وقد تنازل البروف عن هذا الحق لأبننا الأستاذ الماحي العوض واوكله بالقيام بالمهمة وسعدت جدا بأن اختارني استاذ الماحي تلميذنا الوفي أن أكون مساعدا له في هذه المهمة التعليمية التربوية الكبيرة .
اجمل الأماني واطيب التهاني للأستاذ الماحي ونقول له كل عام وانتم بخير .
ودمتم في رعاية الله وحفظه .
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
عُمان التي أسكتت طبول الحرب
في ركنٍ من هذا العالم العربي الملتهب، حيث تتشابك مصالح الإمبراطوريات وتتصادم استراتيجيات الدول الكبرى على حساب الجغرافيا والتاريخ، هناك دولة اختارت طريقًا مختلفًا.
سلطنة عُمان هذه الواحة الهادئة وسط صحراء النزاعات لم تسمح لنفسها أن تكون بيدقًا في رقعة الشطرنج الدولية، ولم تُبدّد مكانتها في لعبة المحاور والاصطفافات، بل وقفت كـ«السيدة الحكيمة»، كما يسميها المراقبون، تمسح عن الوجوه غبار الحروب، وتفتح للخصوم أبوابًا لم يكونوا يتوقعونها.
في منطقة تتوزعها الرياح بين الطموح النووي الإيراني، والوجود الأمريكي الصارم، والاشتباك العربي المزمن، رفعت سلطنة عمان راية أخرى: راية «الاحترام المشترك»، و«الحوار قبل الضربة»، و«اليد الممدودة بدل الإصبع على الزناد».
وهنا، يكمن الاستثناء العُماني: دولة لم تُقامر يومًا بدماء جيرانها، ولم تبنِ مجدها على ركام الدول الأخرى. بل آمنت أن دورها الحضاري ليس بالتحالف مع الأقوى، بل بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
في السادس من مايو، بينما كانت شاشات الأخبار تغرق في صور الانفجارات، وبينما كانت المؤشرات تنذر بتوسّع خطير في الصراع الدائر بين جماعة أنصار الله والتهديدات أمريكية المتصاعدة تجاه استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خرجت مسقط باتفاق ناعم لكنه جلل: وقف إطلاق نار مؤقت بين واشنطن وصنعاء، يضمن سلامة الملاحة، ويمنح للسلام فرصة ليلتقط أنفاسه.
ولم تكن هذه المبادرة وليدة لحظة، بل هي نتيجة شهور من الحوار الصامت الذي أجرته سلطنة عُمان، بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، في قنوات خلفية لا تعتمد على التصعيد، بل على بناء الثقة، حجرةً بعد حجرة.
لكن الأمر لم يتوقف عند اليمن.
إذ حملت الأيام التالية مفاجأة أكبر: إيران تُعلن موافقتها على مبادرة عُمانية لاستضافة جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.
في وقتٍ كانت فيه التوترات تنذر بالانفجار، وبين تحركات بحرية ومواقف سياسية حادة، قررت طهران أن تستمع لصوت مسقط.
لماذا؟ لأن هذه الدولة التي لا تلوّح بالقوة، تملك ما هو أثمن من ذلك: تملك المصداقية.
لقد فهمت سلطنة عمان منذ بداية الجمهورية الإسلامية في إيران، ومنذ لحظة دخول الأساطيل الأمريكية للخليج، أن دورها ليس الوقوف في الضد، بل الوقوف في المنتصف، لا كحياد باهت، بل كوسيط نشط، بكرامة وهدوء.
فما الذي يجعل هذا البلد العملاق برسالته، ينجح فيما فشلت فيه دول كبرى، ذات أبواق وسفارات وميزانيات مهولة؟ الجواب، ببساطة، إنه لا يُمارس السياسة من أجل العنوان، بل من أجل الغاية.
ففي السياسة كما في الطب، لا يحتاج الطبيب الجيد إلى صخب، بل إلى يد ثابتة ونية خيّرة.
وهذا ما فعلته سلطنة عُمان.
اقتربت من الجراح وهي تهمس لا تصرخ، ووضعت الضمادة لا الحطب.
لقد وُلدت هذه الفلسفة من تاريخ طويل في العلاقات الإنسانية والسياسية.
فسلطنة عُمان، التي تفتح أبوابها للحجاج والدبلوماسيين على حد سواء، تعرف أن الكلمة الطيبة تُغيّر العالم أكثر مما يفعل الرصاص.
عرفت ذلك عندما وقفت على مسافة متزنة من كل صراعات المنطقة، وعندما شاركت في مساعي الاتفاق النووي مع إيران، وعندما رفضت أن تدخل تحالفات استنزفت الدول وأغرقتها في الرمال.
عُمان لا تُراهن على النصر، بل على النُبل.
لا تُقايض بالتحالفات، بل تُبادر بالثقة.
لا ترفع شعارات، بل ترسم جسورًا.
وفي لحظةٍ يخشى فيها العالم اندلاع حربٍ جديدة بين قوى كبرى، تُطفئ مسقط الشرارة قبل أن تصبح نارًا.
تجمع طهران وواشنطن تحت سقف واحد، لا لتفرض رأيًا، بل لتفتح نافذة.
هذا المقال ليس تمجيدًا لدبلوماسية، بل احتفاء بأخلاق دولة.
بدولةٍ فهمت أن القيادة لا تحتاج صراخًا، بل رقيًّا.
وأن التاريخ لا يخلّد الأصوات العالية، بل الأفعال العظيمة التي تمشي على أطراف الأصابع.
تحية إلى عُمان، دولة الأفعال الهادئة التي كلما اقتربت الحرب، قررت أن تكتب فصلًا جديدًا للسلام.