واشنطن- دفعت أنباء مقتل زعيم مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين إلى طرح الكثير من الأسئلة في واشنطن دون توافر إجابات حاسمة حول طبيعة ما جرى. ولم ترجح وزارة الدفاع الأميركية أي سيناريو فيما يتعلق بكيفية سقوط طائرته، وتركت الباب مواربا لتكهنات يصعب التأكد من دقتها في الوقت الراهن.

واستطلعت الجزيرة نت آراء عدد من خبراء أميركيين مختصين بالشؤون الأمنية الروسية والاستخباراتية حول مقتل بريغوجين.

يقول الأستاذ بقسم دراسات الاستخبارات والأمن القومي بجامعة كارولينا جوناثان أكوف إنه بعد فشل تمرد بريغوجين قبل شهرين، كان هناك نقاش عام عن نقل بريغوجين لعمليات وتدريبات فاغنر إلى بيلاروسيا.


تضليل وتلاعب

ويضيف أكوف -الذي عمل في السابق محللا عسكريا في المكتب الوطني للبحوث الآسيوية، وخدم ضابط احتياط في القوات البرية الأميركية- أنه خلال نفس الفترة، استمر بريغوجين في الظهور علنا، وبثت له مؤخرا عدة مقاطع فيديو في مواقع عسكرية روسية، وكان ظاهريا يبدو في أفريقيا لدعم عمليات فاغنر الواسعة هناك.

ومع ذلك، لا يوجد ما يثبت أن مواد الفيديو لم يتم التقاطها قبل التمرد.

ولفت أكوف إلى أن الكرملين عنده باع طويل في التلاعب بالفيديوهات، واضعا احتمال أن تكون السلطات الروسية كانت قد قبضت على بريغوجين في أعقاب التمرد، ولم يغادر أبدا مبنى لوبيانكا (مقر جهاز الاستخبارات الروسي في موسكو FSB). وأنه ربما تم إجبار بريغوجين على ركوب طائرة من صنع شركة إمبراير، وهي شركة برازيلية لم تقدم أي أجهزة صيانة لعملائها الروس منذ فرض عقوبات على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا.

وأضاف أنه قد يكون بريغوجين قد قُتل قبل ذلك وتم وضعه خلسة على تلك الطائرة.

ولفت الخبير إلى أنه لا بد من ربط توقيت وفاة بريغوجين، الذي جاء بعد يوم واحد من إقالة قائد القوات الجوية الجنرال المعروف باسم "هَرْمَجَدُّون" سيرغي سورفكين، معتبرا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى من خلال ذلك لتعزيز سيطرته على القوات المسلحة الروسية.


نتيجة حتمية

أما ماثيو والين الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي (وهو مركز بحثي يركز على الشؤون الأمنية والعسكرية) فقال إن الكثيرين توقعوا مقتل يفغيني بريغوجين بعد محاولته التمرد على بوتين.

ولفت إلى أنه قبل التمرد، كان بريغوجين ينتقد علنا القيادة العسكرية الروسية بشكل متزايد، مما يدل على درجة عالية من الخلاف داخل القوات الروسية.

ويضيف والين أنه في حين أن هذا ربما خدم بوتين إلى حد ما، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة عند محاولة بريغوجين التمرد وسعيه للوصول إلى موسكو.

واعتبر أن بوتين تعامل بخبرة كبيرة في إفشال التمرد، ونزع فتيلها في يوم واحد، ثم في الشهرين التاليين، استعاد الغالبيةَ العظمى من أسلحة فاغنر الثقيلة، وأعاد تركيز أنشطتها في أفريقيا، واستوعب عددا كبيرا من أفراد فاغنر في الجيش الروسي، ونقل الباقين خارج البلاد، وعزز سيطرته على الوضع السياسي في موسكو، وعندها أمر على الأرجح بقتل بريغوجين.

من جهته أكد أستاذ وخبير السياسة الخارجية الأميركية بجامعة "دارتموث" البروفيسور وليام وولفورث أن بريغوجين لم يكن جيدا، حيث قاد "قوات بربرية" في أوكرانيا.

وأضاف أن لا أحد يستطيع تقدير حسابات وتفكير بريغوجين عندما شرع في تمرده، وكيف له أن يعتقد أنه سيكون آمنا في السفر جوا داخل روسيا؟

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بعد معارك عنيفة مع “الدعم”.. الجيش السوداني: الخرطوم خالية من التمرد

البلاد – الخرطوم
أعلن الجيش السوداني، أمس (الثلاثاء)، استعادة سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم، بعد معارك ضارية خاضها مع قوات الدعم السريع في ضاحية “الصالحة” جنوب مدينة أم درمان، التي كانت آخر معاقل تلك القوات في ولاية الخرطوم.
وأكد المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، في بيان رسمي، أن “الخرطوم أصبحت خالية تماماً من أي وجود لقوات الدعم السريع”، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة في مناطق جنوب وغرب أم درمان لتعقب الجيوب المتبقية وتطهيرها من أي عناصر مسلحة.
وكانت أصوات انفجارات كثيفة وتصاعد أعمدة الدخان قد رُصدت صباحاً في محيط كلية التربية بجامعة الخرطوم، تزامناً مع تقدم وحدات الجيش داخل منطقة الصالحة، التي خضعت لعمليات تمشيط دقيقة خلال الساعات الماضية.
وبحسب شهود عيان ومصادر محلية نقلت عنها وسائل إعلام، فإن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على عدة مواقع استراتيجية داخل الصالحة، من بينها محطة “ود بكراوي”، منطقة “القيعة”، وسوق الصالحة الرئيسي، بالإضافة إلى معسكر تابع لقوات الدعم السريع كان يمثل آخر قاعدة عسكرية لها بالعاصمة.
وبثت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم الشعبي المساندة لها مقاطع فيديو من داخل المقرات التي تم انتزاعها من “الدعم السريع”، حيث ظهر الجنود وهم ينتشرون في شوارع وطرقات الصالحة رافعين العلم السوداني.
تأتي هذه التطورات بعد أكثر من عام على اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في منتصف أبريل 2023، في نزاع دموي ألقى بظلاله الثقيلة على العاصمة ومناطق واسعة من البلاد، وأسفر عن آلاف القتلى وملايين النازحين. ويُتوقع أن تُحدث السيطرة على الخرطوم تحولاً كبيراً في مسار النزاع المستمر، وسط ترقب داخلي وخارجي لمآلات الوضع الأمني والسياسي في البلاد خلال المرحلة القادمة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يُطلع قادة أوروبيين على موقف بوتين الحقيقي من الحرب في أوكرانيا
  • لاتزال أجهزة المخابرات العالمية والإقليمية في حيرة من أمرها بخصوص السودان
  • ارتاح من الالم.. وصفات طبيعية للتخلص من الصداع
  • وداعاً للإحراج.. مختص يكشف أسرار رائحة الفم الكريهة ويقدّم وصفة منزلية مذهلة للتخلص منها
  • الدفاع الروسية: أسطول المحيط الهادئ يحمي مصالح روسيا في نصف المياه العالمية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يدعو للتخلص من حكومة الفاسدين وللتظاهر حتى العصيان المدني
  • مسؤولون أميركيون: إسرائيل تحضر لشن هجوم على إيران
  • بعد معارك عنيفة مع “الدعم”.. الجيش السوداني: الخرطوم خالية من التمرد
  • الجيش السوداني يعلن الخرطوم محررة وخالية من التمرد
  • البرهان بتلقي دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في القمة الروسية العربية