المعارك تشتد.. الجيش السوداني يوجّه ضربات موجعة للدعم السريع
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
قال عثمان الجندي مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من أم درمان، إنّ العاصمة الخرطوم تشهد منذ صباح اليوم تصعيدًا عسكريًا لافتًا، خصوصًا في غرب المدينة.
وتابع الجندي، في تصريحات مع الإعلامي همام مجاهد، عبر قناة “القاهرة الإخبارية” : اندلعت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق دار السلام، وغرب أم درمان، لا سيما في محليتي أمبده وأم درمان القديمة.
وأضاف الجندي، أن قوات الدعم السريع تراجعت بشكل كبير داخل العاصمة، حيث أصبحت خمس من محليات الخرطوم السبع خالية تمامًا من وجودهم، وهي الخرطوم، بحري، جبل أولياء، شرق النيل، وكالري.
وتابع أنّ مناطق التوتر تتركز حاليًا في جنوب وغرب أم درمان، فيما شن الجيش السوداني هجمات جوية بطائرات مسيّرة على مواقع الدعم السريع في منطقة "الجمعية" جنوب أم درمان، في إطار سعيه لتحرير ما تبقى من المدينة.
وذكر أن التوقعات تشير إلى إمكانية إعلان غرب أم درمان منطقة محررة خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل التقدم الميداني المستمر للجيش، وفي ولاية شمال دارفور، وتحديدًا في مدينة الفاشر، فقد تحولت إلى ساحة قتال مفتوحة منذ مايو من العام الماضي، وما تزال المعارك متواصلة بلا انقطاع.
وأردف: "وقد أدت هذه الاشتباكات إلى موجات نزوح هائلة، حيث نزح خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أكثر من 27 ألف شخص من معسكري زمزم وأبو شوك، في حين تجاوز إجمالي النازحين منذ مطلع أبريل 29 ألفًا، اتجه معظمهم إلى مناطق وسط دارفور مثل جبل مرة".
وأكمل: "وتعاني الأسر النازحة أوضاعًا إنسانية مأساوية في ظل نقص الخدمات الأساسية وشح المساعدات، وبعض المناطق التي فر إليها السكان لا تتوفر فيها مقومات الحياة الأساسية، ما يستدعي تدخلًا إنسانيًا عاجلًا من قبل المنظمات الدولية".
وأردف: "وفي المحور الثالث للصراع، شنت ميليشيا الدعم السريع هجومًا على قرية "كلدا" الواقعة جنوب مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة، وتبقى الأوضاع الأمنية في كل من الخرطوم، الفاشر، وكلدا متوترة، في ظل استمرار المعارك في هذه المحاور الثلاثة، وسط قلق شعبي من تفاقم الأزمة وتوسع رقعتها الجغرافية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السودان الجيش السودانى اخبار التوك شو صدى البلد المزيد الدعم السریع أم درمان
إقرأ أيضاً:
واشنطن تعاقب شبكة تجند مقاتلين كولومبيين للقتال مع الدعم السريع في السودان
فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شبكة دولية تقول واشنطن إنها لعبت دورا محوريا في تجنيد وتدريب مقاتلين كولومبيين – بينهم أطفال – لصالح قوات الدعم السريع في السودان، في خطوة اعتبرتها وزارة الخزانة الأمريكية استهدافا لمصدر خارجي رئيسي ساهم في إطالة أمد الحرب التي تعصف بالبلاد منذ عام 2023.
وقالت الوزارة إن العقوبات، التي طالت أربعة أفراد وأربعة كيانات، تأتي ضمن جهود "أوفاك" لوقف الإسناد العسكري الخارجي لقوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب فظائع واسعة في مناطق عدة، خصوصا دارفور.
مقاتلون محترفون في خدمة الدعم السريع
وبحسب بيان وزارة الخزانة، فإن الشبكة المستهدفة تتكون أساسا من مواطنين وشركات كولومبية بدأت منذ أيلول/ سبتمبر 2024 استقطاب عسكريين كولومبيين سابقين يتمتعون بخبرات في المدفعية والطائرات المسيرة والعمل الميداني، لنقلهم إلى السودان حيث يعملون كمقاتلين وسائقين ومشغلي مسيرات ومدربين، بمن فيهم أطفال جرى تجنيدهم في مناطق النزاع.
