فضيحة في مستشفى حكومي.. ووزارة الصحة التركية تبدأ تحقيقًا عاجلًا
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
زعمت تقارير أن مريضة في وحدة العناية المركزة في أحد مستشفيات الدولة في إسطنبول تعرضت لاعتداء جنسي. وأعلنت وزارة الصحة أنها فتحت تحقيقا في الموضوع.
وزارة الصحة تبدأ تحقيقًا عاجلًا
أعلنت وزارة الصحة، في بيان عبر حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي، أنها بدأت تحقيقًا بعد تداول بعض وسائل الإعلام أنباءً عن “اعتداء جنسي في مستشفى حكومي”.
خبراء يحذرون: لا تفرّطوا في الذهب.. الأسعار مرشحة للارتفاع
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: اخبار تركيا الصحة التركية مستشفى حكومي
إقرأ أيضاً:
وسائلُ التواصل الاجتماعي وتأثيرُ إدمانها على الصحة النفسيّة وسُلوك الأفراد
العُمانية: أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًّا في حياة العديد من الأشخاص، وتؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية وسلوكهم وتعاملاتهم وحياتهم اليومية.
مختصون أفادوا في حديث لوكالة الأنباء العُمانية بأن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون عاملًا إيجابيًّا في تعزيز وتقوية العلاقات من خلال توفير منصة للتواصل المستمر، وتبادل الأفكار، وبناء المجتمعات حول الاهتمامات المشتركة، كما توفر وسيلة تواصل سهلة للأفراد مع الأصدقاء والعائلة والأشخاص وبناء مجتمعات حول قضايا معينة، وتشجيع المشاركة والتعاون.
وقالت جناب السّيدة الدّكتورة بسمة بنت فخري آل سعيد خبيرة بالصحة النفسية ومدربة لاضطراب ما بعد الصدمة إنّ مواقع التواصل الاجتماعي تسهّل عملية التواصل بين الأفراد خصوصا من خلال تبادل الاحتفالات والإنجازات وتقوية العلاقات، كما تُتيح الفرصة لعمل صداقات جديدة مع أشخاص يشاركون نفس الاهتمامات.
وأضافت أنّ منصات التواصل الاجتماعي توفر مجتمعات افتراضية للأفراد الذين يمرون بتجارب مثل القلق أو الاكتئاب فيكون بينهم تبادل للأحاديث والدعم والمساندة، بحيث توفر هذه المجتمعات مشاعر انتماء ولا يشعر الفرد بالوحدة ويكون متصلًا بطريقة جديدة.
وأكّدت السّيدة على أهمية استشارة أشخاص أصحاب الخبرة وذوي الاختصاص في حالة أخذ الاستشارة حول حالة ما، وأنّ عدد المتابعين معيار غير كافٍ في ظل ما يتداول في منصات التواصل الاجتماعي ويشكّل خطرًا على الأفراد، مشيرةً إلى أنّ المقارنة في حياة الأشخاص تشكّل مصدر قلق أو غضب ينتقل إلى فيه الفرد إلى حالة غير طبيعية في مواقع التواصل الاجتماعي.
ووضّحت السّيدة أنّ هناك العديد من البدائل والطرق يمكن استخدامها للحدّ من حالة الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، منها وضع حدود زمنية للمواقع والمشاركة في أنشطة واقعية مثل الرياضة والقراءة والتطوع، والتشجيع على عمل علاقات واقعية والبُعد عن الانعزال والتجمع مع الأهل والأقارب والتثقيف الرقمي حول الاستخدام الزائد واتباع الأساليب والطرق الصحية.
وأكّدت على أهمية أخذ الاستشارات النفسية من المختصين لتحديد الأسباب الجذرية التي تُسبب إدمان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وهي ترجع أحيانا إلى أحداث في الطفولة يكون لها وقع أكثر مما يتخيل.
وأفادت السّيدة بأنّ مواقع التواصل الاجتماعي تشكّل أنماطًا للتفاعل الاجتماعي، وبعض الأشخاص يفضّلون التواصل الرقمي عن اللقاءات المباشرة حتى في التعزية أو المباركة، مبينةً أنّ هذا يتسبب في ضعف المهارات الاجتماعية ويؤدي إلى التقليل من القدرات على الحوار والاستماع والتفاعل العاطفي بالإضافة إلى تزايد مشاعر العزلة وزيادة حالات الاكتئاب.
ولفتت السّيدة إلى أنّ المحتوى الرقمي المقدم في مواقع التواصل الاجتماعي له تأثير على المعتقدات والقيم، إذ إن بعض أنواع المحتوى تروّج لقيم استهلاكية وتعزز معايير غير واقعية لكثير من الأشخاص كما إنها تروج لأنماط حياة وقيم تتعارض مع القيم الثقافية والدينية، وعلى المدى البعيد تُحدث تغيُّرًا فيها بالإضافة إلى تعزيز الأفكار لدى الفرد مثل التنمّر الإلكتروني واتباع الآخرين بدون تفكير أو وعي، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل كبيرة أو قرارات متسرّعة تُسبّب ضررًا على النفس والمجتمع وعلى المزاج العام لدى الفرد ما يتسبب في ضغط نفسي ينتج عنه اتخاذ قرارات غير صائبة.
من جانبها وضحت سمرا بنت سعيد المعشرية أخصائية نفسية بوزارة التنمية الاجتماعية أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر منصة للتواصل المستمر، ووسيلة لتبادل وتوسيع دائرة العلاقات وتكوين صداقات جديدة بما يتناسب مع كل فرد وأهدافه والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية والثقافية، مما يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع.
وأضافت أنها تقوم بتعزيز المهارات الاجتماعية والتفاعلية عبر الشبكات الاجتماعية، ويكتسب فيها الأطفال كيفية التواصل بفعالية وبناء علاقات إيجابية، بالإضافة إلى مشاركة الاهتمامات، والاحتفال بالإنجازات، واستخدامها منصة للتواصل والنمو مما يسهم في تقوية الروابط بين الأفراد، وتكوين مجموعات ومنصات على الإنترنت للتواصل وتبادل الأفكار بين الأشخاص الذين يتشاركون نفس الاهتمامات.
ورأت أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن لها أن توفر الدعم النفسي للأفراد من خلال بناء مجتمعات افتراضية داعمة من الأشخاص ذوي التجارب المشتركة عبر التواصل وتبادل الخبرات فيما بينهم، وللأشخاص الذين يمرون بظروف صعبة مثل الحالات النفسية المختلفة، كما تعد مصادر للمعلومات التي تعزز الوعي من خلال الوصول إلى المعلومات الصحيحة، والنصائح، والاستراتيجيات التي تساعد الأشخاص في التأقلم والتعامل مع القلق أو الاكتئاب.
وبينت أن وسائل التواصل تعمل على تسهيل التفاعل الاجتماعي والقدرة على بناء علاقات اجتماعية، وتعزيز الشعور بالانتماء وتقليل الانعزال والشعور بالوحدة، وهي منصة للتعبير عن الذات مما يعزز الثقة والصحة النفسية، إلى جانب أنها توفير مساحة آمنة للتعبير عن الذات الحقيقية ومشاركة هواياتهم أو تجاربهم ويمكن استخدامها مواقع للبحث والتواصل مع الخبراء في مجال الصحة النفسية، أو للحصول على المساعدة من خلال المجموعات الافتراضية.
وأفادت بأن وسائل التواصل الاجتماعي تعدّ أداة قوية لنشر الوعي حول الصحة النفسية وتوفير مصادر المساعدة واستخدامها لإطلاق حملات توعية، ونشر الوعي ومشاركة معلومات حول الصحة النفسية، ومنصة للتبادل الاجتماعي والدعم النفسي بين أفراد المجتمع من خلال إطلاق حملات توعية حول الصحة النفسية، والتركيز على الموضوعات المختلفة مثل الاكتئاب والقلق والتوتر.
كما يمكن استخدامها لمشاركة المعلومات حول الصحة النفسية، بما في ذلك الأعراض والعلاجات وموارد المساعدة عن طريق المختصين العاملين في مجال الصحة النفسية، والمشاركة في الترويج للمبادرات الخيرية التي تهدف إلى دعم الصحة النفسية.
وأشارت إلى أنها تشكل تأثيرًا سلبيًّا حول زيادة معدلات القلق والاكتئاب بسبب المقارنة الاجتماعية والتعرض للتنمر الإلكتروني مما يؤدي إلى انخفاض احترام الذات وينتج عنه صعوبة في بناء الثقة بأنفسهم بسبب التركيز على المظهر الخارجي، كما يؤثر الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي على جودة النوم ومدى إدمانه، وعلى الإنتاجية ويسلب الوقت المخصص للأنشطة الأخرى، مضيفة أن تعرض الأطفال للمحتوى غير المناسب على وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر سلبًا على آرائهم وسلوكياتهم.
ولفتت أن هناك عدة بدائل يمكن العمل عليها لمساعدة مدمني استخدام وسائل التواصل والحدّ من تأثيرها على الصحة النفسية والسلوك، من خلال تحديد أوقات محددة للاستخدام، وتقليل عدد مرات التصفح وتخصيص المزيد من الوقت للأنشطة غير المتصلة بالإنترنت وتخصيص وقت أكبر للهوايات، والأنشطة الرياضية، والأنشطة الاجتماعية، وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء وتجنب التفاعل مع المنشورات السلبية والمستخدمين الذين يسببون الإحباط أو القلق.
وقالت إنه يمكن مساعدة مدمني استخدام وسائل التواصل بالعلاج السلوكي المعرفي من خلال تحديد وتحسين الأفكار والسلوكيات التي تسهم في الإدمان، والعلاج الأسري الذي يساعد على فهم التفاعلات العائلية والعلاج الجماعي بتوفير بيئة آمنة ومناسبة للمشاركة والتعاون مع الآخرين الذين يعانون من نفس المشكلة من خلال اللقاءات التحفيزية وتغيير العادات مثل تجنب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم أو أثناء الوجبات وطلب مساعدة مهنية من أخصائي الصحة النفسية أو مستشار متخصص في إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تحدث تأثيرا على سلوك الفرد والتغيير من أنماط تفاعله الاجتماعي التقليدي إما إيجابيًّا أو سلبيًّا مثل العزلة الاجتماعية في تقليل التفاعل المباشر مع الآخرين، وتفضيل التفاعل الافتراضي، كما تأثر على الصحة النفسية مثل زيادة القلق والاكتئاب، خاصة عند مقارنة الفرد بحياة الآخرين على المنصات، كما تتسبب في تغير الهُوية الثقافية من خلال التعرض المستمر للمحتوى الثقافي الغربي.
ووضحت أن التعرض للمحتوى الرقمي على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يُحدث تأثيرًا كبيرًا على المفاهيم التقليدية للقيم الاجتماعية والثقافية، حيث تعرض الأفراد لصور غير واقعية عن الحياة، يؤدي إلى مقارنات غير صحيحة وانخفاض تقدير الذات فيسبب تغييرًا في القيم الاجتماعية، كما أن تعرض الأفراد لآراء مختلفة، مما قد يؤدي إلى تغيير في المعتقدات أو القيم الثقافية التقليدية.
وأفادت بأنه يمكن لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن يشكلوا هُويّة افتراضية تختلف عن هُويّتهم الحقيقيّة، وهذا قد يؤثّر على تفكيرهم وسلوكهم، فيما نشر معلومات خاطئة يمكن أن يكون مصدرًا لنشر الشائعات والمعلومات غير الصحيحة، مما يؤثر على القيم والمعتقدات، مشيرة إلى مواقع التواصل يمكن أن تؤثر على طريقة تفكير الأفراد وقدرتهم على التمييز بين الحقائق والخيال مما قد يؤدي إلى ظهور سلوكات جديدة غير متوقعة.
وشددت أن المحتوى الرقمي يمكن أن يروج للماديات والترفيه، مما قد يؤدي إلى تبني قيم جديدة تركز على الثراء والجمال المادي، كما يمكن أن تظهر صورًا مثالية عن الحياة، فتؤدي إلى شعور الأفراد بعدم الرضا عن أنفسهم وأن التعرض لصور مختلفة عن العلاقات الأسرية، يؤثر على قيمهم الأسرية.
ورأت أن المحتوى الرقمي السّلبي الموجّه على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن على قرارات الفرد من خلال التأثير على نظرتهم لأنفسهم والآخرين، مما ينتج عنه اتخاذ قرارات خاطئة أو غير متوازنة ويمكن أن يؤدي التعرض المتكرر للمحتوى السّلبي إلى انخفاض احترام الذات، والقلق، والاكتئاب، مما يغيّر طريقة اتخاذ القرارات.
وبيّنت أن تأثير المحتوى السلبي على قرارات الفرد يتمثل في تغيّر تصور الذات والآخرين، وخطاب الكراهية الذي يؤدّي إلى تقليل تقدير الذات، والشعور بالعزلة، وتغير في نظرتهم للآخرين، كما يمكن أن تحدث تأثيرًا على العلاقات الاجتماعية مثل العزلة الاجتماعية والتأثير على العلاقات الأسرية حيث يفضّل الأفراد قضاء الوقت على الإنترنت بدلًا من التفاعل مع أفراد الأسرة.
وفي سياق متّصل قالت فاطمة بنت عامر السنيدية أخصائية إرشاد وتوجيه من مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السُّلطان قابوس في ظل التطور المتسارع في وسائل الاتصال الحديثة، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي من أبرز الأدوات التي أثرت على طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، كما أنها ساعدت على تقليص المسافات المكانية، وتسهيل التواصل بين الأشخاص.
وأضافت أن منصات التواصل الاجتماعي تتيح إمكانية التواصل الفوري من خلال الرسائل النصية والمكالمات الصوتية ومحادثات الفيديو، مما يسهم في تقوية الروابط بين الأفراد، ويعزز الشعور بالقرب والانتماء، رغم تباعد المسافات المكانية، كما توفر فرصًا لبناء علاقات اجتماعية جديدة، من خلال الانضمام إلى مجموعات وصفحات تُعنى باهتمامات أو تخصصات مشتركة، مما يُسهّل التفاعل بين الأشخاص ذوي التجارب والخبرات المتشابهة ويُسهم في توسيع دائرة العلاقات الشخصية والمهنية.
وذكرت أن وسائل التواصل الاجتماعي تُستخدم وسيلة للتعبير عن الاهتمام والتقدير، مما تسهم في تعزيز التواصل الإنساني وتعكس التقدير العاطفي بين المستخدم وعلى مستوى الأسرة، ويمكن إنشاء مجموعات خاصة لتبادل الأخبار والصور والمناسبات العائلية، ما يُسهم في الحفاظ على تماسك الأسرة وتواصل أفرادها رغم مشاغل الحياة اليومية، وعليه، فإنها أصبحت وسيلة فعالة لتعزيز العلاقات الاجتماعية، عند استخدامها بطريقة إيجابية ومتزنة تضمن احترام الخصوصية وتعزز القيم الإنسانية.
وبينت أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم أكثر من مجرد أداة للتواصل؛ بل تطورت لتصبح منصات لتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي، خاصة من خلال المجتمعات الافتراضية التي تجمع الأفراد ذوي الاهتمامات أو التحديات المشتركة والمتخصصين، مشيرة إلى أن تطور التكنولوجيا الرقمية أدى إلى بروز المجتمعات الافتراضية مثل منصات داعمة للأفراد في مختلف جوانب حياتهم، لاسيما في الجانب النفسي، وأتاحت فرصًا متعددة لتقديم الدعم النفسي، خاصة لأولئك الذين يعانون من ضغوطات نفسية أو تحدّيات الحياتية.
وتابعت قائلة: إن هذه المجتمعات تسهم في تقليل مشاعر العزلة والوحدة من خلال توفير بيئة تفاعليّة يمكن للأفراد من خلالها مشاركة تجاربهم الشخصيّة والتعبير عن مشاعرهم بِحُريّة، مما يُشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم، ويمنحهم شعورًا بالانتماء والتقدير، كما يُعد "دعم الأقران" من أبرز مميزات هذه المجموعات من خلال تبادل تجاربهم وخبراتهم، مما يعزّز الشعور بالفهم المتبادل والتضامن.
