عمرو زكي.. رحلة البلدوزر المصري من النجومية إلى الاعتزال المبكر
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
هناك أسماء تُحفر في الذاكرة بفضل لحظات تألق قصيرة لكنها باهرة، والمهاجم المصري السابق عمرو زكي أحد هؤلاء.
استهل عمرو زكي مسيرته محليا، وصعد بسرعة إلى قمة المجد، قبل أن تتراجع مسيرته بشكل دراماتيكي بسبب الإصابات والخلافات وعدم الانضباط.
بدأ زكي مسيرته في نادي المنصورة عام 2001، وسرعان ما أثبت موهبته، فانتقل إلى إنبي حيث حقق لقب كأس مصر وساهم في إنهاء الموسم بمركز وصيف الدوري، في سابقة مميزة للفريق البترولي.
تألُق زكي الدولي لم يتأخر، إذ بدأ مسيرته مع المنتخب الوطني في 2004 وفرض اسمه بسرعة بتسجيله 6 أهداف في تصفيات كأس العالم، ولعب دورا حاسما في فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية 2006.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كلوب يستعد للعودة للتدريب بعروض كبيرة من ريال مدريد والبرازيلlist 2 of 2رحلة جيرارد مارتن من فريق بالدرجة الثالثة إلى لاعب أساسي مع برشلونةend of listوعزز زكي مكانته كبطل قومي بعد أداء مذهل في نسخة 2008 من البطولة ذاتها، حيث سجل أهدافا مصيرية قادت مصر للحفاظ على اللقب.
واختار زكي لوكوموتيف موسكو في تجربة أوروبية أولى لم تُكلل بالنجاح، إذ لم يخض أي مباراة رسمية ورحل سريعا بسبب ظروف الطقس القاسية.
وعاد زكي بعد التجربة الروسية إلى مصر، حيث انضم لنادي الزمالك وسجل بداية نارية، قبل أن يلفت أنظار ستيف بروس، مدرب ويغان أثلتيك، الذي أصرّ على التعاقد معه بعد أن كان قد شاهده مسبقا في كأس الأمم.
إعلانانتقل المهاجم المصري إلى النادي الإنجليزي على سبيل الإعارة عام 2008، ليحقق بداية مثالية معه في البريميرليغ، إذ سجل 10 أهداف في أول 16 مباراة، من بينها ثنائية شهيرة ضد ليفربول على ملعب أنفيلد جعلت الجميع يتحدث عنه، حتى إن المتاجر نفدت من حرف "Z" بسبب الإقبال على قمصانه.
بسبب هذا التألق بدأت الشائعات حول اهتمام ليفربول وتشلسي وريال مدريد بزكي، وقدمت أندية أخرى عروضا مغرية لضمه، في وقت اعتبره البعض "أفضل من ميسي"، كما قال رئيس الزمالك وقتها.
لكن مع بداية عام 2009، انقلبت الأمور، وعانى زكي من الإصابات، والغيابات غير المبررة، والخلافات مع المدرب ستيف بروس، ومشاكل مع زميله ميدو، وذلك كله ساهم في تراجع أداء اللاعب الملقب بـ"البلدوزر".
لم يسجل زكي أي هدف من اللعب المفتوح بعد هدفه في أنفيلد، وغاب عن مباريات بسبب المرض أو لأسباب لم تكن واضحة.
ولم يعد زكي المهاجم الذي لا يمكن إيقافه، بل أصبح عبئا على فريقه، حتى إن بروس وصفه لاحقا بأنه اللاعب "الأقل احترافية" الذي تعامل معه في مسيرته.
وعاد زكي إلى الزمالك، لكن الإصابات وعدم الجدية في الالتزام بالتدريبات طاردته، ومع ذلك حصل على فرصة جديدة في الدوري الإنجليزي، وانضم لنادي هال سيتي في 2010، لكنه أخفق ولم يقدم شيئا يذكر معه.
حاول زكي إنعاش مسيرته الاحترافية باللعب في تركيا ثم الكويت والمغرب، وسجّل عودة قصيرة مع المنتخب، قبل أن تعوقه إصابات متكررة أنهت كل أمل في استعادة مستواه.
وأنهى زكي مسيرته لاعبا بنادي العهد اللبناني في صفقة انتقال حر، انتهت بفسخ التعاقد بعد شهر واحد بالتراضي ليعلن الاعتزال في أغسطس/آب 2015.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قصر العيني تُحقق إنجازًا عالميًا بالكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم لدى الأطفال
نجح فريق بحثي من جامعة القاهرة في أن يكون أول من يستخدم تقنية Blood Speckle Imaging عبر تخطيط صدى القلب (Echo) للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الشريان الرئوي كبديل عن التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك في إنجاز علمي غير مسبوق يُمثل نقلة نوعية في طرق التشخيص غير الجراحي، خصوصًا في البيئات الطبية ذات الموارد المحدودة.
