قصة عائلة محمد.. الاحتلال حوّل منزلهم إلى مقابر
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
لم يكن محمد العصار يتخيّل أن منزله المكوّن من 5 طوابق، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، سيتحول في لحظات إلى ركام، يطمَر تحته عشرات من أقاربه النازحين، الذين لجؤوا إليه هربا من نيران العدوان الإسرائيلي.
وفي إحدى ليالي الحرب، استهدف الاحتلال الإسرائيلي منزل العائلة بصاروخ حوّله إلى أثر بعد عين، نجا محمد من القصف بأعجوبة، لكنه بدأ منذ تلك اللحظة رحلة طويلة وشاقة في البحث بين الأنقاض عن جثامين أحبّته، في مشهد يصفه بأنه "خيال مرعب يصعب تصديقه".
مع أولى ساعات اليوم التالي للقصف، وصل محمد إلى موقع منزله المدمر برفقة طواقم الإنقاذ وعدد من الشبان المتطوعين، وبدؤوا العمل في إزالة الركام باستخدام أدوات بدائية، وتمكنوا في اليوم الأول من انتشال 6 شهداء.
وفي اليوم التالي، بدأ الحفر في أعماق الركام، شيئا فشيئا، وبدأت الحقيقة المؤلمة تتكشف تحت ركام المنزل حيث وجدوا جثمان والدته، ثم شقيقته وزوجها، وكانا قد تزوجا حديثا.
امتدّ البحث قرابة شهر كامل، وما زال محمد حتى اللحظة، بعد مرور عام على المجزرة، يعود بين الحين والآخر إلى موقع منزله، حاملا أمل العثور على بقية جثامين أحبّته ليواريهم الثرى، ويمنحهم قبورا تليق بذكراهم.
إعلانوتؤكد منظمات حقوقية محلية ودولية أن عدم تمكّن ذوي الضحايا من دفن أحبّتهم بشكل لائق يُعدّ انتهاكا لحقوق الإنسان، ويزيد من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
ويُعدّ منزل محمد العصار نموذجا لعشرات الآلاف من المنازل التي تحوّلت إلى أطلال، تُخلّد مأساة لا تزال فصولها مستمرة في ظل غياب أي أفق لإعادة الإعمار أو المساءلة الدولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حمله تطوعية لنظافة مقابر موط في الوادي الجديد.. صور
قامت حمله تطوعية من الشباب بالوادي الجديد ببناء وتنظيف المقابر بمدينة موط وتطهيرها من جريد النخيل الجاف حفاظا علي مظهر المقابر.
وتعتبر هذه الحملة خيرية تطوعية بمساندة ومساعدة فاعلي الخير من أهل مدينة موط لتنظيف المقابر من الأعشاب وسعف النخيل الجاف الذي يشوه منظر المقابر ويكون في بعض الأحيان خطرًا تختبئ تحته الحشرات الضارة والزواحف الخطرة التي من الممكن أن تأذي أحد أثناء زيارة أحد أقاربة الموتى.
وقام المتطوعون بتنظيف مقابر مدينة موط حيث تركوا مصالحهم الخاصة لأنهم يعشقون العمل التطوعي والخيري لحصد ومضاعفة حسناتهم.
وقال حمدي خيورة القائم علي مقابر موط ، إننا لا نألوا جهدا من العطاء لبلدنا العظيمة التي تحتضننا منذ نشأتنا فنحن نعشق مصر ونحب بلدنا ونتمنى أن نراها أجمل دولة في العالم، حيث إن الواحات تحتل ثلث مساحة مصر والمستقبل القادم بإذن الله.
من جانبه قال الدكتور أحمد حنفي وصاحب فكرة الحملة منذ البداية: "أنا أقدر تراب بلدي وأسعى دائما لتقديم الأفكار والمقترحات التي تساعدنا في إبراز المحافظة في أبهى صورها بين محافظات مصر، فالمقابر جزء لا يتجزأ من التطوير والإهتمام الدائم كونه بيت من بيوت الموتى أو الراحلين يسكن فيه أبي وأب كل من رحل والده عنه رحمهم الله جميعا".
وأوضح أن المقابر لابد وأن تكون نظيفة لا يوجد بها قمامة أو أعشاب وسعف نخيل جاف وهذا دور الشباب فليجعل كل منا ساعة واحدة شهريا لنظافة وتجميل المقابر الموجودة سواء بالقرية أو المدينة التي يسكن فيها فأجرها كبير عند الله سبحانه وتعالي، مؤكدا أن الوحدات المحلية ساعدت بالمعدات اللازمة لنظافة المقابر من قبل دون تردد.
وأشار إلى أنه تم تنفيذ مزرعة نخيل بجوار المقابر كمبادرة خيرية على أرواح الموتي جميعا، فكل أسرة لديها شهيد أو قريب توفاه الله فاليأتي بشجرة نخيل إلي هذه المزرعة وزراعتها صدقه جارية على روحه الطاهرة، وخصص إنتاج هذه المزرعة وقف لتنظيف وبناء المقابر وشراء الطوب والمشاتل الخاصه بالمقابر فقط.
وأكد أنه تم عمل مشتل كبير بجوار المقابر وزراعة أشجار النخيل الذائدة على المزرعة والأهتمام بها لحين تخصيص مكان أخر من قبل مركز الداخلة لزراعة هذه الأشجار مرة أخري، متمنيا تنفيذ هذه المبادرات في جميع قري ومدن المحافظة بعد نجاحها الكبير في مقابر مدينة موط بمركز الداخلة.