في لقاء مجتمعي بإطسا.. تعليم الفيوم تفتح حوارًا حول نظام البكالوريا
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت إدارة إطسا التعليمية بمحافظة الفيوم حوارًا مجتمعيًا موسعًا حول مقترح "نظام البكالوريا المصرية"، بحضور نخبة من الأكاديميين، والمعلمين، وأولياء الأمور، في إطار حرص وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على تعزيز المشاركة المجتمعية وتبادل الرؤى بشأن تطوير منظومة التعليم الثانوي.
جاء اللقاء بتوجيهات من الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، وتحت إشراف ومتابعة الدكتور خالد خلف قبيصي وكيل الوزارة بالفيوم.
تطوير ثانوي شامل وربط بسوق العملوفي كلمته الترحيبية، أكد الدكتور خالد قبيصي وكيل الوزارة على أهمية الدور الذي يقوم به مديرو المدارس والمعلمون في توعية الطلاب وأولياء الأمور بأهمية المقترح الجديد، مشيرًا إلى أن شهادة "البكالوريا المصرية" تمثل خطوة محورية لتطوير منظومة الثانوية العامة.
وأوضح أن النظام الجديد يستهدف تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي، ويربط المناهج التعليمية بسوق العمل، من خلال أربعة مسارات رئيسية تشمل: علوم الحياة والطب، العلوم الطبيعية والهندسة والتكنولوجيا، العلوم الاجتماعية وإدارة الأعمال، الآداب والعلوم الإنسانية.
فرص تقييم متعددة وتخفيف الضغط عن الطلابأشار وكيل الوزارة إلى أن النظام الجديد يمنح الطلاب خيارات متعددة للتقييم، بدلًا من الاعتماد على امتحان واحد يحدد مستقبل الطالب، وهو ما يسهم في تقليل الضغط النفسي على الطلاب وأسرهم، مع تعزيز قدراتهم لاختيار المسارات المناسبة لهم استعدادًا للتعليم الجامعي.
وأكد أن نجاح المشروع يعتمد على توافق وطني بين كافة الأطراف المعنية، مشددًا على أهمية الحوار المستمر والاستماع إلى آراء الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين.
شراكة أكاديمية ومقترحات للتطويرمن جانبها، أوضحت الدكتورة منى شعبان عثمان، رئيس قسم الإدارة التربوية بكلية التربية بجامعة الفيوم، أن النظام المقترح للبكالوريا المصرية يبتعد عن التلقين والحفظ، ويركز على تنمية المهارات الفكرية والتقييم المستمر، مع اعتماد التعليم متعدد التخصصات ودمج الجوانب العلمية والأدبية والفنية.
كما أكد الدكتور أحمد رياض، مدير إدارة إطسا التعليمية، أن النظام الجديد يواكب التوجه نحو تحسين جودة التعليم قبل الجامعي، بما ينعكس على أداء الطلاب الجامعيين لاحقًا.
مشاركة فاعلة من أولياء الأمور والمعلمينشهد اللقاء تفاعلًا واسعًا من الحضور، حيث طُرحت مجموعة من الآراء والمقترحات من قبل مديري المدارس والمعلمين وأولياء الأمور، بهدف دعم وتطوير رؤية "البكالوريا المصرية" بما يتناسب مع احتياجات الطلاب والبيئة التعليمية.
وفي ختام اللقاء، قدم الدكتور قبيصي الشكر والتقدير لفريق عمل إدارة إطسا التعليمية على جهودهم المتميزة في تنظيم الحوار، مؤكدًا أهمية استكمال النقاشات ورفع التوصيات للجهات المعنية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نظام البكالوريا تعليم الفيوم محافظة الفيوم سوق العمل أولياء الأمور وأولیاء الأمور أن النظام
إقرأ أيضاً:
مفتي نظام البراميل
أثار الظهور الأخير لأحمد بدر الدين حسون، آخر مفتي عام للجمهورية العربية السورية في عهد النظام السوري البائد، أمام قاضي التحقيق في قصر العدل بدمشق الكثير من النقاشات وردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي وفي حوارات السوريين داخل سوريا والمهجر، وقد فتح هذا الظهور مع ثلاثة آخرين من مسؤولي النظام البائد الباب واسعا للحديث عن مسألة العدالة الانتقالية ومحاسبة من تورطوا في دعم نظام الفارّ بشار الأسد وحرضوا على قتل السوريين وإبادتهم، وكانوا جزءا لا يتجزأ من الماكينة الأمنية والعسكرية التي استُخدمت وبكل عنف وهمجية لإخماد جذوة الثورة السورية التي انتصرت بعد كلفة بشرية باهظة جدا.
شغل أحمد بدر الدين حسون منصب مفتي الجمهورية العربية السورية منذ العام 2005 وحتى العام 2021، بعد قيام رأس النظام السوري بإصدار المرسوم رقم 28 الذي ألغى بموجبه منصب المفتي لأول مرة منذ استقلال سوريا. وقد تزامن ذلك مع إعادة هيكلة وزارة الأوقاف واستحداث بدعة ما يسمى بالمجلس العلمي الفقهي الذي أنيط به إصدار الفتاوى، ووضع الأسس والمعايير والآليات اللازمة لتنظيمها وضبطها.
