إتفاقية لارام والكاف تجبر الجزائر على فتح مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية تحت طائلة العقوبات
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
زنقة 20. الرباط
ستكون السلطات الجزائرية مجبرة بقوة القانون، وبشكل رسمي، فتح أجواءها أمام الطائرات المغربية لشركة “الخطوط الملكية المغربية”، عقب توقيع إتفاقية شراكة بين الإتحاد الأفريقي لكرة القدم و الشركة المغربية، كشريك رسمي للكاف في كافة منافساته القارية.
الإتفاقية التاريخية، ستجعل من الشركة المغربية الناقل الحصري والوحيد لوفود الكاف واللاعبين عبر كافة البلدان الأعضاء 54 بما في ذلك الجزائر وهو ما يعين إجبار الدولة الجزائرية على فتح مجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية تحت طائلة العقوبات الرياضية من الكاف.
وأبرمت الخطوط الملكية المغربية والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ، اليوم السبت، اتفاقية شراكة استراتيجية تمنح لشركة النقل الجوي الوطنية صفة “شريك” دولي رسمي ” للكاف.
وبموجب هذه الاتفاقية، تصبح الخطوط الملكية المغربية شريكا رسميا لكأس الأمم الأفريقية (المغرب 2025 ) ، وكأس أمم أفريقيا لكرة القدم للسيدات المغرب 2024 (5-26 يوليوز 2025)، بالإضافة إلى منافسات رياضية أخرى.
كما تعمل الخطوط الملكية المغربية على تعزيز التزامها بدعم الرياضة الإفريقية بتيسير تنقل اللاعبين، والفرق والمشجعين عبر القارة والعالم أجمع. ولتلبية الطلب المتزايد خلال التظاهرات الإفريقية، ستعبئ الخطوط الملكية المغربية منظومة تشغيلية وتجارية جديدة من المستوى الرفيع.
ولهذه الغاية، أعلنت الشركة الوطنية رفع عدد رحلاتها ، من حيث القدرة الاستيعابية واقتراح العرض الملائم لحاجيات المشجعين. وسيتأتى تحقيق هذا الهدف بفضل مضاعفة الخطوط الملكية المغربية لأسطولها خلال كبريات المنافسات الرياضية، وبالتالي توفير عرض أوفر للرحلات والوجهات.
وقد أعدت الخطوط الملكية المغربية برنامجا للرحلات الجوية يأخذ بعين الاعتبار الفئات المستهدفة تلبية لانتظارات المشجعين مواطني مختلف البلدان الإفريقية المشاركة، حيث بادرت إلى تيسير السفر لكل مشجعي الجاليات الإفريقية عبر العالم نحو المغرب.
وفي تصريح للصحافة، وصف باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، الشراكة مع الخطوط الملكية المغربية بأنها “لحظة تاريخية” لكرة القدم الأفريقية وللاتحادات الـ54 الأعضاء في الهيئة القارية، مشيدا بالريادة الاستثنائية للشركة المغربية.
وأضاف أن هذه الشراكة الاستراتيجية ستسهم في تسهيل تنقل مئات الآلاف من المشجعين الأفارقة إلى المملكة لحضور كأس الأمم الأفريقية 2025 ، مشيرا إلى أن عدد المشجعين الذين سيحضرون هذه المحطة الرياضية سيزيد عن 500 ألف زائر.
وأشاد موتسيبي ب”التقدم الملحوظ” الذي أحرزه المغرب في مجال البنيات التحتية الرياضية، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على ملاعب ومنشآت ومرافق رياضية من الطراز العالمي، مما يجعل من هذه التظاهرة الرياضية “نسخة استثنائية” من كأس الأمم الأفريقية المقررة في دجنبر المقبل.
وبعد إشارته إلى تنظيم كأس الأمم الأفريقية للسيدات بالمغرب، أكد موتسيبي أن هذه التظاهرات الرياضية الكبرى تندرج في إطار استراتيجية كبيرة تهدف إلى “تطوير كرة القدم الأفريقية وجعل القارة في مصاف الدول الكبرى في كرة القدم “.
من جانبه، أكد الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، حميد عدو، أن هذه الاتفاقية تندرج في إطار “الجذور الإفريقية الراسخة” للشركة، انسجاما مع الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب والنهوض بالاندماج الإفريقي.
وقال إن “هذه الشراكة تمثل استمرارا للعمل الذي تقوم به الخطوط الملكية المغربية لتعزيز العلاقات مع البلدان الإفريقية ومواكبة الدينامية الرياضية والثقافية الكبرى في إفريقيا”، مشيدا بالتآزر الذي مكن من إنجاز هذه الاتفاقية، خاصة بفضل التعاون الوثيق مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والكونفدرالية الافريقية لكرة القدم.
كما أعلن السيد عدو عن تعزيز هام للشبكة الجوية الإفريقية للشركة، من خلال مضاعفة زيارة العديد من عواصم القارة، بهدف تسهيل تنقل المشجعين نحو الملاعب المغربية خلال هذه المنافسة، مضيفا أن هذا الاجراء سيستهدف أيضا الجاليات الإفريقية المقيمة في أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط وآسيا، من خلال الخطوط الدولية الرئيسية لشركة الخطوط الملكية المغربية.
وأضاف “سنعمل على توفير عروض خاصة موجهة للمشجعين، للسماح لهم بحضور المباريات في أفضل الظروف الممكنة”، مشيرا إلى أن هذا الالتزام يمثل “بداية مرحلة جديدة في تأثير كرة القدم الأفريقية”.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الخطوط الملكية المغربية الخطوط الملکیة المغربیة الأمم الأفریقیة لکرة القدم
إقرأ أيضاً:
رد إيراني حاسم على العقوبات الأمريكية.. وتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الجزائر
نددت طهران بشدة بالعقوبات الأمريكية الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على عدد من الأفراد والكيانات الإيرانية والأجنبية، ووصفتها بأنها “غير قانونية وانتهاك صارخ للقانون الدولي”، مؤكدة أن هذه الخطوة تعكس استمرار العداء الأميركي ضد إيران وشعبها، وتثبت فشل سياسة “الضغط الأقصى”.
وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن العقوبات الجديدة، التي جاءت بذريعة التعاون التجاري والمصرفي مع إيران، “تستهدف المواطن الإيراني بشكل مباشر عبر محاولة حرمانه من حقوقه الأساسية، بما في ذلك الوصول إلى الموارد المالية والتجارية، وتكشف عن الطبيعة اللاإنسانية لهذه الإجراءات”.
وأضاف بقائي أن “العقوبات لم ولن تضعف إرادة الشعب الإيراني”، بل ستزيده عزماً على الدفاع عن حقوقه المشروعة في وجه ما وصفه بـ”الأطماع الأمريكية”.
وفي السياق نفسه، انتقد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف ما وصفه بـ”النهج الأمريكي المتعنت”، مشيراً إلى أن الاقتراحات الأميركية لا تتضمن حتى إشارة إلى رفع العقوبات، وهو ما اعتبره دليلاً على انعدام الجدية لدى واشنطن.
وقال قاليباف: “لا يقبل أي منطق عقلاني اتفاقًا مفروضًا لا يتضمن رفع العقوبات”، مؤكداً أن إيران مستعدة لبناء الثقة والتعاون النووي السلمي بشرط احترام سيادتها واستمرار تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
كما وجّه قاليباف انتقاداً لاذعاً للإدارة الأمريكية، قائلاً إن “رئيس الولايات المتحدة الواهم إذا كان يبحث عن اتفاق، فعليه التوقف عن تبني أفكار نتنياهو الفاشلة، والتخلي عن التنسيق مع إسرائيل في رسم السياسات الإقليمية”.
كما لوّح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، بردود أكثر حدة ضد إسرائيل، وذلك بعد إعلان طهران عن نجاح عملية استخباراتية وصفت بـ”النوعية”، تمكّنت خلالها من الحصول على وثائق نووية وأمنية حساسة من داخل إسرائيل.
وفي تصريحات لوكالة أنباء “فارس”، شدد عزيزي على أن “الكيان الصهيوني قابل للهزيمة في كل المجالات”، مشيرًا إلى أن تل أبيب “تعرضت لأضرار جسيمة في عدة قطاعات، وواجهت ضربات استخباراتية خطيرة”، على حد قوله. وأضاف: “ما حدث لن يكون نهاية المطاف، بل بداية لردود أقوى وأكثر تأثيرًا في المستقبل القريب”.
وأكد عزيزي أن العملية الأخيرة تثبت “السيطرة الاستخباراتية والعملياتية الإيرانية على تحركات الكيان”، مشيرًا إلى أن “كل خطوة تقوم بها إسرائيل، يتم رصدها بدقة من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية”.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت فرض عقوبات على 10 أفراد و27 كياناً في إطار ما وصفته بـ”جهود مكافحة الأنشطة الإيرانية غير المشروعة”، واستهدفت من خلالها شركتين على الأقل مرتبطتين بشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي في توقيت حساس يشهد فيه الملف النووي الإيراني حالة من الجمود، وسط تحركات دبلوماسية متعثرة لإحياء الاتفاق النووي، وتبادل مستمر للاتهامات بين طهران وواشنطن بشأن النوايا الحقيقية لكل طرف.
الرئيس الإيراني والرئيس الجزائري يؤكدان على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين
دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى نشر السلام والاستقرار والطمأنينة بين جميع الشعوب الإسلامية، مؤكدًا خلال اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون على الروابط الأخوية العميقة التي تجمع بين الشعبين الإيراني والجزائري.
وأوضح بزشكيان أن هذه الروابط تمثل أساسًا متينًا لتعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتكنولوجية، معربًا عن أمله في أن تتخذ العلاقات بين البلدين خطوات فعّالة لتحقيق الرفاهية والتقدم والسعادة لشعبي البلدين.
من جانبه، أعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن حرصه على توسيع نطاق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين الجزائر وإيران، داعيًا الله أن يحفظ شعوب البلدين والأمة الإسلامية جمعاء من الكوارث والمصائب.
ويأتي هذا الحوار في ظل تطورات ملحوظة تشهدها العلاقات بين الجزائر وإيران، خاصة على صعيد التعاون في قطاع الطاقة، حيث استقبل وزير الدولة الجزائري، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة محمد عرقاب، وفدًا من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، برئاسة رئيس اللجنة إبراهيم عزيزي، لبحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والمناجم والطاقة المتجددة.
ويعكس هذا اللقاء اهتمام البلدين بدفع مشاريع مشتركة تعزز من استقرارهما الاقتصادي وتوفر فرص تنموية مهمة، وفي هذا السياق، كان السفير الإيراني في الجزائر رضا عامري قد أعلن سابقًا عن وجود مفاوضات متقدمة بين طهران والجزائر في مجالات السيارات والدواء، مشيرًا إلى جهود إيران في تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط، بعد عقوبات دولية أثرت على اقتصادها.
وعرفت العلاقات بين إيران والجزائر تطورًا تاريخيًا، حيث كانت إيران من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الجزائر عام 1962، مع استمرار تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي على مدار العقود، خاصة بدور الوساطة التي لعبتها الجزائر في النزاعات الإقليمية.