مخرج فيلم "علكة": ربما أجعل شخصا يعيد التفكير في نظرته لمتلازمة داون
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ينافس فيلم علكة للمخرج بلال البدر في المسابقة الرسمية لمهرجان أفلام السعودية في نسخته الحادية عشر والتي تنطلق من الخميس 17 أبريل الحالي وحتى الأربعاء 23 من نفس الشهر.
شهد الفيلم عرضه العالمي الأول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته السابقة حيث شارك في برنامج "سينما السعودية الجديدة" في دورته السابقة التي أقيمت ما بين 5 ديسمبر وحتى 14 ديسمبر من عام 2024.
تدور أحداث الفيلم حول سعد طفل مصاب بمتلازمة داون، يقع في الحب لأول مرة في حياته، ويبدأ باكتشاف مشاعر جديدة لم يكن يعلم بوجودها. واتخذ بسببها قرارات لم يكن مستعدًا لأخذها.
يقول المخرج بلال البدر عن فيلمه: كنت على يقين من أنني لا أريد فيلمًا تقليديًا مليئًا بالرسائل المباشرة التي تحاكي الاحتياجات الخاصة لمصابي متلازمة داون. كان من المهم ألا يقع الفيلم في فخ الشفقة أو المبالغة في المثالية. لذلك، كان تحقيق التوازن بين التحديات التي يواجهها البطل وبين لحظات الفرح والانتصار من أصعب الأمور في سرد القصة. أعلم أن الفيلم لن يغير العالم، لكنه قد يفتح نافذة صغيرة في عقل وقلب من يشاهده. ربما يجعل شخصًا يعيد التفكير في نظرته لمتلازمة داون.
الفيلم من تأليف وإخراج بلال البدر، وهو بطولة عزام الخرعان، أحمد التركي، العنود عبد الله، ومديرة التصوير ريتا حجار، وقام بمهمة تدريب الممثلين شيروان حاجي. الفيلم من إنتاج شركة Rec Entertainment، المنتج بلال البدر وشاركه الإنتاج أحمد نابلسي، ومدير خط الإنتاج فؤاد محمد. تتولى MAD Distribution مهام التوزيع في العالم العربي، بينما تتولى MAD World المبيعات في باقي أنحاء العالم.
بلال البدر مخرج سعودي بدأ مسيرته في عام 2009، ثم أكمل دراساته العليا في التصوير والإخراج السينمائي في لوس أنجلوس وعمل على العديد من الأفلام والمسلسلات، ثم عاد إلى السعودية في عام 2017 حيث قدم أعمالًا سينمائية وتلفزيونية حصلت على عدة ترشيحات وجوائز محلية وعالمية، وفي عام 2019 قام بتأسيس شركة ”Rec Entertainment“ بهدف رفع جودة المحتوى المحلي لمستويات عالمية بعد حصوله على درجة ماجستير في إخراج الصورة السينمائية من أكاديمية نيويورك للأفلام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: علكة مهرجان أفلام السعودية سينما السعودية الجديدة
إقرأ أيضاً:
خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: لا بد من الصحوة الأسرية وإعادة التفكير في مفاهيم التعليم والنجاح
استكمالًا لموضوع الثانوية العامة، وحديثي هنا موجَّه إلى الأسرة: أعزائي الآباء والأمهات، أَلَم يَأنِ الأوان لتغيير المفاهيم الخاطئة التي تشوب ثقافة التعليم والشهادة الجامعية؟
ألم يَأنِ الأوان أن نرحم أبناءنا من الوقوع فريسةً للأمراض النفسية والاجتماعية، فقط لأنهم لم يحققوا “أحلامكم” في الالتحاق بكلية “مرموقة”؟
من الذي قرر ما هي “الكلية المرموقة”؟
مصطلح “كلية مرموقة” مصطلح واسع وفضفاض…
لكن من الذي حدد هذه “المرموقية”؟
من وجهة نظر الدين؟
أم من نظرة المجتمع المحلي؟
أو من منظور الاقتصاد وسوق العمل؟
أم مجرد قناعات موروثة عن أن “الناس لا تحترم إلا الدكاترة والمهندسين”؟
لماذا لم نتوقف لحظةً لمراجعة هذا المفهوم؟
لماذا لم نُجْرِ تصحيحًا لهذه الثقافة التي حوّلت حياة الكثير من الأسر إلى قلق وضغط دائمين؟
أين ذهب دفء الأسرة؟
لقد افتقدنا، وبدون مبالغة، قيمًا ومعاني عميقة:
جلسات العائلة الهادئة
الأحاديث العفوية عن الذكريات
النقاش حول تطلعات الحياة بعيدًا عن الدرجات والامتحانات
تحوّل البيت إلى مركز دروس مكثفة:
درس داخل المنزل وآخر خارجه لنفس المادة!
بل أحيانًا مع أكثر من مدرس…
هل أصبح هذا هو “الطبيعي” الجديد؟
يا الله، لطفك بنا.
توازن مهم: الصحة النفسية أم شهادة “كبيرة”؟
سؤال صريح لكل أب وأم:
أيهما أهم؟
أن يكون ابنك سويًّا نفسيًّا واجتماعيًّا؟
أم أن ينهار بسبب أعباء لم يخترها، لتحقيق حلم لم يكن حلمه من الأساس؟
حين تسأل بعض الطلاب: “ما هدفك من الثانوية العامة؟”
يُجيبون:
“لا أعرف… أبي وأمي يريدانني في كلية مرموقة.”
هكذا يعيشون لا لأجل أحلامهم، بل من أجل طموحات غيرهم.
خيبة الأمل بعد “النجاح”
بعض الأبناء، بالفعل، يدخلون كليةً “مرموقة”… لكنهم يكتشفون لاحقًا أن هذا التخصص لا يناسبهم، فيتوقفون عن الدراسة أو يفقدون شغفهم تمامًا.
يعيشون في عزلة، بخيبة أمل مريرة.
لابد من صحوة أسرية قبل فوات الأوان، صحوة نعيد بها حساباتنا وتصوراتنا حول التعليم والنجاح.
كيف نُعِد أبناءنا للحياة لا للامتحانات فقط؟
علينا أن نغرس فيهم القيم التالية:
أن الله كرم الإنسان بالعقل لا بالشهادة
أن النجاح الحقيقي يبدأ من الإخلاص والنية
أن مراقبة الله والتقوى هما الأساس
أن الإنسان قد يكون “مرموقًا” بأخلاقه وتأثيره وليس فقط بلقبه
أبناؤنا قادرون - بإذن الله - على بناء مستقبل مشرق،
لكن بشروطهم هم، وبما يوافق شخصياتهم وقدراتهم الفعلية، وليس بمقاسات اجتماعية مفروضة.
القدوة ليست دائمًا “أصحاب الشهادات”
كم من أشخاص نلتقيهم يوميًا، حاصلين على قدر بسيط من التعليم، لكنهم يمتلكون حكمة ونُضجًا، ويُقنعونك بفلسفة الحياة بكل بساطة وهدوء.
صاغوا لأنفسهم حياة كريمة، خالية من الضغط والتوتر، وأصبحوا قدوة حقيقية في مجتمعاتهم الصغيرة.
لنُعد التفكير… بثقافة جديدة، نحن شددنا على أنفسنا، فشدد الله علينا.. لسنا ملومين بالكامل، فثقافتنا تشكلت على عبارات مثل:
• “اللي بيأكل على ضرسه ينفع نفسه”
• “شهادتك هي سلاحك”
• “ما حدش بيحترمك إلا لو بقيت دكتور أو مهندس”
لكن…
الآن حان الوقت لنعيد التفكير.
حان الوقت لتغيير هذه الموروثات، ولخلق بيئة هادئة، متزنة، تسودها الثقة والحب بين الأبناء وآبائهم، وتقوم على الحوار لا الإملاء،
وعلى الدعم لا الضغط.
فلنترك لأبنائنا الفرصة لصناعة ذواتهم، لماذا لا نترك أبناءنا وبناتنا يسعون لتحقيق ذواتهم، وفق مفهومهم هم عن الحياة؟
وفق اهتماماتهم، شغفهم، وطاقاتهم؟
دعونا نؤمن بهم… وندعمهم، لا نوجههم فقط.
أ.د / سعاد العزازي
أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر الشريف