المركز الخبري الوطني:
2025-12-12@10:25:42 GMT

‎غصة حلم في الطريق الى صمته الأبدي

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

‎غصة حلم في الطريق الى صمته الأبدي

السبت, 26 أغسطس 2023 1:20 ص

د.خالدة خليل

‎كلما اقتربت بيننا المسافات أكثر،إتسعت هوة الحماقات اضعافاً !
‎أما كان لتلك اللحظة المتعجرفة أن تكون نسيماً يدغدغ أعصابنا فنضحك منه ، بدلا من أن تكون ريحاً عاتية تقتلع عيون حلمنا ؟
‎أما كان لتلك اللحظة المجنونة أن تكون كأصابع أم حنون تشد بقلبها المرهف أذن إبنها المراهق بدل أن تغور سيفاً في خاصرة أشواقنا ولهفتنا ؟!
‎لكننا لا نجيد فن السخرية من أكذوبة إسمها الحياة .


‎جعلتَ تلك اللحظة معلّقة على خطأ ديك الجن، وكان يجدر بك أن تحني قبعة غرورك لقداسة الحب الذي تنحني له الطيور وتحلق الفراشات حول نوره بأمان .
‎أعرف أنني وحدي من يحمل أوزار تلك العثرات وأدرك تماما أن النهر حين يفيض بالجريان لا يعود إلى مصبه أبداً ، لكنني توقعت أن الحمامة أو الغراب قد يعود أحدهما بغصن زيتون إلى قلبي الذي أرهقه طوفان التعب، فلا عاد لي غراب والحمام أضاع وجهته.

‎أعترف أنهم إستطاعوا أن يمزقوا نسيج العنكبوت ليصلوا إلى قلبك النبي، وكانوا يحيكون المؤامرات تلو الأخرى حين علموا أنني أعزف لحن العشق على أوتار قلبك.
‎حشدوا من كل قلب ضغينة لكي يهدروا دماء حبي بين قبائل الاوهام!
‎هنيئا لهم سرقوك مني، وعدت الى الغار وحدي بلا نبي ولا دعوة.
‎هنيئاً لهم عودتي الى كهف حزني الجاهلي، ومازالت أصابعي تمسك بقوة حجراً صغيراً وترسم به على جدران الكهف مسلة رسائلي المحفوظة في الذاكرة.
‎هيئ قلبك إذن لقداس البعد وسأهيئ أصابعي لقيامة الحرف.
‎ما تزال عالقة في ذاكرتي آخر جملة قلتها لي:آآه يا أنتِ ، احبكِ بلا حدود,وما زلتُ أذكر آخر جملة نطقتها شفاهي في لحظة ثمالتي فيك : لو كان الانسان يُعبد لاتخذتك دون إله الناس إلهاً، ولقدمتُ لك في كل ثانية قربان حبٍ، وكشطت عن شموع سنواتنا القادمة شمعها المذاب . وغاب عني أن جزر حبك عائمة على ظهر حوت تائه، فعجزتُ عن قطف شوك القساوة عن زهرة قلبك المترف حتى آخره بالغرور.
‎اتأبط خساراتي المزمنة وأهرع نحو باب الصلح الذي فاجأني أنه يحمل يافطة تقول “مغلق” !
‎لا دعوات الام ولا نداء الحب يمكن لهما الان أن يصنعا جسراً يربط أحلامنا ، لانك نسيتَ غفران المعري وتشبثت بجحيم دانتي !
‎كنت أظن ان لاغيركَ قادر على أن يقلم الوجع عن أيامي، لكنك لم تكن سوى طفل مشاكس ومدلل حين توقفت لعبته عن الضحك كسرها!
‎أنكرتَ دعوتي، وبصقتَ على وصايا قلبي، فصرتُ كمن يجمع زَبد الخذلان من بحر العمر الميت !
‎الذكرى محارب شديد البأس أمامي، ومن ورائي بحر خساراتي فيك، فأين المفر؟
‎كنا على وشك أن يتفتق لوزنا. كنا على وشك أن يطلق لقاؤنا قوسه بعد أن إشتدّ وتر الإنتظار لكنك نثرتَ آخر أوراقي من برج غرورك .
‎أغتسل بدمعي الان، لأنني أدركت أن الحياة كذبة نحن نصنعها.
‎!لماذا ورثنا كل هذا الخوف وحملنا في دواخلنا الجحيم ؟ يقينا أيها القلب نحن لانجيد سوى إطلاق رصاصات الرحمة حين تضع الزهرة ثقتها فينا.
‎فاسترح مني .. إسترح من عشقي الذي نضج على بخار الألم ..
‎سنستريح في حضن الصمت الأبدي..

المصدر: المركز الخبري الوطني

إقرأ أيضاً:

هل تكون «الترامبية» نهجًا سياسيًّا؟!

تعودنا أن نسمع عبارة «التقاليد الدبلوماسية» على ألسنة القادة والساسة في الدول المدنية الحديثة، حتى أن بعض الدول تتباهى بأنها ذات تقاليد دبلوماسية عريقة. والواقع أن هناك قوانينَ دولية تحكم العلاقات السياسية بين الدول، وأعرافًا ينبغي أن تُراعى في ممارسة التقاليد الدبلوماسية بين حكوماتها. ومع ذلك، فإننا نلاحظ في الآونة الأخيرة أن هذه القوانين والأعراف السياسية الدولية أصبح يُضرَب بها عرض الحائط.

حقًّا إن هذه القوانين والأعراف كانت تُنتهك دائمًا في كل زمان ومكان، ولكن هذا الانتهاك كان يُخفى أو يُسوّغ في نوع من الاعتراف الضمني بعدم مشروعيته؛ بينما هو الآن يتم في العلن، بل في نوع من التباهي أحيانًا. هذه الحالة قد تجسدت أخيرًا بوضوح في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة دونالد ترامب، حتى أن هذه السياسة يمكن أن يُطلق عليها اسم «الترامبية».

فما السمات العامة التي تميز هذه السياسة الجديدة المناقضة للقوانين والأعراف السياسية؟ وهل يمكن أن يكون هذا المنحى الجديد نهجًا يُحتذى في العلاقات بين الدول؟ سأحاول فيما يلي إجمال سمات السياسة الترامبية (إن جاز أن نسميها سياسة):

سياسة ترامب لا تنفصل عن شخصيته أو بمعنى أدق عن شخصه، أعني لا تحافظ على مسافة بين ميوله ونوازعه الشخصية وبين سياسة الدولة التي يحكمها دستور ومؤسسات ومنظمات؛ ولذلك فإن كثيرًا من قراراته تصطدم بمنظمات المجتمع المدني، وتجد اعتراضًا ليس فحسب من جانب الحزب الديمقراطي، وإنما أيضًا من جانب أعضاء في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه.

ومن الواضح أن السمة التي تحدد هذا المسلك هي حالة الشعور بالعظمة التي تتبدى في مسلك ترامب الرسمي وفي قراراته السياسية على السواء.

حالة الشعور بالعظمة في المسلك الرسمي قد تبدت مؤخرًا في مواقف عديدة، منها أسلوب تعامله مع بعض رؤساء الدول، ولعلنا نذكر في هذا الصدد- على سبيل المثال- لقائه منذ شهور بصحبة نائبه مع الرئيس الأوكراني زيلنسكي، وتعنيفهما له بلغة لا تليق بلغة الحوار العلني بين رؤساء الدول (رغم كل تحفظاتنا على دور ومكانة هذا الرئيس الأوكراني).

ولعلنا نتذكر أيضًا في هذا الصدد لقائه الشهير مؤخرًا مع رؤساء وقادة الدول الأوروبية في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، وهو لقاء تم بثه رسميًّا بصورة علنية تعبر عن التعامل الاستعلائي مع العالم، بل مع أوروبا نفسها: إذا بدا أن ترامب قد أراد أن يُظهِر للعالم قادة أوروبا وهم جالسون أمامه بينما يجلس هو إلى مكتبه، وكأنهم تلاميذ يجلسون إلى المُعلِّم ليلقي عليهم الدروس والتعاليم التي ينبغي أن يلتزموا بها.

ولا شك في أن قبول هؤلاء القادة لأن يكونوا في هذا الوضع المُهين هو أمر يعكس وضعًا مجافيًا لأصول العلاقات الدولية، وهو وضع يعبر عن حالة من انسحاق القوى الأوروبية إزاء الهيمنة والغطرسة الأمريكية (رغم وجود أصوات داخل هذه القوى تطالب بالتحرر من هذه الهيمنة).

يرتبط شعور ترامب بالعظمة الشخصية بإيمانه بعظمة أمريكا نفسها، وبإيمانه بأنها دولة ينبغي أن تحكم العالم. وهذا يتبدى في التدخل دائمًا في سائر شؤون العالم: في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفي الحرب على غزة والسعي لتسوية الصراع لمصلحة إسرائيل، وفي السيطرة على البحر الكاريبي والتهديد بضرب فنزويلا، والتهديد بالسيطرة على جرينلاند، وما إلى ذلك.

على أن هذه السياسة في الهيمنة والتدخل في الصراعات حول العالم تقوم على أساليب انتهاز الفرص لاقتناص الصفقات. فالحقيقة أن ترامب لم ينس أبدًا أنه تاجر عقارات وصفقات تجارية، وراح يدير سياسة أكبر دولة في العالم بهذا المنطق نفسه. التاجر لا يعرف لغة الحوار التي تختلف عن لغة التفاوض، فالتفاوض لا يهدف سوى إلى الحصول على صفقة ما بأقل قدر من الخسائر. وهذه هي سياسة ترامب، وهي سياسة قد تبدت أيضًا في قرارات مصيرية عديدة، منها: سياسة العقوبات وفرض الضرائب على الواردات من الدول بحسب مدى انصياعها للهيمنة الأمريكية، وهي سياسة قد فشلت وكبدت ميزانية أمريكا خسائر طائلة. وروسيا ينبغي إرضاؤها من دون خسارة أوكرانيا باعتبارها مصدرًا للمعادن النفيسة.

وتهديد فنزويلا بالحرب، لا من أجل القضاء على المخدرات، وإنما بهدف الهيمنة عليها وضمان تبعيتها باعتبارها تنطوي على أكبر مخزون نفطي في العالم. وإعادة إعمار غزة بهدف إنشاء ريفيرا جديدة؛ واتفاقية السلام من أجل إعادة رسم فلسطين ديموجرافيًا لمصلحة الكيان الصهيوني الذي هو مجرد ذراع قوية لهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط.

ويرتبط الشعور بالعظمة بحالة من العنصرية التي تتحيز للعرق الأبيض على حساب أية أعراق أخرى. تبدى هذا مؤخرًا في القرار الصادم الذي اتخذه ترامب (في أواخر شهر نوفمبر)، الذي يحظر الهجرة من دول العالم الثالث إلى أمريكا، ومراجعة أوراق ملايين المهاجرين من الأعراق الأخرى، بل إنه قام بسب أكثر هؤلاء بأقذع الألفاظ، وبأنهم عالة على أمريكا، من دون وعي أو مراعاة لحقائق تاريخية تتعلق بالدور الفاعل لكثير من المهاجرين في سائر نواحي الدولة، بما في ذلك ما يتعلق بالأمور العلمية. السؤال الذي يبقى هو: هل هذه السياسة الترامبية يمكن أن تؤثر على السياسات العالمية باعتبارها نموذجًا يُحتذى؟ الرأي عندي أن هذه السياسة فاشلة تمامًا؛ فهي وإن كانت تدرك التغير الهائل في موازين القوى الدولية، إلا أنها تتجاهل ذلك باستمرار في اتخاذ قرارتها. وهذا الفشل يتبدى بشكل واضح في تراجع شعبية ترامب نفسه داخل بلده، وفي تراجع مكانة الولايات المتحدة نفسها.

مقالات مشابهة

  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • هل يُنقذ رئيس الجمهورية الاستحقاق الانتخابي في اللحظة الحاسمة؟
  • ‫أوميغا 3.. صديقة قلبك
  • «عودة الأسطورة: عبد الباسط حمودة يشعل الموسم بأغنية جديدة ويستعيد ذكريات نقلة حياته»
  • الملفات النهائية لإبستاين تُرفع للعلن: تصرف دراماتيكي للقاضي في اللحظة الأخيرة
  • جولة الإعادة.. الائتلاف المصري: تصاعد الحشد وتبدل في تحالفات اللحظة الأخيرة
  • عاجل.. مجلس النواب يخرج عن صمته ويعلن موقفه من انقلاب الإنتقالي الجنوبي على الشرعية الدستورية وصلاحيات مجلس القيادة
  • بابا الفاتيكان يتأمل في سر الموت: عبور الإنسان نحو النور الأبدي
  • مقلب تحوّل إلى دعم.. والد صاحبة فيديو أوردر الورد يخرج عن صمته
  • هل تكون «الترامبية» نهجًا سياسيًّا؟!