مرور المنيا يضبط سيارة «بيك أب» مخالفة تقل 28 عاملاً زراعياً وتعرض حياتهم للخطر
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
تمكنت إدارة مرور المنيا من ضبط سيارة ربع نقل ("بيك أب") كانت تقل 28 عاملاً زراعياً بطريقة غير آمنة ومخالفة للقانون. وقع الحادث شمالي مدخل مركز أبوقرقاص، حيث كانت السيارة متجهة إلى إحدى المزارع.
وكشف الفحص الأولي أن السيارة تعمل بدون ترخيص سارٍ منذ أكثر من عامين، حيث انتهى آخر ترخيص لها في مطلع أبريل 2023.
تأتي هذه الضبطية تنفيذاً لقرار محافظ المنيا الذي يحظر استخدام سيارات الربع نقل ("البيك أب") في نقل الأفراد، ويقصر استخدامها على نقل البضائع والحيوانات فقط، وذلك حرصاً على سلامة المواطنين وتطبيقاً للقوانين المنظمة لحركة المرور.
وتواصل إدارة المرور حملاتها لفرض القانون وتطبيق الإجراءات القانونية اللازمة على المخالفين، خاصة فيما يتعلق باستخدام مركبات غير مرخصة أو غير مؤهلة لنقل الركاب.
يُذكر أن محافظة المنيا شهدت قبل أيام حادثاً مرورياً مأساوياً مماثلاً، حيث لقي ثمانية أشخاص مصرعهم وأصيب 27 آخرون بإصابات بالغة جراء تصادم بين سيارة ربع نقل تقل عمالاً زراعيين وسيارة نصف نقل بالقرب من قرية تونا الجبل بمركز ملوي.
وعبّر اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، عن أسفه الشديد لتكرار مثل هذه الحوادث، ودعا المواطنين إلى الالتزام بقواعد المرور واستخدام وسائل النقل الآمنة والمخصصة حفاظاً على أرواحهم. وأكد على أن الدولة ستتصدى بكل حزم لهذه الظاهرة وتطبق القانون على المخالفين، مع توقيع العقوبات الجنائية على سائقي سيارات الربع نقل التي يتم ضبطها وهي تنقل الركاب.
وشدد المحافظ على أن قرار حظر نقل الركاب بسيارات "البيك أب" ليس جديداً، حيث صدر به قرار من المجلس التنفيذي للمحافظة منذ عام 2021، ولكن نظراً لتزايد حوادث هذه السيارات، تقرر تفعيل القرار بشكل صارم.
وأشار إلى أن هذا الإجراء يأتي تفعيلاً لقانون المرور رقم 66 لسنة 1973 الذي يحظر استخدام سيارات الربع نقل في نقل الأشخاص، وكلف رؤساء المراكز والجهات المعنية بتكثيف الحملات الرقابية لمنع استخدام هذه السيارات في نقل الركاب والحد من حوادث الطرق.
جدير بالذكر أن محافظة المنيا بدأت منذ أغسطس 2024 في تنفيذ مبادرة لحظر نقل الركاب في سيارات "البيك أب"، بالتوازي مع فتح باب الترخيص لسيارات الميكروباص لتوفير بدائل آمنة للمواطنين والقضاء على ظاهرة النقل العشوائي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مرور المنيا ضبط سيارة ربع نقل سيارات البيك أب سيارة غير مرخصة نقل الرکاب
إقرأ أيضاً:
د.محمد عسكر يكتب: ماذا يعني تسريب 16 مليار كلمة مرور حول العالم؟
في زمن أصبحت فيه حياتنا اليومية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالإنترنت والتطبيقات الذكية، لم يعد تأمين المعلومات الشخصية ترفاً أو خياراً ثانوياً، بل أصبح ضرورة قصوى. ومع تزايد إستخدام التكنولوجيا، تتزايد أيضاً محاولات المخترقين لسرقة معلومات وبيانات المستخدمين، وعلى رأس ذلك كلمات المرور، التي تعد المفتاح الأول لكل تفاصيل حياتنا الرقمية.
خلال السنوات القليلة الماضية، بات من المألوف أن تطالعنا الأخبار بين الحين والآخر عن "تسريبات ضخمة لكلمات المرور" تشمل ملايين بل مليارات الحسابات حول العالم. وفي يونيو من هذا العام 2025، شهد العالم تسريباً وصف بأنه "الأكبر في التاريخ"، حيث تم الكشف عن أكثر من16 مليار سجل يحتوي على كلمات مرور وبريد إلكتروني وبيانات دخول خاصة بمستخدمين من مختلف دول العالم.
