باحث فلكي: لا نرى سوى 5% من الكون.. والمادة المظلمة تتحكم في المجرات
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
كشف الباحث في برنامج علوم الفلك والفضاء الإثرائي، مصعب الشريف، لـ ”اليوم“، عن جوانب أحد أعظم ألغاز الكون المعاصر والمتمثل في ”المادة المظلمة“.
وأوضح أن هذه المادة الغامضة، التي لا تتفاعل مع الضوء ولا يمكن رؤيتها مباشرة، تمثل الجزء الأكبر من إجمالي كتلة الكون، وتلعب دوراً محورياً في التحكم بسلوك المجرات والنجوم من خلال تأثير جاذبيتها الهائل.
أخبار متعلقة باحثة فلكية: موجات الجاذبية نافذة ثورية لفك ألغاز الكونعمره ملايين السنين.. الإعلان عن كشف أثري جديد بالمملكة اليوم3 خطوات.. إجراءات التقديم على برنامج "فرص" لشاغلي الوظائف التعليمية .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } باحث فلكي: لا نرى سوى 5% من الكون.. والمادة المظلمة تتحكم في المجراتكون مجهولوأشار الشريف إلى أن كل المادة العادية التي نعرفها ونرصدها في الكون، من كواكب ونجوم ومجرات، لا تشكل سوى حوالي 5% فقط من إجمالي مكوناته، أما النسبة الساحقة المتبقية، فتبقى مجهولة وغامضة، وتتصدرها المادة المظلمة والطاقة المظلمة.
وأضاف أنه على الرغم من عدم قدرتنا على رؤية المادة المظلمة، إلا أن تأثير جاذبيتها هو ”الغراء الكوني“ الذي يحافظ على تماسك النجوم داخل المجرات ويمنعها من الانفلات والتبعثر، وهو ما يتعارض مع التوقعات المبنية على حساب جاذبية المادة المرئية وحدها وفقاً لقانون نيوتن.
مصعب الشريف
وحول كيفية الاستدلال على وجودها، أفاد الشريف بأن العلماء لاحظوا أن النجوم الموجودة في الأطراف الخارجية للمجرات تدور بسرعات عالية جداً لا يمكن تفسيرها بكمية المادة المرصودة في تلك المجرات.
فوفقاً للحسابات التقليدية، كان يجب أن تتغلب سرعة هذه النجوم على جاذبية المجرة وتنفلت منها، وهذه الظاهرة غير المتوقعة دفعت العلماء بقوة إلى افتراض وجود كمية هائلة من ”مادة“ خفية وغير مرئية توفر الجاذبية الإضافية اللازمة لتفسير هذه السرعات العالية والحفاظ على بنية المجرة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } باحث فلكي: لا نرى سوى 5% من الكون.. والمادة المظلمة تتحكم في المجراتتوازن كونيونبه الباحث الفلكي إلى ضرورة التمييز بين المادة المظلمة والطاقة المظلمة، موضحاً أنهما قوتان متضادتان رغم تشابه الاسم.
وأشار إلى ـن المادة المظلمة تعمل كقوة جاذبة تحاول تجميع أجزاء الكون، بينما تعمل الطاقة المظلمة، التي تشكل النسبة الأكبر من محتوى الكون «حوالي 69%»، كقوة طاردة تتسبب في تسارع تمدد الكون، مبينًا أن التوازن الدقيق بين هاتين القوتين هو ما يحدد مصير الكون.
وتطرق الشريف، إلى نظرية مثيرة للاهتمام تربط المادة المظلمة بنشأة الثقوب السوداء الهائلة في بدايات الكون، قائلاً إن بعض الدراسات تشير إلى احتمال أن تكون المادة المظلمة قد عملت كـ ”وقود خفي“ ساهم في تسريع نمو هذه الثقوب بعد الانفجار العظيم، ما قد يفسر أحجامها الضخمة التي يصعب تفسيرها بالاعتماد على عمر الكون فقط.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } باحث فلكي: لا نرى سوى 5% من الكون.. والمادة المظلمة تتحكم في المجرات
ورغم كل هذه التأثيرات والأدلة غير المباشرة، أكد الشريف أن الطبيعة الحقيقية للمادة المظلمة لا تزال لغزاً علمياً كبيراً. فبينما تُعتبر جسيمات النيوترينو مرشحاً محتملاً، إلا أنها لا تمتلك الكتلة الكافية لتفسير كل التأثيرات المرصودة. ولهذا، يواصل العلماء البحث عن جسيمات افتراضية أخرى مثل ”الويمبس“ «WIMPs» أو ”الأكسيونات“ «Axions»، والتي لم يتم اكتشافها بعد.
