الهند تعاقب باكستان.. طرد دبلوماسيين وإغلاق الحدود وتعليق معاهدة المياه.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي باكستان الهند حدود طرد دبلوماسيين

إقرأ أيضاً:

الدرع والردع.. باكستان نموذج يحتذى!

ترى متى تدرك الأمة ما يتهدد الأوطان من مخاطر وجودية فتعد الدرع والردع الذي يحميها كما فعلت غيرها من الأمم؟

ما زال صدى صوت الشيخ إبراهيم زيد الكيلاني، رحمه الله، يتردد في أذني وهو يدعو عاليًا يوم الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 1971 في خطبة الجمعة في المسجد الحسيني الكبير، في وسط العاصمة الأردنية عمان: "اللهم انصر الباكستانيين على الهنادكة"! ولن أنسى أبدًا كيف استهوتني من كلمات الخطبة تلك الصيغة للجمع، إذ عادة ما كنا نقول "الهنود" جمعًا للهندي، لكن ذائقة الشيخ العالية أبت ألا تأتي إلا بما هو أفصح وأقوم.

كنت آنذاك طالبًا في الجامعة الأردنية وكانت فلسطين وآلامها -وما تزال- همي الأول ووجعي الدائم. ومع ذلك حاك في الصدر بعض ألم وقد أصبح واضحًا أن باكستان تخسر الحرب، وأن جناحها الشرقي، الذي حلّقت به منذ التقسيم عام 1947، أصبح جناحًا مهيضًا لطائر وليد سموه بنغلاديش، ما زال حتى الساعة يغالب الريح، لعله يُقلع.

وما كنت أدري لماذا شعرت آنذاك، كلما شاهدت على صفحات الجرائد صورة استسلام الجنرال نيازي قائد القوات الباكستانية في الشطر الشرقي بتعدادها البالغ 90 ألفًا، أن ذلك كان أيضًا مثار ألم في النفس، بل لعلّي لم أكن قد اشتدّ عُودي في الصنعة ومراقبة الدنيا بآفاق أرحب حتى استشرف عواقب ما حدث.

إعلان

وكم كنت أخشى أن يعاودني ذلك الألم وتهديدات رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي لباكستان تتصاعد بعد ما حدث في كشمير التي تحتلها الهند قبل أن تندلع المواجهات. فمودي هذا يجاهر بعدائه للمسلمين ولفلسطين وبتحالفه المتعاظم مع إسرائيل.

لكن رحى الحرب هذه المرة لم تدر كما أراد لها مودي وتشدق محمومًا بالعون الإسرائيلي والغربي عمومًا، فتساقطت طائراته في المواجهة الأولى، ثم دُمِّرت بعض مطاراته وقواعد صواريخه المضادة للطائرات فخفتَت كبرياؤه المنتفخة، وتوقفت الحرب.

في المقام الأول لا يهمني في هذا المقال كيف تمكّنت باكستان من قلب حسابات مودي رأسًا على عقب، بل إن ما يهم في رأيي هو ما يمكن لنا نحن العرب أن نستخلصه من عبر ودروس من تلك المواجهة، ومن السيرورة التاريخية للصراع الهندي الباكستاني الذي يخبو حينًا وينفجر حينًا، إن كان بقي فينا، نحن العرب، ولو خيط رفيع من رشد أو قدر واهٍ من همة لنستخلص العبر، ونحاول النهوض، وقد تقرحت جلودنا من طول الرقاد.

فقد يقول قائل إن باكستان ما كان لها أن تصمد هذه المرة لولا الدعم الصيني بالسلاح المتطور والتكنولوجيا والمعلومات. ومع أن ذلك الدعم لا يمكن نكرانه، فإن الأساس في صمود باكستان منذ البداية هو الإرادة التي لا تهتز ولا تتزعزع، إرادة وجود لم تزده الأيام إلا إصرارًا على الصمود والبقاء مهما تعاظم الخطر وتضخم الخصم، ومهما كانت نتائج المواجهات السابقة.

عندما أجرت الهند تجربتها النووية الأولى في مايو/ أيار 1974 استشعر رئيس وزرائها آنذاك ذو الفقار على بوتو الخطر، وقال مقولته التي سيذكرها له التاريخ أبد الدهر: "إذا بنت الهند القنبلة فإننا سنقتات الأعشاب والأوراق، بل حتى نعاني آلام الجوع، ولكننا سنحصل على قنبلة من صنع أيدينا، إنه ليس لدينا بديل".

قبل ذلك كانت باكستان أطلقت عام 1962 برنامجًا طموحًا لصناعة صواريخ من صنع أيدي علمائها كذلك. ولسوف يذكر التاريخ تلك الأسماء الخالدة من الساسة، من أمثال بوتو، والجنرال ضياء الحق، والعلماء من أمثال عبدالقدير خان، الذين أقسموا أن تحافظ بلادهم على وجودها، فصنعوا لباكستان صواريخها وطوّروا سلاحها النووي.

إعلان

أذكر ذلك اليوم الذي أجرت باكستان فيه تجربتها النووية الأولى في 28 مايو/ أيار 1998 وكم شعرت بفرح إذ تمكن بلد مسلم من ولوج عتبة التكنولوجيا النووية. كنا في غرفة أخبار الجزيرة الأولى وكان بثنا يبدأ عند منتصف الساعة الرابعة بعد الظهر. أعلنت باكستان أنها ستذيع صور التجربة بعد خطاب لرئيس الوزراء آنذاك نواز شريف. كنت يومها مدير التحرير المناوب، فهاتفت المدير آنذاك واستأذنته أن نبدأ البث على رأس الساعة بدلًا من منتصفها، فكان جوابه "برافو".

