متحف البوسنة يقدم منصة حصار سراييفو للجزيرة بلقان
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
أعلن متحف التاريخ في البوسنة والهرسك عن إدراج المنصة الرقمية التفاعلية "سراييفو تحت الحصار"، التي أنتجتها قناة الجزيرة بلقان، في معرضه الدائم المخصص لحصار العاصمة البوسنية خلال الحرب (1992-1995)، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس المتحف، وبالتزامن مع يوم مدينة سراييفو.
تُتيح المنصة، التي تم تطويرها بمعايير احترافية وصحفية عالية، للزوار الوصول إلى محتوى غني ومتنوع يوثق واحدا من أطول وأقسى حصارات العواصم في التاريخ الحديث.
تتضمن المنصة التفاعلية أفلامًا وثائقية ومعارض صور وعروضًا تفاعلية وخرائط ومواد مصورة وشهادات شخصية ونصوصًا تتناول حقبة الحصار. كما تقدم جولة افتراضية مدهشة في متحف التاريخ ونفق الأمل (Tunnel of Hope)، مع صور بانورامية بزاوية 360 درجة، مما يتيح للزوار استكشاف المواقع التاريخية وكأنهم يتجولون فيها فعليًا. كذلك، تتضمن المنصة خاصية مشاركة المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يعزز من انتشار المواد التعليمية والتاريخية التي تقدمها.
إعلانويمثل المعرض نموذجا فريدا لتوظيف التكنولوجيا الحديثة لإحياء الذاكرة الجماعية والتاريخية، وقالت مديرة متحف التاريخ في البوسنة والهرسك إلما حاشمبيغوفيتش "إن إدراج منصة الجزيرة التفاعلية في معرضنا يمثل إضافة قيّمة تعزز فهم زوارنا لتاريخ سراييفو الحديث. نحتفل بهذه الشراكة المتميزة في وقت يتزامن مع الذكرى السنوية لحصار سراييفو والذكرى الثمانين لتأسيس المتحف". وأشارت إلى أن المنصة تسهم بشكل كبير في إثراء التجربة التعليمية والبحثية لزوار المتحف.
من جهته، قال مدير قناة "الجزيرة بلقان" طارق دوديتش "نؤمن بدورنا كمؤسسة إعلامية ذات مسؤولية اجتماعية في تقديم محتوى معرفي وتعليمي يهدف إلى تسليط الضوء على جوانب إنسانية وتاريخية مهمة. إنه لشرف كبير أن نتعاون مع مؤسسة مرموقة كمتحف التاريخ في البوسنة والهرسك".
توثيق مستمر لحقبة داميةأوضح رئيس تحرير موقع الجزيرة بلقان ومنتج المنصة إدين كريهيتش أن العمل على تطوير هذه المنصة استغرق عامًا كاملا من الجهد المكثف. وأضاف "المنصة هي جزء من صورة الحرب في سراييفو، لكنها لا تدّعي شمول جميع أحداث تلك الفترة المأساوية. نحن نحدثها بانتظام بمواد جديدة، بما يتماشى مع أعلى المعايير المهنية لتبقى دائمًا وفية للحقيقة التاريخية".
وأشار كريهيتش إلى أن المنصة خُصصت لتكون أداة تعليمية متاحة على الدوام لزوار المتحف، سواء كانوا أفرادًا أو مجموعات.
بحسب المسؤولين، فإن المنصة التفاعلية تُمثل خطوة مهمة في تطوير معرض "سراييفو تحت الحصار"، الذي يلقى اهتمامًا واسعا من الزوار المحليين والدوليين. فالمعرض الذي بدأ في عام 2002 شهد تطورًا مستمرًا، ويعد من أبرز معالم المتحف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البوسنة والهرسک متحف التاریخ
إقرأ أيضاً:
خبيران للجزيرة نت: إسرائيل تجاوزت واشنطن وورطتها في التصعيد مع إيران
واشنطن- تواجه واشنطن موقفا معقدا بعد الضربات الجوية الإسرائيلية على منشآت في إيران، والتي نُفّذت دون تأكيد رسمي بوجود تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة، رغم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي توحي بعلم مسبق أو موافقة ضمنية.
وشنت إيران هجوما صاروخيا واسعا ردا على الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت داخل أراضيها، وهددت باستهداف قواعد عسكرية أميركية في الخليج والعراق وسوريا.
واكتفى ترامب في تصريحاته بالإشارة إلى أنه "أعطى مهلة 60 يوما لإيران" قبل تنفيذ الهجوم، دون أن يؤكد أو ينفي مشاركة بلاده. وهو ما يثير تساؤلات بشأن حقيقة دور الولايات المتحدة وحجم التنسيق، وحدود تأثير أميركا الفعلي في حليفتها الأبرز في المنطقة.
كما يرى محللون أن هذه التصريحات المتحفظة والغامضة تعكس حالة ارتباك داخل الإدارة الأميركية، التي تجد نفسها الآن بين شُبهة التواطؤ من جهة، والعجز عن ضبط شركائها من جهة أخرى.
علم دون تنسيقفي قراءة تحليلية لتصريحات ترامب، ترى باربارا سليفان، الخبيرة في السياسات الأميركية تجاه إيران ومديرة "مبادرة مستقبل إيران" السابقة في المجلس الأطلسي، أن ترامب تقدّم فعلا لإيران بمقترح دبلوماسي خلال الأسابيع الماضية، "لكنه تضمّن شرطا طالما رفضته طهران، وهو التخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، مما يجعله مقترحا غير مقبول".
إعلانوتشير سليفان -في حديثها للجزيرة نت- إلى أن "ترامب ربما لم يمنح الضوء الأخضر رسميا، لكنه أيضا لم يمنع العملية، معتقدا أن الضربة ستدفع إيران للعودة إلى طاولات المفاوضات، لكن التطورات أظهرت العكس تماما". كما أكدت أن الولايات المتحدة كانت على علم بالعملية استنادا إلى قرار إجلاء الموظفين غير الأساسيين من بعض مواقعها في المنطقة قبل الضربة.
وجاء الهجوم الإسرائيلي قبل أيام من موعد كان من المرتقب فيه انطلاق جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عُمان. حيث كان يسعى الجانب الأميركي إلى التوصل إلى اتفاق تفاوضي مع طهران بشأن برنامجها النووي، وهو ما تعارضه إسرائيل بشدة.
ويستبعد حافظ الغويل، كبير الباحثين في معهد الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز في واشنطن، أن تكون إسرائيل قد نسّقت مع واشنطن قصف إيران. ويقول "واشنطن اليوم في موقف لا تُحسد عليه، لقد تم إبلاغ أميركا مسبقا، لكن دون تنسيق فعلي، وأعتقد أن ترامب حاول إيقاف الضربة، لكنه لم ينجح".
ويضيف -في حديثه للجزيرة نت- أن "إسرائيل ورّطت واشنطن في التصعيد العسكري ووضعتها أمام خيارين أحلاهما مر: إما الاعتراف أنها كانت على علم وموافقة، مما يعني أنها كانت تتفاوض بسوء نية، أو القول إنها لم تكن موافقة وتظهر بموقف الدولة العاجزة عن التأثير في أقرب حلفائها".
وزير الخارجية ماركو روبيو: شنت إسرائيل الليلة هجومًا أحاديًا ضد إيران. لم نشارك في هذه الضربات، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة. وقد أبلغتنا إسرائيل بأنها ترى أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن النفس.
الرئيس ترامب والإدارة اتخذوا جميع الخطوات اللازمة لحماية…
— الخارجية الأمريكية (@USAbilAraby) June 13, 2025
"لم تعد ممكنة"وهددت إيران باستهداف قواعد أميركية ردّا على ما تعتبره "تورطا أميركيا في العدوان". وقال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني إن "القواعد الأميركية لن تكون في مأمن".
إعلانوفي السياق ذاته، رفعت وزارة الدفاع الأميركية مستوى التأهب في قواتها بالمنطقة تحسبا لأي رد إيراني موسّع، ودفعت بتعزيزات بحرية إلى مناطق إستراتيجية بالخليج وعززت أنظمة الدفاع الجوي في قواعدها العسكرية بالعراق وسوريا.
وبشأن آفاق الحوار الأميركي الإيراني، ترى الخبيرة سليفان أن فرص استئناف أي مسار تفاوضي صارت "شبه معدومة" في ظل استمرار التصعيد العسكري بين الطرفين الإسرائيلي والإيراني من جانب، والتمسك الأميركي بمطالب وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، من جانب آخر.
وتضيف "نتنياهو تصرّف وكأنها الفرصة الوحيدة لضرب إيران على نطاق واسع، والآن علينا جميعا أن نتحمّل العواقب".
وعن تأثير الهجوم على علاقات أميركا بحلفائها الإقليميين خاصة دول الخليج، تقول "لا شك أن دول الخليج قلقة للغاية من هذا التصعيد، لأنه يقوّض كل خططها التنموية ويهدد جاذبيتها الاقتصادية"، وتضيف "من سيغامر اليوم بإطلاق استثمارات جديدة في المنطقة؟".
من جهته، يحذّر الغويل من أن "إسرائيل بهذه الخطوة تجر الولايات المتحدة جرّا نحو الحرب، وسحبت البساط من تحت جهودها الدبلوماسية، وتضع واشنطن في مأزق إستراتيجي يتزامن مع اقتراب استحقاقات انتخابية داخلية. وقال إن واشنطن تواجه الآن تبعات مباشرة لتحرك لم تكن مستعدة لتحمّل كلفته.
الخطوة التالية
وفي ظل تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب، تجد الإدارة الأميركية نفسها مطالبة باتخاذ موقف واضح من التصعيد، وسط انقسام داخلي بين تيارات تدعو إلى التهدئة، وأخرى تضغط من أجل دعم غير مشروط لإسرائيل.
ورغم أن ترامب لم يعلن موقفا حاسما بعد الضربة، فإن محللين يرون أنه يفضّل إبقاء واشنطن في موقع المناورة من دون الانخراط المباشر في مواجهة مفتوحة مع إيران.
ويرى الغويل أن أي خطوة أميركية مقبلة ستكون محكومة باعتبارات انتخابية داخلية، حيث "يسعى ترامب إلى تجنب الغرق في نزاع جديد قد يورّطه أمام قاعدته الانتخابية التي دعمته على أساس وعود بإنهاء الحروب في المنطقة وليس الانخراط في نزاعات جديدة".
إعلانوبحسب التقديرات الأمنية، فإن أي رد إيراني مباشر أو موسّع قد يدفع واشنطن إلى إعادة تقييم تموضعها العسكري في المنطقة، وربما نشر مزيد من التعزيزات لحماية المصالح الأميركية وقواعدها المنتشرة في الخليج والعراق وسوريا.