حقيقة فتوى تحريم الاحتفال بشم النسيم .. الإفتاء ترد
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "الاستعلام على وجه رسمي من دار الإفتاء المصرية بالقاهرة، عما إذا كانت الفتوى رقم 10/ 311، صادرة من دار الإفتاء المصرية من عدمه- ومفادها تحريم الاحتفال بشم النسيم-، وفي الحالتين، بيان مدى صحة تلك الفتوى من عدمه، وطلب الإفادة بذلك على وجه رسمي؟".
وردت دار الإفتاء موضحة: أن تلك الفتوى لا وجود لها على الإطلاق في فتاوى دار الإفتاء المصرية منذ إنشائها إلى الآن، بل جميع الفتاوى الصادرة من دار الإفتاء المصرية واضحة في إباحة الاحتفال بشم النسيم والمشاركة فيه شرعًا؛ سواء في ذلك الفتوى الصادرة في عهد المفتي الأسبق فضيلة الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل، برقم 314 لسنة 2001م، أو الفتوى الصادرة في عهد المفتي السابق فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، برقم 212 لسنة 2012م، أو الفتوى الصادرة برقم 208 لسنة 2017م.
وسبق لدار الإفتاء المصرية أن أصدرت في ذلك الشأن، الفتوى التالية: “شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل المصريون جميعًا في هذا الموسم بإهلال فصل الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا: فبعضها مما حث عليه الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام”.
وكان الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه -والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يخطب المصريين في كل عام ويحضهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب"، وابن زولاق في "فضائل مصر وأخبارها"، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف".
والأصل في موسم "شم النسيم" أنه احتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان؛ فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وإن اتحد المسمَّى؛ فكما احتفل قدماء المصريين بشم النسيم باسم "عيد شموس" أو "بعث الحياة": احتفل البابليون والآشوريون "بعيد ذبح الخروف"، واحتفل اليهود "بعيد الفصح" أو "الخروج"، واحتفل الرومان "بعيد القمر"، واحتفل الجرمان "بعيد إستر"، وهكذا.
ولم يكن من شأن المسلمين أن يتقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية.
ولَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة.
وهذا معنًى إنسانيٌّ راقٍ أفرزته التجربة المصرية في التعايش بين أصحاب الأديان والتأكيد على المشترك الاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وهو لا يتناقض بحال مع الشرع، بل هو ترجمة للحضارة الإسلامية الراقية، وقِيَمِها النبيلة السمحة.
وأما ما يقال من أن مناسبة "شم النسيم" لها أصولٌ مخالفةٌ للإسلام، فهذا كلامٌ غير صحيح ولا واقع له؛ إذ لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، لا في أصل الاحتفال ولا في مظاهره ولا في وسائله، وإنما هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع؛ رُوعِيَ فيه مشاركة سائر أطياف الوطن، بما يقوي الرابطة الاجتماعية والانتماء الوطني، ويعمم البهجة والفرحة بين أبناء الوطن الواحد، والسلوكيات المحرمة إنما هي فيما قد يحدث في هذه المناسبة أو غيرها من سلوكيات يتجاوز بها أصحابها حدود الشرع أو يخرجون بها عن الآداب العامة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتفال بشم النسيم شم النسيم المزيد دار الإفتاء المصریة بشم النسیم
إقرأ أيضاً:
وضع شعار القرية العالمية الخاص بالموسم الـ 30 على التأشيرات الصادرة من إقامة دبي
أعلنت الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب في دبي، بالتعاون مع القرية العالمية، عن وضع شعار القرية العالمية الخاص بالموسم الـ 30 على جميع التأشيرات الصادرة من إمارة دبي، إلى جانب اعتماد ختم خاص يحمل شعار القرية العالمية على جوازات القادمين إلى الدولة، احتفاءً بالذكرى الثلاثين لانطلاق القرية.
جاء ذلك خلال لقاء الفريق محمد أحمد المري، المدير العام للإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، مع زينة داغر، نائب الرئيس الأول للعمليات في دبي القابضة للترفيه - القرية العالمية، وسارة المهيري، مدير إدارة التسويق والفعاليات.
كما أعلنت الجهتان أن الدخول إلى القرية العالمية سيكون مجانياً لحاملي جوازات السفر التي تحمل ختم القرية العالمية الخاص بالموسم الـ 30، وذلك لمدة عشرة أيام من تاريخ افتتاح القرية في 15 أكتوبر الحالي، على أن يكون الختم بجانب ختم الدخول ليستفيد حامله من هذه الميزة لمرة واحدة فقط.
وتُجسّد هذه الخطوة التكامل المؤسسي بين الجهات الحكومية وشركائها في القطاعين العام والخاص، بما يعكس حرص دبي على إبراز مبادراتها التي تحتفي بالتنوّع الثقافي وتُعزّز مكانتها كجسر للتواصل الحضاري بين شعوب العالم.
أخبار ذات صلةوتهدف المبادرة إلى تعريف ملايين المسافرين القادمين إلى دبي بهذا المعلم الذي يجمع ثقافات العالم في تجربة واحدة، ويجسّد القيم التي تقوم عليها هوية الإمارة: الانفتاح، والتسامح، والإنسانية.
وتأتي المبادرة في إطار حرص إقامة دبي على دعم الفعاليات الوطنية والمشاريع التي تُبرز الوجه المشرق للإمارة، وتُعزّز تجربة الزوّار من لحظة وصولهم إلى منافذها، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية دبي 2033 واستراتيجيتها في تعزيز مكانتها كوجهة عالمية نابضة بالحياة تجمع بين الثقافة والابتكار وجودة الحياة.
وتُعدّ القرية العالمية واحدة من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في دبي، حيث تستقطب ملايين الزوّار سنوياً من مختلف أنحاء العالم، وتقدّم تجربة فريدة تجمع بين أجنحة الدول، والعروض الفنية، والأنشطة الترفيهية التي تحتفي بالتنوّع الثقافي في أبهى صوره.
المصدر: وام