إدانة مغترب ببلجيكا عن تهمة الانخراط بتنظيم ارهابي بسوريا
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
أدانت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء الجزائر ، مغترب جزائري مقيم ببلجيكا يدعى”و.كريم” ب3 سنوات سجنا منها عامين غير نافذة، عن جناية الانخراط في جماعة أو منظمة ارهابية تنشط في الخارج ، و جنحة انتحال اسم الغير في ظروف قد تؤدي الى قيد حكم في صحيفة السوابق القضائية ، وذلك على خلفية تورطه في الالتحاق بالتنظيم الارهابي “أنصار الشام” بسوريا.
وذلك بين سنة 2013 الى 2015.
تحريك الدعوى العمومية في ملف الحال، انطلق بناءا على ارسالية موجهة من السلطات البلجيكية سنة 2019 الى نظيرتها الجزائرية تفيد بالاشتباه في شخص جزائري الجنسية متحصل على اقامة بلجيكية يدعى “و.كريم” التحاقه بمناطق النزاع بسوريا و العراق ، وكان ينتمي الى التنظيم الارهابي “أنصار الشام” بسوريا حيث أثبتت السلطات البلجيكية أن المتهم سافر الى دولة سوريا للالتحاق بتنظيم ارهابي هناك مرورا بتركيا، أين مكث أسبوعا هناك ثم عاد الى بلجيكا أين تم القبض عليه و سجنه ثم اطلاق سراحه ، ليسافر المعني الى فرنسا ، ثم قرر العودة الى الجزائر ببطاقة تعريف مزورة تحمل اسم صديقه المقيم بالجزائر ، غير مصالح الأمن الجزائرية بالمطار تفطنت له و ألقت القبض عليه ليتبين أنه محل بحث في ملف ارهابي ومنتحل صفة الغير. وعليه تم تحويله على التحقيق مباشرة.
و خلال استجواب المتهم المدعو “”و.كريم” صرح أنه سافر سنة 2000 الى دولة بلجيكا للدراسة هناك ، و بعد انتهاء مدة دراسته بقي هناك مقيما بطريقة غير شرعية حتى تحصل على بطاقة اقامة لمدة 5 سنوات ، و خلالها تعرف عبر تطبيق الأنستغرام على شخص يدعى “محمد” تركي الجنسية اقنعه بالالتحاق بصفوف القتال في سوريا و العراق، ونظرا لتأثره بالحرب هناك. أكد المتهم أنه قرر السفر الى تركيا الى ان وصل الى الحدود مع سوريا بمنطقة “باب الهوى” أين وجد في استقباله قائد تنظيم أنصار الشام و حوالي 16 مجند كلهم أوروبيين قاموا بمصادرة جواز سفره حينها، فبقي هناك مدة ثم غادر لعدم تحمله مشاهد القتال والحرب.
وخلال سماع أقواله أمام محكمة الجنايات الاستئنافية تراجع المتهم عن تصريحاته السابقة و أنكر التحاقه بالتنظيم الارهابي “أنصار الشام” مصرحا أنه منخرط في جمعية خيرية بلجيكية تدعى” أصدقاء سوريا ” و سافر ضمنها الى تركيا و بالضبط في الحدود مع سوريا أين قام بمساعدة و اسعاف الجرحى ، مضيفا أن مهامه كان يقتصر على التطبيب و التمريض لا غير .
أما بالنسبة لانتحاله صفة الغير لدى لوجه الى الجزائر صرح المتهم أنه كان يعلم أنه محل بحث و حاول الدخول باسم صديقه لكن مصالح الأمن تفطنت لذلك و قامت بالقبض عليه.
النائب العام التمس توقيع عقوبة 10 سنوات حبسا نافذة ضده مع 500 ألف دج غرامة مالية مع حرمانه من ممارسة حقوقه المدنية لمدة 5 سنوات قبل أن تدينه المحكمة بعد المداولة القانونية بالعقوبة السالف ذكرها.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
هل هناك موت ثقافي في القدس؟
القدس ليست مدينة عادية، فهي مدينة مركزية للديانات، وتمتد حضارتها لآلاف السنين، تعاقبت عليها حضارات وثقافات متعددة، تمتلك تراثا معماريا متنوعا وهائلا، كما أن كونها محتلة من قبل الصهاينة، هذا يمنحها قداسة وأهمية مضاعفة في عيون العرب والفلسطينيين وأحرار العالم، هذه الأيام بالذات تشتد الهجمات على القدس من قبل محتليها، وتتنوع الهجمات ما بين مداهمات للمكتبات ومصادرة كتب كما حصل مع مكتبة عماد منى، في شارع صلاح الدين، قبل أشهر، وما بين مداهمة حفلات إحياء التراث الفلسطيني كما حدث قبل أسبوعين مع مسرح الحكواتي، حيث منع المحتلون هذا الحفل وطردوا الأطفال والعائلات، وأغلقوا المسرح.
نحن نعرف أن هناك شبه موت اقتصادي في القدس بفعل إجراءات الاحتلال وإغلاق المدينة أمام المدن الفلسطينية الأخرى، لكن هل هناك موت ثقافي؟ ثمة نقاش دائم حول ذلك، هناك من ينفي هذا الموت كالفنان المسرحي حسام أبو عيشة الذي قال لنا: أعتقد حازما أن في ذلك تجن على الحالة الثقافية في القدس، هناك الكثير من الحالات الثقافية المستمرة والمتقدمة رغم ظرف القدس المعروف، قد يكون أنه بعد السابع من أكتوبر حصل سبات ما وليس موتا، إذ لا عودة بعد الموت، على سبيل المثال لا الحصر هناك خمس (إنتاجات مسرحية جديدة في المسرح الوطني الفلسطيني، هناك عملان موسيقيان للمعهد الوطني للموسيقا وفرقة بنات القدس، هناك عروض (سينما فلسطين) كل أول شهر لشباب مخرجين ومصورين من القدس، هناك مؤسسات ثقافية مهمة نفخر فيها جميعا أبرزها: مؤسسة يبوس ومسرح الحكواتي، وغيرها.
رغم تحديات الاحتلال وإجراءاته القمعية وحصاره للثقافة والحياة فإن مسرح الحكواتي استطاع تقديم خدمة ثقافية مهمة للمسرحيين الفلسطينيين ولمتذوقي المسرح وأيضا للكتاب والشعراء الذين يديرون منذ سنوات طويلة ندوة شهرية اسمها (ندوة اليوم السابع)، أما مؤسسة يبوس فتعمل على إحياء البنية التحتية الثقافية في القدس من خلال ترميم وإعادة بناء سينما القدس التاريخية وتحويلها إلى بؤرة ثقافية متكاملة تحوي قاعات للحفلات والعروض والورش.
وقد أطلقت المؤسسة مهرجانات مهمة: مهرجان القدس ومهرجان الحكايات ومهرجان الفنون الشعبية وليالي رمضان، وهي نشاطات تسحر الجمهور وتنهض بالفن الفلسطيني.
كما تنظّم يبوس أمسيات أدبية وحفلات توقيع كتب، وندوات ثقافية اجتماعية وسياسية، ومعارض فنية، مما يساهم في خلق مناخ ثقافي مضيء. وتقدّم ورشات مسرحية وقصصية وفعاليات ترفيهية تخدم الأجيال الصاعدة وتطور الإبداع لديها).
لكن القاص المعروف محمود شقير له رأي آخر: نعم، مقارنة بما كانت عليه أحوال الثقافة في سبعينيات وثمانينيات القرن (العشرين، فإن تجلّيات الثقافة في القدس هذه الأيام ليست على النحو المطلوب، وذلك بسبب عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني في محاولات دائبة لتهويدها، وبسبب الحالة الأمنية المتردّية في المدينة، حيث تتضاءل حركة المواطنين عند الغروب أو قبله بقليل.
وثمة ضرائب باهظة تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين، فتجعل أحوالهم الاقتصادية صعبة، ما ينعكس سلبًا على الحالة الثقافية. ثم إنّ وباء كورونا ترك أثرًا سلبيًّا على الأنشطة الثقافية واضطر بعض الهيئات الثقافية مثل ندوة اليوم السابع إلى ممارسة نشاطها الأسبوعي إلى يومنا هذا عبر منصّة زووم، فيما يمارس المسرح الوطني الفلسطيني ومركز يبوس ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى أنشطة ثقافية لها حضورها النسبي إلى حدٍّ ما).
فجّر الفنان الفلسطيني المقدسي خالد الغول، فكرة الجفاف الثقافي في القدس، عبر اقتراحه الذي كرره أكثر من مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإنشاء مكتبة عامة، تخدم الناس والطلاب والباحثين والمثقفين، الفنان المقدسي العاطل عن العمل الآن (ليس عن الحلم والأمل)، بعد سنوات من خدمة الثقافة الفلسطينية عبر مؤسسة يبوس المقدسية الشهيرة، يجيب عن سؤال بداية لمعان الفكرة في قلبه: (لمعت شرارة المبادرة بالصدفة، وفي ظروف اجتماعية محضة.
ففي زيارة اجتماعية لجمعية أهلية تعنى بشؤون الناس الاجتماعية والثقافية في القدس. قال لي أحد العاملين فيها، إن مقر الجمعية المقامة سيتم هدمه ويتحول إلى بناية تجارية. وعرض عليّ أن آخذ الكتب والمخطوطات من المقر قبل هدمه. وبالفعل نقلت الكتب. وفي الأسبوع ذاته، طلب مني صديق بعض الروايات والدواوين الشعرية لابنه اليافع، الذي ما زال معنيًّا بقراءة الكتب المطبوعة ولم تسيطر عليه بعد عقلية التذوق للأعمال الأدبية من خلال التكنولوجيا الحديثة والرقمية.
وبعد أن زودت الفتى بالكتب التي طلبها، نشرت على صفحتي في "فيسبوك" طالبًا التبرّع بكتب تحت عنوان "نحو مكتبة أهلية عامة في القدس"، فلبّى الكثيرون من الأصدقاء الطلب، وانهالت عروض التبرع بالكتب والمساعدة، وما زلت منهمكًا في جمع الكتب والبحث عن مكان مناسب يلبّي الغرض).
القدس المقدسة تحتاج منا جميعا مثقفين ورجال أعمال وأكاديميين، ومؤسسات أهلية ومن السلطة الوطنية الفلسطينية ومن المؤسسات الثقافية العربية واتحادات الكتّاب العرب مزيدًا من الدعم والاهتمام لتعزيز هويتها، ووقف تهويدها.