لم يقتصر دوره على ذلك إنما تعداه لتبرير الوجود العسكري الإيراني والمليشيات المرتبطة به، وكيل المدائح للمجرم قاسم سليماني الذي قاد عمليات التهجير الطائفي والتغيير الديمغرافي في سوريا
خلال الأعوام الثلاثة عشر الماضية ظهر المفتي السابق أحمد بدر الدين حسون في مناسبات عديدة بشكل انحاز كليا لدعم منظومة الحكم البائد، والتسويق لنظرية المؤامرة الكونية والأسطوانة المشروخة حول العصابات الإرهابية المسلحة. ولم يقتصر دوره على ذلك إنما تعداه لتبرير الوجود العسكري الإيراني والمليشيات المرتبطة به، وكيل المدائح للمجرم قاسم سليماني الذي قاد عمليات التهجير الطائفي والتغيير الديمغرافي في سوريا.
ومن الوجود الإيراني إلى التدخل العسكري الروسي المباشر في العام 2015، استمرّ أحمد بدر الدين حسون على نهجه الذي اختاره في مواجهة إرادة الشعب وثورته، ليخرج بتصريحه الشهير الذي ناشد فيه الدولة السورية والجيش السوري ومتوعدا مناطق ريف حلب بأن كل قذيفة ستسقط على حلب ستباد المنطقة بأجمعها.
في العام 2017 أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا بعنوان "المسلخ البشري" (Human Slaughterhouse) تحدثت فيه عن عمليات الإعدام في سجن صيدنايا، وقد ورد في الصفحة 19 من هذا التقرير أن المفتي كان أحد الأشخاص الثلاثة المفوضين من قبل رئيس الجمهورية للتوقيع على قرارات الإعدام، وهم وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان ومفتي الجمهورية.
في مسيرة أحمد بدر الدين حسون محطات عديدة ظهر فيها بموقع شيخٍ من مشايخ السلطان وقدم فيها الولاء والطاعة لمنظومة الحكم الطائفي في سوريا؛ مدافعا عنها على كل المنابر داخل البلاد وخارجها ومتخذا عددا من المواقف فُسرت في السابق على أنها زلات رجل عالم وهفوات إنسان محب لدينه، لكن مواقفه من الثورة السورية اتخذت موقع الشريك الأساسي في معركة مصيرية دخلها بالتكافل والتضامن مع منظومة الحكم، وتسبب بخسارة الحاضنة الشعبية التي تآكلت تدريجيا حيث صرف رصيده كاملا في خدمة تلك المعركة غير الأخلاقية.
النظام وحلفاؤه زورا وبهتانا لنظرية طائفية الثورة، علما أنها لم تكن يوما إلا ثورة حرية وعدالة لكامل السوريين لا فئة بعينها دفعت الثمن الأكبر من دماء أبنائها وتهجير بشرها وتدمير حجرها
كلمات كثيرة ومقابلات وتصريحات صحفية أدلى بها أحمد بدر الدين حسون لا زالت محفورة في ذاكرة الناس وأهالي الضحايا، رغم أن النظام انتهى وسطوته أصبحت من الماضي الأسود في تاريخ سوريا، وهذه عبرة لكل من اعتلى المنابر الإعلامية أو الدينية أو الاجتماعية للتفكر فيما يقولون ويكتبون كما قال يوما الشاعر ذو النون المصري:
وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
لقد روج النظام وحلفاؤه زورا وبهتانا لنظرية طائفية الثورة، علما أنها لم تكن يوما إلا ثورة حرية وعدالة لكامل السوريين لا فئة بعينها دفعت الثمن الأكبر من دماء أبنائها وتهجير بشرها وتدمير حجرها. ويأتي موقف الثورة وأهلها ومن سار في ركبها؛ من أحمد بدر الدين حسون جليا واضحا ليقول إنها ثورة حق وكرامة لم تغض الطرف عن شخص حتى لو كان ذلك الشخص في أرفع موقع ديني رسمي لأهل السنة والجماعة في الجمهورية العربية السورية.
مع انتصار الثورة السورية وإشراقة فجر الحرية على تراب سوريا الحبيبة حكم الشعب السوري على المفتي المعزول حكما مبرما ونهائيا غير قابل للنقض أو الاستئناف، حكما مكتوبا بدماء الأبرياء والضحايا ودموع الأيتام والثكالى والأرامل، حكما ممهورا بخاتم الدولة السورية الجديدة وعلمها ذي النجوم الثلاث؛ أن لا حصانة لعمامة شاركت نظام البراميل في عدوانه على الشعب الأعزل وأن لا لقب لآخر مفتٍ في عهد النظام البائد إلا مفتي نظام البراميل.