ذكاء اصطناعي بلا ضوابط.. أثار جدلاً أخلاقياً وقلقاً دولياً:»نيويورك تايمز«: إسرائيل حوّلت حرب غزة إلى مختبر للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن تل أبيب أجرت اختبارات واسعة النطاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة، ما أثار جدلا أخلاقيا وتحذيرات دولية من تبعات استخدام هذه التكنولوجيا في الحروب.
وأفادت الصحيفة، في تحقيق موسع نشرته مؤخراً بأن كيان الاحتلال استخدم أنظمة متقدمة لتحديد المواقع، والتعرف على الوجوه، وتحليل المحتوى العربي، ضمن عملياته العسكرية التي تصاعدت منذ أواخر عام 2023م.
ووفقًا لثلاثة مسؤولين من كيان الاحتلال والولايات المتحدة مطلعين، بدأت التجارب بمحاولة اغتيال القيادي في حركة حماس إبراهيم البياري، حيث استعان كيان الاحتلال بأداة صوتية تعتمد على الذكاء الاصطناعي طورتها الوحدة 8200، لتحديد موقعه التقريبي من خلال تحليل مكالماته.
وبحسب منظمة «إيروورز» البريطانية، أسفرت الغارة على البياري، في 31 أكتوبر، عن استشهاده إلى جانب أكثر من 125 مدنيًا.
واستمر كيان الاحتلال، خلال الأشهر التالية، في تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في عملياته، بما شمل تطوير برامج للتعرف على الوجوه المشوهة، واختيار أهداف الغارات الجوية تلقائيًا، ونموذج لغوي ضخم يحلل المنشورات والمراسلات العربية بلهجات مختلفة.
كما أدخل نظام مراقبة بصري يستخدم عند الحواجز لفحص وجوه الفلسطينيين.
وأكد مسؤولون أن غالبية هذه التقنيات طُورت في مركز يعرف باسم «الاستوديو»، الذي يجمع خبراء من الوحدة 8200 بجنود احتياط يعملون في شركات كبرى مثل غوغل ومايكروسوفت وميتا.
وأثارت هذه الابتكارات مخاوف من أخطاء قد تؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو استهداف مدنيين، إذ حذرت هاداس لوربر، خبيرة الذكاء الاصطناعي والمديرة السابقة بمجلس الأمن القومي لكيان الاحتلال، من أن غياب الضوابط الصارمة قد يقود إلى «عواقب وخيمة».
من جهته، قال أفيف شابيرا، مؤسس شركة XTEND المتخصصة بالطائرات المسيّرة، إن قدرات الذكاء الاصطناعي تطورت لتتعرف على الكيانات وليس فقط صور الأهداف، لكنه شدد على ضرورة التوازن بين الكفاءة والاعتبارات الأخلاقية.
ومن بين المشاريع البارزة، تطوير نموذج لغوي ضخم لتحليل اللهجات العربية ومراقبة المزاج العام، ساعد في تقييم ردود الأفعال بعد اغتيال زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله في سبتمبر 2024. ومع ذلك، واجهت هذه التكنولوجيا بعض الأخطاء في فهم المصطلحات العامية.
ورفضت شركات ميتا ومايكروسوفت التعليق على التقارير، بينما أكدت غوغل أن موظفيها لا يؤدون مهاماً مرتبطة بالشركة خلال خدمتهم العسكرية. من جهته، رفض جيش كيان الاحتلال التعليق على تفاصيل البرامج، مكتفيًا بالتأكيد على الالتزام بالاستخدام “القانوني والمسؤول” لتكنولوجيا البيانات.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن استخدام الصراعات كحقول تجارب للتقنيات العسكرية ليس جديدًا بالنسبة لكيان الاحتلال، لكنها لفتت إلى أن حجم وسرعة توظيف الذكاء الاصطناعي في حرب 2023 – 2024م غير مسبوقين. وحذّر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون من أن هذه الممارسات قد تشكل نموذجًا خطيرًا لحروب المستقبل، حيث يمكن أن تؤدي أخطاء الخوارزميات إلى كوارث إنسانية وفقدان الشرعية العسكرية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خزنة تتعاون مع NVIDIA لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
تماشيًا مع الطلب المتزايد على بنية الذكاء الاصطناعي التحتية، أعلنت شركة خزنة لمراكز البيانات الإماراتية، الرائدة عالميًا في البنية التحتية الرقمية واسعة النطاق، عن شراكة استراتيجية مع شركة إنفيديا الأميركية لتطوير مصانع مخصّصة للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويأتي هذا الإعلان عقب الزيارة رفيعة المستوى التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات، والإعلان عن مشروع مشترك لإنشاء مجمع للذكاء الاصطناعي بقدرة 5 غيغاواط بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، ليشكّل التعاون الجديد مثالًا إضافيًا على تعمق الشراكة بين المنطقة وكبرى شركات التكنولوجيا الأميركية في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية.
وبموجب هذه الشراكة، اعتمدت شركة NVIDIA على تصاميم الجيل الجديد من منشآت "خزنة" لتتوافق مع معمارية Blackwell الحديثة لإنفيديا. كما ستعتمد مشروعات خزنة الحالية والمستقبلية على مخططات جاهزة ومعتمدة من NVIDIA، بما يضمن التوافق الكامل مع أحدث أحمال العمل المعتمدة على المعالجات الرسومية (GPU).
وتعتزم "خزنة" تشييد معظم قاعات البيانات المستقبلية بسعات تصل إلى 50 ميغاواط، إلى جانب تطوير مجمّعات ذكاء اصطناعي بسعة تصل إلى 250 ميغاواط لكلّ منها. ومن المزمع أن تضمّ البنية التحتية للمجمّع الإماراتي الأميركي الجديد للذكاء الاصطناعي عدداً من هذه القاعات، مما يعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي متقدم للبنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
كما تواصل خزنة توسعها وحضورها الجغرافي بسرعة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا، مع خطط لرفع قدرتها التشغيلية إلى 1 غيغاواط في دول مثل فرنسا، وإيطاليا، والسعودية، ومصر، وتركيا، وكينيا.
من جانبه، قال حسن النقبي، الرئيس التنفيذي لـخزنة داتا سنتر: "يدخل العالم حقبة جديدة من الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي، وتتمتع دولة الإمارات بمكانة فريدة تؤهلها لريادة هذا المجال. وفي هذا الإطار، يمثل تعاوننا مع إنفيديا خطوة جريئة نحو توفير بنية تحتية عالية الأداء وجاهزة للمستقبل على نطاق غير مسبوق. ويُعزز هذا التعاون دعمنا لطموحات دولة الإمارات في تحقيق الريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي".