كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه من المتوقع أن تعارض إيران خطة أميركية لنقل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى دولة ثالثة كروسيا مثلا، كجزء من جهود واشنطن للحد من البرنامج النووي المدني الإيراني ومنع استخدامه في تطوير سلاح نووي.

وذكرت الصحيفة أن الخطة الأميركية تم طرحها خلال الجولة الأولى من المفاوضات في سلطنة عُمان، مضيفة أن إيران تصر على أن يبقى مخزونها من اليورانيوم داخل البلاد تحت إشراف صارم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووفق الصحيفة، فإن طهران ترى في ذلك إجراء احترازيا أو شكلا من أشكال الضمان في حال انسحبت أي إدارة أميركية من الاتفاق، كما فعل دونالد ترامب في عام 2018 عندما رفض الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2015 بوساطة باراك أوباما.

ويحذر الجانب الإيراني من أن نقل المخزون النووي للخارج قد يعرضه للخطر في حال انسحبت واشنطن لاحقا من الاتفاق، مما سيجبر طهران على البدء من الصفر في عملية التخصيب مجددا.

وتجري إيران المفاوضات تحت تهديد ليس فقط بفرض مزيد من العقوبات عليها، بل وتحت تهديد هجوم عسكري محتمل على مواقعها النووية من قبل الولايات المتحدة.

وقال المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، الإثنين، إن أي اتفاق دبلوماسي مع إيران مرهون بـ"شرطين".

وأضاف ويتكوف في مقابلة مع "فوكس نيوز": "سيتعلق الأمر بالأساس بالتحقق من برنامج التخصيب، ثم التحقق في نهاية المطاف من التسلح. ويشمل ذلك الصواريخ، ونوع الصواريخ التي خزنوها هناك".

وأجرى البلدان، السبت، مباحثات في عمان، وصفت بـ "البناءة" بشأن البرنامج النووي الإيراني، واتفقا على عقد لقاء جديد.

وذكرت إيران، الأحد، أن المحادثات المقبلة ستبقى "غير مباشرة"، وستركز حصرا على الملف النووي ورفع العقوبات.

وفي وقت سابق الإثنين، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن إيران لا بد أن تتخلي عن السعي لامتلاك سلاح نووي وإلا ستواجه عواقب قاسية قد تشمل توجيه ضربة عسكرية لمنشآتها النووية.

وعندما سُئل ترامب عما إذا كان الرد المحتمل قد يشمل توجيه ضربات إلى منشآت نووية إيرانية أجاب قائلا "بالتأكيد".

وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، موافقتها على استضافة الجولة القادمة من المحادثات يوم السبت في روما، في خطوة تُعتبر لفتة سياسية من ترامب تجاه إيطاليا.

كما تسهم هذه الخطوة في تهميش دور القوى الأوروبية الرئيسية في مفاوضات إيران، مع استمرار عُمان في لعب دور الوسيط.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ع مان إيران دونالد ترامب باراك أوباما المخزون النووي التخصيب الولايات المتحدة البرنامج النووي الإيراني روما اليورانيوم أسلحة نووية روسيا إيران نووي إيران موقع نووي إيراني ع مان إيران دونالد ترامب باراك أوباما المخزون النووي التخصيب الولايات المتحدة البرنامج النووي الإيراني روما أخبار إيران

إقرأ أيضاً:

ربما تكون خطة سلام أوكرانيا قد ماتت

ترجمة: أحمد شافعي

تنفست أوروبا كلها الصعداء، وأطلقت تنهيدة ارتياح عميقة يوم الاثنين الماضي حينما بدا لوهلة أن الخطة الجديدة المؤلفة من ثمان وعشرين نقطة التي عرضتها واشنطن لإنهاء الحرب قد استقرت.

وتكلم مارك روبيو وزير الخارجية الأمريكي عن «تقدم كبير» بعد المحادثات الأوكرانية الأمريكية في جنيف. وفي ليل الاثنين اتخذ فلاديمير بوتين خطوته المضادة وهي عبارة عن وابل هائل آخر من الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت العاصمة الأوكرانية كييف.

تجسد في هذين الحدثين المتناقضين جوهر الحرب القائمة الكريه.

ففي النهار تُخاض معارك الدبلوماسية، وتصدر البيانات المتفائلة من واشنطن ولندن وبروكسل وكييف، وتُبذل طاقة هائلة من أجل احتواء مبادرات دونالد ترامب. وبالليل يذكّر فلاديمير بوتين العالم كله بقسوة بأن الحرب بالنسبة له هي الأداة الأساسية لتحقيق «السلام».

ومع تقدم الهجمة الروسية حتى أولى ساعات يوم الثلاثاء افتضحت حقيقة ضعف أوكرانيا الصارخ. فأوكرانيا قادرة على تتبع إطلاقات الصواريخ من الأراضي الروسية، وهي قدرة وفرتها لها المخابرات الأمريكية في الوقت المناسب.

ولقد رأيت من شباك بيتي طائرتين مقاتلتين تابعتين للقوات الجوية الأوكرانية وقد انطلقتا لاعتراض صواريخ كروز القادمة، فكانتا تهدران من فوقنا، وهما من طراز إف 16 وقد أمد أحد الحلفاء الأوروبيين أوكرانيا بهما.

بعد دقائق دوَّت أنظمة الدفاع الصاروخي الأوكرانية وتم إطلاق صاروخيان حادَّان لاعتراض صاروخ باليستي روسي.

وذلك النظام الدفاعي هو نظام باتريوت الذي أمدتنا به على أرجح الاحتمالات إما الولايات المتحدة أو ألمانيا. كان كل إطلاق يباغت المرء ويرجُّه رجًّا، وكانت الشبابيك تهتز على إثره. وسرعان ما كانت لحظة الخوف تتبدد ليحل محلها استسلام مقيت: قد لا يصيب الصاروخ القادم هدفه هذه المرة، فتنجو المدينة من دمار وانقطاع آخر للتيار الكهربائي.

ولم يكد يمضي بعض الوقت حتى انفتح مدفع رشاش ثقيل على طائرة مسيرة في مكان ما على مقربة، وهذه الطائرة جزء من مجموعة متنقلة لإطلاق النار، ويكاد يكون من المؤكد أنها من طراز براوننج الأمريكي الصنع. ومن سوء الحظ أن الرصاص أخطأ طائرة مسيَّرة من طراز شاهد إيرانية الصنع فمضت فوق رؤوسنا متجهة إلى هدفها.

واستمر الأمر على ذلك المنوال حتى الفجر مع توقفات بين الحين والحين. فاستيقظت كييف على أنباء الصباح: مقتل سبعة أشخاص، ودمار التدفئة وانقطاعها في العديد من البيوت من جراء الهجوم الليلي. وكما هي العادة على الدوام؛ مضى الجميع إلى ما يمضون إليه بالنهار، أي أن يعيشوا الحرب. ولكن تلك الساعات الأربع والعشرين جسدت اعتماد أوكرانيا العسكري الحاسم على الولايات المتحدة، وهو الاعتماد الذي تظل أوروبا عاجزة عجزا مشهودا عن تعويضه في المدى القصير.

أثارت خطة واشنطن المؤلفة من ثمان وعشرين نقطة حماسا جارفا، وجدالا، وخوفا عميقا، وصرفت الأنظار مؤقتا عن أكبر فضيحة فساد تشهدها أوكرانيا منذ سنين. ولكن هذا السيناريو ليس بالجديد علينا، فقد شهدناه من قبل إثر ذلك الاجتماع الكارثي بين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في فبراير، وإثر قمة ألاسكا في أغسطس.

فكل مبادرة جديدة من واشنطن تظهر وفقا للنمط نفسه: هجوم دبلوماسي يستهدف أوكرانيا، وتنجح كييف ـ مع عواصم أوروبية أخرى ـ في صده. وتنجح هذه العواصم في فرض الاستقرار لكن لا يحدث مطلقا أن تنتصر في المعركة. ولا شك أن هذا النمط سوف يستمر.

من المغري أن نتهم دونالد ترامب بأنه يتقدم دائما وفق شروط روسيا. لكن لا يبدو أن هذا الاتهام يجمل القصة كاملة. فواشنطن تعمل بناء على افتراض معروف تماما للدبلوماسيين الأمريكيين وهو أنه ليس من الممكن أن تنتصر على طاولة المفاوضات في ما خسرته في ميدان المعركة. والبيت الأبيض يفترض أنه من المستحيل إرغام روسيا على التخلي عن الأراضي التي تسيطر عليها بالفعل في جنوب أو شرق أوكرانيا.

والمشكلة هي أن واشنطن ـ وإن كانت تعترف بهذا الواقع الملموس ـ لا تفعل شيئا من أجل ردع موسكو سواء بالأقوال أو بالأفعال عن الظن بأن الوضع سوف يتغير لصالحها خلال العام القادم.

ولذلك فإن فلاديمير بوتين على قناعة بأن الوقت في صفه، وأن أوكرانيا وشركاءها يقتربون من حدود الإنهاك، ولا يكاد يكون لديه أي دافع للتوقيع على اتفاقية لا تمنحه الحد الأقصى من المكاسب. وقد تكون المساعي كثيرة لإنهاء العداوة، ولكنها سوف تستمر محض محاولات طالما بقي الرئيس الروسي واثقا تمام الثقة من النتيجة.

في المقابل، يعتقد فولوديمير زيلينسكي أن أوكرانيا لا تزال قادرة على الصمود والفقدان البطيء لشعبها وأرضها مع اجتناب انهيار كامل على الجبهة إلى أن تتغير الظروف لتصبح في صالحها.

وبشكل موضوعي؛ ما من شروط سابقة حقيقية لوقف إطلاق النار، بل إن عوامل ذاتية تدخل الآن في المعادلة، وهي: رغبة دونالد ترامب في التوسط في وقف إطلاق نار لتمهيد طريقه للحصول على جائزة نوبل في السلام، وثمة تحديان متلازمان يواجههما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أحدهما، من ناحية، هو ألا يتسبب في إغضاب حليف أساسي، والثاني هو أن يحشد الشعب الأوكراني حول العلم وضد مبادرة الولايات المتحدة التي تراها كييف غير مقبولة وذلك لكي لا ينصرف انتباه الشعب إلى مشكلات محلية.

وعلى الرغم من أن مشكلته الآن سوف تكون أصعب كثيرا بعد أن قامت سلطات مكافحة الفساد بتفتيش منزل أقرب خلصائه أندريه يرماك، فإن من المستبعد كثيرا أن يحمله هذا على تغيير نهجه العام.

هاتان القوتان هما اللتان تقودان المحادثات

 لم يلزم غير سبعة أيام من أجل قتل النقاط الثماني والعشرين التي تتألف منها الخطة الأخيرة. إذ إن معالجة واشنطن العدوانية العصابية للأمر، وردود الفعل العنيفة من أوكرانيا وبقية بلاد أوروبا، بجانب جهود التهدئة التي بذلها وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، وأخيرا التسريبات المتعلقة بويتكوف، قد أدت جميعا أدوارها في قتل الخطة. وفي حين أننا نوشك أن نشهد خططا جديدة قائمة على أفكار قديمة، يجب أن تخلص كييف ولندن وغيرهما من العواصم الأوروبية إلى نتيجة واحدة أساسية هي أن: أوكرانيا وأوروبا لن يستطيعا صد هجمات واشنطن الدبلوماسية القائمة على المطالب الروسية والتي تعكس عزوف دونالد ترامب عن تغيير مسار الأحداث، إلا إذا اتحدتا وعملتا على تقوية قدراتهما الدفاعية بأسرع وتيرة ممكنة، وفي حال نجاحهما في تحقيق ذلك، فلن يكون بوسع دونالد ترامب أو فلاديمير بوتين أن يكسر إرادتهما. وفي الوقت نفسه، سوف تظل قدرة أوكرانيا على صد الهجمات الجوية الليلية، في المستقبل المنظور، معتمدة إلى حد كبير على الولايات المتحدة.

ديميترو كوليبا وزير خارجية أوكرانيا في الفترة بين عامي 2020 و2024

الترجمة عن ذي جارديان

مقالات مشابهة

  • إيران تصل إلى عالم نووي إسرائيلي.. باقة زهور ورسالة تهديد تكشف التفاصيل
  • النيجر تطرح مخزونها من اليورانيوم للبيع بالسوق الدولية
  • النيجر تطرح مخزونها من اليورانيوم للبيع في السوق الدولية
  • هل تقترب حرب أوكرانيا من نهايتها؟| ترامب يوضح فرص الاتفاق ويحذر من تهديد خطير
  • النيجر تطرح مخزونها من اليورانيوم للبيع وتتحدى فرنسا
  • أزمة التأشيرات.. تهديد مبكر لمشاركة إيران في مونديال 2026
  • إيران تدين إعلان ترامب إغلاق المجال الجوي لفنزويلا
  • ربما تكون خطة سلام أوكرانيا قد ماتت
  • بعد قرار ترامب.. ما هي دول العالم الثالث الممنوعة من الهجرة إلى أمريكا؟
  • هل يعود ترامب لولاية ثالثة في البيت الأبيض؟.. نخبرك عن حظوظه قانونيا