بروفيسور إسرائيلي ينتقد الاستقواء على دمشق: هكذا أضعنا سوريا
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
انتقد البروفيسور إيال زيسر نائب رئيس جامعة تل أبيب والخبير في شؤون الشرق الأوسط، سياسة تل أبيب العدوانية تجاه سوريا، قائلا إنها تثبت صورة العدو في أذهان السوريين.
وأكد زيسر في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن "إسرائيل" تسير وتغرق في تدخل عسكري في سوريا من شأنه أن يدهورنا إلى احتكاك بل إلى مواجهة، مع السكان المحليين ومع النظام في دمشق بل ومع الأتراك.
وبحسب زيسر فإن أمر حكم سوريا حسم في البيت الأبيض؛ "لقد حصل الأمر في أثناء لقاء عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نتنياهو الذي جاء يشكو أمام ترامب من الدور المتزايد لتركيا في سوريا، فكان الرد بجملة ماحقة: "لي علاقات ممتازة مع أردوغان. أنا أحبه جدا، وهو يحبني. ولهذا قلت لبيبي: إذا كانت لك مشاكل مع تركيا فيمكنني أن أساعدك في حلها – لكن فقط إذا كنتم منطقيين.. كانت هذه مجرد البداية لإعلان آخر للرئيس الأمريكي وبموجبه "سوريا هي لأردوغان".
وأضاف زيسر أن "سوريا لا تهم ترامب حقا". هو يرى فيها "مكان موت ورمل ونزاعات قبلية ليس للولايات المتحدة فيها مصلحة". ولهذا فقد عين أردوغان كمقاول تنفيذ في كل ما يتعلق بالمصالح الأمنية في سوريا، عليه أن يتأكد من أن تكون هذه الدولة نقية من الإرهاب، وأن لا ينبعث داعش فيها مجددا، وأن لا يعود الإيرانيون إليها. وكل ما تبقى هي ملاحظات هامشة.
برأي زيسر فإن مسألة الأقليات الكردية في الدولة، وكذا مخاوف "إسرائيل" من دور تركيا في سوريا، مخاوف لا تشغل بال ترامب.
ويرى أن الصدمة التي تعيشها "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر حل محلها إحساس عظمة في أنه "يمكننا أن نفعل كل ما يروق لنا، في أعقاب إنجازاتنا في الحرب، وهذه قادتنا إلى سياسة هجومية بل وقتالية في سوريا: احتلال أراض في داخل سوريا – لا تضيف أمنا بل فقط تجر احتكاكا مع السكان المحليين، وتصريحات زائدة وفارغة حول تحويل جنوب سوريا إلى منطقة مجردة لا نسمح فيها بوجود قوات مسلحة، أو تصريحات حول استعدادنا لمساعدة الدروز في هذه الدولة، رغم أنهم لا يريدون مساعدتنا على الإطلاق. في الأسابيع الأخيرة أضيفت إلى كل هذا هجمات جوية على كل قاعدة أو موقع يعتزم السوريون تسليمه لتركيا كي تنشر فيه القوات".
وقال: "هكذا تسير إسرائيل وتغرق في تدخل عسكري في سوريا من شأنه أن يدهورنا إلى احتكاك بل إلى مواجهة، مع السكان المحليين ومع النظام في دمشق بل ومع الأتراك. وفي هذه الأثناء أصبحنا مسألة مركزية على جدول الأعمال السوري، وثبتنا لأنفسنا صورة عدو عدواني يسعى إلى هز الاستقرار في سوريا والدفع إلى انهيارها وتقسيمها.
واختتم زيسر مقاله بالقول: "علينا أن نتذكر أن المحاولة الإسرائيلية لمنع تركيا من السيطرة في سوريا محكومة بالفشل.. على إسرائيل أن تحاول فتح قنوات اتصال مع دمشق، وأساسا مع تركيا، بوساطة الولايات المتحدة – وكذا أذربيجان، والتوصل إلى تفاهمات قد لا تستجيب لكل مطالبنا، لكنها ستمنع احتكاكا وانزلاقا إلى مواجهة لا تريدها لا إسرائيل ولا تركيا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية سوريا تركيا سوريا تركيا الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
اتساع الهوة بين إسرائيل وسوريا.. خلاف نادر بين تل أبيب وواشنطن حول مسار الاتفاق الأمني
قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن الفجوة بين إسرائيل وسوريا حول الاتفاق الأمني الذي ترعاه واشنطن "اتسعت بشكل غير مسبوق"، مؤكداً أن تل أبيب "أبعد ما تكون عن التوصل إلى تفاهم مع دمشق مما كانت عليه قبل أسابيع قليلة".
وجاءت تصريحات ساعر في وقت كشفت فيه صحيفة "وول ستريت جورنال" عن بروز خلاف غير معتاد بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب ما وصفته بالموقف "العدائي" لتل أبيب تجاه سوريا، في ظل سعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض مستوى التوتر بين البلدين.
ووفقاً للتقرير، فإن المفاوضات التي انطلقت قبل أشهر من أجل صياغة اتفاقية أمنية بين سوريا وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود، بينما يضغط البيت الأبيض على تل أبيب للقبول بتفاهمات جديدة مع دمشق. وتخشى أطراف إسرائيلية، بحسب الصحيفة، من أن تؤثر السياسات الإسرائيلية الأخيرة على مستوى التنسيق الاستراتيجي مع واشنطن.
التصعيد الأخير على الأرض جاء أواخر نوفمبر الماضي عندما شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على منطقة بيت جن قرب دمشق، ما أدى – وفق بيانات أولية – إلى مقتل 13 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وإصابة 25 آخرين. وتبعت الغارات مواجهات بين قوة إسرائيلية مكلفة بعملية توقيف وسكان محليين اعترضوا طريقها.
وبعد التغيير السياسي في سوريا نهاية 2024 وتولي الرئيس المؤقت أحمد الشرع السلطة، فرضت إسرائيل سيطرتها على منطقة عازلة في الجولان الجنوبي ونفذت عمليات عسكرية ضد ما تبقى من قوات النظام السابق، مبررة هذه الخطوات بأنها تهدف إلى حماية المستوطنات والمدن الشمالية ومنع وصول السلاح إلى السلطة الجديدة في دمشق.
وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن تعثر المفاوضات يعود أساساً لرفض إسرائيل سحب قواتها من المواقع التي سيطرت عليها جنوب سوريا، وهو مطلب رئيسي للقيادة السورية الجديدة. كما نقلت الصحيفة عن مصادر أن تل أبيب تبحث خيار الانسحاب من بعض النقاط فقط مقابل اتفاق سلام شامل، غير أن فرص تحقيق هذا السيناريو تبدو ضعيفة في المرحلة الراهنة.