وتقول واشنطن إن هؤلاء شاركوا في معارك رئيسية داخل السودان، منها العملية التي انتهت بسيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر – عاصمة شمال دارفور – في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي٬ بعد حصار استمر 18 شهرا، والتي تخللتها انتهاكات واسعة بحسب تقارير دولية.
من هم الأشخاص والكيانات الذين طالتهم العقوبات؟
تضم قائمة العقوبات شخصيات أساسية تصفها الولايات المتحدة بأنها "العصب المالي والتنظيمي" للشبكة، أبرزهم:
ألفارو أندريس كويخانو بيسيرا: ضابط سابق يحمل الجنسيتين الكولومبية والإيطالية، مقيم في الإمارات، وتتهمه واشنطن بإدارة عمليات التجنيد والتنسيق اللوجستي لنقل المقاتلين إلى السودان لصالح الدعم السريع.
وكالة التوظيف الوطنية في بوغوتا: شارك كويخانو في تأسيسها، وتقول الولايات المتحدة إنها كانت مركزا لحملات استقطاب القناصة ومشغلي المسيرات والمترجمين.
كلوديا فيفيانا أوليفيروس فوريرو: زوجة كويخانو ومديرة الوكالة، وتتهم بإدارة العقود والتفاصيل التشغيلية المرتبطة بإرسال المجندين.
ماتيو أندريس دوكي بوتيرو: يحمل الجنسيتين الكولومبية والإسبانية، ويدير شركة "ماين غلوبال كورب" في بوغوتا، واتهمته الخزانة بإدارة الأموال المخصّصة لرواتب المقاتلين.
شركة "غلوبال ستافينغ" (تالنت بريدج) في بنما: تقول السلطات الأمريكية إنها استخدمت لإخفاء الدور الفعلي لوكالة التوظيف الوطنية.
مونيكا مونيوث أوكروس وشركة "كوميرسياليزادورا سان بينديتو": متهمتان بإدارة تحويلات مالية تتعلق برواتب المقاتلين والتغطية اللوجستية.
وتشمل العقوبات تجميد أي أصول داخل الولايات المتحدة، ومنع الأمريكيين من التعامل مع الجهات المستهدفة، إضافة إلى حظر دخولهم الأراضي الأمريكية.
أكبر أزمة إنسانية في العالم
اندلعت الحرب في السودان في نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وسط خلافات حول دمج القوات شبه العسكرية ومسار الانتقال السياسي.
وسرعان ما تحول النزاع إلى معارك مفتوحة امتدت من الخرطوم إلى دارفور وكردفان ومناطق أخرى. وتشير تقديرات أممية إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 12 إلى 14 مليون شخص، ما يجعلها واحدة من أخطر أزمات النزوح عالميا.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يحدث في السودان يمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا، مع انهيار البنية التحتية وتعطل أكثر من 70–80% من المرافق الصحية، وانتشار الجوع وسوء التغذية الحاد خصوصا بين الأطفال.
سقوط الفاشر.. نقطة تحول عسكرية
كان سقوط مدينة الفاشر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي٬ الحدث الأبرز في مسار الحرب، إذ تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على آخر معقل رئيسي للجيش في دارفور، بعد حصار استمر 18 شهرا.
وتقول تقارير حقوقية دولية إن المدينة تحولت إلى "مسرح جريمة واسع" عقب دخول قوات الدعم السريع، حيث سجلت عمليات قتل وتهجير وانتهاكات واسعة، وسط مخاوف من ترسيخ واقع تقسيم فعلي بين مناطق الجيش والدعم السريع.
ومنذ ذلك الحين، واصلت قوات الدعم السريع تقدمها نحو ولايات كردفان، بينما يحاول الجيش التمسك بما تبقى من مناطق نفوذه في الوسط والشرق.
وفي سياق متصل، حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من احتمال تكرار "الفظائع التي ارتكبت في الفاشر" داخل إقليم كردفان، مع تصاعد القتال بين الجيش والدعم السريع.
وقال تورك للصحفيين إن المفوضية الأممية تعاني من نقص حاد في التمويل في وقت تتزايد فيه الانتهاكات والاحتياجات الإنسانية.