وقد جاء هذا الإنجاز تحت إشراف الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وبإشراف الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، حيث شهدت كلية طب قصر العيني هذا التقدم الطبي الجديد الذي يجمع بين الابتكار البحثي والتطبيق العملي. وتمثل التقنية المستحدثة خطوة متقدمة للكشف المبكر عن أحد أخطر مضاعفات مرض فقر الدم المنجلي لدى الأطفال، وهو اعتلال الأوعية الدموية الرئوية المؤدي إلى فشل وظيفة البطين الأيمن بالقلب، والذي يُعد السبب الأكثر شيوعًا للوفاة في هذه الفئة من المرضى.
وقد نجح الفريق الطبي من مستشفى الأطفال التخصصي الجامعي (أبو الريش الياباني) في تطوير نسخة معدّلة من تقنية Blood Speckle Imaging باستخدام تخطيط صدى القلب (Echo)، بدلاً من الاعتماد على التصوير بالرنين المغناطيسي، ما يُقلل من التكلفة ويُعزز فرص التشخيص المبكر دون الحاجة إلى إجراءات معقدة.
شارك في تنفيذ هذه الدراسة فريق بحثي متعدد التخصصات من جامعة القاهرة، يضم الدكتورة إلهام يسري – أستاذ طب الأطفال وأمراض دم الأطفال، والدكتور أنطوان فخري عبد المسيح، أستاذ مساعد طب الأطفال وقلب الأطفال، والدكتورة نيفين سلامة، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم، والدكتورة فاطمة الزهراء نبيل، مدرس مساعد طب الأطفال وأمراض الغدد الصماء للأطفال.
وقد أُجريت الدراسة داخل وحدة قلب الأطفال بمستشفى أبو الريش الياباني، وهي من الوحدات الرائدة في تطبيق التكنولوجيا التشخيصية المتقدمة.
تنبع أهمية هذا البحث من نجاحه في إتاحة استخدام تقنية Blood Speckle عبر الموجات فوق الصوتية، ما يُمكّن الأطباء من الوصول إلى نتائج دقيقة بأسلوب أكثر سهولة وأقل تكلفة مقارنةً بالرنين المغناطيسي.
والأهم من ذلك أن هذه التقنية أثبتت كفاءتها في الكشف عن ارتفاع ضغط الشريان الرئوي في مراحله المبكرة جدًا، حتى قبل ظهور الأعراض الإكلينيكية، وقبل أن تتمكن الأساليب التقليدية من اكتشاف هذه التغيرات، وهو ما يجعل هذا الابتكار أداة فعالة للغاية في تحسين فرص التشخيص والعلاج في وقت مبكر.
وقد تميز هذا العمل العلمي بنشره في مجلة BMC Pediatrics العالمية، وهي إحدى الدوريات العلمية المحكمة المصنفة ضمن الربع الثاني (Q2) من حيث التصنيف الدولي للمجلات العلمية، ويبلغ معامل التأثير الخاص بها 2.4، ما يعكس الجودة والتميز البحثي الذي حققه هذا الإنجاز، ويؤكد على الدور المتنامي لجامعة القاهرة في الأوساط العلمية العالمية.
https://bmcpediatr.biomedcentral.com/articles/10.1186/s12887-025-05689
وفي تعليقه على هذا الإنجاز، عبّر الدكتور حسام صلاح عن فخره الكبير بهذا العمل البحثي المتميز، مؤكدًا أن كلية طب قصر العيني والمستشفيات الجامعية تواصل دعمها الكامل للبحث العلمي التطبيقي الذي يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية.
وأشاد بالجهد الكبير الذي بذله الفريق البحثي في تطوير أدوات تشخيصية متقدمة تخدم مصلحة المرضى وتُعزز من قدرات الأطباء في التعامل مع الحالات المعقدة.
ويمثل هذا الإنجاز خطوة رائدة في مجال التقنيات الطبية غير الباضعة، ويؤكد مجددًا الدور المحوري لجامعة القاهرة في تقديم حلول مبتكرة للمشكلات الصحية المستعصية، بما يعود بالنفع على أطفال مصر والمنطقة العربية، ويُرسخ مكانة الجامعة كمركز علمي وأكاديمي ريادي على المستويين الإقليمي والدولي.