المغرب يمر للسرعة القصوى في تنزيل مشاريع استعجالية لتزويد المغاربة بالماء الشروب
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي
أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن الهدف الرئيسي من السياسة المائية للمملكة، كما شدد عليه جلالة الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش، يتمثل في ضمان التزويد الكامل للمغاربة بالماء الصالح للشرب، سواء في المدن أو في القرى، بنسبة 100%.
وأوضح بركة، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب اليوم الإثنين، أن الحكومة تواصل تنفيذ برنامج طموح لتحلية مياه البحر، سيصل بحلول سنة 2030 إلى طاقة إنتاجية تقدر بمليار و700 مليون متر مكعب، مقابل 300 مليون متر مكعب تنتج حالياً.
وأشار الوزير إلى أن 50% من مياه الشرب مستقبلا ستأتي من محطات التحلية، مما سيمكن من تعميم التزود بالماء الصالح للشرب على 85% من الساكنة القاطنة بالمناطق الساحلية.
كما أبرز بركة أن الوزارة تبذل مجهودات كبيرة لتوسيع الطاقة الاستيعابية للسدود، مشيرا إلى أن 16 سدا جديدا يوجد حاليا في طور الإنجاز، بهدف تأمين الموارد المائية على المدى البعيد وتعزيز صمود المملكة في وجه تحديات الإجهاد المائي.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
مفارقة التجرّد
في عالم يُقاس فيه النجاح بالأرصدة المصرفية والممتلكات، تبرز مفارقة فكرية وروحية عميقة تُعرف بـ«مفارقة التجرّد». هذا المفهوم الذي تتبناه فلسفات شرقية كالرواقية والبوذية، يدعونا للتحرر من التعلق بالماديات دون أن نتخلى عن الطموح. لكن، كيف يمكن لهذا التوازن أن يجد له موطئ قدم في ثقافتنا المالية الحديثة؟
دعونا نتفق بداية أن المال أداة لا غاية، نحتاجه لنعيش بكرامة ونحقق أحلامنا، لكنه يصبح عبئًا حين نربط به قيمتنا الذاتية؛ فالتعلق المفرط بالمال يحوّل السعي المشروع إلى عبودية غير مرئية، حيث نعيش في قلق دائم، ونقارن أنفسنا بالآخرين، ونقيس نجاحنا بكم نملك لا بمن نكون.
مفارقة التجرّد لا تدعونا إلى الزهد بمعناه السلبي أو إلى الاكتفاء بالحد الأدنى، بل تقترح وعيًا مختلفًا تجاه المال، وعيٌ يرى في المال وسيلة لتحقيق الحرية، لا قيدًا نفسيًا جديدًا؛ فالمستقل ماليًا بحق هو من يستطيع أن يعمل ويكسب ويخطط، دون أن ينهار إذا خسر، أو يتكبر إذا ربح.
وفي الإسلام، نجد لهذا المفهوم جذورًا عميقة، فهناك مقولة مروية عن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجه: «الزهد أن لا يملكك شيء»، وهو ما يختصر روح التجرّد. وكان النبي ﷺ يعمل ويتاجر، ولكنه يعيش ببساطة ويعطي بسخاء، ويقول: «نِعم المال الصالح للرجل الصالح». أما الصحابة، فكانوا مثالًا في الجمع بين الغنى الظاهري والزهد القلبي، كعبدالرحمن بن عوف الذي تصدق بثروته، وأبي بكر الصديق الذي أنفق ماله كله يوم الهجرة.
ممارسة التجرّد المالي تبدأ من الداخل: حين نربط أهدافنا بالقيم لا بالمظاهر، ونوازن بين الطموح والرضا، ونخطط ثم نسلّم، ونتذكر دائمًا أن المال وسيلة لا هوية.
إن مفارقة التجرّد لا تطلب منك أن تتخلى عن المال، بل أن تتخلى عن خوفك منه، وعن تعريفك لذاتك من خلاله؛ فبهذا التحرر، فقط، يصبح المال في يدك.. لا في قلبك.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية