مؤتمر يبحث تأثير الذكاء الاصطناعي في تشخيص أسباب التوحد
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
أبوظبي: ميرة الراشدي
تحت رعاية سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وتحت شعار «معاً من أجل الشمول.. مهمة عالمية لفهم التوحد»، انطلقت قبل ظهر السبت، في «مركز أبوظبي للطاقة» أعمال المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد في دورته الثالثة، بتنظيم مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وشركة «أدنوك»، ومركز «لوتس هوليستك» – أبوظبي، وكلية فاطمة للعلوم الصحية، ويستمر حتى 22 إبريل.
أكد عبدالله الحميدان، الأمين العام للمؤسسة، أن المؤتمر ليس مجرد منصة لعرض الأبحاث في شهر التوعية بالتوحد، بل جسر للتعاون الدولي لاستكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث تحولاً جذرياً في التشخيص الدقيق لأسباب التوحد، عبر تحليل البيانات الجينية والتصوير العصبي، وتطوير برامج تدخل مخصصة بناءً على الاحتياجات الفردية، ويقدم حلولاً عملية لتحسين الحياة، وتعزيز الدمج المجتمعي.
وأضاف في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية، قائلاً: إن انعقاد المؤتمر في «عام المجتمع 2025» المبادرة الوطنية التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار «يداً بيد»، يؤكد التزام الإمارات بقيادة الجهود العلمية والإنسانية لتمكين أصحاب الهمم، وخاصة ذوي اضطراب طيف التوحد، انسجاماً مع رؤيتنا لبناء مجتمع متماسك يعزز القيم الإنسانية والابتكار.
وأوضح أن الابتكار التكنولوجي إحدى الركائز الأساسية لتمكين أصحاب الهمم، والسعي عبر هذا المؤتمر إلى تحفيز الأبحاث التي تدمج الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات تشخيصية وعلاجية، وتعزيز الشراكات مع المراكز المتخصصة والرائدة، وتمكين الأسر، عبر ورش تستخدم التطبيقات الذكية للإرشاد الأسري والنفسي.
واختتم: إننا اليوم أمام فرصة تاريخية لتحويل التحديات إلى فرص، ولتكون أبوظبي منارةً عالميةً في تمكين ذوي التوحد، وتواصل دورها الريادي في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية، فلنعمل معاً لترجمة مخرجات هذا المؤتمر إلى سياسات وتطبيقات تُحسّن حياة الآلاف من ذوي التوحد.
وقال الدكتور عمر الحمادي، نائب رئيس الخدمات الطبية وجودة الحياة في «أدنوك» في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عن الدكتورة غوية النيادي: يعكس مؤتمر اليوم روح التعاون والابتكار والشمول، وهي قيم أساسية في بناء مجتمع مستدام ومزدهر، ويمثل هذا العام أهمية خاصة لنا جميعاً، إذ أُعلن في دولة الإمارات 2025 «عام المجتمع»، تذكيراً بالدور الحيوي الذي يؤديه كل فرد في تعزيز الانتماء والتضامن والدعم لجميع أفراد المجتمع، وتجسد مشاركتنا الاستراتيجية التزام «أدنوك» برؤية وطنية تتمحور حول تمكين أصحاب الهمم، ودمجهم في مختلف مجالات الحياة.
وأكد أن الأفراد في أدنوك، يشكلون محور كل ما تقوم به. وعبر استراتيجية الشركة «طاقة من أجل الرفاه»، تلتزم بالارتقاء بجودة الحياة لمنتسبيها، والمجتمع، ولدولة الإمارات.
وقالت الدكتورة عفاف الأنصاري، أستاذة وعضو لجنة التوحد بالسعودية رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر: يتيح المؤتمر منصة لعرض أحدث الأبحاث والدراسات والتجارب الدولية، ويشجع على تبادل الخبرات بين المختصين وأولياء الأمور، ما يسهم في تبني ممارسات قائمة على الأدلة، تنطلق من فهم عميق لاحتياجات الطفل والأسرة، وتسعى إلى تمكينهم من العيش بجودة حياة أفضل. واللجنة العلمية بالمؤتمر تؤمن بأن المعرفة العلمية أساس التمكين الحقيقي، والتعاون بين الأسرة، والباحث، والمجتمع، ركيزة أساسية لرسم مستقبل أكثر شمولاً واحتواءً لأطفالنا من ذوي اضطراب التوحد. يعقد المؤتمر 20 جلسة تفاعلية وورشاً وجلسات حوارية بمشاركة 100 خبير من مختلف أنحاء العالم يستعرض عبر خمسة محاور: الابتكارات الطبية والعلمية لاستكشاف أحدث أبحاث الدماغ والأمعاء إلى التشخيص بالذكاء الاصطناعي، والتمكين التعليمي لعرض أحدث أساليب التعليم الدامج والتدخل المبكر، والنهج السلوكي والنفسي لفهم أعمق أساليب تحليل السلوك التطبيقي والعلاج المعرفي السلوكي والعلاج المرتكز على الأسرة، والتكنولوجيا والابتكار لاكتشاف مستقبل دعم التوحد بالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، والمجتمع والشمول العالمي من الرياضات الدامجة إلى التدريب المهني وتغيير السياسات.
