ضحايا القصف الأمريكي على سوق فروة بصنعاء.. دماؤنا فداء لغزة
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
يمانيون../
مرة أخرى، يحدد العدوان الأمريكي هدفاً جديداً ضد المدنيين اليمنيين، والهدف هنا، هو إجبار اليمن على رفع راية الاستسلام والتوقف عن دعم ومساندة غزة.
مساء الأحد 20 ابريل 2025م، حلَّ القبح الأمريكي على سوق وحي فروة في أمانة العاصمة، وهو حي سكني مكتظ بالسكان، ويقع بالقرب من مدينة صنعاء القديمة، تلك المدينة الشامخة بحضارة وتاريخ اليمن.
حلقت طائرات الشبح الأمريكية B2 في أجواء العاصمة، وأطلقت قاذفاتها الاستراتيجية على الحي، ليتحول المكان إلى نيران مشتعلة، تطارد أجساد المدنيين الأبرياء، لتختلط بعد ذلك الكلمات بالدموع والدم، فتتلوى الحقيقة تحت وطأة الصمت الحزين.
في مثل هذا اليوم 20 أبريل، لا يزال اليمنيون يتذكرون بوجعٍ كبير، حكاية قيام الطائرات التابعة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي بإلقاء قنبلة فراغية على حي عطان، ما أدى إلى استشهاد العشرات من اليمنيين وإصابة المئات، واليوم تختار واشنطن التوقيت ذاته، لتعمق المأساة، وتقصف سوقاً شعبياً في العاصمة صنعاء، ما أدى إلى استشهاد 12 مدنياً على الأقل، وإصابة 30 آخرين، بينهم نساء وأطفال.
يعرف سكان العاصمة صنعاء جيداً سوق [فروة]، فهو ليس ثكنة عسكرية، لا منشأة أو موقعاً عسكرياً، بل هو سوق يأتي إليه الناس لشراء حاجياتهم من السلع والملابس والأدوات وغيرها.
ويقول أحد المواطنين الذي يقع منزله بالقرب من السوق الذي وقع عليه العدوان الأمريكي: “خرجت من منزلي عند سماع الغارة، ورأيت الجريمة في لحظاتها الأولى.. امرأةً تحتضن طفلها على قارعة الطريق شهداء، دراجةٌ نارية على متنها اثنين مواطنين متفحمين، واثنان هناك، واثنان هناك، والبعض في البقالة، والبعض في المخبز”.
ويلفت أحد المنقذين الذين هرعوا إلى المكان المستهدف أن العدوان الأمريكي استهدف حياً سكنياً، وسوقاً على مرأى ومسمع من العالم، ويقول: “أطفال يلعبون في الشوارع، وهم آمنون وناس يتسوقون بأمان، وتأتي الطائرات الأمريكية لتقصفهم”.
ويضيف: “العدو الأمريكي هدم البيوت ومساكن الناس، وهذا ما يصنعه العدوان على بلادنا، وهذه هي أمريكا التي تدعي الإنسانية.. هؤلاء الكفرة”.
من جانبه يقول أحد الجرحى من المسنين والدماء تسيل من على رأسه وهو قاعد على بوابة محله البسيط الذي يبيع فيه “الكراتين الفارغة” ويأبى مغادرته: “الله يحرقهم بناره، العدو الأمريكي يقتلنا وإحنا فقراء لا حول لنا ولا قوة”.
وفي مشهدٍ مؤلم يظهر أحد المواطنين أيضاً الساكنين في المكان المستهدف يتحدث بحرقة وبجواره شقيقه الآخر يبكي: “أخي الصغير نزل يشتري لنا من البقالة والضربة وقعت جنب البقالة واستشهد”.
وجاء الاستهداف الأمريكي لحي وسوق فروة الشعبي في ذروة حركة المواطنين، مما يدل على التعمد الواضح لاستهداف المواطنين من قبل العدو الأمريكي.
مواطن آخر، في حي فروة، يتحدث بكل عزيمة وإصرار قائلاً : “لقد استشهد البعض في هذه الجريمة، والبعض جريح، والبعض تضرر منزله، أو سيارته، أو محله التجاري في السوق الشعبي، ولكنهم لن يخضعونا أو يردونا عن موقفنا”.
من جانبها، تقول إحدى حرائر اليمن من المكان المستهدف: “والله ما زادنا هذا الإجرام إلا ثباتاً وقوة”.
وتضيف: “كل أبناء الشعب اليمني موقفهم واضح وثابت مع غزة، والله إننا صامدون وثابتون لو نُضرب ونتقطع، وليست دماؤنا أغلى من دماء أهل غزة يا ترامب الملعون، ولن ترعبونا أو تخيفونا أبداً”.
وانتقالاً من مكان الجريمة إلى المستشفيات التي استقبلت الشهداء والجرحى، وبينهم طفلان ونساء وعددٌ من الجرحى حالات غالبيتهم حرجة.
ويقول أحد الجرحى الذي يجتمع حوله الأطباء، محاولين تخفيف آلامه ودماءه التي تنزف: “دمي وروحي فداء لأهل غزة، وفداء لأطفالها، ولو ما زد بقي منا واحد، فداء لغزة بإذن الله”.
جريحٌ آخر يتحدث بثباتٍ وإصرار: “الذي يريد يهرب من جهنم يلحق معركة طوفان الأقصى، غزة هي قضيتنا الأولى والأخيرة، ونحن اليمنيين ضحينا بدمائنا وأرواحنا وأولادنا وكل ما معانا لأجل القضية الفلسطينية ولن نتركها ولا تخاذل ولا تراجع بإذن الله، والإصابة في رجلي لو ما بقي معي إلا أيديي با نقاتل حتى بأسناننا”.
ويراكم الأمريكي رصيده الإجرامي نتيجة فشله العسكري، ولكن رغم كل ذلك هو يواجه شعباً يأبى إلا أن يعيش حراً ناصراً للمظلومين، ولا بد لهذا العدو الأرعن أن يغرق أمام صمود وثبات شعبنا اليمني وبطولات قواتنا المسلحة اليمنية، مهما طالت التحديات.
سجل تاريخي من سفك الدماء
وعلى صعيد متصل أكد وزير حقوق الإنسان السابق الأستاذ علي الديلمي أن العدوان الأمريكي على الأسواق الشعبية يدل الفشل الكبير لواشنطن في اليمن.
وأشار إلى أن هذه المجازر بحق اليمنيين تتزامن مع مجازر للعدو الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، وهي تعطي دلالة واضحة على عدم اكتراث العدوين الأمريكي والإسرائيلي بالقوانين والمواثيق الدولية، وعدم التزامهما بقوانين الأمم المتحدة.
وأوضح الديلمي أن العدو الأمريكي والإسرائيلي يعتقدون أنهم أعلى وأرفع وأعظم شأناً من كل دول العالم وعلى هذا الأساس يفسرون القانون الدولي والحقوق وفق ما يتلاءم مع مصالحهم الخاصة فقط.
ويبين أن العدو الأمريكي يستغل نفوذه العالمي على مختلف دول العالم ويمارس ضغوطاته على العديد من الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية، مستغلاً الصمت الدولي.
ويشير إلى أن المجازر الأمريكية بحق اليمنيين والمجازر الصهيونية بحق أهالي غزة تكشف ضعف الأمة العربية والإسلامية، موضحاً أنه لولا التواطؤ العربي والإسلامي لما تجرأت أمريكا أو العدو الإسرائيلي على ارتكاب مثل هذه المجازر في اليمن وفلسطين المحتلة.
ويذكر الديلمي أن النظام الإمبريالي الغربي بقيادة أمريكا له سجل تاريخي من سفك الدماء وتدمير البلدان وقتل البشرية، موضحاً أن النظام الغربي نشأ على إمبراطورية من الأشلاء والدماء.
أصيل نايف حيدان | المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الأمریکی العدو الأمریکی أن العدو
إقرأ أيضاً:
شرايين الإبادة .. كيف كشف اليمن تواطؤ أنظمة عربية في تمويل مجازر غزة وكسر الحصار عن العدو
في خضم معركة الجهاد المقدس والإسناد اليمني بعد العدوان الصهيوني على غزة، تتكشف يوماً بعد آخر خيوط تواطؤ إقليمي ودولي أوسع مما يظهر في العلن، فقد كشف تحقيق استخباراتي يمني تفاصيل خطيرة حول مخطط واسع النطاق تقوده عدة دول عربية، على رأسها السعودية، الإمارات، مصر، البحرين، وتركيا، بهدف كسر الحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على الكيان الصهيوني عبر توفير ممرات بحرية وبرية آمنة لتهريب الشحنات التجارية إليه.يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
يرصد التقرير حجم التعاون اللوجستي والسياسي الذي وفرته هذه الدول عبر موانئها ومجالاتها البحرية، في خرقٍ مباشر للزخم الشعبي الداعم لغزة ، كما يكشف التقرير عن تفاصيل دقيقة لخطوط تهريب شحنات العدو الإسرائيلي، سواء عبر البحر الأحمر أو عبر ممرات بديلة تمر برأس الرجاء الصالح، إضافة إلى أساليب التمويه والتغطية التي لجأت إليها شركات ودول متورطة.
تفاصيل المخطط ومحاولة كسر الحصار اليمني
أكدت تقارير استخباراتية يمنية أن مخططاً إقليمياً متكاملاً بدأ تنفيذه منذ إعلان القوات المسلحة اليمنية فرض الحصار البحري على العدو الإسرائيلي، ويهدف المخطط إلى تأمين تدفق الشحنات التجارية من وإلى الكيان، من خلال مسارات بحرية وبرية تمر عبر أراضي وموانئ دول عربية متواطئة.
ويعتمد المخطط على استخدام موانئ الخليج كمحطات تجارية وسيطة، وتسهيلات من مصر عبر قناة السويس، إضافة إلى شبكة برية تمر من السعودية إلى الأردن، ومنها إلى الأراضي المحتلة، في ما وصفته القوات المسلحة اليمنية بـأنه جسر بري واقعي تم تأمينه لصالح العدو.
أدوار الدول المتواطئة في تهريب شحنات العدو
السعودية .. استُخدمت موانئ مثل جدة والدمام كمنصات مؤقتة لتفريغ الشحنات، وعبرت شحنات تجارية للعدو الإسرائيلي أراضيها برًا في اتجاه الأردن، تحت غطاء شركات ’’طرف ثالث’’.
الإمارات .. شكّل ميناء جبل علي محطة رئيسية لإعادة شحن بضائع للعدو الإسرائيلي وإخفاء مصدرها، وعملت شركات شحن مسجلة في أوروبا وآسيا على تغطية العمليات التجارية المشبوهة.
مصر .. وفرت قناة السويس ممراً سريعاً وآمناً لعبور السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وسُجلت تحركات مشبوهة عبر معبر العوجة ومنطقة سيناء.
البحرين .. لعبت دوراً دبلوماسياً في إصدار تصاريح عبور للسفن والشركات ذات الارتباط الصهيوني، واستُخدمت لتسهيل تسجيل بعض الشحنات عبر شركات بحرينية أو شراكات صورية.
تركيا .. استُخدمت موانئ مرسين وإزمير كنقاط تصدير للشحنات الموجهة للعدو الإسرائيلي ، وتعاونت شركات تركية إسرائيلية على ترتيب العمليات اللوجستية، مستفيدة من الحماية الرسمية.
السفن والشركات المتورطة أو المستهدفة
أبرز العمليات اليمنية استهدفت سفنًا ثبت ارتباطها التجاري أو اللوجستي بالعدو الإسرائيلي :
Magic Seas (يونانية): غرقت في البحر الأحمر في يوليو 2025.
Eternity C: سُجّل استهدافها ومقتل اثنين من طاقمها، بعد التأكد من ارتباط وجهتها بميناء العدو الإسرائيلي (إيلات)
وقد أكدت القوات البحرية اليمنية أن عمليات التحليل الإلكتروني لمسارات السفن أظهرت محاولات تمويه باستخدام شركات نقل وسيطة وتغيير أعلام السفن، في خرق واضح للحظر المعلن.
المسار البحري البديل .. تجاوز الحصار عبر رأس الرجاء الصالح
في محاولة للالتفاف على الحصار اليمني للبحر الأحمر، لجأت شركات الملاحة المرتبطة بالعدو إلى مسار أطول ، الإمارات أو الهند ــــ سنغافورة
↓
المحيط الهندي
↓
رأس الرجاء الصالح – جنوب أفريقيا
↓
المحيط الأطلسي
↓
مضيق جبل طارق
↓
موانئ وسيطة (فالنسيا، بيريوس، مارسيليا)
↓
ميناء حيفا أو أسدود – إسرائيل
ورغم طول وكلفة المسار، إلا أنه استُخدم لتجاوز الحصار اليمني في باب المندب.
أساليب التمويه والتغطية المستخدمة
رصدت القوات المسلحة اليمنية عدة تقنيات احتيالية استخدمتها السفن لتمويه وجهاتها منها تغيير الأعلام واستخدام أعلام ليبيريا، بنما، جزر مارشال، وإيقاف نظام التتبع AIS لإخفاء موقع السفن ووجهتها، وكذلك إعادة شحن في موانئ وسيطة لتغيير الوثائق وإخفاء الأصل، وشركات واجهة وهمية لتوقيع العقود باسم أطراف ثالثة
التواطؤ العربي .. الضوء الأخضر لإبادة غزة وتجويع شعبها
لم يكن التواطؤ الذي مارسته هذه الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني مقتصرًا على التسهيلات اللوجستية والتجارية، بل شكل عمليًا الغطاء السياسي والميداني الذي استند عليه العدو في تكثيف عدوانه الوحشي على غزة، حين شعر الكيان الصهيوني أن هناك ممرات آمنة ومدعومة من دول إقليمية لتمرير احتياجاته من الغذاء، الوقود، المواد الخام والذخائر، عبر البحر الأحمر أو موانئ بديلة، اعتبر ذلك ضوءًا أخضر لتصعيد حرب الإبادة، دون أن يخشى نفاد الإمدادات أو ضغطًا لوجستيًا واقعيًا، وهكذا، تزامن الدعم الميداني غير المعلن مع قصف مكثف على المدنيين والمستشفيات والمخيمات، وفرض حصار خانق على شمال وجنوب القطاع، واستخدام المجاعة كأداة حرب ممنهجة، وارتكاب مجازر جماعية موثقة بأدلة دولية، وبهذا، لم تعد هذه الدول مجرد متواطئة، بل تحوّلت إلى شركاء فعليين في الجريمة، عبر توفير استقرار اقتصادي لكيان يرتكب جرائم حرب، وإطالة أمد قدرته على الاستمرار في المجازر.
الرد اليمني .. توسيع رقعة المواجهة البحرية
في مواجهة هذا التواطؤ، أعلنت القوات المسلحة اليمنية توسيع نطاق الحصار البحري، لتشمل استهداف أي سفينة تتعامل مع شركات لها علاقة بالعدو، بغض النظر عن موقعها، وتنفيذ عمليات نوعية في أعالي البحار، باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ بحرية، كما وجهت تحذير إلى الملاحة العالمية من مغبة التعاون مع الكيان، لكي لا تكون تحت طائلة الاستهداف العسكري المباشر، من هذا المنطلق، لم يكن فرض الحصار اليمني مجرد خطوة تضامنية، بل محاولة حقيقية لقطع شرايين الإبادة عبر تعطيل شحنات الغذاء والسلاح التي تُبقي آلة القتل الإسرائيلية تعمل، وهذا ما يفسر تصعيد القوات المسلحة اليمنية لعملياتها البحرية، ورفضها لأي تفاوض دون توقف العدوان على غزة بالكامل.
خاتمة
تكشف هذه المعطيات أن اليمن بات لاعبًا إقليميًا فاعلًا لا في الجبهة اليمنية فقط، بل في قلب معركة السيادة على البحر الأحمر والمياه الدولية، وأن مشروع الحصار لم يعد مجرد ردّ تضامني، بل تحول إلى سلاح استراتيجي يحكم السيطرة على الممر البحري الدولي الذي طالما استُخدم لدعم كيان العدو الإسرائيلي ، وإنّ كل شحنة مرّت عبر موانئ الإمارات أو البحرين أو مصر أو تركيا، ووصلت إلى كيان العدو، كانت بمثابة صاروخ إضافي سقط على أطفال غزة، وإنّ من سكت عن هذا التواطؤ، أو غض الطرف عنه، فقد ساهم في جرائم الحرب، ولو بصمته.
# إسرائيل# العدو الإسرائيلي# العدوان على غزة# القوات المسلحة اليمنية# تل أبيب#باب المندبالبحر الأحمرالتواطؤ العربي