واختتم مصعب الشريف حديثه لـ ”اليوم“ بالتأمل في محدودية المعرفة البشرية أمام اتساع الكون وغموضه، قائلاً: ”كلما تقدمنا في فهم الكون، نكتشف أن ما نعرفه ليس سوى قطرة في محيط. فالمادة المظلمة مثال حي على مدى عمق هذا الغموض الكوني، وعلى أن لكل سر عظيم خالق أعظم.“
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: جدة الكون المادة المظلمة المجرات الفلك الفضاء علوم الفلك علوم الفلك والفضاء article img ratio باحث فلکی من الکون
إقرأ أيضاً:
عاجل: أمطار غزيرة تداهم الرياض والشرقية والقصيم.. و"الدفاع المدني" يحذر
أطلق المركز الوطني للأرصاد «الإنذار الأحمر» في مناطق الرياض، والقصيم، والشرقية، معلناً عن حالة مناخية تستدعي أقصى درجات الحذر نتيجة هطول أمطار غزيرة.
بينما استنفرت المديرية العامة للدفاع المدني جهودها لتحذير المواطنين والمقيمين من المخاطر المحتملة للسيول وتجمعات المياه في المناطق المذكورة.
أخبار متعلقة قانونيون لـ "اليوم": حقوق الإنسان في المملكة نموذج متكامل لصون الكرامة وترسيخ العدالة"التعليم" و"نزاهة" تفتحان ملفات حماية المبلغين والرقابة الذاتيةوفرضت الحالة المطرية الغزيرة التي تشهدها عدد من مناطق المملكة تفعيل أعلى درجات التنبيه الآلي عبر إطلاق اللون الأحمر في ثلاثة من أهم المناطق الحيوية، مما يشير لشدة الهطول المطري المتوقع وتأثيره المباشر على الأجواء العامة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أمطار غزيرة تداهم الرياض والشرقية والقصيم - واس تحذيرات غزارة الأمطاروحذرت المديرية العامة للدفاع المدني بشكل فوري مع هذه التنبيهات الجوية المتقدمة التي تشمل أجزاء واسعة من المنطقة الشرقية ومنطقة الرياض ومنطقة القصيم، موجهة نداءات عاجلة للجميع بضرورة أخذ الحيطة والحذر أثناء هطول الأمطار لضمان السلامة العامة وتجنب الحوادث العرضية. مؤكدة أن غزارة الأمطار تستوجب التعامل بجدية تامة مع التحذيرات الصادرة.
وشددت الجهات المعنية على ضرورة الابتعاد التام عن أماكن تجمعات المياه التي قد تتشكل بسرعة نتيجة غزارة الأمطار، محذرة من المجازفة بعبور المناطق المغمورة أو الاقتراب من السدود التي قد يرتفع منسوب المياه فيها بشكل مفاجئ.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أمطار غزيرة تداهم الرياض والشرقية والقصيم - واس مخاطر التقلبات الجويةوحذرت تعليمات السلامة من الوجود في بطون الأودية ومجاري السيول أثناء الحالة المطرية، حيث تشكل هذه المناطق خطراً داهماً على الأرواح والممتلكات نظراً لسرعة جريان المياه وقوتها الجارفة في مثل هذه الظروف.
دعت الجهات المختصة كافة السكان في المناطق المتأثرة بالإنذار الأحمر إلى الالتزام التام بالإرشادات المعلنة، مؤكدة أن الوعي المجتمعي والتقيد بالتعليمات هو خط الدفاع الأول للوقاية من مخاطر التقلبات الجوية الحادة.