وأكدت على أهمية دور المختصين في مجال الصحة النفسية في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال توفير محتوى علميّ موثوق يتناول موضوعات مثل القلق، والاكتئاب، وإدارة الضغوط النفسية، مما يُساعد الأفراد على اتخاذ خطوات عملية لتحسين حالتهم، مشيرة إلى أن هذه المنصات تتيح وسيلة غير مباشرة لطلب المساعدة خاصة في المجتمعات التي لا يزال فيها طلب الدعم النفسي يُقابل بالحذر أو الحرج، وأصبحت المجتمعات الافتراضية من أبرز الوسائل الداعمة نفسيًّا، ويمكن أن تُكمّل دور المؤسسات العلاجية التقليدية، وتسهم في تعزيز الصحة النفسية العامة للمجتمع.
وأفادت بأن السنوات الأخيرة شهدت تطوّرًا ملحوظًا في دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي بقضايا الصحة النفسية، وأصبحت منابر فعّالة لنقل المعلومات والتوعية نظرًا لما تتمتّع به من سرعة الانتشار وسهولة الوصول إلى الجمهور بمختلف فئاته، كما تُستخدم لنشر محتوى توعوي يتناول أعراض الاضطرابات النفسية الشائعة، مثل الاكتئاب والقلق والتوتر، إلى جانب تقديم إرشادات ونصائح مبنية على أسس علمية تهدف إلى تعزيز التوازن النفسي والوقاية من الضغوط.
وذكرت أن مشاركة الشخصيات العامة والمؤثرين والأفراد لتجاربهم الشخصية وتقديم بعض الحسابات المتخصصة محتويات الدعم النفسي، من خلال المنصات تساعد في تمكين الأفراد من الحصول على الدعم الملائم في الوقت المناسب، كما تسهم الحملات التوعوية الموسمية، مثل "اليوم العالمي للصحة النفسية"، في تعزيز التثقيف النفسي الوقائي، وإبراز أهمية الاهتمام بالصحة النفسية مثل جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، وتعمل بشكل ملموس في بناء مجتمع أكثر وعيًا، وتقبّلًا لقضايا الصحة النفسية.
ووضحت أن العديد من الدراسات النفسية الحديثة كشفت عن ارتباط وثيق بين الاستخدام المكثف وغير المنظم لهذه المنصات وظهور أعراض القلق والاكتئاب، ويُعزى ذلك في جزء كبير منه إلى ما يُعرف بظاهرة "المقارنة الاجتماعية" التي تُعد عملية نفسية يقوم فيها الفرد بتقييم ذاته من خلال مقارنة حياته أو مظهره أو إنجازاته بما يُعرض أمامه من محتويات ينشرها الآخرون على حساباتهم الشخصية.
وبينت أن هذه المقارنات تؤثر على الإدراك الذاتي لدى الفرد، فتُشوّه صورته عن نفسه وتُغذّي مشاعر النقص والدونية، مما يجعله يرى ذاته في مرآة الآخر دون اعتبار لخصوصية ظروفه وتجاربه حتى مع تحقيق إنجازات شخصية فعلية، وقد يبقى الفرد في حالة دائمة من عدم الرضا، لأنه يقارن نفسه بمعايير غير واقعية مستمدة من عالم رقمي خاضع للتزييف والانتقاء وهذا الإحساس قد يقود إلى الانطواء والعزلة الاجتماعية.
وأردفت قائلة إن هناك حاجة ماسة إلى تدخلات توعوية ونفسية تضمن توازن استخدام هذه الوسائل، وتقلّل آثارها السلبية، ومن المهم أن يُنشر الوعي الرقمي بين الطلاب، وتُعزز قدرتهم على التفاعل النقدي مع المحتوى الرقمي، وفهم أنه في كثير من الأحيان لا يعكس الواقع. كما ينبغي تشجيع استخدام مواقع التواصل ضمن أطر زمنية محدّدة، والحرص على بناء علاقات حقيقية وتوفير الدعم الاجتماعي المباشر، بالإضافة إلى دعم برامج الصحة النفسية في الجامعات من خلال عقد حلقات عمل ودورات تدريبية تركز على تعزيز تقدير الذات، وتزويد الطلاب بمهارات التعامل مع الضغط النفسي والتحديات الرقمية.
وأشارت إلى أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يشكل ظاهرة متنامية في المجتمعات الحديثة تجاوزت حدود الاستخدام العادي لتأخذ طابع الإدمان السلوكي، بما يحمله من آثار نفسية وسلوكية سلبية على جودة الحياة. ولا يتعلق الأمر فقط بطول فترة الاستخدام، بل بالتعلق النفسي العميق وتأثيره المباشر على الأداء اليومي، مما يتسبب في زيادة معدلات القلق، والتشتت، وضعف الإنتاجية، واضطرابات النوم والعلاقات الاجتماعية.
وأكدت على أن العلاج السلوكي المعرفي يُعد أحد أنجح الأساليب العلاجية ويهدف إلى تعديل أنماط التفكير المرتبطة بالاستخدام القهري، ويعزز استراتيجيات بديلة لمواجهة مشاعر القلق أو الفراغ. ويوازي ضرورة تنظيم الاستخدام الرقمي من خلال تقنين الأوقات وتوظيف تطبيقات تقنية، كما يمثل تعزيز البدائل الواقعية عنصرًا أساسيًّا في العلاج من خلال تشجيع الأفراد على الانخراط في أنشطة رياضية، فنية، أو اجتماعية تطوعية تعزز التفاعل الوجاهي وتقلل من الشعور بالعزلة.
وأضافت أن الممارسات التأملية وتمارين اليقظة الذهنية تُعد أدوات فعالة لضبط السلوك الاندفاعي، وتساعد على تعزيز المراقبة الذاتية وتقليل التفاعل التلقائي مع الوسائط الرقمية. إلى جانب ذلك، تقوم الأسرة والمؤسسات التعليمية بدور محوري في توفير بيئة داعمة تُشجع الاستخدام الواعي دون فرض قيود صارمة، مع دمج التوعية الرقمية ضمن البرامج التربوية.
ووضحت أن التعامل مع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي لا يُختزل في المنع، بل يتطلب فهمًا معمّقًا للدوافع النفسية، وتوفير بدائل صحية وعملية تدعم التوازن بين الواقع والافتراض. وأن دور المختصين النفسيين والتربويين جوهريًّا في توجيه هذا السلوك نحو مسار أكثر وعيًا واتزانًا، بما يحقق رفاهًا نفسيًّا واجتماعيًّا داخل المجتمع الجامعي وخارجه، مشيرة إلى أن الجامعات تُوصي بإنشاء وحدات للدعم النفسي تتيح للطلبة الإفصاح عن تحدياتهم الرقمية، وتقديم استشارات فردية وجماعية تساعدهم على استعادة توازنهم النفسي والسلوكي.
وأشارت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أبرز أدوات التفاعل الإنساني المعاصر، وأعادت تشكيل أنماط العلاقات والسلوكات الفردية والاجتماعية من منظور نفسي وسلوكي، تبيّن أن الاستخدام المكثف لهذه المنصات قد أسهم في تراجع التفاعل الواقعي لصالح التواصل الرقمي، مما أثّر على جودة العلاقات، وقلّل من مهارات التواصل الوجاهي، وأدى إلى تصاعد السلوكات الاندفاعية والانفعالية، بالإضافة إلى ظهور فجوة بين "الذات الحقيقية" و"الهوية الرقمية".
وأفادت بأن هناك حاجة بارزة لتوعية الأفراد، خاصة الشباب، بالاستخدام الواعي والمنضبط لهذه المنصات، وتنمية مهارات التواصل الواقعي، وتوفير الدعم النفسي الملائم، بما يعزز التوازن بين الواقع والعالم الافتراضي. إن مواقع التواصل، رغم ما تتيحه من فرص، تتطلب وعيًا نقديًا ومجتمعيًّا قادرًا على توجيهها نحو ما يدعم الصحة النفسية والتماسك الاجتماعي.
