تؤدى للموت.. مخاطر تناول الفسيخ والرنجة بهذه الطريقة والحلول الصحية
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
مع حلول فصل الربيع واقتراب احتفالات "شم النسيم" تبرز ظاهرة اجتماعية تختزل تاريخًا طويلًا من الموروث الثقافي المصري الا وهي اعداد وتناول الأسماك المملحة مثل "الفسيخ" او"الرنجة" او كليهما في اغلب الاحيان.
لكن وراء هذه الممارسة الاحتفائية تكمن تحديات صحية وبيئية جسيمة تتطلب وعيًا مجتمعياً وحلولًا مبتكرة.
وقدم الدكتور خالد شوقي طلبه أستاذ ورئيس بحوث صحة وسلامة الغذاء بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بمركز البحوث الزراعية بالجيزة أهم النصائح والمعلومات حول الأسماك المملحة
صناعة الأسماك المملحةتعتمد صناعة الأسماك المملحة على تقنيات حفظ قديمة تعود لمئات السنين حيث يستخدم الملح بكميات كبيرة او تركيز عالي من خلال استخدام محلول ملحي بغرض منع نمو البكتيريا. وتشمل المراحل الأساسية من التصنيع ما يلي :-
1- التنظيف الأولي: حيث تغسل الأسماك (غالبًا البوري أو الرنجة) وتُترك لتجف لكن قد تُهمل هذه الخطوة في اماكن التصنيع الغير المرخصة او التي لا تتبع المعايير والممارسات الصحية والتصنيعية السليمة مما يترك بقايا دماء أو أحشاء بالمنتج تزيد من معدلات التلوث .
2- التمليح المكثف والتخزين: توضع الأسماك في أوعية خشبية أو بلاستيكية مع طبقات من الملح الخام بين الاسماك وهذا ما يسمي التمليح الجاف اما التمليح الرطب فيتم من خلال استخدام محلول ملحي مركز حوالي 26% من وزن السمك وتعتبر هذه الطريقة اسرع من التمليح الجاف وتترك لأسابيع واذا تم التخزين في ظروف صحية سيئة (اواني وادوات ملوثة - نقص التهوية - التعرض للحشرات ملح غير صالح للاستخدام) فقد يشكل ذلك خطورة على صحة المستهلك.
3- عملية التخمر: تتفاعل الإنزيمات مع البكتيريا اللاهوائية مما يُكسب السمك النكهة المميزة لكنه قد يؤدي إلى تكون سموم قاتلة "البوتوليزم" إذا فُقد التحكم في درجة الحرارة أو نسبة الملوحة .
المخاطر الصحية: من التسمم إلى الأمراض المزمنةرغم التحذيرات المتكررة تسجل حالات عديدة من التسمم بين المستهلكين لهذه النوعية من الاسماك سنوياً ومن ابرز حالات التسمم:
أ- التسمم البوتيوليني: ينتج عن سموم ميكروب "كلوستريديوم بوتولينوم" التي تهاجم الجهاز العصبي وتسبب شللًا في عضلات التنفس قد يؤد ي في النهاية الى الوفاة اذا لم يتم اتخاذ الاجراءات السريعة خاصة مع استخدام أسماك فاسدة ملوثة بالميكروب أو ملح مغشوش حيث تظهر الاسماك ببطن منتفخ وخياشيم داكنة.
ب- ارتفاع ضغط الدم: تحتوي الأسماك المملحة على نسبة عالية من الصوديوم قد يصل إلى 17% من وزنها مما يهدد مرضى القلب والكلى.
ت- التلوث بالمعادن الثقيلة: كالزئبق والرصاص خاصة إن كان مصدر الأسماك من مياه ملوثة من جراء المخلفات الصناعية .
ث- التسمم بالهيستامين: يتشكل في الأسماك اثناء التخمير السيئ مسببًا طفحًا جلديًّا واضطرابات هضمية .
الأضرار البيئية:ملح يقلل من خصوبة الأرض وتلوث المياه
لا تقتصر الأضرار على الصحة فقط فعمليات التصنيع العشوائي تُلحق أراراً بالغة بالبيئة والمسطحات المائية فعلى سبيل المثال:
أ- ارتفاع معدل ملوحة التربة: تصريف المياه المالحة الناتجة عن التمليح في الأراضي الزراعية يقلل من خصوبة التربة مما يحد من مساحات الاراضي المستزرعة وبالتالي تقل الإنتاجية .
ب- تلوث المسطحات المائية: تسرب النفايات ذات الملوحة العالية إلى الأنهار والبحيرات يهدد الكائنات البحرية ويخل بالتوازن البيئي .
ت- استنزاف المخزون السمكي: الإقبال الكبير على صيد الأسماك لتمليحها يرفع معدلات الصيد الجائر خاصة مع استخدام شباك غير انتقائية او طرق غير مصرح بها.
تطبيق الممارسات الآمنة والمستدامة
ولتحقيق التوازن بين التقاليد وسلامة المنتج تُقدم الحلول التالية:
أولأ: الجهـــــات الرقابيـــة:
1- تشديد الرقابة على اماكن التصنيع والتخزين والاطلاع على التراخيص وتطبيق الاشتراطات الصحية والتصنيعية الجيدة كانظافة والتطهير واستخدام ملح مكرر صالح للاستهلاك وأسماك طازجة .
2- تطبيق تقنيات معالجة المياه المالحة قبل تصريفها عن طريق فصل الرواسب واستعادة البروتين .
