سارة كامل.. أول من جعلت النساء يدرن مع الكون
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أحد أحياء القاهرة القديمة، تقف شابة في مطلع الثلاثينات بثوب أبيض فضفاض، عيناها مغمضتان، وذراعاها ممدودتان نحو السماء. ومع كل دورة تدور، ينسحب العالم من حولها تدريجيًا، كأنها تتجاوز حدود الجسد والزمن، وتحلق في فضاء من السكون والسلام. هذه ليست رقصة استعراضية، بل طقس روحي عميق، أعادت من خلاله سارة كامل تعريف فكرة الدوران، ومنحت النساء مساحة غير مسبوقة للتعبير عن ذواتهن عبر المولوية.
في عام 2018، حضرت سارة بالصدفة ورشة فنية ما بدأ كفضول تحول لاحقًا إلى شغف، ومن ثم إلى مسار حياة، لم تكن تعرف حينها أن تلك اللحظة ستجعل منها أول امرأة في مصر تخترق عالمًا ظل حكرًا على الرجال لقرون طويلة، وتقول: “كنت بشوف الدوران شيء ساحر، له عمق روحي وفلسفي، من أول الذرات لحد المجرات، كله بيدور”، ولم تكتفِ بالتعلم فقط، بل انطلقت تُعلم غيرها. بدأت بتقديم ورش مشتركة لتعليم الدوران، جنبًا إلى جنب مع مدرب الرقص المعاصر أحمد برعي، الذي تلقى تدريبه على يد أحد الأساتذة الأتراك المتخصصين في هذا الفن الصوفي.
ومن هنا، بدأت الفكرة تنمو داخلها: لماذا لا يكون للنساء فرقة مولوية خاصة بهن؟، وبعد سنوات من التدريب والعمل الصامت، جمعت سارة حولها مجموعة من الفتيات، من بينهن أفنان شاهر وأميرة عوض، وولدت من رحم الشغف فرقة “دَوْري” – أول فرقة مولوية نسائية في مصر. جمعت هذه الفرقة بين الحركة والإيمان، بين الروح والجسد، وقدّمت عروضًا مبهرة في مهرجانات فنية، أبرزها مهرجان سماع الدولي في بيت السناري، حيث حصدت تفاعلًا واسعًا وردود فعل مؤثرة.
لم تكن سارة تهدف للشهرة، بل لشيء أعمق: أن تتيح لكل فتاة فرصة أن تدور، أن تتناغم مع الكون، أن تتحرر. “في لحظة الدوران الطويل، بيختفي كل شيء، وبتحس إنك صرت جزء من الوجود كله”، تقولها وهي تشرح سرّ السكينة التي تشعر بها حين ترقص، وورغم مشوارها الفني، لم تتخلَ سارة عن مهنتها اليومية. فهي خريجة كلية الآداب – قسم الجغرافيا بجامعة القاهرة، وتعمل في شركة تمويل مشاريع صغيرة. لكنها تضع جانبًا من وقتها لتعليم الأطفال والفتيات ركوب الدراجات، كجزء من نشاطها التطوعي، مؤمنة بأن نشر ثقافة استخدام الدراجات يمكن أن يغير وجه المدن ويُقلل من التلوث.
المولوية، التي نشأت على يد أتباع جلال الدين الرومي، وجدت في سارة كامل روحًا جديدة تعيد إحياءها بشكل عصري وملهم. حلمها لا يتوقف عند حدود مصر. “نفسي نوصل للعالمية، لأن اللي بنقدمه جاي من فلسفة لها طعمها الخاص، ومش مجرد عرض للرقص”، تقولها بعينين تلمعان بالأمل.
سارة كامل، بحركاتها الدائرية، لا تروي فقط حكاية فتاة مصرية أحبت شيئًا مختلفًا وقررت أن تتبعه، بل تكتب فصلًا جديدًا من الحرية، حيث تدور النساء مع الكون لا خلفه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سيدات من ذهب قصة ملهمة قصة كفاح سارة کامل
إقرأ أيضاً:
هاني عادل نجم فرقة «وسط البلد»: الإسكندرية محطة سنوية مهمة وسنغني لجمهورنا حتى في الشوارع
أعرب الفنان هاني عادل، أحد أعضاء فرقة وسط البلد، عن سعادته البالغة بمشاركة الفرقة في فعاليات المهرجان الصيفي لدار الأوبرا المصرية لعام 2025، مؤكدًا أن الإسكندرية تُعد من المحطات الأساسية والمحببة للفرقة في كل صيف، سواء تحت مظلة الأوبرا أو مكتبة الإسكندرية.
وقال "عادل" في تصريحات صحفية لموقع «الأسبوع» على هامش الحفل الذي أقيم داخل استاد الإسكندرية الرياضي لأول مرة: "وجودنا في إسكندرية من أهم الحاجات اللي بتحصل لنا كل سنة.. هي من أوائل الأماكن اللي استقبلتنا كفرقة وسط البلد، وأثّرت في مزيكتنا وهويتنا الفنية بشكل كبير."
وأشار هاني عادل إلى أن البرنامج الغنائي للحفل تضمن مزيجًا من الأغاني القديمة ذات الطابع النوستالجي التي قدمتها الفرقة في ألبومها الأول، بالإضافة إلى أعمال جديدة، وأغانٍ من تراث سيد درويش الذي وصفه بأنه "من أكتر الناس اللي أثّرت فينا"، مؤكدًا أن غناء أعماله داخل الإسكندرية يمثل "ردّ جميل" لرمز من رموزها الخالدة.
وعن محطات الفرقة في السينما، أوضح عادل أن مشاركة "وسط البلد" في فيلم ليلة في القمر كانت من العلامات البارزة، باعتباره من أوائل أفلام الديجيتال المستقلة، إلى جانب ظهورهم في فيلم عودة الندلة بأغنية يلالي التي أعادت تقديم أحد الموروثات الشعبية بتوزيع جديد، وقال: "الأغنية دي كانت بوابة وصولنا لبيوت الناس، وساعدتنا نقدم الفلكلور بروح معاصرة."
واختتم هاني عادل حديثه برسالة لجمهور الإسكندرية قائلًا: "جمهور إسكندرية وحشتونا جدًا.. ونتمنى نكتر حفلاتنا هنا، ولو الناس عايزانا نغني في الشارع أو في الحواري، هنروح ونغني لهم.. أهم حاجة إنهم يتبسطوا ونقدم لهم المزيكا اللي بنحبها."
في أجواء موسيقية استثنائية، أحيت فرقة "وسط البلد" مساء اليوم الأربعاء حفلًا غنائيًا حاشدًا باستاد الإسكندرية الرياضي، ضمن فعاليات اليوم الرابع من المهرجان الصيفي لدار الأوبرا المصرية لعام 2025، وذلك في تجربة تُقام لأول مرة خارج أسوار الأوبرا التقليدية.