انطلقت اليوم الدورة السابعة عشرة للحلقات التشريحية المختلفة لقسم الأذن والأنف والحنجرة، التي ينظمها القسم على مدى عدة أيام في مستشفى النهضة بالمديرية العامة لمستشفى خولة، وذلك في قاعة المحاضرات بالمستشفى.

رعى حفل الافتتاح الدكتور يوسف بن محمد الفارسي، المدير العام للمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط، بحضور الدكتور راشد بن محمد العلوي، المدير العام لمستشفى خولة، والدكتور سلطان الحارثي، مدير دائرة العلاج بالخارج.

وقالت الدكتورة جنان العبدوانية، رئيسة قسم الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى النهضة في كلمتها: "أن هذا الحدث العلمي المميز يجمعنا اليوم في سبيل تعزيز المعرفة وتبادل الخبرات وتسليط الضوء على أهمية التدريب المستمر".

وأضافت: "نحتفي اليوم بإقامة الدورة السابعة عشرة التي استُهلت بحلقات جراحات الأنف التجميلية والوظيفية وجراحة الجيوب الأنفية، متبوعة الأسبوع القادم بحلقات الجراحات المعقدة لمجاري التنفس العلوية، ثم حلقة انقطاع التنفس أثناء النوم، يتبعها حلقة جراحات الأورام للرأس والرقبة، وختامها بحلقة جراحات الأذن المتقدمة".

بعدها سلطت العبدوانية الضوء على الشوط الكبير الذي وصلت إليه خدمات القسم بدعم من إدارة مستشفى النهضة والمديرية العامة لمستشفى خولة ووزارة الصحة، لتوازي المستويات العالمية بإضافة العيادات المدمجة، وتقليل الانتظار للمواعيد من متوسط 11 أسبوعًا إلى 6 أسابيع في العيادات التخصصية، وتفعيل خدمة الطبيب الزائر دوريًا، وإجراء بعض العمليات النادرة، مما يعزز من قدرات المستشفى لتقديم الأفضل للمرضى وتقليل الحاجة إلى إرسال الحالات للعلاج بالخارج.

وفي كلمة له، هنأ الدكتور راشد بن محمد العلوي، المدير العام لمستشفى خولة، مستشفى النهضة على الإنجازات الجليلة التي تقدمها تخصصاته المختلفة، مشيدًا في هذا الخصوص بالتطور الذي يشهده قسم الأذن والأنف والحنجرة بالمستشفى، والخدمات الجديدة والإنجازات الطبية التي حققها القسم والأقسام الأخرى، داعيًا الجميع إلى مواصلة العطاء بالقدر ذاته من الجهد لتقديم خدمات طبية متقدمة للمرضى والمراجعين.

وفي ختام الاحتفال، كرّم راعي المناسبة أعضاء التخصصات المنظمة لحلقات العمل والشركات الداعمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأذن والأنف والحنجرة لمستشفى خولة

إقرأ أيضاً:

طريق النهضة: التعليم والثقافة كمشروع عملي

منذ ما يزيد على قرن من الزمان والعالم العربي مشغول بسؤال النهضة، وراح المفكرون من رواد ما يُسمى بالحركات الإصلاحية حينًا وبحركات التنوير حينًا آخر يدلون بدلوهم في مسألة النهضة. ساهم في مشروعات النهضة والإصلاح مفكرون ورواد كبار من أمثال الأفغاني والإمام محمد عبده ورشيد رضا وغيرهم كثير من المجايلين والمعاصرين، بل إن بعض صغار المفكرين من المعاصرين قد ركبوا هذه الموجة وراح كل منهم يدعي أنه صاحب مشروع نهضوي أو تنويري.

ولقد رأى بعض الرواد أن النهضة تبدأ من تأسيس الوعي أو الإصلاح الديني، ورأى البعض الآخر أن النهضة تبدأ من العلمانية أو من تحرر شؤون العالم من سلطة الدين مثلما حدث في النهضة الأوروبية، ورأى آخرون أن النهضة تتأسس باستعارة نموذج الحداثة الغربية في أُطرها السياسية والاجتماعية مع الحفاظ على التراث، ومن هنا نشأت قضية «التراث والتحديث» التي أصبحت عنوانًا مألوفًا لكثير من الكتب والدراسات، إلخ.

ومع أن كل مشروع من هذه المشروعات النهضوية يتناول جانبًا مهمًا ما، فإنني أرى أن غالبية هذه المشروعات كانت غافلة عن الوقوف عند جذور المسألة أو المشكلة، وهي جذور تكمن في التعليم والثقافة؛ ولهذا فإن هذه المشروعات قد عكفت على الخوض في تفاصيل ومجادلات نظرية من دون الوقوف على لب المسألة، ومن ثم لم تشكل خارطة عمل يمكن أن يترتب عليها تغيير عملي حقيقي في دنيا الواقع.

التعليم والثقافة هما عندي الخارطة التي تهدي عمليًّا إلى طريق النهضة؛ ومن ثم فإن أي فكر نهضوي ينبغي أن يُعنى بالخطوط العريضة التي تحدد لنا معالم هذا الطريق الذي ينبغي أن ننشغل به جميعًا. وربما يثير قولي هذا اعتراضات عديدة: فربما يُقَال إن ما يصنع نهضة الدول هو العلم والتكنولوجيا، أو يُقال إن معيار تقدم الدول هو تقدمها اقتصاديًّا، أي حينما يصبح اقتصادها قويًّا. ولكن هذا القول غافل عن أن أصول أو جذور المسألة تكمن في التعليم ذاته: فالتعليم الجيد هو الذي يؤدي إلى ظهور باحثين وعلماء قادرين على تقدم العلم والإبداع فيه (سواء في العلوم الطبيعية والرياضية أو في العلوم الإنسانية).

وينبغي أن نلاحظ هنا أن التقدم في مجال التكنولوجيا مرهون بالتقدم في علوم المنطق الرياضي والرياضيات والفيزياء، وبوجه خاص الفيزياء الرياضية. وبوسعنا القول- بالإضافة إلى ذلك- إن التعليم المتطور هو الذي يجعل الدولة قادرة في النهاية على التصنيع المتطور من خلال التكنولوجيا، وإنتاج الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، بل إنتاج سلاحها.

وإذا اتفقنا على ذلك، فربما يُثَار هنا تساؤل آخر: إذا كان التعليم والثقافة هما طريق النهضة، فأي منهما تكون له الأولوية على الآخر؟ هذا سؤال عقيم؛ لأنه غافل عما هنالك من روابط وثيقة بين التعليم والثقافة. وبطبيعة الحال، فإن مجال الثقافة أوسع من مجال التعليم؛ وبالتالي أوسع من مجال العلم: فالثقافة تشمل الآداب والفنون، والتراث المادي وغير المادي، وكل ما يمكن أن يشكل وعي شعب ما؛ ومن هنا تكمن أهمية الثقافة، ليس فحسب لأنها تشكل هوية شعب ما؛ وإنما لأن تطور هذا الوعي الذي تصنعه الثقافة هو ما يؤدي إلى تطور واقع أو عالم الناس. ومن المؤكد أن أجهزة الإعلام على اختلاف صنوفها تسهم في تشكيل الثقافة في مجتمع ما، ولكن لا مراء في أن التعليم هو الرافد الأساسي المؤسس للثقافة: فالتعليم الجيد لا يؤسس فحسب لتطور وإبداع في مجال العلوم، بل أيضًا في مجال الفنون والآداب وما يتعلق بهما. وأظن أن هذه مسائل واضحة بذاتها حتى إنها لا تحتاج إلى المزيد من الإيضاح.

السؤال الآن: بأي معنى يمكن أن يكون التعليم والثقافة طريقًا عمليًّا للنهضة؟ ما الإجراءات العملية التي يمكن اتخاذها في كل منهما؟ بطبيعة الحال لا يمكن أن يكون هدفنا هنا هو العكوف على هذه الإجراءات أو التفاصيل التي يمكن الإفاضة فيها عبر مقالات ودراسات عديدة: ذلك أن هدفنا ببساطة هو الوقوف على الخطوط العريضة التي يمكن أن توجهنا بطريقة عملية نحو اتخاذ إجراءات ما. وهذا ما سوف ننشغل به في مقالين تاليين.

ولكننا قبل أن ننتقل إلى ذلك، لا بد من التأكيد في النهاية على أن خارطة الطريق هذه لا تكفي وحدها لتحقيق أية نهضة، أعني أن عكوف بعض الأساتذة أمثالي على صياغة خارطة للطريق تنطوي على رسم أهداف استراتيجية تلزم عنها أساليب إجرائية تقود إلى هذه الأهداف- هو أمر لا قيمة له ولا جدوى منه، ما لم تكن هناك إرادة سياسية تدفع إلى ذلك، وتكفل الدعم المالي واللوجستي له، وتتابع تنفيذه عمليًّا؛ وهذا يعني ببساطة أن نهضة التعليم والثقافة ينبغي أن تصبح مشروعًا قوميًّا في أية دولة تسعى إلى تحقيق نهضة حقيقية على الأصعدة كافةً، بحيث يصبح لها مكانًا بين الدول المتقدمة. وفي المقالين التاليين سوف أتناول شيئًا من الخطوط العريضة لخارطة الطريق في كل من التعليم والثقافة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي يكلّف الدكتور مشعل الجريبي مديرًا لمستشفى الملك فهد المركزي
  • أمان ورخيصة.. اعرف طرق تنظيف الأذن في المنزل
  • تسمم طفلين شقيقين تناولا شاورما فاسدة بالوادي الجديد
  • وزير الصحة الفلسطيني: وصول 3500 وحدة دم وبلازما لمستشفى ناصر بغزة
  • ببطارية جبارة ومواصفات احترافية .. أفضل سماعات أذن لاسلكية في الأسواق
  • بقدرة شحن جبارة .. OnePlus تستعد لإطلاق سماعات Bullets Wireless Z3
  • بحضور الأنبا رافائيل.. انطلاق اليوم الكشفي الثالث لمركز مارمرقس بكنائس وسط القاهرة
  • طريق النهضة: التعليم والثقافة كمشروع عملي
  • رئيس المستشفيات التعليمية في زيارة مفاجئة لمستشفى أحمد ماهر والجمهورية
  • لجنة تفتيش مكبرة لمستشفى أحمد ماهر والجمهورية