تحصّن بباطن الأرض لأشهر.. هكذا اغتالت إسرائيل محمد زكارنة
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
بعد قرابة 4 أشهر، وداخل مغارة في منطقة وعرة جنوبي مدينة جنين، قتلت إسرائيل الشابين محمد عمر زكارنة (23 عاما) ومروح خزيمية (19 عاما) بعد ساعات من الاشتباك المسلح.
وعُرف محمد زكارنة كأحد منفذي عملية إطلاق النار في بلدة الفندق جنوبي قلقيلية في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي، والتي أدت لمقتل 3 مستوطنين وجرح 7 آخرين بينهم إصابات خطيرة.
وكانت إسرائيل اغتالت محمد نزال وقتيبة الشلبي اللذين اتهمتهما بتنفيذ العملية بعد محاصرتهما في منزل ببلدة برقين غربي جنين، أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، وأعلن جيش الاحتلال حينها عن هروب المنفذ الثالث والذي كان مجهول الهوية في ذلك الوقت.
تخريبوطوال 4 أشهر نفذت فيها قوات الاحتلال العديد من عمليات الاقتحام والمحاصرة لشبان فلسطينيين، واعتقلت عددا منهم في محاولات للوصول إلى المنفذ الثالث، واستطاع زكارنة البقاء بعيدا عن مواقع الاستهداف والاعتقال.
وقال رئيس بلدية قباطية أحمد زكارنة، صباح اليوم الأربعاء للجزيرة نت، إن قوات الاحتلال نفذت منذ نهاية العام الماضي 4 عمليات اقتحام واسعة للبلدة دمرت فيها البنية التحتية وممتلكات المواطنين، كان آخرها وأكبرها في فبراير/شباط الماضي حيث جرفت الشوارع الرئيسة ودمّرت خطوط الكهرباء والمياه وشبكة الصرف الصحي.
إعلانكما خرّبت ممتلكات ومحلات المواطنين ما أدى لخسائر تصل إلى 8 ملايين شيكل (أكثر من مليوني دولار) ضمن هذه الاقتحامات الأخيرة، وفق زكارنة.
وأضاف أن عدد الشهداء في البلدة وصل إلى 34 منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ورجح أن زيادة وتيرة الاقتحام كانت للبحث عن المنفذ الثالث لعملية الفندق.
واقتحمت قوة كبيرة من آليات الاحتلال برفقة جرافة عسكرية ومدرعات، ليلة أمس الثلاثاء، بلدة قباطية من حاجز دوتان العسكري واعتقلت شابين، في حين أُعلن بعد ساعة من الاقتحام عن انسحاب قوات الاحتلال وفشل العملية العسكرية في البلدة.
ووفق أهالي قباطية، فإن اشتباكا مسلحا وقع أمس بين قوات الاحتلال وبين مقاومين، وتحديدا في البلدة القديمة من البلدة، تمكن خلالها المقاتلون من الانسحاب والتمركز في مغارة بمنطقة جبلية بالقرب من قرية مسلية القريبة.
وصباح الأربعاء، حاصرت قوة خاصة إسرائيلية منزلا في قباطية واعتقلت شابين. وبينما كان الأهالي يتابعون عملية الحصار كانت قوة من جيش الاحتلال تنتشر في محيط المنطقة الجبلية بين قباطية ومسلية مع تحليق للطائرات، ثم بدأ إطلاق النار من الطرفين، وأطلق جيش الاحتلال القذائف المحمولة على الكتف تجاه المغارة.
يتحدث محمد أبو الرب، وهو عامل في معمل لقص الحجارة وصناعتها، عن عملية الاغتيال ويقول "كنت في المعمل، عند السابعة والنصف صباحا بدأت طائرة للاحتلال بالتحليق على ارتفاع منخفض بعدها بدقائق كان عدد من الآليات العسكرية يطوق المنطقة كلها وبدأ انتشار جنود الاحتلال بأعداد كبيرة جدا، وبدأ إطلاق النار من الطرفين".