يضيء المؤتمر على آخر ما توصلت إليه الدراسات العلمية والبحوث المتخصصة في التوحد، ويشكل فرصة حقيقية للمشاركين من داخل الدولة وخارجها، من خبراء وممارسين وأولياء أمور، للاطلاع على أفضل التجارب والخبرات العالمية في التشخيص والعلاج والتأهيل.
ويتضمن برنامجاً حافلاً من المحاضرات العلمية والورش التدريبية، منها العوامل الجينية والميكروبيوم، والمؤشرات الحيوية والتشخيص المبكر، واستراتيجيات التدخل السلوكي واللغوي، والدمج التعليمي والمهني، والتغذية والتمارين الرياضية وتأثيرها، والذكاء الاصطناعي في المجال الطبي.
كما ستُعقد ورش عن التدخل الغذائي، والعلاج الوظيفي والنطقي، والتدخل المبكر، وجلسات نقاش مجتمعية ومداخلات من أسر أطفال مصابين بالتوحد.
ويشهد المؤتمر مشاركات دولية واسعة، من جامعات ومراكز بحثية مرموقة، منها جامعة الإمارات، وجامعة الملك سعود، وهيئة الخدمات الصحية البريطانية، ومؤسسات أكاديمية من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا والدول العربية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات التوحد مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم الإمارات
إقرأ أيضاً:
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على إنقاص الوزن؟
إذا كنت قد خضت تجارب حمية غذائية متعددة دون جدوى، فقد يكون الحل في الاتجاه إلى الذكاء الاصطناعي.
تخيل وجود مدرب ذكي للغاية يفهم أدق تفاصيل جسدك، ويصمم خطة غذائية وتمارين رياضية مصممة خصيصاً لك، والأروع من ذلك أنه يعدّلها تلقائياً مع كل تقدم تحرزه في رحلتك نحو الرشاقة المثالية.
وشهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي تحولاً ملحوظاً في عالم إنقاص الوزن، من خلال توفير حلول تعتمد على البيانات ويمكن تطويرها باستمرار.
وتُقدم منصات التخسيس المدعومة بالذكاء الاصطناعي إرشادات غذائية شخصية للغاية، فهي تُمكنك من تتبع وجباتك بدقة، وتوفر لك محتوى توعوياً غنياً حول التغذية، بالإضافة إلى أدوات فعالة لوضع أهداف صحية قابلة للتحقيق، خصوصاً إذا كنت تعاني من السمنة أو داء السكري.
الذكاء الاصطناعي والعادات الصحية اليومية
تُسهّل تطبيقات الذكاء الاصطناعي عملية تسجيل الطعام من خلال استخدام تقنيات الرؤية الحاسوبية للتعرف على الأطعمة المحلية عبر الصور، مما يمكّن المستخدمين من تتبع وجباتهم بدقة أكبر.
ويُوفّر عدّاد السعرات الحرارية المعتمد على الذكاء الاصطناعي والمدعوم بـ"ChatGPT" إمكانية تسجيل الوجبات عبر الصوت أو الصور، مما يتيح تحليلاً فورياً للسعرات الحرارية والعناصر الغذائية الرئيسية.
كما تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في دعم العادات الصحية عبر استخدام تقنيات التحفيز السلوكي، من خلال إرسال إشعارات مخصصة، وتوفير تقارير منتظمة ونصائح ملائمة في الأوقات المناسبة، مما يعزز التزام المستخدمين بأهدافهم الصحية بشكل دائم وفعّال.
ويعمل نظام التخسيس بالذكاء الاصطناعي على تحليل بياناتك الشخصية ليضع لك أهدافاً واقعية لخسارة الوزن.
