وداعًا إبراهيم شيكا.. قلب لا يعرف الاستسلام.. ورحيل أبكى الملاعب
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
لم يكن خبر وفاة إبراهيم شيكا، نجم الزمالك السابق، مجرد نبأ عابر في صفحات الرياضة، بل كان صدمة عاطفية عميقة لكل من عرفه، أحبه، أو حتى مرّ اسمه أمامه يومًا في حديث عن الموهبة، الإصرار، والحلم الذي لم يكتمل. كان شيكا مثالًا حقيقًا للروح القتالية، ليس فقط في الملعب، بل في صراعه الطويل والمؤلم مع مرض السرطان، الذي اختطفه شابًا، لكن بعد أن خاض معركته بشجاعة منقطعة النظير.
وُلد إبراهيم الجمال المعروف بـ "شيكا" في نوفمبر 1997، وكان منذ طفولته عاشقًا لكرة القدم، يحمل في عينيه حلمًا أبيضًا خالصًا باللعب للزمالك. اجتهد، تعلّم، تدرب ليلًا ونهارًا حتى دخل قطاع الناشئين بالنادي، وهناك بدأت الموهبة تتكلم. لم يكن يتحدث كثيرًا، لكنه كان يرد في الملعب بلمسة ساحرة، وتمريرات واثقة جعلت زملاءه يطلقون عليه "شيكا"؛ تشبيهًا بالنجم الكبير محمود عبد الرازق شيكابالا.
من القمة إلى المعاناةشقّ طريقه إلى فرق الدرجة الأولى، فانتقل إلى المقاولون العرب، ثم طلائع الجيش، وكان يستعد للانفجار كأحد أبرز الأظهرة اليسرى في مصر. لكن القدر كان يحمل له مسارًا آخر.. أكثر قسوة، وأكثر صمتًا. بدأ يشعر بآلام متفرقة لا تُفسَّر، خمول لا يشبهه، ووزن يتناقص دون أسباب. وبعد فحوصات دقيقة، جاء التشخيص الصادم: سرطان المستقيم في مرحلة متأخرة.
صراع لا يعرف الراحةبدأت رحلة العلاج، وكانت قاسية. جلسات كيماوي أنهكته، وأسلاك متصلة بجسده الهزيل، ووجه تغيرت ملامحه حتى كاد البعض لا يعرفه. لكنه كان يبتسم. دائمًا يبتسم. قال لمقربين: "مش هخلي السرطان يفرح.. أنا عندي حلم ولسه محققتوش". لم يكن يريد الشفقة، كان يريد فرصة جديدة للركض، للعودة إلى الملعب، حتى لو في دوري المظاليم.
توقف عن اللعب تمامًا، لكن الأمل لم يتوقف في قلبه. ظل يرد على رسائل زملائه، يضحك، ويساند كل من حوله. زاره نجوم الكرة، والإعلام، والفن، وكان دومًا يقول لهم: "ادعولي، أنا مش خايف".
الوداع الصعبفي أيامه الأخيرة، اشتدت عليه آلام المرض، وفقد القدرة على الحركة. نُقل إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، وهناك واجه الساعات الأخيرة بشجاعة تليق ببطل. لم يكن يخاف الموت، كان يخاف فقط من أن يُنسى. وفي فجر السبت 12 أبريل 2025، أسلم شيكا الروح، بهدوء يُشبه طيبة قلبه.
رحيل أبكى الجميعانفجرت مواقع التواصل بنعيه، وسارع نجوم الكرة إلى نعي صديقهم الإنسان قبل أن يكون لاعبًا. بكاه زملاؤه، مدربوه، وحتى الجماهير التي لم تره كثيرًا، لكنها أحبت ابتسامته في الصور، ونظرات التحدي في وجه المرض. شيكا لم يكن فقط لاعب كرة، كان حكاية إنسان، قاوم، صبر، وابتسم حتى النهاية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وفاة إبراهيم شيكا لاعب الزمالك السابق مرض السرطان سرطان المستقيم صراع مع المرض الوسط الرياضي دعم اللاعبين لم یکن
إقرأ أيضاً:
العثور على مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام
عثر عمّال كانوا يحفرون في أحد شوارع العاصمة البيروفية ليما لتركيب أنابيب غاز على مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، وفق ما أعلنت الخميس الشركة المسؤولة عن المشروع.
الاكتشاف تم أثناء تنفيذ موظفي شركة «كاليدا» لتوزيع الغاز حفريات في منطقة بوينتي بيدرا الشعبية شمال المدينة.
وقال عالم الآثار خيسوس باهاموندي: «عثرنا على كفن دفن لشخصية داخل مقبرة عمرها يتجاوز الألف عام». وأضاف أن الجثة كانت في وضعية الجلوس، وذراعاها وساقاها مطويتان، ووجهها متجه نحو الشمال.
وتعود المومياء، التي عُثر عليها إلى جانب قطع فخارية، إلى ثقافة تشانكاي في حقبة ما قبل الإنكا، والتي استوطنت معظم وديان ليما بين القرن الحادي عشر ومطلع القرن الخامس عشر.
وأوضح عالم الآثار خوسيه بابلو ألياغا أن أهمية الاكتشاف تكمن في أنه يكشف أن ليما تمتلك «تاريخاً أعمق» مما كان يُعتقد، مشيراً إلى أنها كانت مأهولة بثقافات ما قبل الحقبة الإسبانية الممتدة لآلاف السنين.
ووفق باهاموندي، تم العثور على المومياء داخل مقبرة كبيرة تعود إلى ما قبل الاستعمار الإسباني، إلى جانب قطع فخارية باللونين الأحمر والأسود وضعت كقرابين.
وتضم ليما، التي يتجاوز عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، أكثر من 500 موقع أثري، بينها عشرات الـ«هواكاس» «المقابر المبنية من الطوب الطيني» التي أنشأتها شعوب ما قبل الحقبة الإسبانية.
ومنذ بدء عملياتها في ليما عام 2004، سجّلت شركة «كاليدا» أكثر من 2200 اكتشاف أثري عَرَضي خلال أعمال الحفر.