المركز الخبري الوطني:
2025-06-27@19:09:19 GMT

‎غصة حلم في الطريق الى صمته الأبدي

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

‎غصة حلم في الطريق الى صمته الأبدي

السبت, 26 أغسطس 2023 1:20 ص

د.خالدة خليل

‎كلما اقتربت بيننا المسافات أكثر،إتسعت هوة الحماقات اضعافاً !
‎أما كان لتلك اللحظة المتعجرفة أن تكون نسيماً يدغدغ أعصابنا فنضحك منه ، بدلا من أن تكون ريحاً عاتية تقتلع عيون حلمنا ؟
‎أما كان لتلك اللحظة المجنونة أن تكون كأصابع أم حنون تشد بقلبها المرهف أذن إبنها المراهق بدل أن تغور سيفاً في خاصرة أشواقنا ولهفتنا ؟!
‎لكننا لا نجيد فن السخرية من أكذوبة إسمها الحياة .


‎جعلتَ تلك اللحظة معلّقة على خطأ ديك الجن، وكان يجدر بك أن تحني قبعة غرورك لقداسة الحب الذي تنحني له الطيور وتحلق الفراشات حول نوره بأمان .
‎أعرف أنني وحدي من يحمل أوزار تلك العثرات وأدرك تماما أن النهر حين يفيض بالجريان لا يعود إلى مصبه أبداً ، لكنني توقعت أن الحمامة أو الغراب قد يعود أحدهما بغصن زيتون إلى قلبي الذي أرهقه طوفان التعب، فلا عاد لي غراب والحمام أضاع وجهته.

‎أعترف أنهم إستطاعوا أن يمزقوا نسيج العنكبوت ليصلوا إلى قلبك النبي، وكانوا يحيكون المؤامرات تلو الأخرى حين علموا أنني أعزف لحن العشق على أوتار قلبك.
‎حشدوا من كل قلب ضغينة لكي يهدروا دماء حبي بين قبائل الاوهام!
‎هنيئا لهم سرقوك مني، وعدت الى الغار وحدي بلا نبي ولا دعوة.
‎هنيئاً لهم عودتي الى كهف حزني الجاهلي، ومازالت أصابعي تمسك بقوة حجراً صغيراً وترسم به على جدران الكهف مسلة رسائلي المحفوظة في الذاكرة.
‎هيئ قلبك إذن لقداس البعد وسأهيئ أصابعي لقيامة الحرف.
‎ما تزال عالقة في ذاكرتي آخر جملة قلتها لي:آآه يا أنتِ ، احبكِ بلا حدود,وما زلتُ أذكر آخر جملة نطقتها شفاهي في لحظة ثمالتي فيك : لو كان الانسان يُعبد لاتخذتك دون إله الناس إلهاً، ولقدمتُ لك في كل ثانية قربان حبٍ، وكشطت عن شموع سنواتنا القادمة شمعها المذاب . وغاب عني أن جزر حبك عائمة على ظهر حوت تائه، فعجزتُ عن قطف شوك القساوة عن زهرة قلبك المترف حتى آخره بالغرور.
‎اتأبط خساراتي المزمنة وأهرع نحو باب الصلح الذي فاجأني أنه يحمل يافطة تقول “مغلق” !
‎لا دعوات الام ولا نداء الحب يمكن لهما الان أن يصنعا جسراً يربط أحلامنا ، لانك نسيتَ غفران المعري وتشبثت بجحيم دانتي !
‎كنت أظن ان لاغيركَ قادر على أن يقلم الوجع عن أيامي، لكنك لم تكن سوى طفل مشاكس ومدلل حين توقفت لعبته عن الضحك كسرها!
‎أنكرتَ دعوتي، وبصقتَ على وصايا قلبي، فصرتُ كمن يجمع زَبد الخذلان من بحر العمر الميت !
‎الذكرى محارب شديد البأس أمامي، ومن ورائي بحر خساراتي فيك، فأين المفر؟
‎كنا على وشك أن يتفتق لوزنا. كنا على وشك أن يطلق لقاؤنا قوسه بعد أن إشتدّ وتر الإنتظار لكنك نثرتَ آخر أوراقي من برج غرورك .
‎أغتسل بدمعي الان، لأنني أدركت أن الحياة كذبة نحن نصنعها.
‎!لماذا ورثنا كل هذا الخوف وحملنا في دواخلنا الجحيم ؟ يقينا أيها القلب نحن لانجيد سوى إطلاق رصاصات الرحمة حين تضع الزهرة ثقتها فينا.
‎فاسترح مني .. إسترح من عشقي الذي نضج على بخار الألم ..
‎سنستريح في حضن الصمت الأبدي..

المصدر: المركز الخبري الوطني

إقرأ أيضاً:

سياحة الأماكن الخطرة.. حينما تكون المجازفة غاية السفر

لا يغامرون عبثًا، ولا يلهثون خلف المجهول بدافع الفضول وحده، بل كأنّ في داخلهم جوعًا لا يشبعه المألوف، وتوقًا لحياة تنبض خارج حدود العادي والمكرر، يركضون نحو الخطر ليهزموا الخوف، يكشفون لأنفسهم عن قدراتهم الخفية.

يميل بعض الرحّالة إلى الامتثال لمطالب السلامة والراحة وهذا طبيعي، في حين يكسر آخرون قواعد الحذر ويتعمدون المغامرة بأنفسهم جسدياً معتلين قمم الجبال الشاهقة، أو أمنياً متسللين إلى مدن الحروب والصراعات.

يتغير الإطار الطبيعي للمخاطر من بلد إلى آخر، لكن العاطفة المشتركة بين هؤلاء المغامرين واحدة، وهي رغبة في اختبار حدود النفس وخوض تجربة تنهي رتابة الحياة اليومية، حينها يكون "الخطر" هو ذاته وجهة السفر.

الأسباب النفسية وراء المخاطرة

منطلقات نفسية عدة تجعل الإنسان –وخاصة من يملكون روح المغامرة– يقصدون الأماكن المحفوفة بالخطر، فقد أوضحت الدراسات الحديثة أن هؤلاء الأشخاص في العادة يمتلكون سمات شخصية "المغامر"، فهم ممن يحتاجون إلى محفزاتٍ قوية وجديدة في حياتهم بشكل مستمر من حين لآخر لكي يشعروا بالسعادة.

منطلقات نفسية تجعل محبي المغامرة ومخالفة المألوف يقصدون الأماكن المحفوفة بالخطر مثل التجديف بالأنهار الهائجة (شترستوك)

يسمّى هذا علميا "البحث عن الذات" وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص أصحاب هذه الصفة غالبًا ما ينخرطون في أنشطة محفوفة بالمخاطر باحثين عن التدفقات الهرمونية مثل الدوبامين "هرمون السعادة" والأدرينالين "هرمون الطوارئ" المرافقة لها. وإليكم بعض هذه الأسباب:

حب الإثارة والتجديد

ينجذب المخاطرون إلى الأشياء الجديدة غير الاعتيادية، ويستمتعون بالتنقل إلى أماكن تختلف كليًا عن روتين الحياة اليومية. لقد سئموا من الاكتشافات المعهودة والعادية، أو ربما استنفدوها، هذا الشعور بالمغامرة يروّج للخروج من دائرة الملل، ويوفر إثارة فورية لدى الدماغ، وقد ثبت نفسيًا أن المغامرات المثيرة تولّد مشاعر إيجابية وتزيد الرضا الذاتي.

الفضول والاكتشاف

يُخلق كل البشر بمستوىً طبيعي من الفضول "حب الاكتشاف"، ولكن يزداد الفضول عند بعض الأشخاص الذين تشبّعوا بالمغامرات التقليدية ويريدون المزيد. فقد كشفت بعض الدراسات أن هذا السلوك له علاقة طردية تفسيرها كالآتي: كلما اكتشف المغامر أكثر، كلما تولدت له رغبة أكبر وأعمق في اكتشاف المزيد، فيشعر من داخله بصوت يقول "هل من مزيد لأكتشفه؟".

إعلان مواجهة الخوف واكتساب الشجاعة

يرى البعض أن المخاطرة هي تحدّي الخوف. فالدخول أو الذهاب إلى مكان خطر يجبر الإنسان على التحكم في الفزع وضبط النفس وإعادة ترتيب أولوياته.

وقد لاحظ باحثون أن التجارب الخطرة تساعد الإنسان على تنظيم عواطفه وتعزيز تقديره لذاته، وأن مواجهة المغامر لمخاوفه في بيئات صعبة تمنحه شجاعة تمكنه من التعامل مع تحديات الحياة الأخرى.

تحقيق الذات والثقة بالنفس

وأخيرًا والأهم، يجد الكثيرون في مواصلة التحدّي ومواجهة المخاطر مغذٍ لتحقيق الذات، فعندما يتغلب المُخاطر على عقبة كبيرة يتحقق لديه إحساس عميق بالإنجاز يليه نشوة شعورية تشعره بالرضا عن نفسه واكتشاف دواخله التي يشعر أنه لا حدود لها.

وقد أظهرت الدراسات أن خوض المغامرات الخطرة يعزّز الثقة بالنفس ويملأ الـ "أنا" ويقلّل الضغوط النفسية.

تجارب حقيقية جو حطاب وأخطر سجن بالسلفادور

دخل المغامر الأردني الشهير جو حطاب سجن "سيكوت" الضخم في السلفادور، الذي يشتهر بأنه من أعتى وأخطر سجون العالم لاحتوائه على عصابات «إم إس-13» و«باريّو 18» الخطيرة.

الرحالة جو تجوّل بين الزنزانات المحصّنة بشدة في أخطر سجن بالسلفادور باحثًا عن شعور جديد لطقوس الخطر (مواقع التواصل)

تجوّل جو بين الزنزانات المحصّنة بشدة، ورصد رجال العصابات المكبّلين بالسلاسل، باحثًا عن شعور جديد لطقوس الخطر.

روى لاحقًا كيف أن كثافة التسلح والحراسة داخل السجن جعلت الأجواء تكاد لا تُطاق حتى للمتفرّجين، ولكنه خرج سالماً حاملاً معه صورًا وقصصًا استثنائية عن عالم نادرا ما يصل إليه السائح.

ابن حتوتة وقطار موريتانيا الطويل

سافر الرحّالة العربي "ابن حتوتة"، كما يعكس اسمه، إلى موريتانيا لتجربة المبيت على ظهر واحدٍ من أطول وأخطر قطارات العالم، ولكن المفاجئة أن القطار ليس قطاراً للركاب بل لنقل خام الحديد عبر الصحراء الموريتانية.

سافر "ابن حتوتة"إلى موريتانيا لتجربة المبيت على ظهر واحدٍ من أطول وأخطر قطارات العالم (مواقع التواصل)

أمضى ابن حتوتة نحو 20 ساعة على سطح القطار في العراء القارس بين ذرات غبار الحديد، مستعرضا بذلك حدّ التحمل البشري في مواجهة شدة برودة الصحراء ليلاً وارتفاع صوت المحركات والرياح القوية والظلام الدامس، ووحدة الانقطاع عن البشر.

حجاجوفيتش وأبرد منطقة مأهولة

استهدف المغامر المصري حجاجوفيتش قرية "أويمياكون" في جمهورية ياقوتيا المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وهي مشهورة بكونها أبرد منطقة مأهولة في كوكب الأرض، هذه المدينة التي اشتهرت بتسجيل أرقام قياسية لدرجات الحرارة السالبة، فقد وصلت إلى 71 درجة تحت الصفر.

هنا عاش المغامر تجربة التنقل في بردٍ قاسٍ لا يرحم أبدا طبيعة جسم الإنسان العادية، حيث كل شيء يتجمد في دقائق معدودة وربما في ثوان.

صبر حجاجوفيتش على الحياة اليومية في “القطب الشمالي” الصغير بتجهيزات بسيطة، متصالحا مع رهبة الطبيعة القاسية التي اختبر فيها قدرة الإنسان على البقاء.

إبراهيم سرحان والسفر لكوريا الشمالية

كان الشاب السعودي إبراهيم سرحان من أوائل من وثقوا رحلتهم إلى كوريا الشمالية، الدولة المعزولة والمنغلقة أمنياً. ورغم أن السلطات الكورية الشمالية تسمح بجولات سياحية محكمة وشديدة الرقابة، إلا أن دخول أراضي هذه الدولة يظل مخاطرة كبيرة إذا خولف النظام بأدنى مستوى من المخالفة، فكاميرات المراقبة والعاملون المكلّفون من قبل الحكومة يحيطون بالزائر مرتكب المخالفة من كل زاوية.

إعلان

تحدى سرحان بعض الممنوعات الصغيرة في كوريا الشمالية مثل التصوير، وسجل تجربته قبل 8 سنوات كرحالة من المنطقة العربية في إحدى أبرز الأماكن الخطرة التي يمكن للمسافر أن يزورها في العالم.

تتشابه دوافع هؤلاء المُخاطرين في الرغبة لاختراق المجهول، والسعي وراء معنى لتجربة السفر خارج حدود المألوف.

ولكن بعض الأسئلة تظل مفتوحة: هل "الخطر" هو الوسيلة التي تجعل المغامر يشعر بذاته؟ ما هي حدود المخاطرة؟ ما هو الثمن الحقيقي الذي قد يُدفع؟ هل نشوة الشعور بالذات تستحق ثمن المخاطرة؟

مقالات مشابهة

  • سامسونج تستبدل قلم S Pen ببطارية أكبر.. كيف تكون النتيجة؟
  • هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟
  • مأساة في تركيا.. سائقان يتوفيان بأزمة قلبية في اللحظة نفسها “فيديو”
  • دعوة زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز.. بساطة توحي بالعجلة
  • شاهد بالفيديو.. في أحدث ظهور لها.. الفنانة هدى عربي ترسل رسالة لإحداهن: (موتي كي وطلعي السواد الفي قلبك عسى لعلك ترتاحي وبحب لمن أكون مبسوطة أشوف زول مبسوط)
  • برج الدلو .. حظك اليوم الخميس 26 يونيو 2025: قلبك يشعر بالراحة
  • بهذه الأطعمة.. ودع الكوليسترول الضار ونظف شرايينك واحمي قلبك
  • إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية بقنا.. وأولياء الأمور في انتظار اللحظة الحاسمة
  • إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة التالية؟
  • سياحة الأماكن الخطرة.. حينما تكون المجازفة غاية السفر