لطالما ارتبط الذهب في أذهان الناس بالثروة والادخار الآمن، لكنه ظل بعيد المنال لكثير من صغار المستثمرين نظرًا لسعره المرتفع.
وفي المقابل، برزت الفضة كخيار واقعي وذكي لمن يرغب في استثمار متوازن ومرن، ولهذا سُمّيت تاريخيًا بـ«ذهب الفقير».
الفضة ليست مجرد معدن ثمين يُستخدم في الحُلي، بل هي أصل استثماري له تاريخ طويل، وتلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد العالمي، لا سيما في فترات التضخم أو الأزمات المالية.
فكما أن الذهب يُعد «ملاذًا آمنًا»، فإن الفضة تُعد وسيلة للحفاظ على القيمة، ولكن بتكلفة أقل نسبيًا، مما يجعلها في متناول شرائح أوسع من الناس.
وذلك لأنها تتيح إمكانية البدء في الاستثمار بمبالغ صغيرة مقارنة بالذهب، مما يشجع المبتدئين وذوي الميزانيات المحدودة على دخول عالم الاستثمار دون مخاطرة كبيرة. كما أن الفضة تُستخدم على نطاق واسع في الصناعات الحديثة، مثل: الإلكترونيات والطاقة الشمسية والمجال الطبي، مما يعزز من الطلب عليها ويمنحها قيمة اقتصادية حقيقية، إلى جانب قيمتها كمعدن ثمين.
وتتميز الفضة كذلك أنها تشهد تقلبات سعرية أكبر من الذهب في كثير من الأحيان، ما يجعلها خيارًا مغريًا للمضاربين والمستثمرين الذين يجيدون اقتناص الفرص.
ويمكن الاستثمار في الفضة بعدة طرق، مثل شراء السبائك أو العملات الفضية لمن يفضل الاحتفاظ بالمعدن ماديًا، أو شراء وحدات في صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) التي تتيح فرصة الاستثمار فيها بسهولة عبر الأسواق المالية، أو من خلال الاستثمار غير المباشر في أسهم شركات تعدين الفضة، التي قد تحقق أرباحًا مجزية في حال ارتفاع الطلب والأسعار.
لكن من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن الفضة لا تحل محل الذهب، بل تُكمله.
فالمستثمر الذكي ينوع محفظته بين الذهب والفضة وأصول أخرى.
إذن، الفضة لم تعد مجرد «ذهب الفقير»، بل أصبحت في يومنا هذا «فرصة ثمينة بحد ذاتها». فهي أداة استثمارية تجمع بين القدرة على الادخار والمشاركة في الاقتصاد الحقيقي من خلال استخدامها الصناعي الواسع.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
20 % تراجعاً في مشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الثاني 2025
أعلن مجلس الذهب العالمي اليوم عن حجم مشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الثاني من عام 2025 ليصل إلى إجمالي 11.5 طن من الذهب، منخفضاً بنسبة - 20% عن الربع الثاني من عام 2024 الذي سجل مشتريات إجمالية بقيمة 14.4 طن ولكنه جاء أعلى من مشتريات الربع الأول من عام 2025 بنسبة 3.6% حيث سجل مشتريات بمقدار 11.1 طن ذهب.
مشتريات المصريين من المشغولات الذهبية خلال الربع الثاني من العام سجل 5.7 طن لتنخفض بنسبة - 17% عن مشتريات الربع الثاني من عام 2024 الذي سجل 6.8 طن، كما جاءت أقل من مشتريات الربع الأول من 2025 التي كانت عند 6.4 طن.
أما عن مشتريات السبائك والعملات الذهبية خلال الربع الثاني من عام 2025 فقد سجلت 5.9 طن منخفضة بنسبة – 23% بالمقارنة مع مشتريات الربع الثاني 2024 التي كانت عند 7.6 طن، ولكن أعلى من مشتريات الربع الأول من العام الجاري من السبائك والعملات الذهبية عند 4.7 طن.
مبيعات الذهب في مصروأشار مجلس الذهب العالمي أن انخفاض مبيعات الذهب في مصر سواء من السبائك والعملات الذهبية أو من المشغولات الذهبية يرجع إلى عمليات جني الأرباح بعد مارثون طويل لارتفاع أسعار الذهب، حيث لجأ العديد إلى بيع الذهب عند المستويات المرتفعة التي وصل لها بينما في المقابل تراجعت عمليات الشراء بعد أن توقف الذهب عن تسجيل مستويات قياسية جديدة.
عمليات الشراء من قبل المصريينارتفاع مستويات أسعار الذهب العالمي والمحلي بالتبعية في مصر بشكل عام قد أدى إلى تحجيم عمليات الشراء من قبل المصريين، بالإضافة إلى الاستقرار الاقتصادي في مصر واستقرار سعر الصرف قد أدى إلى تراجع طلب المصريين على الاستثمار في الذهب كملاذ آمن، وفق تحليل جولد بيليون.
سعر الذهب اليوم الخميساليوم الخميس شهد سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع بنسبة 1.1% ليسجل أعلى مستوى عند 3314 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات اليوم عند 3277 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند 3311 دولار للأونصة.
يعد هذا الارتفاع مجرد تصحيح إيجابي وجني أرباح بعد الانخفاض الحاد الذي أصاب سعر الذهب خلال تداولات الأمس، فقد انخفض السعر بنسبة 1.5% ليسجل أدنى مستوى منذ 4 أسابيع 3268 دولار للأونصة.
الانخفاض الكبير في سعر الذهب العالمي جاء بعد اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي أبقى على أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير، ليشير رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في تصريحاته عقب الاجتماع أن قرار خفض الفائدة سيعتمد فقط على البيانات الاقتصادية التي تصدر خلال الفترة القادمة قبل اجتماع سبتمبر.
تأتي هذه التصريحات بالرغم الضغوط المستمرة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجبار باول على البدء في خفض الفائدة، وقد تسبب هذا التحدي من قبل رئيس الفيدرالي في ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ 9 أسابيع ليجبر أسعار الذهب إلى الانخفاض بشكل حاد خلال جلسة الأمس في ظل العلاقة العكسية بينهما.
تعافي أسعار الذهب اليوم جاء في ظل تصاعد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية قبيل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس دونالد ترامب في 1 اغسطس مما أعاد بعض الطلب على الذهب كملاذ آمن.
أما عن سعر الذهب المحلي عيار 21 الأكثر شيوعاً فقد افتتح تداولات اليوم الخميس عند المستوى 4555 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 4550 جنيه للجرام.
يأتي هذا بعد أن شهد الذهب المحلي انخفاض كبير يوم أمس بمقدار 45 جنيه ليغلق تداولات الأمس عند المستوى 4520 جنيه للجرام وكان قد افتتح تداولات الأمس عند 4565 جنيه للجرام لينخفض سعر الذهب يوم أمس بنسبة 1%.
انخفاض سعر الذهب المحلي يأتي في المقام الأول بسبب الانخفاض الحاد في سعر الذهب العالمي يوم أمس، في ظل اعتماد السعر المحلي على سعر أونصة الذهب العالمي في التسعير بشكل رئيسي.
بالإضافة إلى هذا نجد أن انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية خلال الفترة الأخيرة كان قد أضعف زخم صعود أسعار الذهب، وزاد من الضغط السلبي على عملية تسعير الذهب المحلي ليساعد الأسعار على كسر المستوى 4600 جنيه للجرام والاستقرار في التداول حالياً حول المستوى 4650 جنيه للجرام.