ويأخذ النظام في الحسبان مدى التزامك بخطة وجباتك ومواظبتك على قياس وزنك، ثم يقدم لك ملاحظات فورية وتشجيعاً خاصاً، مما يعزز فرصك في الحصول على نتائج دائمة.
أجهزة ذكية قابلة للارتداء
يساهم الجمع بين الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء في رفع كفاءة خطط فقدان الوزن المصممة لكل فرد على حدة.
وبينت الدراسات أن تحليل البيانات التي تسجلها هذه الأجهزة، مثل المؤشرات الحيوية، ومستوى النشاط البدني، من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يمكنه التنبؤ بدقة بنتائج خسارة الوزن، الأمر الذي يسمح بتقديم تدخلات صحية مصممة وفقاً لاحتياجات كل فرد.
أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي لخسارة الوزن
تفيد الدراسات بأن 3% فقط ينجحون في فقدان 20 كجم عبر الطرق التقليدية، بينما يتمكن 47% من خسارة 7 إلى 11 كجم باستخدام تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ومن أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال التغذية تطبيق "HealthifyMe"، الذي يوفر خططاً غذائية مخصصة وتتبعاً دقيقاً للسعرات عبر المساعد الافتراضي "Ria"، مع تكامل ذكي مع أمازون أليكسا.
أما "CalCounter"، فهي أداة تعتمد على تقنية التعرف على الصور لتحليل الوجبات وحساب السعرات فورياً، مما يسهل عملية التسجيل بشكل تلقائي ودقيق.
ويقدم "MacroSnap AI" ميزة تصوير الوجبات لتحليل مكوناتها الغذائية بسرعة، مع تتبع دقيق للعناصر الأساسية.
ويُعد "Welling" مدرباً صحياً ذكياً يتيح تسجيل الوجبات عبر الصور أو الدردشة، ويقدم خططاً غذائية يومية ونصائح مخصصة لدعم تحقيق الأهداف الصحية.
ولخسارة الوزن بفعالية، يحتاج المستخدمون إلى أدوات ذكية تقدم إرشادات دقيقة للتمرين واللياقة البدنية، ومن أشهرها "Fitness AI"، الذي يعتمد على خوارزميات التعلم الآلي لتحليل بيانات التمارين، وتقديم خطط تدريب مخصصة تتطور مع تقدم المستخدم، إضافة إلى فيديوهات تعليمية للحفاظ على التقنية الصحيحة.
بينما يوفر تطبيق "Zing AI" خطط تمرين شخصية تتكيف تلقائياً مع مستوى اللياقة والتقدم المحقق، وتجمع بين تمارين الكارديو، والقوة، ووزن الجسم لضمان تنوع وتحفيز مستمر.
وتلعب أدوات التدريب والتحفيز السلوكي دوراً محورياً في دعم رحلة فقدان الوزن، ومن أهمها تطبيق "Simple"، الذي يقدم برامج مخصصة تشمل التغذية واللياقة والتحفيز، مع ميزات مثل تتبع الطعام، الصيام المتقطع، ودعم ذكي متواصل على مدار الساعة.
كما يُعد "Weight Mate" مساعداً افتراضياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويقدم دعماً مستمراً بناءً على تحليل أكثر من مليار تفاعل، ما يمكنه من توفير توصيات شخصية فعالة تساعد المستخدمين على فقدان الوزن والحفاظ عليه.
وتعتبر الأدوات الشمولية والتنبؤية بالذكاء الاصطناعي من أبرز الوسائل في دعم برامج التخسيس، حيث يقدم برنامج "OmadaSpark" تعليماً غذائياً مخصصاً وتتبعاً دقيقاً للوجبات، مع تكامل فعّال مع فرق الرعاية الصحية لضمان دعم شامل.
ويقدم نظام "CSIRO" الغذائي عبر أداة "My Journey" إرشادات فردية تساعد المستخدمين على تحديد أهدافهم، ومتابعة التقدم، وتحقيق نتائج طويلة الأمد من خلال استراتيجيات مصممة خصيصاً لكل شخص.
خلاصة القول، يشير تقدم تقنيات فقدان الوزن المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى مستقبل مشرق لمن يسعى لتحقيق أهدافه الصحية بطريقة علمية ومنظمة، ومع ذلك يظل الالتزام الشخصي والإرادة القوية العاملين الأساسيين لنجاح أي خطة صحية.
أمجد الأمين (أبوظبي)