تغير لون سطح الهضبة التي فُجرت القنبلة في جوفها وأصبحت كالعهن المنفوش، كما في وصف كتاب الله لأهوال يوم القيامة. منذ تلك اللحظة أمنت باكستان لنفسها درعًا يقيها غوائل المواجهات المتكررة مع الهند التي لم تخفِ نيتها وعزمها على اقتلاع باكستان من الوجود أو تحويلها إلى كيان ضعيف يدور في فلكها، كما هو حال بنغلاديش (باكستان الشرقية سابقًا).

ومع أني لا أظن أن الواقع السياسي في باكستان ومنذ تأسيسها عام 1947 كان واقعًا نزيهًا ديمقراطيًا نموذجيًا، فإن البلاد أنجزت في سياق إدراكها لما يتهدد وجودها ما لم يدركه العرب حكامًا ومحكومين، منذ أن ظهرت "الدولة" العربية الحديثة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مع كل ما يمكن للمرء أن يبديه من تحفظات حيال مدى انطباق معنى مصطلح الدولة، كما هو في الغرب مثلًا، على كياناتنا العربية الراهنة.

صحيح أن باكستان تعاني من الفساد السياسي والاجتماعي، وصحيح كذلك أنها بحاجة لإصلاح دور الجيش في السياسة، لكن الإدراك الوطني والوعي بالتهديدات والمخاطر يجمع الجميع، الساسة وقادة الجيش وعامة الناس، على صعيد واحد فيصبح الجميع مستعدين للنفير حين تدلّهم الخطوب وتهدد الوطن.

باختصار باكستان تنفر نفير أمة تقدس الوطن بترابه وأرضه ومياهه وبحره وجباله، بحلوه ومره، بكل المعاني التي استقرت في الذهن البشري للأوطان عبر العصور. وإن كان الأمر كذلك فإن الفساد، رغم بلائه وأثره المدمر، لا يمحو وعي الأمة بالوطن في أعماق ضميرها الشعبي الجامع.

إعلان

استغرق الأمر باكستان 36 عامًا، من لحظة إطلاق برنامجها الصاروخي عام 1962 لتطور درعها النووي الذي حماها وما زال منذ ذلك التفجير التجريبي الأول عام 1998. ولو أضفنا لهذا الرقم 15عامًا أخرى، هي الفترة التي انقضت منذ التقسيم وقيام باكستان المستقلة عام 1947، لوجدنا أن الدولة الوليدة أصبحت قوة نووية في زهاء خمسين عامًا فقط.

أين واقع كياناتنا العربية من هذا الوضع؟ نحن نعاني مثل باكستان من الفساد السياسي والاجتماعي المتأصل منذ قيام دولنا، ومعظمها قامت مع قيام باكستان. لكننا لم نستشعر الخطر الذي يهدد وجودنا ساسة وعسكرًا وشعوبًا حتى الآن، فأصبح العدو الذي ينخر أوطاننا منذ قرين من الزمان صديقًا وحليفًا وحاميًا.

أسئلة كثيرة تستعصي حتى على من هم في مقام الأنبياء. لماذا يا ترى تقبل أمة أن تدفن نفسها في عدوها وتُغَيَّب عن وعيها بجغرافيتها في قلب العالم، فتقبل أن تستبدل كتلة خبيثة بقلبها النقي المتصل بالسماء؟ لماذا تقبل أمة أن تُغَيَّب عن تاريخها وتذوب في تاريخ غيرها؟ لماذا يا ترى تتبلد أمة فلا تغضب؟

أزعم أن "الوطن بترابه وأرضه ومياهه وبحره وجباله، بحلوه ومره، بكل المعاني التي استقرت في أذهان الأمم والذهن البشري للأوطان عبر العصور"، كما أدركه الباكستانيون وكما أدركته أمم كثيرة غيرهم، مغيّب عن مداركنا، ومُنمحٍ من وعينا نحن عرب الزمن الإسرائيلي، ولتتهموني بجلد الذات وعقوقها، لا ضير. لقد تساوى مفهوم الوطن في هذا الزمن بكرسي الحكم، يسلم الكرسي وصولجانه وكفى! ما سلم

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • أوروبا تعاقب 3 فصائل وقائدين بالجيش السوري بسبب جرائم الساحل
  • بعد مواجهات باكستان.. الهند تطور مقاتلة من الجيل الخامس
  • أخبار قنا: توريد 180 ألف طن قمح للمواقع التخزينية.. وإغلاق 4 منشآت طبية مخالفة.. والتحقيق مع عصابة المصوغات الذهبية
  • باكستان تتحرك على طالب تعلّم صناعة القنابل عبر حساب إنستغرام عراقي
  • الهند تطلق مشروعا لبناء مقاتلة شبحية بعد تصاعد التوتر مع باكستان
  • الهند تطلق مشروع المقاتلة الشبحية بعد المواجهة مع باكستان
  • الدرع والردع.. باكستان نموذج يحتذى!
  • الهند توافق على برنامج لتصنيع أكثر المقاتلات الشبحية تطورا وسط الصراع مع باكستان
  • "فضيحة لحوم" تهز إسبانيا.. وإغلاق 4 مطاعم
  • الطقس السيئ يودي بحياة 18 شخصاً في باكستان