قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، اليوم السبت، إن فضيلة الإمام الأكبر مهتم بالشباب ‏وقضاياه، لأنهم حملة المسؤولية في بناء المستقبل، لذا يجب إعدادهم إعدادًا جيدا، وذلك من خلال إتاحة ‏الفرصة للشباب أن يسمع ويتكلم وأن يعبر عما في داخله،  مؤكدا أنه إذا كنا ننشد أمنا فكريا فلابد من وجود ‏حوار بنّاء واحترام لأفكارهم فهم أمانة في أعناقنا.

طلاب الأزهر يحصدون المراكز الأولى في مسابقة البحث العلمي للفيزياءأخبار الوادي الجديد| اعتماد 5 معاهد أزهرية جديدة.. وقطع المياه عن مدينة موط

وأضاف وكيل الأزهر، خلال افتتاحه فعاليات الأسبوع السابع للدعوة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، والذي ‏تعقده اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية تحت عنوان: (الأمن الفكري.. ضرورته وسُبُل تحقيقه) ‏أننا نواجه عصرا مفتوحا على كل سبل المعرفة، ولكنها في بعض جوانبها غير منضبطة، لأنها لا تقتصر ‏على الجامعة والبيت أو المسجد أو ما يمكن حصره وضبطه، فظهور وسائل معرفية جديدة غير منضبطة ‏لها أهداف وأفكار معينة قد تتسبب في تدمير الشباب، حيث يعملون على وجود شباب بلا هوية ويفقدون ‏شخصيتهم المصرية وعاداتهم وتقاليدهم، وهذا يمثل خطرا على أمن مجتمعنا واستقراره.‏

وأوضح الدكتور الضويني، أن الأمن ليس أمنًا حدوديا وغذائيا فحسب، فالأمن الفكري لا يقل أهمية عنهم؛ ‏بل هو من أخطر الأمور الذي يجب التنبه له لما قد يترتب عليه من كوارث قد لا يحمد عقباه، لذا لابد ‏علينا من تأمين وتحصين الشباب من كل المدخلات التي يمكن أن يصلوا إليه بها ضمانة لاستقرار ‏مجتمعاتنا، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا من خلال منهج معتدل قويم بعيدا عن التطرف أو التهاون، فالوسطية ‏هي ذلك المنهج الذي اختاره الله تعالى لعباده وهذا المنهج هو الذي اختاره الأزهر وسار ويسير عليه.‏

وشدد وكيل الأزهر، على أن التمسك بتعاليم الدين والهُوية والتقاليد أساس ومنطلق إلى التقدم والازدهار في ‏الحاضر والمستقبل، مؤكدا أنه لا يمكن أن نفهم ديننا إلا من خلال العلماء الربانيين، فكما أن الطب ‏والهندسة وغيرهم من العلوم لا تؤخذ إلا من متخصصين، فكذلك الدين، فهو علم قائم بذاته يحتاج إلى ‏المتخصصين، فإذا كنت لا تأمن أن يُجري لك أحد عملية طبية إلا من متخصص؛ فكذلك الفتوى لا تؤخذ ‏إلا من متخصص، لأن ضررها أكبر وخطرها أشد على المجتمع ككل وليس على الفرد فحسب.‏

وبيّن وكيل الأزهر أن الانحراف الفكري هو البعد عن الحكمة والبصيرة، حيث تأخذ  دينك من غير ‏المتخصص أو ممن نال حظا بسيطا من العلم الشرعي، مشددا أن من الانحراف الفكري تفسير آيات الله ‏حسب الهوى والبعد عن الإجماع، فالمساواة لها معنى خاص فهي لا تعني أن يأخذ الكل نفس الشيء أو ‏القيمة بل بما يتناسب مع أحوال المرء، موضحا أن الأمن الفكري هو مقياس التزام الأفراد بالمنهج الوسطي، ‏ويترتب عليه حريات مقيدة بعدم ضرر الآخرين واحترام حقوقهم، مبينا كيفية تحقيق الأمن الفكري، وذلك  ‏من خلال توافر عدة أدوار أهمها مرحلة التعليم في بناء الوعي الفكري والنشء، وكذا دور الأسرة والمسجد.‏

وحرص وكيل الأزهر على الاستماع إلى أسئلة الطلاب، والتي جاءت في مجملها حول بعض الأحكام ‏الفقهية الخاصة بالصلاة وعن من هو الشهيد؟ وعن زواج المساكنة، وحكم الطعن في بعض الصحابة، ‏وكيف يعوض المرء ما فاته من ترك للصلاة لفترة من الزمن.‏

ويتضمَّن الأسبوع عددًا مِنَ الندوات واللقاءات الفكرية التي تُعقَد على مدار خمسة أيام، وتشمل العناوين ‏التالية: (الأمن الفكري.. مفهومه وأهميَّته)، و(الخطاب الديني والأمن الفكري.. كيف نصنع خطابًا دينيًّا ‏مُؤثِّرًا؟)، و(التراث الإسلامي ودَوره في تحقيق الأمن الفكري)، و(دَور المؤسسات التعليمية في تعزيز الأمن ‏الفكري.. الواقع والمأمول)، و(وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الأمن الفكري).‏

طباعة شارك وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني الشباب الإمام الأكبر الأمن الفكري الفتوى أسئلة الطلاب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني الشباب الإمام الأكبر الأمن الفكري الفتوى أسئلة الطلاب الأمن الفکری وکیل الأزهر من خلال إلا من

إقرأ أيضاً:

إقبال جماهيري كبير على ركن الفتوى بالأزهر في معرض الإسكندرية للكتاب: حوار مباشر مع العلماء لترسيخ الوسطية

يشهد ركن الفتوى التابع لجناح الأزهر الشريف في الدورة العشرين من معرض الإسكندرية الدولي للكتاب إقبالاً لافتاً من الزوار لليوم الخامس على التوالي، مؤكداً ثقة الجمهور الواسعة في مرجعية الأزهر العلمية وحرصهم على تلقي العلم الشرعي من مصادره الموثوقة.

يُعد هذا الركن من أبرز المحطات التفاعلية داخل جناح الأزهر، حيث يوفر لرواد المعرض فرصة فريدة للالتقاء مباشرة مع نخبة من وعاظ وواعظات الأزهر الشريف، و يقدم هؤلاء العلماء فتاوى شرعية معتمدة وفق منهج الأزهر الوسطي، في إطار من الحوار الهادئ والوعي العميق.

يستقبل الركن يومياً مئات الزوار من مختلف الأعمار والفئات، الذين يطرحون أسئلتهم المتنوعة حول العبادات والمعاملات والعلاقات الأسرية، بالإضافة إلى المسائل الفقهية المعاصرة، ويحرص العلماء المشاركون على تقديم إجابات وافية بلغة مبسطة، مراعين مقاصد الشريعة ومبتعدين عن أي غلو أو تشدّد.

لا يقتصر دور الركن على تقديم الفتاوى الفردية فحسب، بل يمتد ليشمل تنظيم جلسات حوارية قصيرة ومفتوحة مع الزوار. تتناول هذه الجلسات موضوعات معاصرة وحيوية، مثل القيم الدينية في العصر الرقمي، وضوابط التعامل مع التغيرات المجتمعية، وأهمية الحفاظ على الهوية الدينية في ظل التحولات المتسارعة.

أكد القائمون على الركن أن هذه المشاركة تهدف بشكل أساسي إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر ثقافة الفهم السليم للدين، ويأتي ذلك اتساقاً مع رسالة الأزهر الشريف في دعم قيم التسامح والاعتدال وتعزيز السلم المجتمعي، ومواجهة الفكر المتطرف عبر الخطاب الديني الرشيد.

تُجسّد مشاركة الأزهر الشريف في كبرى الفعاليات الوطنية، مثل معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، دوره التنويري الفاعل في بناء الوعي ومواجهة التحديات الفكرية الراهنة.

يذكر أن معرض الإسكندرية الدولي للكتاب يستضيف هذا العام سلطنة عمان كـ "ضيف شرف"، وتم اختيار العالم الراحل الدكتور أحمد مستجير كـ"شخصية المعرض"، فيما تم تكريم الكاتبة فاطمة المعدول كشخصية معرض الطفل تقديراً لإسهاماتها الأدبية في مجال ثقافة الطفل.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر ينعى الدكتور رفعت العوضي عضو مجمع البحوث الإسلامية
  • شيخ الأزهر ينعى الدكتور رفعت العوضي أحد أبرز علماء الاقتصاد ‏الإسلامي
  • شيخ الأزهر ينعى الدكتور رفعت العوضي عضو البحوث الإسلامية
  • وفاة الدكتور رفعت العوضي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر
  • هل يجوز إنهاء مصليا عن الكلام أثناء خطبة الجمعة؟ .. الأزهر للفتوى يجيب
  • إقبال جماهيري كبير على ركن الفتوى بالأزهر في معرض الإسكندرية للكتاب: حوار مباشر مع العلماء لترسيخ الوسطية
  • محافظ المنيا يفتتح أكبر ملتقى توظيف للشباب بالصعيد.. غداً
  • وكيل الأزهر: في ختام امتحانات الثانوية الأزهرية لا يسعنا إلا أن نقف احتراما لأبنائنا
  • وكيل الأزهر يتفقد رواق القرآن الكريم بالجامع الأزهر
  • وكيل الأزهر: زيادة فروع الرواق لكبار السن والأطفال بالمحافظات