الجزيرة:
2025-06-20@04:15:01 GMT

نووي إيران أولوية لترامب بعد تعثره بغزة وأوكرانيا

تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT

نووي إيران أولوية لترامب بعد تعثره بغزة وأوكرانيا

وسط تعذر الوفاء بوعوده الانتخابية بإحلال السلام سريعا في غزة وأوكرانيا، يتحول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تحد آخر قد لا يقل صعوبة: كبح البرنامج النووي الإيراني المستمر في التطور.

وتخطط إدارة ترامب لعقد جولة ثانية من المحادثات مع إيران غدا السبت في روما، وهو أمر لم يكن كثيرون يتصورون حدوثه بالنظر لسنوات العداء الطويلة التي تعود لولاية الرئيس الجمهوري الأولى عندما انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وتبنى سياسة "أقصى الضغوط" على الجمهورية الإسلامية عبر فرض عقوبات لشل البلاد.

ورغم أنه لا أحد يستبعد احتمال إحراز تقدم بعد اجتماع عُقد في  سلطنة عمان السبت الماضي ووصفه الجانبان بأنه إيجابي، فإن المفاوضين لا يرفعون سقف توقعاتهم بتحقيق إنجاز سريع في الخلاف المستمر منذ عقود.

وأفاد مصدر مطلع على اجتماع عقد بالبيت الأبيض يوم  الثلاثاء بأن النقاش حول بنود اتفاق نووي إطاري محتمل لا يزال في مراحله المبكرة للغاية بين مساعدي ترامب. وقال مصدران مطلعان على تفكير البيت الأبيض إن الجانبين قد يتوصلان إلى اتفاق مؤقت قبل التوصل إلى اتفاق أكثر تفصيلا.

وتفاقِم تهديدات ترامب المتكررة بقصف المواقع النووية الإيرانية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق التوتر الإقليمي الذي يكتنف الجهد الدبلوماسي.

إعلان

وقد يعني هذا أن ترامب، الذي تعهد في خطاب تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني بأن يكون "صانع سلام"، يمكن أن يدفع الولايات المتحدة إلى صراع جديد في الشرق الأوسط.

وقال ترامب أمس الخميس إنه ليس في عجلة من أمره لضرب إيران،  وشدد على أن المفاوضات هي خياره الأول.

وذكر ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيسة الوزراء  الإيطالية جورجا ميلوني "إذا كان هناك خيار ثان، فأعتقد أنه سيكون سيئا للغاية بالنسبة لإيران. أعتقد أن إيران ترغب في الحوار. آمل أن يكونوا كذلك. سيكون الأمر جيدا للغاية لهم إذا فعلوا ذلك".

ويتكوف وعراقجي

ويقود فريق التفاوض الأميركي ستيف ويتكوف وهو صديق لترامب ومستثمر عقارات لا يملك خبرة دبلوماسية سابقة ويصفه بعض المحللين بأنه "مبعوث الإدارة لكل شيء". وقد جرى تكليف ويتكوف بالتوصل إلى  اتفاق مع إيران، بالإضافة إلى إنهاء حربي غزة وأوكرانيا اللتين لا تزالان مستعرتين.

وعلى الجانب المقابل من الطاولة يجلس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وهو مفاوض محنك يخشى بعض الدبلوماسيين الغربيين من أنه سيستغل تواضع خبرة ويتكوف.

وقال جوناثان بانيكوف، المسؤول السابق بالمخابرات الوطنية  الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، عن مهمة ويتكوف "الحاجة لتحقيق موازنة بين غزة وأوكرانيا وإيران ستمثل تحديا من منظور القدرة الذهنية لأي شخص".

وأضاف بانيكوف، الذي يعمل حاليا مع مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية في واشنطن، أن "هذا ينطبق بشكل خاص على إيران، نظرا لكمية التفاصيل الفنية والتطورات التاريخية والاعتبارات الجيوسياسية الإقليمية والتعقيدات الأوسع نطاقا".

ويتمتع ويتكوف بمصدر مميز للقوة التفاوضية: وجود خط مباشر بينه وبين ترامب، وهو أمر ينبغي أن يرسل بإشارة للإيرانيين بأنهم يتلقون آراء الرئيس من شخص يثق به.

إلا أن الأيام وحدها هي التي ستظهر ما إذا كان هذا سيساعد حقا جهود الإدارة لإبرام اتفاق.

إعلان ما المطلوب من إيران؟

أضافت تعليقات ويتكوف نفسه في الأيام الماضية المزيد من الضبابية لسياسة حافة الهاوية التي ينتهجها ترامب مع إيران. فقبيل محادثات السبت الماضي، قال لصحيفة وول ستريت جورنال إن الخط الأحمر سيكون "تسليح" البرنامج النووي الإيراني في تراجع على ما يبدو عن مطلب ترامب بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.

وقال لاحقا لفوكس نيوز مساء الاثنين إنه قد يُسمح لإيران بـتخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض ولكن فقط مع تدابير تحقق صارمة، قبل أن يبدو وكأنه يتراجع عن ذلك يوم الثلاثاء عندما قال في منشور على موقع إكس إنه يتعين على إيران "التخلص" من برنامجها للتخصيب.

وردا على ذلك، قال عراقجي يوم الأربعاء إن "مبدأ التخصيب غير قابل للتفاوض".

ويبدو أن العقوبات القاسية المفروضة على إيران ساهمت في دفعها إلى طاولة التفاوض. لكن طهران، التي طالما نفت الاتهامات الغربية والإسرائيلية بأنها تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، تتعامل مع المحادثات بحذر فهي متشككة إزاء ترامب وإزاء آفاق التوصل لاتفاق.

وبعد انسحاب ترامب خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، تجاوزت الجمهورية الإسلامية بشكل كبير القيود التي كان ينص عليها الاتفاق فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم وصار لديها مخزونات على مستوى عال من النقاء الانشطاري وهو ما يقربها من المستوى المطلوب لصنع رؤوس حربية نووية.

سجل دبلوماسي متباين

سلط إعلان ترامب المفاجئ في السابع من أبريل/ نيسان بشأن استئناف المحادثات مع إيران الضوء على الدور المركزي الذي يلعبه ويتكوف في السياسة الخارجية للإدارة.

ويُنظر لسجل ويتكوف حتى الآن على أنه متباين. فالرجل لم يفلح في إبرام اتفاق بين روسيا وأوكرانيا اللتين تخوضان حربا منذ 3 سنوات. ولكن قبل تولي ترامب منصبه بفترة وجيزة، ساعد في إبرام اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار في غزة، وانهار الاتفاق لاحقا.

إعلان

ويُبقي العمل العسكري الأميركي أو الإسرائيلي المحتمل ضد إيران منطقة الشرق الأوسط تحت ضغط.

وتمكنت إسرائيل من إضعاف النفوذ الإقليمي لإيران بشدة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأثبتت أنها قادرة على ضرب المواقع النووية الإيرانية لإحباط ما تعتبره تهديدا وجوديا.

وبعد أن باغته قرار ترامب بالتفاوض مع إيران، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لنزع السلاح النووي على غرار الاتفاق الذي وقعته ليبيا في عام 2003، وهو اتفاق من غير المرجح إلى حد كبير أن تقبله طهران.

وقالت مصادر خليجية إن دول الخليج، التي تشعر بالقلق من اندلاع حرب أخرى في الشرق الأوسط، تأمل في استمرار المفاوضات لكنها تشعر بالقلق من استبعادها من العملية.

ويشير بعض المحللين إلى أنه على الرغم من العقبات الهائلة التي تعترض طريق إبرام اتفاق مع إيران فإن التوصل إلى اتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة وإيران قد يكون أقل صعوبة بالنسبة لترامب من التوصل إلى سلام دائم بين الأطراف المتحاربة في غزة وأوكرانيا.

وقالت لورا بلومنفيلد محللة شؤون الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة بواشنطن "عندما تكون طرفا في اتفاق نووي، ستستطيع الولايات المتحدة فرض قدر من السيطرة"، مضيفة أن الطرفين "مستعدان ومتحمسان لإنهاء التوتر النووي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات غزة وأوکرانیا الشرق الأوسط التوصل إلى إلى اتفاق مع إیران

إقرأ أيضاً:

«الأمر أكبر من ذلك بكثير».. ترامب: لم أغادر قمة الـ7 لبحث وقف النار بين إيران وإسرائيل

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إن مغادرته مبكرا لاجتماع مجموعة الـ7 "لا علاقة لها إطلاقا بوقف النار بين إسرائيل وإيران"، مشيراً إلى أن "الأمر أكبر من ذلك بكثير".

وأضاف في تصريحات على متن الطائرة الرئاسية في طريق العودة لواشنطن، إن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون "قال خطأ إنني غادرت قمة الـ7 للعمل على وقف النار بين إسرائيل وإيران، وأنه ليست لديه أي فكرة عن سبب عودتي الآن إلى واشنطن".

وفي وقت سابق حث ترامب الجميع على إخلاء طهران فوراً، مجددا قوله إنه كان ينبغي على إيران توقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة. وكتب في منشور على "تروث سوشيال": "لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي.. كررت ذلك مرارا! وعلى الجميع إخلاء طهران فورا!".

يأتي ذلك فيما قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، إن الرئيس ترامب لا يزال يسعى للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران حتى مع تصاعد القتال مع إسرائيل حليفة الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن بلاده في موقف دفاعي بالمنطقة وتسعى للتوصل إلى اتفاق سلام.

وتواصل إسرائيل وإيران إطلاق الصواريخ والتهديدات لليلة الخامسة على التوالي، الثلاثاء، رغم دعوات المجتمع الدولي لإنهاء الأعمال العدائية، لا يظهر أي من الجانبين أي علامات على تخفيف حدة المواجهة العسكرية المستمرة، منذ الجمعة، عندما شنت إسرائيل هجوما على إيران بهدف معلن، وهو منعها من الحصول على قنبلة ذرية. جاء ذلك وفق ما نقلته "العربية".

وبعد موجة جديدة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إحداها التلفزيون الوطني الإيراني، فعّل البلدان دفاعاتهما الجوية خلال الليل مرات متكررة، في حين تستعد العواصم الغربية على ما يبدو لمزيد من التصعيد.

إيمانويل ماكرونأخبار السعوديةمجموعة الـ7الحرب بين إيران وإسرائيلقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية بريطانيا: هناك فرصة للتسوية مع إيران
  • قيادي حوثي لترامب: قصف إيران سيشعل حربا على المصالح الأمريكية
  • الموضوع الأهم من وقف إطلاق النار لترامب في الحرب بين إيران والكيان الصهيوني؟
  • ما دور مجلس الأمن القومي لترامب في مصير إيران؟
  • ترامب: سقوط النظام الحالي في إيران "قد يحصل"
  • محمد علي الحوثي لترامب: قاذفاتكم فشلت في اليمن.. ولن تنجح في إيران
  • ليست هناك حاجة إلى اتفاق نووي جديد
  • ماذا قال هاكابي لترامب لتشجيعه على ضرب إيران؟
  • عاجل | ترامب: لا مكان لسلاح نووي في يد إيران... ونهاية البرنامج النووي أولويتنا
  • «الأمر أكبر من ذلك بكثير».. ترامب: لم أغادر قمة الـ7 لبحث وقف النار بين إيران وإسرائيل