البطريرك الراعي من بكركي: القيامة رجاؤنا والمصالحة طريق خلاص لبنان
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة عيد القيامة المجيد من صرح بكركي، بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، واللبنانية الأولى، إلى جانب عدد من الوزراء والنواب والمسؤولين والفعاليات الروحية والمدنية.
تهنئة رئاسية بعيد القيامة
افتتح البطريرك كلمته بالترحيب بالرئيس والوفد المرافق له، متمنيًا أن يحمل عيد القيامة “نعمة وسلامًا على لبنان وشعبه”، مؤكّدًا دعمه لأمنيات الرئيس التي أعلنها مؤخرًا بمناسبة مرور خمسين عامًا على اندلاع الحرب اللبنانية، وفي مقدّمتها: المساواه بين جميع المواطنين وحصريه السلاح بيد الدولة وتعزيز دور الجيش والقوى الأمنية وتوحيد الصف الوطني
المسيح سلامنا… عظة القيامة دعوة للمصالحة والرجاء
وتناول الراعي في عظته المعاني العميقة للقيامة، معتبرًا إياها “الحدث الأهم في تاريخ البشرية”، لأنّها تؤسّس للسلام والمصالحة الحقيقيّة بين الإنسان والله، وبين الإنسان وأخيه الإنسان.
وأشار إلى أن قيامة المسيح زرعت السلام في القلوب، وجعلتنا “صانعي سلام وسفراء مصالحة”، داعيًا إلى مواجهة العنف، والإرهاب، وعسكرة السياسة، من خلال سلام نابع من الغفران والوحدة الحقيقية.
مصالحة تبدأ من الذات وتمتد إلى الوطن
شدّد الراعي على أن المصالحة الحقيقية تبدأ من داخل الإنسان، بترميم العلاقة مع الله، ثم مع الآخر، ومع المجتمع، مشيرًا إلى أنّ المصالحة يجب أن تمتد أيضًا إلى الساحة السياسية، من خلال إعادة بناء الثقة، وتعزيز الشراكة العادلة في إدارة الدولة.
وقال: “بالمصالحة تخمد الخلافات، وتزول العداوات، وتتبدّل الذهنيات، وتُبنى الوحدة الوطنية.”
القيامة: قلب الإيمان المسيحي
ذكّر البطريرك بأن القيامة هي جوهر الإيمان المسيحي، قائلاً: “لو لم يقم المسيح، لكان إيماننا باطلًا، ولكنّا شهود زور، ولا وجود لكنيستنا.”
كما أشار إلى أن قبر المسيح الفارغ هو حجر الزاوية في الديانة المسيحية، إذ يعبّر عن الانتصار على الموت واليأس، ويمنح الرجاء بقيامة كل إنسان.
من المشاهدة إلى الشهادة
ختم الراعي عظته بالتذكير بدور النساء اللواتي زرن القبر فجر القيامة، وتحولن من مشاهدات إلى شاهدات ومبشّرات بقيامة المسيح، داعيًا الحاضرين إلى حمل رسالة القيامة إلى كل لبنان.
واختتم قائلاً:
“المسيح قام! حقًّا قام!”
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: لبنان
إقرأ أيضاً:
سوريا تستحق الحياة: نداء إلى أبناء الوطن والعالم لإعادة الإعمار والمصالحة
#سواليف
#سوريا تستحق #الحياة: #نداء إلى #أبناء_الوطن و #العالم لإعادة الإعمار والمصالحة
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
آن الأوان أن يعلو صوت العقل على صوت الخراب، وأن تنتصر إرادة البناء على ثقافة الهدم، وأن تتقدّم سوريا بثقة نحو مستقبل يليق بتاريخها وشعبها العظيم. إننا نوجّه هذا النداء من القلب، إلى القيادة السورية، والنخب الوطنية، وإلى أبناء الشعب السوري في الداخل والشتات، أن يضعوا يدًا بيد ويبدأوا مرحلة جديدة عنوانها: إعادة الإعمار، والمصالحة، والعدالة الانتقالية.
لقد عانت سوريا بما يكفي. دمّرت الحرب مدنًا، وأرغمت الملايين على مغادرة وطنهم، وأرهقت بنية الدولة والمجتمع. لكن سوريا اليوم تقف عند مفترق طرق: إما أن تبقى رهينة الماضي، أو تنهض من تحت الرماد وتستعيد دورها كـ”قلب العروبة النابض”، وكمركز حضاري وإنساني لا غنى عنه في المنطقة.
مقالات ذات صلة “الصليب الأحمر”:نحذّر من انهيار وشيك لمنظومة العمل الإنساني في قطاع غزة 2025/05/09وهنا نناشد أيضًا المجتمع الدولي، وبخاصة الدول العربية والإسلامية، أن تفي بواجبها الأخلاقي والإنساني، وأن تهب لمساعدة سوريا. آن للمواقف أن تتحوّل إلى مبادرات، وللبيانات أن تتحوّل إلى مشاريع. إن دعم إعادة الإعمار، وضمان عودة اللاجئين والنازحين بكرامة وأمان، ليس فقط خطوة إنسانية، بل هو واجب سياسي وأخلاقي.
إن انطلاقة حقيقية لعجلة الإعمار – إذا حدثت وتقدّمت – ستكون كفيلة بإسكات كل مشاريع الفوضى، وإسقاط رهانات التطرف، وإجهاض محاولات تقسيم سوريا أو عزلها. التنمية وحدها قادرة على فتح النوافذ للانفتاح، وتجاوز الأحقاد، وبناء وطن يتسع للجميع دون إقصاء أو تهميش.
التحزب الأعمى، والتعصب، والتشدد، كلها ستذوب أمام قوة المصالحة، وروح العدالة، ومشاريع الاستثمار التي تعيد الأمل للشباب، وتخلق بيئة جديدة تليق بالسوريين الذين أثبتوا في المنافي والمخيمات أنهم قادرون على الإبداع والصمود.
إن عودة دمشق لتكون عاصمة القرار العربي، ومركز الحوار الإقليمي، هو أمر مرهون بمسار داخلي حقيقي وشجاع يفتح الأبواب أمام المصالحة الوطنية، ويضع الإنسان السوري في قلب الاهتمام، ويكرّس العدالة والمساواة بين أبناء الوطن.
نعم، إذا تحقق هذا المسار، فإن كل ما مضى من جراح وآلام سيندرج في الذاكرة الجماعية كشاهد على القدرة على التغيير. فكما أن الحروب لا تدوم، كذلك فإن مشاريع الفوضى مصيرها الزوال إن اجتمعت الإرادات الصادقة على إعادة الحياة.
ختامًا، نقول للسوريين: وحدتكم قوتكم، ومصالحتكم طريق نجاتكم، وإعمار وطنكم رسالة للمستقبل. ونقول للعالم: من أراد سوريا آمنة مستقرة موحّدة، فليبدأ بدعم أهلها، لا بفرض الحلول عليهم. سوريا تستحق الحياة… فلنمنحها الفرصة.