جماعات إسرائيلية متطرفة تنشر فيديو تحريضيا لتفجير المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
منذ إحراقه قبل 55 عاما وحتى يومنا هذا، تتوالى الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، ويتضاعف الخطر عليه، مع تحوّل استهدافه وتهويده من أجندة هامشية لجماعات استيطانية متطرفة محدودة العدد والتأثير، ليصبح هدفا مركزيا للحكومة الإسرائيلية، مع انتقال المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف بشكل متزايد.
ولم يبقَ هذا التحوّل حبيس الكواليس، بل تُرجم سياسيا بوصول شخصيات متطرفة إلى سُدّة الحكم، أبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والوزير إيتمار بن غفير الذي تولّى حقيبة "الأمن القومي" ويُعدّ أحد أقرب السياسيين إلى تلك الجماعات المتطرفة.
وفي مشهد غير مسبوق منذ احتلال القدس عام 1967، يشهد المسجد الأقصى موجة متصاعدة من الاقتحامات الاستفزازية، والتي تجاوزت حدود العبث إلى محاولة فرض أمر واقع جديد.
وخلال هذا الأسبوع، اقتحم نحو 7 آلاف مستوطن ساحات الحرم القدسي، في مشهد يعكس تحوّلا خطيرا في مسار الصراع.
ولم يتوقف الأمر عند الاقتحامات، بل انتقل إلى حرب نفسية وتحريضية جديدة تقودها الجمعيات الاستعمارية وغلاة المتطرفين، من خلال نشرها عبر منصاتها مقطع فيديو مُنتجا بتقنية الذكاء الاصطناعي، يُظهر مشهدا صادما لتفجير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، تحت عنوان "العام القادم في القدس".
إعلانوقد أثار هذا الفيديو غضبا واسعا بين نشطاء فلسطينيين وعرب، وسط إدانات عربية ودولية. وقد وصفه الناشط خالد صافي بأنه محاولة مكشوفة لتشجيع المتطرفين على تنفيذ حلم طالما سعوا إليه، داعيا المسلمين إلى الوعي بالخطر المحدق بأولى القبلتين.
هذا المشهد بالذكاء الاصطناعي منتشر على حسابات ومجموعات صهيونية لتشجعيهم للبدء بتنفيذ الحلم الذي انتظروه طويلاً..
وننشره على أمل أن يعي المسلمون الخطر الذي يحدق بقبلة المسلمين الأولى..
لعل وعسى أن يحرك المخلصين منهم. pic.twitter.com/tpwxjzuPnl
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) April 19, 2025
ومن جانبه أشار الصحفي الأردني أحمد جرار إلى أن "الأمر لم يعد بعيدا عنهم، فمَن سفك كل هذه الدماء دون رادع، لن يتردد في استباحة المقدسات وتفجيرها".
أما الدكتور عبد الله معروف، فعلق بأسى عبر صفحته على منصة إكس بالقول "أكره بشدة أن أنشر دعايةً للمتطرفين.. لكن هذه الوقاحة تستحق النشر، لعلها توقظ النائمين".
أكره بشدة أن أنشر دعايةً للمتطرفين.. ولكن هذه الدعاية الوقحة التي نشرت اليوم بعنوان (العام القادم في القدس) تستحق النشر، لعلها تكون صرخةً مدويةً تصل القلوب وتوقظ النائمين..! pic.twitter.com/Lwltp5Yr8h
— Dr. Abdallah Marouf د. عبدالله معروف (@AbdallahMarouf) April 18, 2025
كما أوضح مغرّدون أن هذا الفيديو كشفت فيه منظمة إسرائيلية نواياها تجاه المسجد الأقصى المبارك، وما يخططون له في الأيام المقبلة.
وكتب أحد المغردين قائلا "هذا ما يُخطط له للمسجد الأقصى.. وهذا ما سيفعلونه إن بقيت الأمة على حالها!".
نشرت مواقع ومنصات عبرية متطرفة فيديو مُنتَج بتقنية الذكاء الاصطناعي، يُظهر تفجير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، تحت عنوان: "العام القادم في القدس"..
هذا ما يحاك للمسجد الأقصى، هذا الذي سيفعلوه بالأقصى إن بقيت الأمة على هذا الحال pic.twitter.com/ZQ8r9LqlCk
— عبدالرحيم الشرفي (@alsharafi00) April 19, 2025
إعلانورأى البعض أن هذه الأفعال "الخبيثة" تأتي ضمن خطط ممنهجة لتهويد المسجد الأقصى وطمس هويته الإسلامية والتاريخية.
ماذا تنتظر من أجل أن تتحرك ؟
مواقع ومنصات عبرية متطرفة تنشر فيديو بواسطة الذكاء الصناعي يظهر تفجير المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم، يحمل عنوان: "العام القادم في القدس".
هذه الأفعال الخبيثة تأتي ضمن خطط ممنهجة لتهويد المسجد الأقصى وطمس هويته الإسلامية والتاريخية???? pic.twitter.com/TNuenQ2XUT
— Ms.❤️ (@alh43503_al) April 19, 2025
وكتب أحد المدونين قائلًا "انصدمت، فكرت أنه خبر عاجل، ما تابعته. وتريند ما حكيت عنه! لكن هذا النشر بهدف قياس رد فعل الشارع الإسلامي والعربي".
في حين تساءل آخرون "ماذا تنتظر الدول العربية؟ متى يتم إلغاء تفعيل الوضع الصامت؟ أين منظمة التعاون الإسلامي، التي وُلدت من نار حريق الأقصى عام 1969؟".
تحذيرات رسميةمن جهتها، حذرت الخارجية الفلسطينية بعد انتشار هذا الفيديو من "مخططات المنظمات الاستيطانية ضد الأقصى" وطالبت بتدخل دولي فعلي لوقف تلك المخططات.
وأضافت الخارجية الفلسطينية -في تغريدة على منصة إكس- بأنها تنظر "بخطورة بالغة لما يتم تداوله على منصات عبرية تابعة لمنظمات استيطانية استعمارية بشأن تفجير ونسف المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه".
وقالت إنها تعتبر ذلك "تحريضا ممنهجا لتصعيد استهداف المقدسات المسيحية والإسلامية بالقدس المحتلة، لا سيما وأن اليمين الإسرائيلي الحاكم بات لديه شعور بقدرته على تنفيذ مخططاته التهويدية التوسعية والعنصرية في ظل ردود فعل دولية باهتة على مظاهر وجرائم الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة بالذات".
*الخارجية تحذر من مخططات المنظمات الاستيطانية ضد الاقصى وتطالب بتدخل دولي فعلي لوقفها*
تنظر وزارة الخارجية والمغتربين بخطورة بالغة لما يتم تداوله على منصات عبرية تابعة لمنظمات استيطانية استعمارية بشأن تفجير ونسف المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وتعتبرها تحريضاً ممنهجاً…
— State of Palestine – MFA ???????????????? (@pmofa) April 19, 2025
إعلانوطالبت الوزارة المجتمعَ الدولي ومؤسساته الأممية المختصة بـ"التعامل بمنتهى الجدية مع هذا التحريض، واتخاذ الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لوضع حد لاستفراد الحكومة الإسرائيلية بشعبنا، وإجبارها على الالتزام بإرادة السلام الدولية والاقليمية، والانصياع لقرارات الشرعية الدولية والإجماع الدولي على وقف الإبادة وتوفير الآليات الكافية بحماية شعبنا".
يُذكر أنه في 21 أغسطس/آب 1969، اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي بالمسجد الشريف. وجاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تفجیر المسجد الأقصى الهیکل المزعوم pic twitter com
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 500 عالم وخطيب.. انطلاق مؤتمر أمناء الأقصى الدولي الثالث بإسطنبول
بدأت اليوم السبت في إسطنبول فعاليات مؤتمر أمناء الأقصى الدولي الثالث للخطباء والدعاة بمشاركة نحو 500 خطيب وإمام وعالم من كافة أنحاء العالم الإسلامي.
ويُعقَد المؤتمر الثالث تحت شعار "من منابر الأمة إلى المسجد الأقصى.. عهد ورباط"، ويختتم أعماله غدا الأحد.
وشدد رئيس مؤسسة أمناء الأقصى للدعاة وخريجي الشريعة عصام البشير، في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، على أهمية المسجد الأقصى ورمزيته في وجدان المسلمين، وقال إن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين جميعا.
ووصف البشير المسجد الأقصى بأنه الميزان الدقيق الذي تُقاس به هوية الأمة ومستوى وعيها، محذرا من خطورة المخططات التي تهدد مدينة القدس المحتلة، ومؤكدا أن الخطر تجاوز الاعتداء على الحجر، ليستهدف الهوية الإسلامية وتزييف الوعي والسعي لإفراغ المدينة من أهلها المرابطين من خلال محاولات ممنهجة.
روحان في جسد واحدوربط البشير بين الجُرحين الفلسطينيين المتمثلين بغزة والقدس قائلا إنهما روحان في جسد واحد.
وأشاد بصمود أهل غزة، واصفا ثباتهم بأنه "أعظم شهادة حية على سريان روح الإسلام في جسد الأمة".
وبدوره، ألقى عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني كلمة أكد خلالها على أن المؤسسات العلمية والدينية الجزائرية، وعلى رأسها جامع الجزائر، رسّخت دعمها للقضية وجعلت القدس جزءا أصيلا من رسالتها العلمية والدعوية.
وقال إن الجزائر بتاريخها النضالي، وضعت القدس في صميم رؤيتها الدبلوماسية، والقضية ليست ملفا سياسيا قابلا للمساومة.
انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لمؤسسة أمناء الأقصى في إسطنبول بمشاركة رسمية وعلمائية واسعة تحت شعار: «من منابر الأمة إلى المسجد الأقصى… عهد ورباط»
انطلقت في مدينة إسطنبول اليوم (2025.12.13) فعاليات المؤتمر الدولي الثالث الذي تنظمه مؤسسة أمناء الأقصى للدعاة وخريجي الشريعة،… pic.twitter.com/7GyoKUhQB8
— هيئة علماء فلسطين (@palscholars48) December 13, 2025
إعلانأما محمد غورماز، رئيس معهد التفكر الإسلامي في تركيا، فاستحضر دروسا من التاريخ لإسقاطها على واقع المسلمين اليوم.
وسرد غورماز محنة المسلمين في غرناطة قبيل سقوطها واستنجادهم بالمسلمين لنُصرتهم، مشددا على ضرورة دعم أهل غزة والشعب الفلسطيني من أجل القدس والحواضر الإسلامية.
فعالياتوستُعقد في اليوم الأول من المؤتمر ندوتان، الأولى بعنوان" القدس وفلسطين: الواقع ومستقبل الصراع"، وتنقسم لعدة محاور هي: المسجد الأقصى في عين العاصفة وغزة اليوم ومستقبل الاتفاق والضفة درع القدس وتعزيز مركزية فلسطين في وجدان الأمة.
أما الندوة الثانية فستُعقد تحت عنوان الخطاب الدعوي والقضية الفلسطينية، وتنقسم لعدة محاور هي: نقض خطاب التطبيع الإفتائي والوعظي وموقع القضية في منهجية البناء المعرفي والتربوي، وانعكاس الطوفان في دوائر المجتمع الغربي وسبل الاستثمار.