وأضاف "بعد ساعتين وصلت الجرافة وبدأت تحفر في الأرض، ولكن لم نستطع تحديد إن كانت الجرافة انتشلت جثامين من الأرض أم لا".
إعلانورغم وجود الأهالي في منطقة قريبة من المكان المحاصر، إلا أنهم لم يكونوا على علم بوجود مغارة تحت الأرض، خاصة أنها منطقة زراعية سهلية.
بعد وقت من التجريف، لاحظ أبو الرب ومن معه من السكان استخراج حاوية حديدية (كونتينر) من مكان الحفر وشاهدوا جثمانا داخل كف الجرافة، ويقول "نحن أبناء هذه المنطقة وأعمل هنا يوميا لكننا لم نكن على علم بوجود مغارة في الأرض ولا بوجود حاوية، يبدو أن المقاومين وضعوها هنا ليتحصنوا فيها عن أعين جيش الاحتلال الذي لاحقهم لفترة طويلة".
وقال المراسل العسكري الإسرائيلي هليل بيتون روزين، في تصريح نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه "بعد قرابة 5 أشهر تم إغلاق الدائرة والقضاء على المنفذ الثالث لعملية الفندق على يد الجيش الإسرائيلي والذي كان يختبئ في مغارة بعد إطلاق قذيفة "ميتادور" باتجاهه وتبادل لإطلاق النار استمر ساعات".
وتحت الأرض، أخفى الشابان المطاردان الغرفة الحديدية، وتحصنا فيها لشهور، واشتبكا مع جيش الاحتلال ساعات طويلة قبل أن يتمكن الجيش من اغتيالهما.
أسير فشهيديذكر أهالي بلدة قباطية بأن الشهيد مروح خزيمية أحد الأسرى المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في مرحلتها الأولى عقب اندلاع الحرب على غزة، والتي ضمت الأشبال والنساء في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وداخل بيت العزاء الذي أقامته عائلة الشهيدين في قباطية، تحدث والد الشهيد خزيمية عن نجله قائلا "كان أسيرا ثم أصبح مطاردا والآن هو شهيد، الحمد لله الذي شرفني بأن أصبح والد شهيد، رزقني الله 5 أبناء وكرمني باختيار واحد منهم شهيدا".
وكان والد خزيمية قد اعتُقل خلال فترة مطاردة ابنه للضغط على نجله لتسليم نفسه، ونُقل لسجن مجدو وخرج بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة. ويقول إنه فقد القدرة على المشي خلال الأيام التي قضاها في السجن وإنه بدأ استعادة عافيته قبل أيام قليلة.
إعلانوأضاف: "كنت في مدينة جنين صباح اليوم، لم أعلم أن ابني محاصر، وصلني الخبر بعد إعلان أسماء الشهيدين من وزارة الصحة".
مقاتل قويفي المجلس ذاته كان يجلس والد الشهيد محمد زكارنة لاستقبال المعزين باستشهاد نجله، ويقول إن ابنه كان يحضّرهم في العائلة لتلقي خبر استشهاده. وكان يقول لوالدته "لا تتفاجئي إن سمعتي أني شهيد، وخاصة بعد حرب غزة، حيث أثر فيه عدوان الاحتلال بشكل كبير".
ويتابع: "كان معتقلا وخرج، هو شاب في أول حياته ذو 23 عاما فقط، كان شديد التأثر بالمجازر التي يراها، ويقول لا يجب أن نسكت أو نترك أهلنا في غزة وحدهم". يضيف الأب: "منذ قرابة 4 أشهر لم أر محمد ولم أسمع حتى صوته، هو اختار هذه النهاية الكريمة، أسأل الله أن يتقبل منه".
واعتقل الاحتلال أيضا والد الشهيد زكارنة لمدة 10 أيام للضغط عليه لتسليم نفسه، وعاش ظروفا صعبة خلالها، حيث بقي مقيد اليدين ومعصوب العينين لمدة 4 أيام كاملة في ساحة معبر حاجز الجلمة قرب جنين.
ويؤكد أصدقاء زكارنة أنه كان مقاتلا قويا، وصاحب حس أمني عالٍ، ويتجلى ذلك في الطريقة التي استطاع الاختباء بها عن استخبارات جيش الاحتلال لمدة تقارب 4 أشهر، حيث حفر في عمق الأرض ووضع غرفة حديدية، وأغلق بابها بعدد من الحجارة الضخمة، وترك ممرا صغيرا فيها يمكنه من الدخول والخروج.
وبحسب معارفه وأصدقائه، رابط محمد أياما طويلة مع مقاتلي كتيبة جنين في أزقة وحارات مخيم جنين، وشارك في التصدي لاقتحامات الاحتلال، وكانت عملية الفندق، التي نفذها مع قتيبة الشلبي ومحمد نزال في يناير/كانون الثاني الماضي، إحدى أهم عمليات إطلاق النار التي خطط لها ونفذها مقاومون في الضفة الغربية.
إعلانولاقى استشهاده تفاعلا واسعا في الشارع الفلسطيني الذي اعتبره -لوقت طويل- أحد أبرز المقاومين شجاعة وأكثرهم قدرة على التخفي والنجاة من استهدافات الجيش الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ینایر کانون الثانی الماضی قوات الاحتلال جیش الاحتلال عملیة الفندق إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
ليست حماس فقط.. إسرائيل تستهدف الجميع
"نريد تدمير ما تبقّى من القطاع.. حتى لا يبقى حجر على حجر.. سكان غزة سينتقلون إلى جنوب القطاع، ومن هناك إلى دولة ثالثة"، بهذه الكلمات يختصر وزير المالية الإسرائيلي أهداف الحرب بعد 19 شهرًا من الوحشية، والتجويع والقتل والتدمير الممنهج.
بعده بأيّام، في 21 مايو/ أيار، خرج رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في إطلالة إعلامية مباشِرة، ليحدّد أهداف الحرب على غزة؛ بتسليم الأسرى، ونزع سلاح حماس، وخروج حماس من القطاع، ومن ثم تطبيق خطة ترامب التي تعني تهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع.
هذا يعني وبوضوح وعلى لسان أرفع مسؤول في الحكومة؛ أن إسرائيل المحتلة لا تريد الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، وما المفاوضات الجارية في الدوحة والقاهرة، إلا شكل من أشكال إدارة الحرب، فبنيامين نتنياهو أكّد أنه لو تم تسليم الأسرى كإحدى نتائج المفاوضات مع حماس، فإن الحرب ستُستأنف بعد انتهاء الهدنة المؤقتة، حتى تحقيق أهداف الحرب المشار إليها.
موقف نتنياهو يعني استدامة الحرب، بأفق زمني يقترب من عقد الانتخابات الإسرائيلية في منتصف العام 2026.
وحتى يوفّر نتنياهو لنفسه غطاءً ودعمًا أميركيًا مستمرًا لهذه الحرب، فإنه أعلن استجابته لطلب أصدقاء إسرائيل في الكونغرس الأميركي، بإدخال مساعدات لتجنّب حدوث مجاعة في غزة، كما زعم، حتى يوفّروا له غطاء لكافة متطلبات الحرب السياسية والمادية لحسم المعركة في غزة.
إعلانفي هذا السياق، قام الاحتلال الإسرائيلي بإدخال 92 شاحنة، من أصل 45 ألف شاحنة يحتاجها قطاع غزة بشكل عاجل وتدفق مستمر لتجاوز المجاعة الناتجة عن الإغلاق التام والحصار المطبق لأكثر من 80 يومًا، ما دفع مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس لوصف ذلك بأنه؛ قطرة في محيط الاحتياجات الإنسانية.
