بعد واقعة «ياسين».. استشاري نفسي يكشف علامات التحرش الجنسي لدى الأطفال وكيفية اكتشافها ودعمهم (خاص)
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
تحرش الأطفال.. أثار حادث اغتصاب الطفل ياسين في إحدى مدارس دمنهور، موجة من الغضب والتعاطف عبر منصات السوشيال ميديا، حيث دشن العديد من أولياء الأمور والمواطنين حملة تضامن مع الطفل تحت عنوان «حق ياسين لازم يرجع»، وهو الأمر الذي دعا أولياء الأمور والأهالي إلى البحث حول طرق التحرش الجنسي بالأطفال وكيفية الحفاظ على الأطفال من مثل هذه الظاهرة المشينة التي هزت جموع المواطنين.
وفي هذا السياق، قدّم الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، تفسيرًا علميًا حول كيفية اكتشاف علامات التحرش الجنسي لدى الأطفال، مشيرًا إلى أن هناك عدة مؤشرات نفسية قد تظهر على الطفل الذي تعرض للتحرش.
علامات نفسية تشير إلى تعرض الطفل للتحرشأوضح الدكتور جمال فرويز، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» أن من أبرز العلامات النفسية التي قد تظهر على الطفل، هي اضطراب النوم والميل إلى الانطوائية، مضيفًا أن الطفل الذي تعرض للتحرش قد يظهر عليه خوف غير مبرر من الذهاب إلى أماكن معينة أو مع أشخاص معينين، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الأطفال قد يقل شغفه بالأشياء التي كانت تثير اهتمامه من قبل، وتبدأ في الانخفاض من قدراته على التواصل الاجتماعي.
وأشار الدكتور فرويز، إلى أن بعض الآثار الجسدية قد تكون مرئية في حال تعرض الطفل للتحرش، مثل وجود آثار غريبة في الملابس الداخلية أو علامات حكة في الجزء الأسفل من الجسم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يظهر على الطفل بعد فترة رغبة غريبة في العودة إلى نفس المكان أو الشخص الذي تعرض فيه للتحرش، وهو ما يعد من الأعراض الخطيرة التي تشير إلى تكرار التجربة.
كيف يكتشف الآباء آثار التحرش على أطفالهم؟أما عن كيفية اكتشاف الآباء لهذه الآثار، أكد الدكتور فرويز، أن الآباء يجب أن يكونوا يقظين لملاحظة التغيرات في سلوك الطفل، ففي حالات التحرش، قد يبدأ الطفل في إظهار سلوكيات غريبة مثل الخوف الشديد من الذهاب مع أحد الأقارب، وقد يلاحظ الوالدان تغييرات في نومه أو سلوكياته اليومية، مثل الانطوائية أو تغيرات في ملامح وجهه، حيث قد يظهر شاحبًا وغير سعيد.
كيفية التعامل مع الطفل ضحية التحرشدعا أستاذ الطب النفسي، الآباء إلى ضرورة دعم الطفل نفسيًا إذا اكتشفوا تعرضه للتحرش الجنسي، مؤكدًا على أهمية الطمأنة والاحتضان العاطفي للطفل، حيث أن رد فعل الوالدين السريع والمساند يساعد في تقليل الآثار النفسية المترتبة على الحادث، مضيفًا أنه يجب على الآباء تجنب اللوم أو المعاملة القاسية مع الطفل، بل يجب أن يقدموا له بيئة آمنة يشعر فيها بالثقة والقدرة على التعبير عن نفسه.
وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن الآباء يجب أن يكونوا مستعدين للتعامل مع هذا النوع من القضايا بحذر، خاصة في ما يتعلق بالإجراءات القانونية، إذا كان الطفل تحت سن الثلاث سنوات، ينصح بعدم فتح الموضوع معه بشكل مباشر، في حين أن الأطفال فوق سن الأربع سنوات يجب أن يتم إشراكهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالخطوات المقبلة، مثل الإبلاغ عن المعتدي.
وبشأن عملية التعافي، أشار الدكتور فرويز، إلى أن تأثير التحرش يختلف حسب نوع الاعتداء، موضحًا أن التحرش «الناعم»، مثل اللمس من فوق الملابس، قد يكون له تأثيرات نفسية أقل خطورة مقارنة بـ«التحرش القاسي»، الذي يتضمن أفعالًا أكثر عنفًا، مثل دخول الأعضاء التناسلية لجسم الطفل، ففي الحالات الأخيرة، يتعرض الطفل لإصابات جسدية مثل الالتهابات والتهتك في الأنسجة، ما يزيد من تعقيد عملية الشفاء ويستدعي تدخلًا طبيًا مكثفًا.
العلاقة بين التحرش والاضطرابات النفسية المستقبليةفيما يتعلق بتأثير التحرش على الصحة النفسية للطفل في المستقبل، قال الدكتور جمال فرويز، إن التحرش في الطفولة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية في مرحلة البلوغ، مؤكدًا أن الأطفال الذين يتعرضون للتحرش قد يعانون من الاكتئاب، ولكن الأعراض قد تتجاوز ذلك لتشمل العزلة الاجتماعية، والكراهية لشخصيات معينة، أو حتى الخوف من أماكن أو مواقف معينة ترتبط بالحالة، مضيفًا أن هذه التأثيرات النفسية قد تبقى كامنة في الطفل طوال حياته، مما يجعل من الضروري تقديم الدعم النفسي المناسب له في مرحلة مبكرة.
اقرأ أيضاًقبل أولى جلسات المحاكمة.. «الطفولة والأمومة» تكلف محاميين للدفاع عن الطفل ياسين
اغتيال براءة طفل دمنهور.. ماذا حدث لـ ياسين في جراج المدرسة الخاصة؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ياسين اضطرابات نفسية دعم نفسي آثار التحرش تحرش الأطفال د جمال فرويز علامات نفسية التعافي دعم الأباء یجب أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
محاكمة عمر برافو بتهمة الاعتداء الجنسي على قاصر تهز الأوساط الرياضية بالمكسيك
في قضية صادمة هزت الرأي العام المكسيكي، أصدر قاض محلي حكمًا يقضي بمحاكمة لاعب كرة القدم السابق عمر برافو، نجم المنتخب المكسيكي السابق ونادي تشيفاس التاريخي، بتهمة الاعتداء الجنسي على فتاة قاصر.
ووفقًا لقرار المحكمة، فإن اللاعب سيبقى قيد الحبس الاحتياطي لمدة لا تقل عن ستة أشهر قادمة، وهي فترة أولية قد تمتد في حال تأخرت إجراءات المحاكمة أو تطورت مجريات التحقيق.
وجاء قرار القاضي استنادًا إلى خطورة التهم الموجهة، معتبرًا أن إطلاق سراح برافو في الوقت الراهن قد يشكل خطرًا على المجتمع أو يؤثر على سير العدالةففي النظام القضائي المكسيكي، يلزم القانون القضاة بفرض الحبس الاحتياطي على المتهمين الذين يعتقد أنهم قد يهددون الضحايا أو يعبثون بالأدلة أو يحاولون التأثير على الشهود.
وقال خوان سولتيرو، محامي الفتاة القاصر التي تتهم برافو بالاعتداء عليها: “في مثل هذه القضايا، ينص القانون على ضرورة اتخاذ تدابير صارمة لحماية الضحية وضمان سير العدالة، فترة الستة أشهر هي مهلة أولية متوقعة لكن إذا استمرت المحاكمة لفترة أطول، فسيجبر المتهم على البقاء في السجن حتى صدور الحكم النهائي ”.
ووفقًا للمحامي سولتيرو قدمت هيئة الادعاء مجموعة من الأدلة الرقمية لدعم اتهاماتها، تضمنت 42 لقطة مصوّرة لمحادثات بين برافو والفتاة، إلى جانب تسجيل فيديو يوثق لحظات اعتبرها الادعاء دليلاً على العلاقة غير القانونية التي استمرت على مدى سنوات.
تفاعل جماهيري واسع
منذ لحظة الإعلان عن توقيف برافو، انقسمت ردود فعل الجماهير المكسيكية بين الصدمة والدفاع عن اللاعب الذي طالما اعتُبر أحد رموز الكرة الوطنية.
وامتلأ حسابه الرسمي على إنستجرام بآلاف التعليقات على آخر منشور له بتاريخ 8 سبتمبر الماضي، والذي لم يتطرق فيه إلى أي من الاتهامات الحالية.
وكتب بعض المعجبين رسائل دعم مثل: “نحن نؤمن ببراءتك يا بطل”، في حين عبر آخرون عن حزنهم وخيبة أملهم مما سمعوه، معتبرين أن “الأمر صعب التصديق على شخص مثله”، بينما طالب آخرون بالعدالة ومحاسبة كل من يثبت تورطه مهما كان اسمه أو تاريخه الرياضي.
يُذكر أن عمر برافو (45 عامًا) يعد من أبرز المهاجمين في تاريخ كرة القدم المكسيكية فقد مثل منتخب بلاده في كأس العالم 2006 بألمانيا، كما شارك في أولمبياد أثينا 2004، ولعب ما مجموعه 66 مباراة دولية سجل خلالها 15 هدفًا.
وعلى مستوى الأندية، يعتبر برافو الهداف التاريخي لنادي تشيفاس دي جوادالاخارا، أحد أكبر وأشهر الأندية في المكسيك حيث حقق معه العديد من الإنجازات المحلية.
وأعلن برافو اعتزاله رسميًا في عام 2018، بعد مسيرة امتدت قرابة عقدين من الزمن.
تفاصيل القضية
ألقت الشرطة القبض على برافو يوم الأحد الماضي في بلدة زابوبان وهي منطقة قريبة من مدينة جوادالاخارا، ثالث أكبر مدن المكسيك.
وتشير التحقيقات إلى أن الاتهامات تتعلق باعتداءات جنسية متكررة على ابنة صديقته السابقة، بدأت عندما كانت الضحية في سن الحادية عشرة، واستمرت – بحسب الادعاء – على مدى ست سنوات كاملة.
وفي حال إدانته بالتهم الموجهة إليه، فإن برافو يواجه عقوبة بالسجن تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات، وفقًا للقانون المكسيكي المتعلق بالاعتداءات الجنسية على القُصّر.
قضية تثير الجدل حول صورة الرياضيين
وسلطت هذه القضية الضوء على التناقض بين المجد الرياضي والسقوط الأخلاقي، حيث يجد أحد أبرز رموز الكرة المكسيكية نفسه اليوم خلف القضبان بانتظار محاكمة قد تُنهي سمعته ومسيرته بالكامل.
ويرى محللون أن هذه الحادثة تمثل اختبارًا جديدًا للعدالة المكسيكية في التعامل مع قضايا العنف الجنسي، خاصة عندما يكون المتهم شخصية عامة تحظى بشعبية كبيرة.
ومع استمرار التحقيقات وتكتم الجهات القضائية على تفاصيل إضافية، تبقى الأنظار موجهة نحو ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة، في واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في تاريخ الرياضة المكسيكية الحديثة