وفاة ناشر جريدة السفير اللبنانية الصحافي طلال سلمان
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
توفي الجمعة ناشر صحيفة "السفير" اللبنانية طلال سلمان عن 85 عاما في أحد مستشفيات بيروت حيث كان يعالج بعد تدهور صحته خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما ذكرت وسائل إعلامية وأصدقاء للصحافي الراحل.
وكتبت الوكالة "الوطنية للإعلام" (رسمية) أن سلمان توفي "بعد مسيرة إعلامية حافلة بالنجاحات".
وقد نعت الراحل وسائل إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب وزير الإعلام زياد المكاري على منصة إكس (تويتر سابقا) "الكبير طلال سلمان العابر بقلمه للمناطق ستبقى ذكراه خالدة وتاريخه العريق صفحة لن تطوى في تاريخ الصحافة اللبنانية".
وكان سلمان أصدر عام 1974 "السفير" في بيروت، وكانت صحيفة يومية حملت شعار "صوت الذين لا صوت لهم" وعُرفت بمواقفها المناصرة للقضايا العربية، لا سيما الفلسطينية.
ولسنوات طويلة، كان سلمان يكتب افتتاحية "السفير" التي نجحت في إيجاد موقع لها في لبنان والعالم العربي، وأصبحت مرجعا لكثيرين لتحليل وفهم ما يجري فيهما. كما أجرى لقاءات مع العديد من الزعماء والقادة العرب.
ويقول بعض الذين عملوا معه إنه كان "من آخر من يغادر مكاتب الصحيفة" ليلا ليتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام.. "لطيف وقريب" من العاملين معه، "متضامن وداعم" لهم إلى أقصى حدّ.
وخلال أحداث الحرب الأهلية تعرض سلمان لمحاولة اغتيال أمام منزله في رأس بيروت فجر يوم 14 يوليو/تموز 1984 مما ترك ندوباً في وجهه وصدره. وكانت سبقتها محاولات لتفجير منزله، وكذلك عملية تفجير مطابع "السفير" في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1980.
ونهاية عام 2016، أقفل سلمان "السفير" بسبب صعوبات مادية خصوصا. وكانت تلك ضربة كبيرة للإعلام اللبناني الذي عرف على مر سنوات بتنوعه وحريته مشكلا علامة فارقة بين الدول العربية الأخرى.
وولد سلمان في بلدة شمسطار شرق البلاد عام 1938، تزوج من عفاف محمود الأسعد، ولهما 4 أولاد.
إغلاق "السفير"وتوقفت "السفير" عن الصدور نهاية 2016 بعد أكثر من 42 عاما، وبرر سلمان الناشر ورئيس التحرير آنذاك السبب بالأزمة المالية التي تعصف بصحيفته وتراجع مداخيلها من المبيع والإعلانات والاشتراكات.
وقال سلمان في رسالة وجهها للزملاء والقراء "الرحلة كان لا بد لها أن تنتهي" وأضاف "الأزمة الخطيرة التي تتهدد الصحافة في العالم أجمع والوطن العربي عموما تعصف بالصحف المحلية، وهي أزمة تمتد من أرقام التوزيع إلى الدخل الإعلاني (وهو الأساس) إلى إقفال الأسواق العربية عموما في وجه الصحافة اللبنانية".
وتابع "لقد اجتهدنا ما وسعنا الاجتهاد، وبذلنا من عرق التعب، وأحيانا من الدم، فضلا عن مطاردتنا بالتفجيرات، وصمدنا للاجتياح الإسرائيلي وللإقفال الظالم بالقهر أو باستغلال القضاء لأغراض لا تتصل بدوره".
وعقب إغلاقها، قال صحافي كان قد انصرف قبل أشهر من "السفير" -فضل عدم ذكر اسمه- إنه فضلا عن الأزمة المالية فإن سوء الإدارة التجارية والسياسة التحريرية أديا لخفوت نجم الجريدة وتراجع مبيعاتها وحصتها الإعلانية من السوق.
وأضاف للجزيرة نت أن "السفير" -التي حملت منذ عددها الأول شعار "صوت الذين لا صوت لهم"- شهدت تحولات كبيرة في سياستها التحريرية من ناطقة باسم التيار الناصري واليسار اللبناني والعربي والثورة الفلسطينية وحركات التحرر في العالم إلى داعمة لثورة الخميني، ولاحقا مشروع حزب الله في لبنان، وصولا إلى دعمها النظام السوري رغم ما وجهته له من انتقادات وكشف عيوبه السياسية والإصلاحية بدايات الثورة السورية عام 2011، وفق تعبير المتحدث ذاته.
وتابع الصحافي أن "السفير" بغيابها عن المشهد الإعلامي اللبناني والعربي "ستترك فراغا كبيرا، ولا سيما أنها كانت مؤثرة سياسيا وثقافيا طوال 4 عقود".
وبعد إغلاق "السفير" بقي سلمان يكتب عبر موقع حمل اسمه واسم "على الطريق" الذي كان عنوان زاويته الأسبوعية بالجريدة.
وللراحل مؤلفات عدة بينها "مع فتح والفدائيين، إلى أميرة اسمها بيروت، سقوط النظام العربي من فلسطين إلى العراق، هوامش في الثقافة والأدب والحب" وغيرها.
وقد ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن سلمان سيشيع عند الرابعة عصر السبت في شمسطار، ويصلى على جثمانه ويوارى في جبانة البلدة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فرنسا تدعو إسرائيل للانسحاب “سريعا” من كامل الأراضي اللبنانية
فرنسا – دعت وزارة الخارجية الفرنسية إسرائيل إلى الانسحاب “بأسرع وقت” من جميع الأراضي اللبنانية.
وأعربت الوزارة في بيان لها، أمس الجمعة، عن إدانتها الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وشدد البيان على أن “فرنسا تؤكد مجددا أن لجنة المراقبة بموجب الاتفاق (وقف إطلاق النار) قائمة لمساعدة الأطراف على مواجهة التهديدات ومنع أي تصعيد من شأنه أن يضر بأمن واستقرار لبنان وإسرائيل”.
ولجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر2024 هي لجنة خماسية تضم ممثلين عن الجيش اللبناني وإسرائيل وقوة حفظ السلام الأممية المؤقتة “يونيفيل”، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، وهما الدولتان الوسيطتان في اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” و إسرائيل.
ودعا البيان الفرنسي “جميع الأطراف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار”.
ومساء الخميس، شنّت مقاتلات إسرائيلية 8 غارات على الضاحية الجنوبية، في قصف هو الرابع والأعنف على الضاحية منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
كما شنت مقاتلات ومسيّرات إسرائيلية غارتين على بلدة عين قانا بمنطقة إقليم التفاح جنوب لبنان، بعد إنذار وجهه الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح قرابة مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي خلفت ما لا يقل عن 208 قتلى و501 جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة.
الأناضول