في خطوة استراتيجية، قامت شركة آبل Apple، مؤخرا بتحويل عددا كبيرا من أجهزة آيفون ومنتجاتها الأخرى من مخزونها في الهند والصين إلى الولايات المتحدة.

وتأتي هذه الخطوة من آبل كمحاولة لتفادي تأثير التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، ويعد الهدف منها هو الحفاظ على أسعار اتجزئة ثابتة لأطول فترة ممكنة رغم القيود التجارية المتزايدة.

آيفون بأسعار خيالية.. رسوم ترامب الجمركية تضاعف سعر أجهزة آبل 3 مراتآيفون أمريكي الصنع.. ارتفاع جنوني في سعر iPhone بعد تعريفة ترامب تأجيل مؤقت لتعريفة ترامب

أوقفت إدارة ترامب تنفيذ التعريفة الجمركية مؤقتا، لمدة 90 يوما لجميع البلدان التي لم تتخذ إجراءات مضادة ضد الرسوم الجمركية الأمريكية. 

ووفقا للقرار، ستواجه البلدان فقط تعريفة أمريكية بنسبة 10 ٪ حتى شهر يوليو المقبل، وهو ما يمنح بعض الدول مدة زمنية كافية للتفاوض.

بينما سئل عن السبب وراء التوقف المؤقت، أجاب الرئيس الأمريكي قائلا: “بعض الناس تجاوزوا الحدود قليلا، كانوا يتصرفون بحماس مبالغ فيه”، في إشار إلى محاولة بعض الدول الاستفادة من النظام التجاري دون التزامات مقابلة.

بكين ترفع التعريفات على البضائع الأمريكية إلى 84 ٪


ولكن على الجانب الآخر، فإن الصين ليست ضمن الدول المستفيد من تجميد تعريفة ترامب، والتي زادت من التعريفة المفروضة على الدولة الآسيوية بنسبة 104 ٪ إلى نسبة أعلى تبلغ 125 ٪، ويشار إليها على أنها بدء حرب تجارية جديدة بين البلدين.

وكرد فعل على التعريفة التي سبق فرضها بنسبة 104 ٪ على الصادرات من الصين، فقد قامت بكين برفع التعريفات على البضائع الأمريكية إلى 84 ٪ .

وردا على ذلك، اتهمت إدارة ترامب بكين بـ "نقص الاحترام" وقامت بدورها بزيادة التعريفة إلى 125 ٪، والتي أصبحت سارية على الفور.

وطلبت أكثر من 75 دولة من الحكومة الفيدرالية الأمريكية "التفاوض على حل" منذ أن أدخلت إدارة ترامب خططها لرفع التعريفات، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي للتراجع والموافقة على فترة تهدئة تمتد إلى ثلاثة أشهر من المفاوضات مع العديد من البلدان.

وكان لهذا القرار أثر مباشر على سوق الأوراق المالية العالمية، حيث شهدت وول ستريت انتعاشا كبيرا، فقد قفز مؤشر S&P 500 بنسبة 9.5 ٪، وهو أكبر زيادة في يوم واحد منذ عام 2008، كما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 12.2 ٪، وهو أفضل أداء يومي له منذ عام 2001.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: آبل آيفون التعريفات الجمركية بكين الصين تعريفة ترامب إدارة ترامب

إقرأ أيضاً:

الضربة الأمريكية لإيران.. فشل الردع وعودة مُحتملة للدبلوماسية

 

 

 

أحمد الفقيه العجيلي

 

في خطوة تُعدّ الأخطر منذ سنوات، وجّهت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية مُباشرة ضد منشآت إيرانية حساسة، في تصعيد غير مسبوق يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر الإقليمي والدولي.

الضربة جاءت عقب سلسلة من الهجمات التي شنّتها إيران- بشكل مباشر أو عبر حلفائها- ضد الكيان الصهيوني، وأثبتت فيها طهران قدرتها على تجاوز خطوط الردع التقليدية، وإيصال رسائل قوة على أكثر من جبهة.

الضربات التي تلقاها الكيان الصهيوني مؤخرًا؛ سواء من غزة أو لبنان أو اليمن، أربكت حساباته، وكشفت محدودية قدرته على تحجيم النفوذ الإيراني أو إضعاف بنيته النووية. ومع تكرار هذه الضربات، شعرت واشنطن بأن الرهان على الردع الإسرائيلي وحده لم يعد كافيًا. وجاءت الضربة الأمريكية إذًا كرسالة مباشرة، تقول فيها واشنطن إنها لن تسمح بترسيخ معادلة جديدة للقوة في المنطقة خارج إرادتها.

لكن هذه الضربة لم تكن مجرد دعم لحليف مأزوم، بل خطوة استباقية لإعادة رسم خطوط اللعبة من جديد، ولتوجيه ضربة نوعية قد تطال أجزاء من البرنامج النووي الإيراني نفسه

ومن أبرز تداعيات هذا التصعيد احتمالية لجوء إيران إلى استخدام أحد أهم أوراقها: مضيق هرمز. هذا الممر الحيوي، الذي تمر عبره نحو ثلث صادرات النفط المنقولة بحرًا في العالم، يُعد شريان الطاقة العالمي، وأي تهديد له- حتى لو كان محدودًا- من شأنه أن يُحدث هزة عنيفة في أسواق النفط العالمية.

ارتفاع أسعار النفط، واضطراب سلاسل الإمداد، وزيادة تكلفة الشحن والتأمين، ستكون أولى النتائج، مع ما يُرافقها من ضغط اقتصادي عالمي، وخاصة على الدول الصناعية الكبرى المستوردة للطاقة.

وفي ظل هذا التوتر، تتابع دول مجلس التعاون الخليجي المشهد بحذر بالغ؛ حيث إن موقعها الجغرافي القريب من بؤرة الصراع يجعلها عرضة لأي تداعيات أمنية أو اقتصادية. ورغم حرصها على عدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة، فإنَّ أي تصعيد في الملاحة أو استهداف للبنية التحتية الإقليمية قد يفرض عليها تحديات جسيمة، تتطلب توازنًا دقيقًا بين حماية مصالحها وبين عدم الانخراط في المواجهة الكبرى.

في المقابل، يدور حديث داخل الأوساط السياسية الغربية عن ضرورة فتح مسار موازٍ للدبلوماسية. الضربة قد تكون أيضًا رسالة ضغط هدفها دفع إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، بعد تعثّر المحادثات السابقة وخروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.

والإدارة الأمريكية على ما يبدو تتبنى خيارًا مزدوجًا يجمع بين الضغط العسكري المحدود، والعرض السياسي المشروط، وهو أسلوب استخدمته واشنطن مرارًا في ملفات دولية معقدة، سعيًا لتحقيق أهداف استراتيجية دون الانزلاق إلى حرب شاملة. لكن نجاح هذا المسار يعتمد على استعداد طهران للتفاوض من موقع لا تراه خضوعًا، وعلى مدى التفاهم بين القوى الكبرى (أوروبا، روسيا، الصين) بشأن شكل الحل وتوازناته.

وختامًا.. إن المشهد الحالي لا يُنبئ بانفراجة قريبة؛ بل يشير إلى دخول المنطقة طورًا جديدًا من الصراع المركب، حيث تتداخل فيه أدوات الحرب التقليدية مع رسائل الدبلوماسية المشروطة. ولذلك يمكن القول إن الضربة الأمريكية ليست نهاية مرحلة؛ بل ربما بداية لمرحلة أخطر، تتطلب يقظة دولية حقيقية، وإرادة سياسية تمنع انزلاق المنطقة إلى صدام شامل قد لا يملك أحد القدرة على احتوائه إذا انفجر.

مقالات مشابهة

  • ترامب يُعلن النصر والإعلام يُشكك.. ضربة إيران تُشعل معركة الروايات في أمريكا
  • مستقبل نجم ريال مدريد يزداد غموضًا وسط اهتمام إنجليزي متراجع
  • الزلال : تأخر فهد بن نافل بسبب سحب الجواز من السفارة الأمريكية .. فيديو
  • هل الضربة الإيرانية للقواعد الأمريكية كانت حفظًا لماء الوجه؟.. خبير عسكري يوضح لـ «الأسبوع»
  • الضربات الأمريكية لإيران.. كيف ترسم واشنطن حدود الأمن في الشرق الأوسط؟
  • دبلوماسى لبنانى سابق: إيران حاولت توجيه رسالة دون جر الولايات المتحدة إلى معركة شاملة
  • الحرس الثوري الإيراني: العدوان الأمريكي أظهر أن جرائم الصهاينة هي امتداد لمخططات واشنطن
  • الضربة الأمريكية لإيران.. فشل الردع وعودة مُحتملة للدبلوماسية
  • ‏الجيش الإيراني: دخول واشنطن على خط الصراع يوسع نطاق الأهداف المشروعة بالنسبة لطهران
  • واشنطن ترصد مؤشرات هجمات محتملة على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا