غارديان: غزة حرّكت الصوت السياسي للمسلمين في أستراليا
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
شهدت الجالية المسلمة بأستراليا قبيل الانتخابات الفدرالية المقررة في 3 مايو/أيار 2025، موجة جديدة من النشاط السياسي غير المسبوق، تغذّيها مشاعر الغضب من القصف الإسرائيلي على غزة، بجانب قضايا داخلية أخرى تخص المجتمع المسلم، وفق تقرير نشرته صحيفة غارديان.
وقال التقرير -بقلم ديزي دوماس مراسلة الصحيفة بأستراليا- إن مجموعات مثل "صوت المسلمين" و"أصوات المسلمين مهمة" بدأت في تنشيط شريحة الناخبين المسلمين الذين يصل عددهم إلى نحو 650 ألف ناخب محتمل، حسب التقرير.
وركزت المجموعات نشاطها في دوائر انتخابية تضم نسبة عالية من المسلمين، مثل واتسون وبلاكسلاند وكالوِل، حيث يخوض مرشحون مستقلون مسلمون مثل زياد بسيوني وأحمد عوف وساميم مصلح السباق بدعم من هذه المبادرات.
ومن أهداف المجموعات توفير بديل سياسي لوزير الشؤون الداخلية توني بيرك، بصفته رمزا للولاء التقليدي لحزب العمال بين الناخبين المسلمين في منطقة واتسون، بسبب تهميش الحزب لمطالب المجتمع المسلم، حسب التقرير.
وأخبر غيث كرايم المتحدث باسم مجموعة "أصوات المسلمين مهمة" غارديان أن الحرب على غزة كانت الشرارة التي أطلقت الحماس في المجتمع المسلم، ولكن الإحساس بالتهميش السياسي موجود منذ سنوات.
إعلانولفت كرايم إلى أن المجموعة تعمل على حشد الدعم خارج الدوائر المسلمة كذلك، مضيفا أنهم دأبوا على تحليل "بيانات صناديق الاقتراع منذ دورتين انتخابيتين، والهدف ليس فقط التصويت الآن بل بناء قاعدة ضغط سياسي مستدامة".
وذكر التقرير أن نشاطات المجموعة واجهت انتقادات مفادها أن بعض المرشحين المستقلين "يساعدون الليبراليين" ولا يمثلون عموم المسلمين، غير أن كرايم أكد أن المجموعة لا تدعم حزبا معينا.
كما أشار التقرير إلى تعليق رئيس شبكة "الدفاع عن فلسطين في أستراليا" ناصر مشني بأن "فلسطين لم تحظَ يوما بدعم شعبي بهذا الحجم"، مؤكدا أن المجتمع الأسترالي بشكل عام تعاطف مع القضية.
وأكد التقرير أن القضايا التي تشغل الجالية المسلمة لا تقتصر على فلسطين، بل تمتد إلى الإسكان والصحة وتكاليف المعيشة، إلى جانب تصاعد الإسلاموفوبيا، وهو ما تراه نورا عمث، المديرة التنفيذية لمنظمة "رصد الإسلاموفوبيا"، تهديدا خطيرا لا يجد تجاوبا سياسيا كافيا.
وأشارت عمث إلى أن متوسط عمر المسلمين في أستراليا هو 28 سنة، مما يمنحهم قوة شبابية قد تغير المعادلة السياسية في المستقبل، وعلى السياسيين أخذهم بجدية.
وفي هذا الصدد أكدت سارة، الباحثة في العلوم الطبية بولاية فيكتوريا، أنها باتت تعي "كيف ستتعامل الحكومة مع التحديات التي تواجه مجتمعنا المسلم، ولأول مرة يشعرني هذا بالمسؤولية".
ويرى المرشحان زياد بسيوني وأحمد عوف أن الأثر الحقيقي لهذه المبادرات سيكون علي المدى الطويل، وأن هذه المشاركة ليست نهاية الطريق بل بدايته، ومن شأنها بث موجة وعي سياسي في الجالية المسلمة، حسب التقرير.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
“سي أن أن”: واشنطن معزولة بشكل متزايد بين حلفائها الرئيسيين بعد عزم أستراليا الاعتراف بدولة فلسطين
اولايات المتحدة – أفادت شبكة “CNN” الأمريكية إن الولايات المتحدة أصبحت معزولة بشكل متزايد بين حلفائها الرئيسيين بعد عزم أستراليا الاعتراف بدولة فلسطين الشهر القادم.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، يوم الاثنين، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر، لينضم بذلك إلى قائمة متنامية من الحلفاء الغربيين في ظل تصاعد الإدانة والغضب الدوليين إزاء تصرفات إسرائيل في غزة.
وصرح ألبانيز في مؤتمر صحفي بأنه سيتم الاعتراف رسميا في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، حيث “ستعترف أستراليا بحق الشعب الفلسطيني في دولة خاصة به بناء على الالتزامات التي تلقتها أستراليا من السلطة الفلسطينية”.
وأوضح ألبانيز أن أستراليا طلبت وحصلت على تأكيدات من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن حماس لن تلعب أي دور في أي دولة فلسطينية مستقبلية.
وتشمل الشروط الأخرى الالتزام بنزع السلاح وإجراء انتخابات عامة، وإلغاء “نظام المدفوعات لأسر السجناء والشهداء”، وإصلاح الحكم والتعليم، فضلا عن “الإشراف الدولي للحماية من التحريض على العنف والكراهية”، بحسب ألبانيز.
وأضاف أن “حل الدولتين هو أفضل أمل للإنسانية لكسر دائرة العنف في الشرق الأوسط ووضع حد للصراع والمعاناة والمجاعة في غزة”.
وشدد على أن الأمر يتجاوز مجرد رسم خط على الخريطة، بل يتعلق بتوفير شريان حياة لسكان غزة.
من جهته، أفاد وزير الخارجية النيوزيلندي ونستون بيترز يوم الاثنين، بأن بلاده تدرس أيضا الاعتراف بدولة فلسطينية، وسوف تتخذ قرارا في اجتماع لمجلس الوزراء في سبتمبر.
وذكر بيترز في بيان “لقد كانت نيوزيلندا واضحة منذ بعض الوقت بأن اعترافنا بدولة فلسطينية هو مسألة متى، وليس ما إذا كان سيتم ذلك”، وهو ما يعكس اللغة التي استخدمها المسؤولون الأستراليون في الأسابيع التي سبقت إعلان يوم الاثنين.
وفي مؤتمر صحفي وصف رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون الوضع في غزة بأنه “كارثة إنسانية مطلقة”، وقال إنه “من المناسب تماما أن نأخذ الوقت الكافي للتأكد من أننا نزن قرارنا ونعمل على تنفيذه بطريقة معقولة”.
هذا، وصرحت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ بأنها تحدثت مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هاتفيا يوم الأحد لإبلاغه مسبقا بالإعلان الوشيك، ولم يتطرق بيان المكالمة الذي أصدرته الولايات المتحدة إلى مسألة الدولة الفلسطينية.
وفي مقابلة مع محطة EWTN الكاثوليكية الأسبوع الماضي، قال روبيو إن إعلانات الدعم للدولة الفلسطينية كانت “رمزية إلى حد كبير” و”شجعت حماس وجعلت من الصعب تحقيق السلام”.
وذكرت بيني وونغ “لا يمكننا الاستمرار في فعل الشيء نفسه، على أمل نتيجة مختلفة.. لا يمكننا الاستمرار في انتظار نهاية عملية السلام التي توقفت تماما”.
ووصفت وونغ القرار بأنه “فرصة للأمة للمساهمة في الزخم نحو حل الدولتين”، وهو ما أكدت أنه “الاحتمال الوحيد للسلام”.
وانضمت أستراليا إلى المملكة المتحدة وفرنسا وكندا في الإعلان عن خططها للاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر.
وتترك هذه الخطوة الولايات المتحدة في عزلة متزايدة عن بعض أقرب حلفائها في دفاعها عن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة التي دمرت القطاع المحاصر بعد قرابة عامين من الحرب.
وإذا تحركت ويلينغتون، فإن هذا يعني أن أربع دول من شبكة تبادل المعلومات الاستخباراتية “العيون الخمس”، التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، سوف تعترف بالدولة الفلسطينية.
الاعترافأعلنت كل من كندا وفرنسا أنهما ستعترفان بدولة فلسطينية في سبتمبر، عندما يجتمع قادة العالم في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأعلنت المملكة المتحدة أنها ستفعل ذلك أيضا إذا لم تستوفِ إسرائيل شروطا، منها الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.
والأحد، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤتمرا صحفيا نادرا مع وسائل الإعلام الدولية وصف فيه الخطوات التي اتخذتها الدول الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها “مخزية”.
وقال نتنياهو: “إن انزلاق الدول الأوروبية وأستراليا إلى هذا المأزق فجأة، والوقوع فيه، وتصديق هذه الأكاذيب أمر مُخيب للآمال.. لكن هذا لن يُغير موقفنا.. لن نُقدم على الانتحار الوطني لمجرد الحصول على مقال رأي جيد لمدة دقيقتين”.
وأعلنت إسرائيل يوم الجمعة توسيع نطاق حربها على غزة، مع التخطيط للسيطرة العسكرية على مدينة غزة، والتي من المتوقع أن تتضمن الإخلاء القسري لما يصل إلى مليون شخص.
وأدان مسؤولون في الأمم المتحدة ودول أعضاء في مجلس الأمن الدولي الخطة، قائلين إنها ستؤدي إلى “كارثة أخرى” وتشكل “انتهاكات جديدة للقانون الدولي”.
وفي الشهر الماضي، حذرت وكالة الأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة، من أن “أسوأ سيناريو للمجاعة” يتكشف في غزة، وهو أشد تحذيراتها حتى الآن مع انتشار المجاعة.
وتواجه إسرائيل إدانة عالمية متزايدة بسبب سلوكها في غزة، مع اندلاع احتجاجات ضخمة في المدن الكبرى بما في ذلك لندن وسيدني، حيث يعبر الناس عن رعبهم وغضبهم إزاء المجاعة في القطاع.
المصدر: “CNN”