وقالت: مع التوسع المتزايد في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح المحتوى الرقمي مكونًا محوريًّا في الحياة اليومية، متجاوزًا دوره الترفيهي أو التواصلي ليؤدي وظائف أعمق تتصل بتشكيل الوعي الفردي والجمعي، وإعادة رسم الحدود بين المقبول والمرفوض، والتأثير على منظومات القيم والمعتقدات. ويظهر هذا التأثير من خلال تطبيع سلوكات جديدة قد تتنافى مع السياق الثقافي المحلي، فضلًا عن إضعاف المرجعيات التقليدية كالعائلة والمدرسة والمؤسسات الدينية، مما يسهم في تشتت الهوية القيمية، خاصة بين فئة الشباب.
وأضافت أن آليات التكرار والرمزية التي تعتمدها المنصات الرقمية، تقوم بدور في غرس الأفكار بشكل غير واعٍ لدى المتلقين، وقد يؤدي ذلك إلى تغيرات تدريجيّة في القناعات والمعتقدات. من جهة أخرى، تسهم بعض الشخصيّات الرقميّة في تقديم نماذج قدوة وهمية تروّج لأنماط حياة لا تنسجم مع الواقع الثقافي والاجتماعي، مما يدفع بعض المتابعين إلى تبنيها دون وعي نقدي.
وبينت أن تأثير المحتوى الرقمي لا يقتصر على الجانب السلبي، بل يمكن توظيفه أداة إيجابية لنشر قيم الحوار والانفتاح والتسامح، إذا ما تم إنتاجه وتوجيهه ضمن إطار مسؤول، ومن هنا، تبرز الحاجة إلى تعزيز التربية الإعلامية والرقمية، وإدماج التفكير النقدي في المناهج التعليمية، إلى جانب دعم المحتوى الإيجابي الهادف، وتشجيع المتلقين على التفاعل الواعي بدلًا من الاستهلاك السلبي، مضيفة أن المحتوى الرقمي أداة بالغة التأثير، تتطلب وعيًا فرديًّا ومؤسسيًّا للتعامل معها بقدر من الحذر والمسؤولية بما يحفظ توازن الهوية النفسيّة والثقافيّة في ظل عالم سريع التحول.
ووضحت أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبح جزءًا من شبكة معقدة من التأثيرات النفسية والاجتماعية التي تسهم في تشكيل المواقف والقناعات والاتجاهات، ويُعد المحتوى السلبي الموجّه أحد أبرز التحديات التي تواجه المتلقين في هذا الفضاء الرقمي، حيث يُصمم هذا النوع من المحتوى لإثارة الخوف أو الإحباط أو التلاعب بالوعي الجمعي لأغراض أيديولوجية أو سياسية أو تسويقية.
وتابعت أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي يتجلى في صور متعددة، تشمل الأخبار الكاذبة، والرسائل المحفزة للقلق أو الكراهية، والمقارنات غير الواقعية، والضغوط الاجتماعية المبطنة التي تستهدف التأثير على خيارات الأفراد دون وعي مباشر منهم. وتكمن خطورة هذا المحتوى في قدرته على تغيير القناعات تدريجيًا، ودفع الأفراد إلى قرارات غير مدروسة، خصوصًا عندما يتأثر المزاج العام بسبب التعرض المتكرر للرسائل السلبية.
وختمت قائلة: لمواجهة هذا التأثير المتنامي، تبرز أهمية التربية الإعلامية وتعزيز مهارات التفكير النقدي، إلى جانب ترسيخ الوعي الذاتي والرقابة النفسية الذاتية التي تمكّن الأفراد من التمييز بين المحتوى البنّاء والهدّام، مشيرة إلى أن التأثير النفسي للمحتوى السلبي الموجّه أصبح حقيقة مؤكدة في الواقع الرقمي المعاصر، ولا بد من التعامل معه بوعي جماعي وجهد مؤسسي يضمن بناء قدرة الفرد على اتخاذ قراراته باستقلالية ومسؤولية بعيدًا عن الضغوط الرقمية المستترة.