3- توعية المزارعين بخطورة ري الأراضي الزراعية بمياه بها نسبة ملوحة عالية.
ثـــانيـــاً: المستهلك
شراء الأسماك من مصادر مرخصة موثوق بها مع فحص علامات الجودة (خياشيم حمراء - عيون لامعة براقة - جلد وقشور متماسكة – لون السمك – الرائحة المميزة للاسماك المملحة) . تأكد من أن ملمس الأسماك المملحة متماسك وغير لزج أو طري بشكل مبالغ فيه.يفضل شراء الأسماك المملحة المعبأة والمغلفة بشكل جيد والتي تحمل تاريخ الإنتاج والانتهاء.تجنب السيدات الحوامل ومن يعاني من الامراض المزمنة من تناول الاسماك المملحة تجنب تناول رأس وأحشاء السمك لتركُّز السموم فيها وغسلها جيدًا بالخل أو الليمون لتقليل الملح قبل الاستهلاك. تناول كميات معتدلة من الاسماك المملحةشرب كميات كبيرة من الماء والسوائل بعد تناول الأسماك المملحة للمساعدة في طرد الأملاح الزائدة.اضافة أغذية صحية كالخضروات (البصل - الخس - الخيار) والفاكهة (الطماطم – التفاح – الخ.). تجنب تناول الأسماك المملحة على معدة فارغة.إذا شعرت بأي أعراض غير طبيعية بعد تناول الأسماك المملحة (دوخة – دوار – صعوبة في البلع – جفاف الحلق – صعوبة بالنطق – تشوش او ازدواج الرؤية).توجه فورًا إلى الطبيبعدم الاحتفاظ بالأسماك المملحة خارج الثلاجة لفترة طويلة بل يجب حفظها بالتبريد في عبوات محكمة الغلق12- استمتع بوجبتك في شم النسيم ولكن بوعي واعتدال للحفاظ على صحتك
ثــــالثــــاً: الحلول التكنولوجية
1- استخدام تقنيات التمليح السريع بالتبريد التي تقلل الوقت والملح المستخدم وتعتبر اكثر امناً على الصحة.
2- تطوير أساليب لتخمر الاسماك تعمل على تحفيز البكتيريا النافعة والقضاء على البكتيريا الضارة .
وقال ان هذا الموروث يحتاج إلى إعادة ابتكار فالأسماك المملحة ليست مجرد طبق يقدم في احدى المواسم والاعياد بل يعتبر جزء من الهوية الثقافية المصرية. لكن الحفاظ على هذا التراث بشكل آمن لا يشكل خطورة على صحة المستهلك أو يؤدي الى تلوث البيئة يتطلب تحديثًا في تطبيق تلك الممارسات بدءًا من تطوير معايير التصنيع مرورًا بتحسين الرقابة ووصولًا إلى تعزيز الوعي المجتمعي لدى المنتجين والمستهلكين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأسماك المملحة الاسماك شم النسيم الفسيخ الرنجة المزيد تناول الأسماک المملحة
إقرأ أيضاً:
غزة: كيف تحولت مراكز توزيع المساعدات إلى أفخاخٍ للموت
اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاحتلال الإسرائيلي بتحويل مواقع توزيع المساعدات الإنسانية إلى "مصائد للقتل الجماعي"، في وقت حذرت فيه منظمة "أطباء بلا حدود" من استخدام إسرائيل للمساعدات كأداة لتهجير السكان قسراً.
وجاءت هذه التصريحات عقب ارتكاب جيش الاحتلال مجزرة جديدة قرب نقطة توزيع مساعدات أميركية غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 30 فلسطينياً وإصابة أكثر من 120 آخرين.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن عدد الشهداء في مواقع توزيع المساعدات ارتفع إلى 39 خلال أقل من أسبوع، إضافة إلى أكثر من 220 إصابة، محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات التي تُنفذ تحت غطاء إنساني "زائف".
ودعا البيان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جرائم القتل في هذه المواقع، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية، كما رفض أي شكل من أشكال "المناطق العازلة" أو "الممرات الإنسانية" الخاضعة لإشراف الاحتلال أو بتمويل أميركي، معتبراً إياها فخاخاً للمدنيين وليست ممرات آمنة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن مجزرة الاحتلال في رفح أسفرت عن وصول 21 شهيداً و5 حالات في وضع "موت سريري"، بالإضافة إلى 30 إصابة خطيرة إلى المستشفيات.
وأوضحت الوزارة أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ تعاني من ازدحام شديد ونقص حاد في وحدات الدم ومستلزمات الجراحة والعناية، مشيرة إلى أن الوضع الطبي وصل إلى مرحلة غير مسبوقة من التدهور.
كما نقلت قناة الجزيرة عن مدير المستشفيات الميدانية في غزة قوله إن مواقع توزيع المساعدات تحولت إلى "مصائد قتل لسكان القطاع"، مؤكداً وجود 40 حالة خطيرة من بين المصابين نتيجة الاستهداف المباشر.
وأضاف أن مئات الجرحى والمرضى يفترشون الأرض لعدم قدرة الطواقم الطبية على تقديم العلاج اللازم، مشيراً إلى أن معظم الإصابات تركزت في الأطراف العلوية بفعل إطلاق النار.
وفي 27 مايو/أيار، بدأ الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من واشنطن وتل أبيب، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، ما يثير المزيد من المخاوف بشأن استخدامها كوسيلة ضغط أو تهجير قسري لسكان القطاع المحاصر.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن