باحثون: العمارة التراثية تجسيد للهوية في الإمارات والمغرب وتحمل رسائل اجتماعية وثقافية
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
أكد باحثون ومختصون أن العمارة التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية لا تقتصر على الجانب الجمالي، بل تجسد الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب، وتعكس خصوصيات البيئات المحلية وتاريخ التحولات المجتمعية عبر العصور.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "جماليات العمارة التراثية الإماراتية والمغربية"، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة الدكتور حمد بن صراي من دولة الإمارات، والدكتورة زهور كرام من المملكة المغربية، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.
واستعرض الدكتور حمد بن صراي ملامح العمارة التراثية في دولة الإمارات، موضحاً أن فهم مواطن الجمال للعمارة يتطلب المقارنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأشار إلى أن العمارة الإماراتية ارتبطت بالبحر في كثير من عناصرها، حيث وظف الإنسان الإماراتي التراث العمراني للتعبير عن هويته واحتياجاته البيئية.
وأوضح بن صراي أن أماكن استيطان الإنسان الإماراتي توزعت بين المناطق الصحراوية والجبلية والساحلية، فكانت العمارة تتكيف مع الظروف المناخية ومتطلبات الحياة اليومية.
وتناول أنظمة التهوية التقليدية، كالأسطح المستوية المناسبة لقلة الأمطار، والبراجيل المستخدمة لتهوية المنازل، والنوافذ التي روعيت فيها اعتبارات الخصوصية الاجتماعية.
واستعرض الباحث الإماراتي المواد التقليدية المستخدمة، مثل الجبص، والنخيل، وأخشاب المانغروف المستوردة من الساحل الشرقي لإفريقيا، إلى جانب الأحجار والمرجان والطين والقصب (البامبو)، مشيراً إلى الزخارف الدقيقة التي تزين الأبواب والأقواس والأسقف.
كما توقف عند العناصر الجمالية كالشمسيات المعمارية والأقواس المدببة التي تظهر في بعض المساجد التاريخية مثل مسجد البدية.
من جانبها، أوضحت الدكتورة زهور كرام أن العمارة التراثية المغربية تتسم بتوافق عميق بين الشكل والجوهر، حيث امتد تأثيرها إلى العمارة المعاصرة، معبرة عن روح الشخصية المغربية واستمرارية تقاليدها الاجتماعية والثقافية.
وأشارت كرام إلى وجود تشابهات بارزة بين العمارة المغربية والإماراتية، أبرزها انتماؤهما إلى روح العمارة الإسلامية التي تقوم على الزخارف الهندسية والأشكال الرمزية، بعيداً عن تصوير الكائنات الحية.
وأكدت أن العمارتين تعكسان الهوية المجتمعية لكل من المغرب والإمارات، وتعبران عن الخصوصيات البيئية لكل مجتمع، حيث تظهر العمارة كاستجابة مباشرة لظروف المناخ والبيئة المحلية.
واستعرضت كرام خصوصية الزليج المغربي (البلاط المزخرف)، باعتباره نموذجاً على دقة الحرفة الفنية في المغرب، موضحة أن الاستعمار الفرنسي سعى إلى إضعاف هذه الحرف لما تحمله من رمزية وطنية وثقافية عميقة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: العمارة التراثیة
إقرأ أيضاً:
الوادي الجديد تستعد لانطلاق المهرجان الدولي للرياضات التراثية والصحراوية
تشهد محافظة الوادي الجديد خلال الساعات المقبلة انطلاق فعاليات مهرجان الوادي الجديد الدولي للرياضات التراثية والصحراوية في نسخته الجديدة، وسط حضور بارز من الوفود العربية والدولية، ومشاركة واسعة من المهتمين بالرياضات التراثية والثقافة الصحراوية.
وأوضح الدكتور حسام مرزوقة، المنسق العام للمهرجان، أن تنظيم هذا الحدث يأتي في إطار إبراز التراث العربي الأصيل وتعزيز الهوية الوطنية لمصر والمنطقة العربية، مؤكدًا أن المهرجان يمثل منصة حضارية تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتفتح آفاقًا للتبادل الثقافي والرياضي بين الشعوب.
وقال مرزوقة إن نسخة هذا العام تأتي بطابع استثنائي يشمل سلسلة من الفعاليات المتنوعة، من بينها سباقات الهجن والإبل، والفنون الصحراوية، والماراثون، إلى جانب مشاركة نسائية فاعلة تُعد إضافة نوعية لهذا الحدث التراثي.
وأشار المنسق العام إلى أن الحضور العربي والدولي الذي يشهده المهرجان يعكس مكانة الوادي الجديد كوجهة واعدة للسياحة التراثية والرياضات الصحراوية، مؤكّدًا أن هذا الزخم يبرهن على القيمة الحقيقية للمهرجان ودوره في دعم هذا النوع من الرياضات.
وتوجه مرزوقة بالشكر إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، ومحافظ الوادي الجديد اللواء الدكتور محمد الزملوط، على دعمهم الكبير لإنجاح المهرجان، كما قدّم شكره للوفود والضيوف والشركاء المشاركين في الفعاليات.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن المهرجان يمثل نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من الاهتمام بالتراث المصري والعربي، وبناء منظومة رياضية وثقافية مستدامة تعكس رؤية الجمهورية الجديدة.