العبرة بالأفعالواشنطن وإن بدت راغبة بوقف الحرب في قطاع غزة وصناعة السلام في المنطقة العربية، كما جاء على لسان الرئيس ترامب، إلا أن سلوكها لا يشي بذلك، بل يخلق شكوكًا حول مصداقية موقفها الداعي لوقف الحرب، التي تحوّلت إلى إبادة جماعية للفلسطينيين، فإسرائيل ما زالت تقتل بلا حدود، وتجوّع الفلسطينيين بلا حدود، وواشنطن- واقعيًا وعمليًا- تدعمها بلا حدود.
واشنطن إن كانت معنية بوقف الحرب، فهي تستطيع، بقرار سياسي حقيقي وليس إدارة إعلامية، فالرئيس الأميركي آيزنهاور وباتصال مباشر مع بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل، استطاع أن يوقف العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ما أدّى لخروج بريطانيا، وفرنسا من قناة السويس، وانسحاب إسرائيل من سيناء وقطاع غزة.
الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الغربية- ولا سيّما بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والنرويج، وهولندا، وكندا وغيرها- دعوا رسميًا وعلى لسان أرفع المسؤولين بوقف الحرب وإدخال المساعدات فورًا وبلا قيود، وهدّدوا بمعاقبة إسرائيل على سلوكها، إن لم تستجب لدعواتهم.
هذا الموقف وإن جاء متأخرًا جدًا، شكّل نقلة نوعية في الخطاب، ولكنه في ذات الوقت أمام اختبار حقيقي، فالعبرة بالأفعال وليست بالأقوال.
يُشهَد للعديد من الشعوب الأوروبية وشرائح أميركية موقفهم التاريخي الرافض لحرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة، بعد أن انكشف الاحتلال الإسرائيلي على حقيقته المتوحّشة، ما كان سببًا مهمًا لتغيير مواقف حكوماتهم المُحْرجة سياسيًا وأخلاقيًا أمام شعوبها التي يمكن أن تعاقبها عبر صناديق الاقتراع في أقرب الآجال.
إعلانيبقى الحكم على مواقف الدول الغربية، التي لطالما ادّعت وزعمت حمايتها للقانون الدولي والإنساني، مرهونًا بخطواتها وإجراءاتها العملية ضد إسرائيل على شكل عقوبات تحول دون استمرار عدوانها على غزة، فالاتحاد الأوروبي أخذ ضد روسيا نحو 17 حُزمة من العقوبات المتراكمة للحيلولة دون استمرار حربها على أوكرانيا، وهذا يعدّ حجة على الاتحاد الأوروبي ومصداقيته، وهو المنظومة الأكثر شراكة تجاريًا وعسكريًا وثقافيًا مع إسرائيل المحتلة.
حماس ليست الهدف الأساسإن كان الحديث عن الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي أساسيًا بحكم موقعهما الأكثر تأثيرًا على المنظومة الدولية وعلى إسرائيل بوجه خاص، فهذا الأمر لا يُعفي جامعة الدول العربية والدول العربية من مسؤوليتها الأخلاقية والقومية والسياسية، وهي الأكثر قربًا وتأثّرًا بتداعيات الأحداث الدامية في قطاع غزة، وهي الأكثر تأثيرًا على إسرائيل إذا أرادت استخدام أوراق قوّتها لوقف الإبادة الجماعية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
الدول العربية باستطاعتها وقف التطبيع مع إسرائيل المحتلة، ووقف كافة الشراكات الاقتصادية والأمنية معها، وتفعيل المقاطعة الشاملة ضد الاحتلال، حتى وقف هذه المقتلة بحق الفلسطينيين والإنسانية، فالصمت يشجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الحماقة والجنون الذي سيطال الجميع فلسطينيين وعربًا.
من نافلة القول، أن معركة إسرائيل ليست مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بشكل أساس، وإنما مع الشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية، ومع الأطفال والنساء والشباب الفلسطيني؛ فالاحتلال يعتقد أن الديمغرافيا الفلسطينية، والعنفوان الفلسطيني، والكفاءات العلمية الفلسطينية هي تحدٍ تاريخي له، فهم أصحاب الأرض الأصليون ويرفضون التخلّي عنها، وهذا ما كان طوال 77 سنة من الاحتلال القائم على القتل والتهجير.
إعلانمعركة إسرائيل مع الجميع وتستهدف فيها الجميع. فحركة حماس هي حلقة من حلقات النضال، وإن ذابت وفنت فلن يفنى النضال ولن تتراجع الثورة الفلسطينية عن التحرير والعودة لشعب قارب تعداده الـ 15 مليون نسمة، نصفهم داخل فلسطين، والنصف الآخر مهجّر يعيش أغلبه في دول الطوق العربي.
الناظر يرى مستوى وحشية الاحتلال، وكراهيته وانتقامه من المدنيين الفلسطينيين في غزة، فغالبية الشهداء من المدنيين، وثلث الشهداء البالغ عددهم نحو 54 ألفًا إلى اللحظة من الأطفال.
الاحتلال ومنذ الأشهر الأولى من هذه المعركة، سعى لتدمير الجامعات والمدارس؛ لأنها منبع التربية والمعرفة، كما سعى لقتل الأطباء والمهندسين والمعلمين والأكاديميين والصحفيين وموظفي القطاع العام ونشطاء المجتمع المدني؛ لأنه يرى فيهم عدوًا عنيدًا صلبًا في مواجهته كاحتلال فاشيّ متوحّش.
الاحتلال كان وما زال يرى في الفلسطيني عدوًا يجب التخلّص منه؛ فمن دمّر أكثر من 500 بلدة وقرية وهجّر ثلثي الشعب الفلسطيني في العام 1948، ما زال يعمل بنفس العقلية وعلى ذات النهج والسياسة.
إذا كان بعض العرب يرى في حركة حماس والمقاومة الفلسطينية طرفًا غير مرغوب فيه لخلفيتها الإسلامية، فهذا ليس مبرّرًا للصمت على قتل الأطفال، وتدمير معالم الحياة في قطاع غزة.
علاوة على ذلك فإن تهجير الفلسطينيين، سيُعيد ثِقل النضال الوطني من الداخل إلى الخارج، وهذا ليس في صالح الفلسطينيين والعرب على حد سواء، وفقًا لتجربة الثورة الفلسطينية؛ فإسرائيل تسعى لنقل أزمتها كاحتلال إلى الدول العربية، لتصبح المشكلة بين الفلسطينيين الساعين للتحرير والعودة، وبين الدول العربية التي ستكون في موقع الدفاع عن إسرائيل بحكم اتفاقيات التطبيع.
حركة حماس أحسنت لفلسطين وللدول العربية عندما نقلت النضال من الخارج إلى الداخل، ولم تتدخل في شؤون الدول العربية بذريعة مقاومة الاحتلال، وهذا يتطلب أقلّه دعمًا للفلسطينيين إن لم يكن وقوفًا مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال، الذي يشكّل خطرًا إستراتيجيًا على الأمة العربية كلها والإنسانية بأكملها، والذي بات اليوم واضحًا أكثر من أي وقت مضى.
إعلانالواقع الكارثي الذي يعيشه الفلسطيني في قطاع غزة، وعلى شاكلته في الضفة الغربية والقدس، بسبب الاحتلال الإسرائيلي، يضع العرب والإنسانية أمام امتحان تاريخي؛ فالعالم إما أن يستمر في صمته المخجل ويخسر إنسانيته، وإما أن يتحرك لإنقاذ البشرية والتي أضحى أحد أهم عناوينها غزة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline