كشفت سمية الغنوشي، ابنة رئيس حركة "النهضة" التونسية، الشيخ راشد الغنوشي، تفاصيل عن ليلة اعتقال والدها قبل عامين، مهاجمة الرئيس التونسي قيس سعيد بشدة بسبب "تحويل فشله الشخصي إلى فشل دولة"، على حد قولها.

جاء ذلك في كلمة مصورة بثتها سمية الغنوشي عبر حسابها على منصة "إكس"، الخميس، بمناسبة حلول الذكرى الثانية لاعتقال والدها في 17 نيسان /أبريل عام 2023.



في الذكرى الثانية لاعتقال والدي الحبيب، الشيخ #راشد_الغنوشي، المجد للأحرار الصامدين في سجون الانقلاب الغادر والخزي والعار للطغاة المستبدين!#غنوشي_لست_وحدك pic.twitter.com/j6ThTQNENy — Soumaya Ghannoushi سمية الغنوشي (@SMGhannoushi) April 17, 2025
وقالت سمية الغنوشي إنه "في مثل هذا اليوم قبل سنتين، ليلة 27 رمضان الكريم، بينما كانت أسرتنا تتهيأ للإفطار بعد صيام يوم طويل، داهم عشرات عناصر الأمن بيتنا، وكان بعضهم ملثما، فعاثوا في البيت فوضى، ولم يعثروا إلا على كتب وأوراق في بحثهم المحموم عن دليل إدانة".

وأضافت "أخذوا مذكرات والدي الشخصية، واقتادوه صائما إلى مركز إيقاف سيئ الذكر، مركز بوشوشة، الذي يقترن في أذهان التونسيين بالقمع والتنكيل. حين داهموا بيتنا وقلبوا أرجاءه وخزائنه، التفت أحدهم إلى والدتي - حفظها الله - فسألها: ‘أين الذهب؟’، فردّت عليه بمزيد من الدهشة والاستخفاف: ‘الذهب؟ هذا الذي أرتديه، بعض الخواتم وسوار’".


وتابعت الغنوشي بالقول "وكأننا إزاء عصابة نهب ونشل، لا أجهزة دولة تحترم نفسها. أمضى والدي ليلته جالسا على كرسي، بينما يلفقون له ملفا وتهما لتبرير الزج به في السجن. ومنذ ذلك الحين، لم ينفكوا يؤلفون التهم والقضايا، من التحرير إلى الإرهاب، إلى التآمر وغيرها، في دولة الكذب والدجل والفشل".

وقالت إن والدها قاطع المحاكمات التي وصفتها بـ"المسرحية الهزلية"، موضحة أنه "منذ ذلك الحين، التزم والدي بمقاطعة مسرحية محاكمتهم الهزلية، ردا على سيرك قضاء التعليمات، من عليائه قال: ‘فاقضِ ما أنت قاضٍ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا’".

ووجهت الغنوشي سلسلة من الانتقادات الحادة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد، حيث قال إن "من يعرف قيس سعيد عن قرب ينقل عن شدة حقده على الغنوشي وبغضه له. لماذا؟ لأن الغنوشي مسيرة ممتدة، زاخرة بالنظام السياسي والعطاء الفكري، إشعاعه بلغ الآفاق، وكتاباته تُرجمت لعشر لغات، حتى في معتقله تُنشر كتاباته في كبرى دور النشر، وتنعقد المؤتمرات والندوات في كبرى الجامعات لتناقش أفكاره وأطروحاته في الإسلام والحرية والدولة والقيم الروحية والأخلاقية والتصورات السياسية".

وأضافت في السياق ذاته: "بينما هذا الذي وجد نفسه صدفة في قصر قرطاج، ولم يلبث أن اغتصب السلطة بالتحايل والغدر، وبالشعارات التي أيقن الكل الآن زيفها. فقصة فشل كامل. إنسان مليء بالعقد والأحقاد، حوّل فشله الشخصي إلى فشل دولة وبلاد بأكملها، فيما يُسمى مشروع البناء والتشييد".

وأردفت بالقول "فليعلم هذا الديكتاتور التافه الصغير بأن السجن شرف للمناضلين، يُثقل موازينهم ويزيد في رصيدهم، بقدر ما يخصم من سجله الخاوي والمفلس من أصله".

وتحدثت عن حياة والدها في السجن، مؤكدة أنه يقضي أيامه في العبادة والتأمل، وختمت كلمتها بالقول "المجد للغنوشي، ولكل الأحرار في سجون الانقلاب الغادر، والعز للشرفاء الذين وقفوا ولا يزالون واقفين في وجه هذه الديكتاتورية الحمقاء، التي لن تذكرها تونس إلا كفصل مظلم عابر في تاريخها المجيد".

وكان الأمن في تونس داهم  منزل الغنوشي في 17 نيسان /أبريل عام 2023، قبل أن تقضي المحكمة الابتدائية بإيداع المعارض التونسي البارز السجن على ذمة قضية "التصريحات المنسوبة له بالتحريض على أمن الدولة".

ومنذ شباط /فبراير 2023، شهدت تونس حملة توقيفات شملت إعلاميين ونشطاء وقضاة ورجال أعمال وسياسيين، بينهم الغنوشي رئيس حركة النهضة وعدد من قياداتها، منهم علي العريض ونور الدين البحيري وسيد الفرجاني.


وبينما يقول الرئيس التونسي قيس سيعد إن المنظومة القضائية في بلاده مستقلة ولا يتدخل في عملها، فإن المعارضة تتهمه باستخدام القضاء لملاحقة المعارضين له والرافضين لإجراءاته الاستثنائية.

وبدأ سعيد، في 25 تموز /يوليو 2021، فرض إجراءات استثنائية شملت حل مجلسي القضاء والنواب، وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

وتعتبر قوى تونسية هذه الإجراءات "انقلابا" على دستور الثورة الذي أقر عام 2014، "وترسيخا لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى مؤيدة لسعيد "تصحيحا لمسارة ثورة 2011"، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الغنوشي التونسية قيس سعيد تونس الغنوشي قيس سعيد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك: حريصون على دعم رسالة الجامعات في المجتمعات العربية

أبوظبي (وام)
حضر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، حفل العشاء السنوي الذي نظمته الجامعة الأميركية في بيروت بفندق الإنتركونتيننتال في العاصمة أبوظبي، احتفاء بخريجيها المقيمين في دولة الإمارات، وتأكيداً على عمق الروابط الأكاديمية والثقافية بين البلدين الشقيقين. كما حضر الحفل معالي الدكتور بول مرقص، وزير الإعلام اللبناني، والدكتور ريمون صوايا، نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، عميد كلية الطب، وفؤاد دندن، سفير الجمهورية اللبنانية لدى دولة الإمارات، إلى جانب المهندس خليل جودي، رئيس نادي خريجي الجامعة الأميركية في بيروت - فرع أبوظبي، ونخبة من خريجي الجامعة وشركائها.
وفي مستهل الحفل، ألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمة قال فيها: «أحييكم، وأرحب بكم جميعاً، في هذا الاحتفال المتجدد، هنا في الإمارات، بالجامعة الأميركية في بيروت، هذه الجامعة العالمية العريقة، التي تقف اليوم، وبعد مرور ما يقرب من (160) عاماً على تأسيسها - جامعة قوية وناجحة، تعكس بإنجازاتها المتواصلة، ما نعرفه عن شعب لبنان الشقيق، من قدرة وكفاءة، وحرص على الإسهام النشط في إنجازات التطور العالمي». ونوه معاليه بأن هذه المناسبة تمثل فرصة للتعبير عن عمق المشاعر الأخوية التي تربط دولة الإمارات بالجمهورية اللبنانية، مؤكداً أن هذه العلاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمودة والأخوة الصادقة.
وأشار معاليه إلى أن الجامعة الأميركية في بيروت تمثل نموذجاً ريادياً في التعليم والبحث العلمي والرعاية الصحية، ولها دور فاعل في التفاعل مع المجتمعات محلياً وعالمياً.
ولفت إلى ما يتمتع به خريجو الجامعة من كفاءة عالية في الإمارات.. وقال: «نلاحظ هنا في الإمارات، قدرة وكفاءة خريجي هذه الجامعة العريقة، وما يقومون به من دور نقدره تماماً في مسيرة دولتنا الناهضة، التي تسعى بكل حرص والتزام، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى تحقيق الفائدة القصوى من الطاقات البشرية، ودعم الابتكار وتشجيع أنشطة البحث والتطوير في كافة مناحي الحياة».

أخبار ذات صلة حجاج الدولة يثمِّنون جهود القيادة الرشيدة لتيسير الفريضة «الشارقة للاتصال الحكومي» تخصص فئتين للتنافس في التواصل الذكي

وأكد معاليه أن الإمارات تحرص على دعم رسالة الجامعات في المجتمعات العربية، عبر تعزيز قيم التنمية الشاملة، والتعايش، والسلام، والتفاهم، وهي القيم التي تتجسد كذلك في «عام المجتمع» الذي تحتفي به الدولة هذا العام.
وأوضح أن الجامعة الأميركية في بيروت تواصل أداء رسالتها النبيلة، بما تقدمه من تعليم متميز، وتخريج كفاءات ذات سمعة طيبة، وبما تمثله من مركز للابتكار والمعرفة والخدمة المجتمعية.
وأكد معاليه أن حضور الحفل يعكس الالتفاف حول هذه القيم، ودعم مسيرة الجامعة، وتطلع الخريجين والمحبين لمزيد من إنجازاتها.
وختم معاليه كلمته بالقول: «إنني أنتهز مناسبة هذا الاحتفال، لأعبر عن تمنياتي بأن تستمر الجامعة الأميركية في بيروت في أداء رسالتها المهمة، كي تظل دائماً جامعة عالمية تحقق أعلى مخرجات التعليم، وتنفتح على العالم بأفضل ما فيه من مبادئ وممارسات. وأرحب مرة أخرى بضيوفنا من لبنان الشقيق، وأقول: حفظ الله لبنان، وحفظ الله الإمارات، وحفظ الله الأمة العربية كلها».
مشروع قانون جديد
ألقى معالي الدكتور بول مرقص، وزير الإعلام اللبناني، كلمة أكد خلالها عمق العلاقة الثقافية بين الشعبين، والدور التنويري الذي تؤديه الجامعة الأميركية في بيروت في المنطقة.
وقال معاليه: «إن دولة الإمارات كانت وستظل شريكاً فاعلاً وصادقاً في دعم لبنان، كما أن الجالية اللبنانية المقيمة في الدولة أسهمت ولا تزال في إثراء مختلف القطاعات بكفاءتها ومهنيتها».
وأوضح أن وزارة الإعلام تعمل حالياً على مشروع قانون جديد للإعلام يشكل نقلة نوعية نحو تنظيم القطاع وتعزيز حرية التعبير في إطار من المسؤولية والمهنية، إلى جانب تطوير تلفزيون لبنان وتفعيل الإعلام العام، ومكافحة الأخبار الزائفة والمضللة، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.
وختم معاليه كلمته بالقول: «إن مسؤوليتنا جميعاً أن نواصل الاستثمار في الإنسان، وأن نعزز الشراكات التي تبني مجتمعات أكثر عدالة واستقراراً وازدهاراً، ونمد جسور التعاون الإعلامي والثقافي مع أشقائنا العرب، وفي مقدمتهم دولة الإمارات».
عكس الحفل روح التقدير المتبادل بين الشعبين الإماراتي واللبناني، وأبرز الأثر الكبير الذي تتركه المؤسسات الأكاديمية العريقة، مثل الجامعة الأميركية في بيروت في تعزيز الحوار الثقافي، والارتقاء بالمجتمعات، من خلال التعليم والمعرفة.

مقالات مشابهة

  • من أمام الأهرامات.. كارول سماحة توجه رسالة مؤثرة لابنتها
  • الحشود المليونية بميدان السبعين توجه رسالة قوية للعدو الصهيوني
  • لهذا السبب... سمية الألفي تتصدر تريند جوجل
  • «راندا البحيري» توجه رسالة حادة لـ مريام فارس بعد عودتها إلى مصر | صورة
  • شاهد.. منة فضالي تتألق بأحدث ظهور لها وتوجه رسالة لجمهورها
  • نهيان بن مبارك: حريصون على دعم رسالة الجامعات في المجتمعات العربية
  • في الذكرى ال35 : الوحدة اليمنية ... بين التدخلات الخارجية وحروب الثلاثمئة عام
  • البنتاغون يقبل رسميا الطائرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب
  • اللواء الحسني : تحية وتقدير للأخ أحمد سعيد بن بريك
  • كن دائمًا نسخة من نفسك .. درة توجه رسالة عبر انستجرام