طائرات درون فوق أعلى قمة في العالم.. كيف تُغير التكنولوجيا تجربة التسلق الخطرة في جبل إفرست؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يسود الصمت الأنهار الجليدية البيضاء والصخور الشاهقة في قمة العالم، جبل إفرست، حتّى يكسره صوت سلمٌ يسقط من السماء.
يجلس ميلان باندي وهو طيّار لطائرات "درون" في معسكر قاعدة إفرست، متأملاً مناظر خلابة لم يرها إلا القليل فقط من الأشخاص، وقد تمكن من رؤيتها من دون الحاجة إلى استخدام مسمار تسلق أو استخدام فأس جليد.
قد يغير عمله مجرى الأمور بأعلى جبل في العالم إلى الأبد.
يمكن للسلالم، والحبال، وأسطوانات الأوكسجين التي ينقلها باندي عبر الطائرات المُسيّرة من أجل دعم أدلة الـ"شيربا" أو "أطباء الشقوق الجليدية" في شلالات "خومبو الجليدية" (وهو نهر جليدي يقع بين معسكر القاعدة والمعسكر الأول) أن تُساهم في إنقاذ الأرواح على الجبل.
طوال العقود السبعة الماضية، قام الـ"شيربا" المتخصصون، الذين ينحدرون من التلال والجبال المجاورة، بإرشاد المتسلقين على إفرست.
رأى باندي وهو يعمل في شركة "Airlift Technology" أنّ دمج خبرته التقنية في استخدام الطائرات من دون طيار مع خبرة الـ"شيربا" الطويلة في تسلق الجبال قد يجعل التواجد على قمة العالم أكثر أمانًا.
يقع معسكر القاعدة على ارتفاع حوالي 5,364 مترًا فوق مستوى سطح البحر، بينما يقع المعسكر الأول على ارتفاع 6,065 مترًا، وتبلغ المسافة الجوية بين النقطتين حوالي 3 كيلومترات.
ويستغرق أفراد الـ"شيربا" ما يتراوح بين 6 و7 ساعات للقيام بهذه الرحلة، ولكن تستغرق طائرة "درون" ما يتراوح بين 6 و7 دقائق فقط.
كان راج بيكرام، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "Airlift Nepal"، على تواصل مع بلدية خومبو لرسم خريطة ثلاثية الأبعاد لجبل إفرست باستخدام طائرات من دون طيار، عندما سأل عمدة المنطقة عن مقدار الوزن الذي يمكن أن تحمله الطائرات.
في أبريل/نيسان من عام 2024، وبمساعدة طائرتين "درون" تبرعت بهما شركة "DJI" الصينية، بدأت "Airlift" في إجراء التجارب.
أفاد باندي أنّ تقنية "Airlift" ستساعد الـ"شيربا" على نقل المعدات لموسم تسلق عام 2025، قبل انطلاقه، ومن ثم جمع القمامة عند بدايته.
يخبر مرشدو الـ"شيربا" باندي بالجهة التي يحتاجون إلى التوجه نحوها، ومن ثم يُطلق باندي طائرة "درون" صغيرة أولاً لتحديد المسار.
بعد ذلك، يقوم أفراد الـ"شيربا" بتسلق شقوق الجليد الخطرة، أو أجزاء الأنهار الجليدية التي يصعب التنقل فيها.
وأوضح باندي أنّه بمجرد تحديد الأماكن التي تحتاج إلى السلالم أو الحبال، "يرسل أفراد (الشيربا) لنا الإحداثيات عبر جهاز اتصال لاسلكي، ومن ثم ننقل المعدات إلى هناك".
كما تستطيع الطائرات المسيرة نقل معدات منقذة للحياة مثل أسطوانات الأكسجين والأدوية.
توسيع نطاق العمليةتمتلك "Airlift" حاليًا طائرتين مسيَّرتين من شركة " DJI"، وتعمل واحدة منهما فقط على جبل إفرست هذا العام. أمّا الثانية، فهي طائرة احتياطية، وإذا كانت هناك حاجة لإطلاق المزيد من رحلات الطائرات المسيرة، فسيتم تشغيل الطائرتين.
تتمثل أحد أبرز التحديات بالمال، إذ يبلغ سعر كل طائرة "درون" 70 ألف دولار، وذلك حتّى قبل أن تبدأ العمل.
وشرح بيكرام قائلًا: "كل شيء باهظ الثمن في معسكر القاعدة. بسبب انعدام الكهرباء، نحتاج إلى الكثير من الوقود لشحن البطاريات، مثل تكلفة الوصول إلى المعسكر، وتكلفة القوى العاملة، والإقامة، والطعام.. هناك الكثير (من التكاليف)".
بدأ بعض أفراد مجتمع الـ"شيربا" بالابتعاد عن العمل في المرتفعات الشاهقة والخطرة، وفضلوا البحث عن فرص عمل وأجور أعلى في الخارج.
وقال باندي: "نأمل أن تجعل طائراتنا المسيرة هذه المهنة أكثر أمانًا، وأن تعيد المزيد من الأشخاص إلى هذا التقليد في التسلق. هذا ما تشتهر به بلادنا، ولولا خبرة أفراد الشيربا لما تمكنا أبدًا من اجتياز هذه التضاريس".
قائد الفريقعمل داوا جانزو شيربا، البالغ من العمر 28 عامًا، قائدًا لفريق إفرست مع أطباء الانحدارات الجليدية لمدة ثماني سنوات.
ويقود فريق خبراء الـ"شيربا" شيخٌ كبير في السنّ يحدد المسار، ولكن مهمة التوجه نحو الشقوق الجليدية أولاً تقع على عاتق القائد، بفضل قوّته وشبابه.
وقال جانزو شيربا: "هذا الموسم، هناك الكثير من الجليد الجاف، ما يُصعّب إصلاح المسارات، وتتواجد الكثير من أبراج الجليد بينها".
رغم أنه يُمكن الآن استخدام طائرات من دون طيار لتحديد مسار تجريبي قبل الانطلاق، إلا أنّ سوء الأحوال الجوية يعني أن الأمور تتغير باستمرار.
وأوضح جانزو شيربا أنّ هذه وظيفة محفوفة بالمخاطر، ومع ندرة فرص العمل، فإنّ وظيفته تتعلق بالأجر أكثر من كونها شغفًا.
وقد ساهمت طائرات الـ"درون" في تقليص الوقت ومستوى المخاطرة إلى النصف.
وأكّد جانزو شيربا، وهو المعيل الوحيد لزوجته وابنتيه: "هذه وظيفة مليئة بالمغامرات، وهناك الكثير من المخاطر، لذا إذا كانت هناك طريقة لجعلها أكثر أمانًا، فأنا أرحب بها".
من جهتها، وجدت كارولين أوجل، من شركة "Adventure Consultants" في نيوزيلندا، والتي أمضت خمسة مواسم في "معسكر القاعدة" لإدارة رحلات استكشافية، أنّ استخدام الطائرات المسيرة "جزء من تطور رياضة التسلق".
وأكّدت: "أشعر أن استخدام طائرات الدرون جزء من هذا التطور الطبيعي، لا سيما في سياق جعل الأمور أكثر أمانًا للعاملين في المرتفعات العالية (الشيربا)".
نيبالرياضات خطرةقمة إيفرستنشر الثلاثاء، 22 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: نيبال قمة إيفرست أکثر أمان ا الکثیر من من دون
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات وزيرة البيئة..ضوابط جديدة لترخيص تداول المخلفات الخطرة
وضع قانون تنظيم إدارة المخلفات، عدة ضوابط لترخيص تداول المخلفات الخطرة وغير الخطرة ، وذلك قبل البدء في مزاولة أي نشاط من أنشطة الإدارة المتكاملة للمخلفات.
ووفقا للقانون تنشأ هيئة عامة تسمي "جهاز تنظيم إدارة المخلفات" ، تكون له الشخصية الاعتبارية العامة ، ومقره الرئيس مدينة القاهرة ، ويتبع الوزير المختص ، ويجوز بقرار من رئيس مجلس الإدارة إنشاء فروع أو مكاتب للجهاز بالمحافظات الأخرى .
وحظر القانون، تصدير المواد أو المخلفات الخطرة إلى خارج جمهورية مصر العربية إلا بعد الحصول على موافقة، بالنص على أنه مع عدم الإخلال بالاتفاقيات الدولية.
كما يحظر تصدير المواد أو المخلفات الخطرة إلي خارج جمهورية مصر العربية إلا بعد الحصول علي موافقة الجهاز، ويصدر قرار من الوزير المختص بالاتفاق مع وزير التجارة والصناعة بتحديد الاشتراطات والإجراءات الخاصة بإصدار هذه الموافقة.
التزامات على المنشآت العاملة بإدارة المخلفات الخطرة
و لا يجوز إقامة أو إدارة أي منشآت بغرض التداول أو الإدارة المتكاملة للمواد أو المخلفات الخطرة إلا بترخيص من الجهة الإدارية المختصة بعد موافقة الجهاز، ويكون التخلص من المواد أو المخلفات الخطرة طبقًا للشروط والمعايير التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون.
جدير بالذكر أن الجهاز يستهدف تنظيم ومتابعة ومراقبة وتقييم وتطوير كل ما يتعلق بأنشطة الإدارة المتكاملة للمخلفات ، وجذب وتشجيع الاستثمارات في مجال أنشطة الإدارة المتكاملة للمخلفات بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة ، ومتابعة تنفيذ الخطط اللازمة لتنظيم إدارة المخلفات بالتعاون مع مؤسسات الدولة والإدارات المحلية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية .
تجدر الاشارة إلى أن عقدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والمُكلفة بتسيير أعمال وزارة البيئة، اجتماعًا مع ياسر عبدالله، رئيس جهاز تنظيم وإدارة المخلفات، بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة السابقة، لإستعراض أبرز السياسات والمشروعات المتعلقة بالمنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات، وذلك في إطار متابعتها لملفات العمل بوزارة البيئة.
واستمعت الدكتورة منال عوض، لشرح مفصل حول منظومة التراخيص والتصاريح والموافقات التي يصدرها جهاز تنظيم إدارة المخلفات لأنشطة الإدارة المتكاملة للمواد والمخلفات الخطرة وغير الخطرة.