انتقد البروفيسور إيال زيسر نائب رئيس جامعة تل أبيب والخبير في شؤون الشرق الأوسط، سياسة تل أبيب العدوانية تجاه سوريا، قائلا إنها تثبت صورة العدو في أذهان السوريين.

وأكد زيسر في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن "إسرائيل" تسير وتغرق في تدخل عسكري في سوريا من شأنه أن يدهورنا إلى احتكاك بل إلى مواجهة، مع السكان المحليين ومع النظام في دمشق بل ومع الأتراك.



وبحسب زيسر فإن أمر حكم سوريا حسم في البيت الأبيض؛ "لقد حصل الأمر في أثناء لقاء عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نتنياهو الذي جاء يشكو أمام ترامب من الدور المتزايد لتركيا في سوريا، فكان الرد بجملة ماحقة: "لي علاقات ممتازة مع أردوغان. أنا أحبه جدا، وهو يحبني. ولهذا قلت لبيبي: إذا كانت لك مشاكل مع تركيا فيمكنني أن أساعدك في حلها – لكن فقط إذا كنتم منطقيين.. كانت هذه مجرد البداية لإعلان آخر للرئيس الأمريكي وبموجبه "سوريا هي لأردوغان".

وأضاف زيسر أن "سوريا لا تهم ترامب حقا". هو يرى فيها "مكان موت ورمل ونزاعات قبلية ليس للولايات المتحدة فيها مصلحة". ولهذا فقد عين أردوغان كمقاول تنفيذ في كل ما يتعلق بالمصالح الأمنية في سوريا، عليه أن يتأكد من أن تكون هذه الدولة نقية من الإرهاب، وأن لا ينبعث داعش فيها مجددا، وأن لا يعود الإيرانيون إليها. وكل ما تبقى هي ملاحظات هامشة.



برأي زيسر فإن مسألة الأقليات الكردية في الدولة، وكذا مخاوف "إسرائيل" من دور تركيا في سوريا، مخاوف لا تشغل بال ترامب.

ويرى أن الصدمة التي تعيشها "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر حل محلها إحساس عظمة في أنه "يمكننا أن نفعل كل ما يروق لنا، في أعقاب إنجازاتنا في الحرب، وهذه قادتنا إلى سياسة هجومية بل وقتالية في سوريا: احتلال أراض في داخل سوريا – لا تضيف أمنا بل فقط تجر احتكاكا مع السكان المحليين، وتصريحات زائدة وفارغة حول تحويل جنوب سوريا إلى منطقة مجردة لا نسمح فيها بوجود قوات مسلحة، أو تصريحات حول استعدادنا لمساعدة الدروز في هذه الدولة، رغم أنهم لا يريدون مساعدتنا على الإطلاق. في الأسابيع الأخيرة أضيفت إلى كل هذا هجمات جوية على كل قاعدة أو موقع يعتزم السوريون تسليمه لتركيا كي تنشر فيه القوات".

وقال: "هكذا تسير إسرائيل وتغرق في تدخل عسكري في سوريا من شأنه أن يدهورنا إلى احتكاك بل إلى مواجهة، مع السكان المحليين ومع النظام في دمشق بل ومع الأتراك. وفي هذه الأثناء أصبحنا مسألة مركزية على جدول الأعمال السوري، وثبتنا لأنفسنا صورة عدو عدواني يسعى إلى هز الاستقرار في سوريا والدفع إلى انهيارها وتقسيمها.



واختتم زيسر مقاله بالقول: "علينا أن نتذكر أن المحاولة الإسرائيلية لمنع تركيا من السيطرة في سوريا محكومة بالفشل..  على إسرائيل أن تحاول فتح قنوات اتصال مع دمشق، وأساسا مع تركيا، بوساطة الولايات المتحدة – وكذا أذربيجان، والتوصل إلى تفاهمات قد لا تستجيب لكل مطالبنا، لكنها ستمنع احتكاكا وانزلاقا إلى مواجهة لا تريدها لا إسرائيل ولا تركيا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية سوريا تركيا سوريا تركيا الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

أشهر جاسوس إسرائيلي.. أحمد الشرع يوافق على تسليم متعلقات إيلي كوهين لإسرائيل

 

عمَّان، دمشق- رويترز

قالت ثلاثة مصادر لرويترز إن القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلقات الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل في محاولة لتخفيف حدة التوتر وإظهار حسن النوايا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأعلنت إسرائيل استعادة مجموعة من الوثائق والصور والمتعلقات الشخصية المرتبطة بكوهين قائلة إن المخابرات الإسرائيلية (الموساد) تعاونت مع "جهاز مخابرات أجنبي" لم تحدده للحصول على الوثائق والمتعلقات.

ومع ذلك، قال مصدر أمني سوري ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع وشخص مطلع على المحادثات السرية بين البلدين إن أرشيف المواد عرض على إسرائيل في مبادرة غير مباشرة من الشرع في إطار سعيه لتهدئة التوتر وبناء الثقة لدى ترامب.

ولا يزال كوهين، الذي أُعدم شنقًا في عام 1965 في ساحة بوسط دمشق بعد اختراقه النخبة السياسية السورية، يعد بطلًا في إسرائيل وأشهر جاسوس للموساد لكشفه أسرارًا عسكرية.

ووصف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي كوهين بأنه "أسطورة" و"أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة".

وتسعى إسرائيل منذ مدة طويلة لاستعادة رفاته ودفنه في إسرائيل. وأشاد الموساد باستلام مُتعلقاته التي احتفظت بها المخابرات السورية لمدة 60 عامًا ووصف ذلك بأنه "إنجاز أخلاقي رفيع".

ولم توضح إسرائيل كيفية حصولها على الوثائق والمقتنيات واكتفت بالقول إن هذا نتيجة "عملية سرية ومعقدة للموساد، بالتعاون مع جهاز مخابرات أجنبي حليف".

ولم يرد مكتب نتنياهو أو المسؤولون السوريون أو البيت الأبيض على طلبات للتعليق على دور سوريا في حصول إسرائيل على متعلقات كوهين.

وبعد التقدم المباغت للمعارضة بقيادة الشرع والإطاحة ببشار الأسد لينتهي حكم عائلته الذي دام 54 عاما في ديسمبر، عثرت المعارضة على ملف كوهين في مقر أمني تابع للدولة، حسبما قال المصدر الأمني السوري. وأضاف المصدر أن الشرع ومستشاريه للشؤون الخارجية سرعان ما قرروا استخدام تلك المواد وسيلة للمساومة.

وذكر المصدر الأمني أن الشرع أدرك أن وثائق كوهين ومقتنياته مهمة للإسرائيليين وأن إعادتها قد تمثل بادرة دبلوماسية بارزة.

ووضع حد للهجمات الإسرائيلية على سوريا وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى أمران حيويان بالنسبة للشرع في الوقت الذي يسعى فيه إلى النهوض ببلاده المنهكة بعد حرب أهلية استمرت 14 عاما.

وتعد إسرائيل الشرع والمسلحين السابقين الذين قاتلوا معه، وشكلوا فرع تنظيم القاعدة في سوريا سابقا، متشددين لم تتغير وجهات نظرهم.

وتوغلت القوات الإسرائيلية في مناطق حدودية العام الماضي وقصفت مرارا أهدافا لدعم الأقلية الدرزية في سوريا.

وذكرت رويترز هذا الشهر أن الإمارات فتحت قناة اتصال للمحادثات بين إسرائيل وسوريا تضمنت جهودا لبناء الثقة بين الجانبين. وقال مصدران مطلعان إن هناك أيضا قنوات اتصال أخرى غير مباشرة للمحادثات.

وذكر مصدر مطلع أن سوريا وافقت في المحادثات على إجراءات من بينها إعادة رفات كوهين وثلاثة جنود إسرائيليين لقوا حتفهم خلال قتال مع القوات السورية في لبنان في أوائل الثمانينيات. وذكرت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها استعادت رفات أحد هؤلاء الجنود، وهو تسفي فيلدمان.

وأضاف المصدر أن إعادة متعلقات كوهين جاءت في سياق تلك التدابير لبناء الثقة وتمت بموافقة مباشرة من الشرع.

وفي الأسبوع الماضي، عقد ترامب اجتماعا مفاجئا مع الشرع في السعودية حيث حثه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل وأعلن أنه سيرفع العقوبات عن سوريا.

ويقول المسؤولون السوريون إنهم يريدون السلام مع جميع الدول في المنطقة، وأكد الشرع هذا الشهر أن دمشق أجرت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل عبر دول تربطها بها علاقات من أجل تهدئة الوضع.

مقالات مشابهة

  • أميركا تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثا خاصا إلى سوريا
  • الولايات المتحدة تعتزم تعيين سفيرها لدى تركيا مبعوثا خاصا إلى سوريا
  • مصدر بمفاوضات غزة ينتقد نتنياهو وترامب محبط
  • أشهر جاسوس إسرائيلي.. أحمد الشرع يوافق على تسليم متعلقات إيلي كوهين لإسرائيل
  • ترامب ينتقد سياسات بايدن ويؤكد: جولتي في الشرق الأوسط كانت إيجابية
  • روبيو يدافع عن قرار رفع العقوبات الأميركية على سوريا: دمشق تقترب من "انهيار محتمل"
  • ترامب يريد إعادة المصانع لأميركا لكن من سيعمل فيها؟
  • "لا للمعايير المزدوجة".. رئيس وزراء إسبانيا ينتقد مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن
  • واشنطن وأنقرة تبحثان غداً آلية رفع العقوبات عن سوريا وضمان الأمن والاستقرار فيها
  • إسرائيل تعلن استعادة أرشيف سري للجاسوس إيلي كوهين من سوريا