لكن السؤال الذي يتردد دائماً: كيف يحدث مثل هذا التسريب؟ وما الذي يجعل بياناتنا الشخصية تقع في يد قراصنة الإنترنت؟
في الواقع، تبدأ القصة غالباً ببرمجيات خبيثة تعرف باسم "Infostealers"، وهي برامج يتم زرعها في أجهزة المستخدمين دون علمهم من خلال روابط مزيفة أو مواقع مجهولة أو حتى عبر تطبيقات خادعة يتم تحميلها على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر.
بمجرد تثبيت هذه البرمجيات، تبدأ في جمع كل ما تستطيع الوصول إليه من بيانات: كلمات مرور محفوظة في المتصفحات، بيانات الدخول للتطبيقات المختلفة، وحتى معلومات البطاقات البنكية والمحافظ الرقمية.
هذه البيانات المسروقة لا يتم إستخدامها بشكل عشوائي، بل يتم تجميعها بعناية في قواعد بيانات ضخمة يتم بيعها في أسواق الإنترنت المظلم، أو تُسرَّب أحياناً بشكل مجاني في منصات متخصصة يستخدمها قراصنة آخرون لتنفيذ هجمات لاحقاً.
الأسوأ من ذلك أن الكثير من الأشخاص يقعون ضحية لمثل هذه الهجمات لأنهم يستخدمون كلمات المرور نفسها في أكثر من حساب، وهو خطأ شائع يجعل إختراق بريد إلكتروني بسيط كفيلاً بالسيطرة على حسابات مصرفية أو حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
تسريب كلمات المرور لا يعني فقط فقدان السيطرة على الحسابات الشخصية فحسب، بل قد يتسبب في سرقة الهوية بالكامل، أو الوصول إلى المعلومات الحساسة والتى يمكن إستخدامها في عمليات الإبتزاز الإلكتروني. والأخطر من ذلك هو أن بعض هذه التسريبات لا يتم إكتشافها إلا بعد مرور أشهر وربما سنوات من وقوعها، مما يمنح المخترقين وقتاً طويلاً لإستغلال المعلومات المسروقة دون أن يشعر الضحية.
رغم هذا الواقع المقلق، إلا أن الحماية ليست مستحيلة. هناك خطوات بسيطة لكنها فعّالة جداً يمكن لأي شخص إتباعها لتقليل المخاطر بشكل كبير. أول هذه الخطوات هو التوقف عن إستخدام نفس كلمة المرور لأكثر من حساب، والبدء في استخدام كلمات مرور قوية ومعقدة يصعب تخمينها. كذلك، لا بد من تفعيل خاصية المصادقة الثنائية (2FA) في جميع الحسابات المهمة، بحيث لا يكون الوصول للحساب ممكناً بكلمة المرور وحدها، بل يتطلب أيضاً رمزاً يصل إلى هاتف المستخدم أو عبر تطبيق خاص.
ومن الأدوات المفيدة أيضاً إستخدام برامج إدارة كلمات المرور، وهي تطبيقات تحفظ جميع كلمات المرور الخاصة بك بشكل مشفر، وتساعدك في إنشاء كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب بسهولة. ولمزيد من الحماية، يمكن لأي مستخدم أن يقوم بفحص بريده الإلكتروني من خلال مواقع مثل "Have I Been Pwned" لمعرفة ما إذا كانت بياناته قد ظهرت في أي تسريبات سابقة أم لا.
وفي ظل هذة التحولات التقنية السريعة، بدأت بعض الشركات الكبرى مثل Google وApple في طرح حلول جديدة تعتمد على ما يُعرف بـ"مفاتيح المرور" أو الـ Passkeys، وهي طريقة تتيح للمستخدم تسجيل الدخول بإستخدام بصمة الإصبع أو الوجه بدلاً من إدخال كلمة مرور تقليدية، مما يجعل الأمر أكثر أماناً وأقل عرضة للإختراق.
ربما لا نستطيع أن نوقف تسريبات كلمات المرور من الحدوث بشكل كامل، خاصة في ظل التنافس المحموم بين القراصنة وشركات الحماية، لكن يمكننا أن نجعل أنفسنا أهدافاً أصعب بكثير عبر خطوات بسيطة وواعية. في النهاية، الإنترنت ليس مكاناً آمناً بالكامل، لكنه قد يصبح أكثر أمناً حين نُحسن إستخدامه ونفهم مخاطره جيداً.
الحفاظ على كلمات المرور هو اليوم حماية للهوية، حماية للمستقبل، وحماية للخصوصية التي أصبحت رأس مال الفرد في هذا العصر الرقمي.