شارك النائب بالمجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، بلدية سيدي السائح وأهاليها، اليوم السبت، في إحياء الذكرى الـ103 لـ”معركة سيدي السائح” التي خاضها الليبيون ضد جحافل الاحتلال الإيطالي عام 1922، وسطر فيها الأجداد ملاحم بطولية في سبيل الدفاع عن الأرض والعِرض.

وجرى إحياء الذكرى في موقع النصب التذكاري للمعركة، بحضور عدد من أعضاء مجلس النواب، والمحامي العام، ووزير الشباب بحكومة الوحدة الوطنية، ورئيس وأعضاء المجلس الاجتماعي لقبائل العلاونة، وأهالي وأعيان وحكماء المنطقة.

وفي كلمته خلال الاحتفال، أكد اللافي، أن في إحيائنا اليوم للذكرى الثالثة بعد المائة لمعركة سيدي السائح، نقف بخشوع أمام ملحمة خلدها التاريخ بمداد الدم والبطولة، يوم انتفض أجدادنا في وجه الظلم والطغيان، وكتبوا بدمائهم الطاهرة فصلاً من أمجاد هذا الوطن الذي يأبى إلا أن يكون حرًّا، مستقلاً.

وقال اللافي: لقد سطّر المجاهدون في تلك المعركة، ومعهم رجال ونساء ليبيا من كل المدن والمناطق، ملحمة وحدة وصمود، توحدت فيها الإرادات وتلاقت فيها التضحيات، رغم قسوة الظروف وهول المحنة، وما مشاركتهم جميعًا في تلك المعركة الخالدة، قبل أكثر من قرن، إلا درس خالد يدعونا اليوم، بل يُلزمنا، أن نعضّ على وحدتنا بالنواجذ، وأن نعمل بكل عزيمة وإخلاص من أجل جمع الصف وصون وحدة الوطن واستقراره.

وأشار اللافي إلى أن المجلس الرئاسي، وهو يستحضر اليوم هذه القيم والمبادئ الخالدة، يجدد أمامكم العهد بأن نواصل العمل دون كلل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تحتضن الجميع، وتحفظ كرامة كل ليبي وليبية، وتصون دماء شهدائنا التي لن تذهب هدرًا.

وفي ختام الحفل، قام الحاضرون، وفي مقدمتهم النائب بالمجلس الرئاسي، السيد عبد الله اللافي، بوضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري للمعركة، وقراءة سورة الفاتحة على أرواح أبطالها الذين سطروا بدمائهم الطاهرة تاريخًا مشرفًا لليبيا.

ومعركة “سيدي السائح” هي واحدة من المعارك الوطنية البارزة التي خاضها الليبيون ضد الاحتلال الإيطالي، ووقعت في 3 مايو 1922 بمنطقة سيدي السائح الواقعة جنوب العاصمة طرابلس، وجاءت المعركة في سياق تصاعد المقاومة الليبية ضد الغزو الإيطالي الذي بدأ عام 1911، واستمرت مواجهاته في عدة مناطق من البلاد.

وتميزت معركة سيدي السائح بمشاركة كبيرة من المجاهدين من مختلف القبائل والمناطق الليبية، حيث اتحدوا في وجه قوات الاحتلال التي كانت تحاول فرض سيطرتها الكاملة على البلاد، خاصة على المناطق الغربية، ورغم الفارق في العتاد والعدد، أظهر المجاهدون بسالة نادرة وتكتيكًا ميدانيًا فعالاً أربك القوات الإيطالية.

وأسفرت المعركة عن خسائر كبيرة في صفوف القوات الإيطالية، وكانت دليلاً جديدًا على صمود الليبيين وعزيمتهم في الدفاع عن الأرض والكرامة. وقد تحولت هذه المعركة لاحقًا إلى رمز للوحدة الوطنية والتضحية، لما جسدته من تلاحم شعبي ومقاومة مشتركة رغم قسوة الظروف.

واليوم، تُخلّد ذكرى المعركة تقديرًا لتضحيات الأجداد، وتذكيرًا بأهمية الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات وبناء مستقبل الدولة الليبية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: المجلس الرئاسي المصالحة الوطنية ليبيا وإيطاليا

إقرأ أيضاً:

صورة سعيّد بوزارة الخارجية هل تعيد إحياء طقوس تقديس الحاكم؟

أشعلت صورة لرئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد، عُلقت بإطار رسمي خلف وزير الخارجية محمد علي النفطي، جدلا واسعا في الأوساط التونسية بعد نشرها على الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية في فيسبوك.

وقد تصدرت صورة الرئيس سعيّد الترند التونسي، لتصبح مادة نقاش مجتمعي واسع عن موقع السلطة وشخصنة الدولة في زمن التحولات السياسية التي تشهدها البلاد.

وأعادت الصورة ذاكرة التونسيين إلى سنوات ما قبل ثورة 2011، حيث كان تعليق صور الرؤساء ممارسة روتينية ترمز إلى مركزية الحاكم، وتجسّد ثقافة تقديس الفرد وربط مؤسسات الدولة بشخص الزعيم.

وتفاعل النشطاء والمدونون على نطاق واسع مع الصورة، معتبرين أن وزارة الخارجية "أعادت إحياء طقوس تقديس الحاكم" التي ظنوا أنها طويت مع الثورة، والتي دفع الشعب التونسي ثمن التحرر منها تضحيات جسامًا.

وتناولت تعليقات عديدة رمزية الخطوة باعتبارها تراجعا عن مكتسبات الثورة وعودة إلى الوراء.

ظهور محمد علي النفطي وخلفه صورة معلقة لقيس سعيد ليس مجرد تفصيل بصري عابر، بل مؤشر واضح على انزلاق الدولة نحو منطق الزعامة الفردية وتقديس الصورة، في استعادة فجة لأساليب منظومة سقطت بثورة. عودة الصور إلى الجدران ليست بريئة، بل تكشف عن مشروع سياسي يحنّ إلى التحكم الرمزي والمؤسساتي، pic.twitter.com/PDqPESz7pF

— Politiket (@PolitiketAr) May 19, 2025

إعلان

ورأى مدونون أن الغاية من إظهار صورة الرئيس بهذه الصيغة رسالة سياسية للمعارضة والشعب بأن سلطة الحاكم حاضرة في كل مؤسسات الدولة، وأن ذلك يُستخدم كوسيلة "لإعادة تشكيل الوعي وثقافة الخضوع".

وأشار بعض النشطاء إلى أن الديمقراطيات الحقيقية تعلق رموز الدولة مثل العلم والشعار وليس صور الرؤساء، مؤكدين أن الأشخاص يرحلون وتبقى رموز الوطن.

وسخر آخرون من المفارقة بين شعارات الرئيس سعيّد عن "عدم الرجوع إلى الوراء"، وبين ما اعتبروه دليلا على تراجع المسار الديمقراطي، حيث كتب أحدهم: "ومازال ومازال"، في إشارة إلى استمرار الممارسات القديمة رغم تغير الشعارات.

من جهة أخرى، ربط كتاب ومثقفون بين هذه الصورة وسقوط صور الزعماء في انتفاضات الربيع العربي، معتبرين، أن التخلص من عبادة الصورة كان إحدى علامات الأمل بأن الشعوب تستطيع كسر دائرة الاستبداد وبناء ديمقراطية حقيقية.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى وفاتها.. زينب صدقي "البرنسيسة الأرستقراطية" التي أضاءت المسرح والسينما وغادرت بصمت
  • الشيخ نعيم قاسم: المشاركة الواسعة في انتخابات الجنوب استحقاق للمقاومة وجزء من معركة إعادة الإعمار
  • في ذكرى ميلادها.. مها صبري أيقونة الزمن الجميل التي جمعت بين الصوت الحنون والكاريزما السينمائية(بروفايل)
  • محافظة القاهرة: لا توجد أية خسائر للهزة الأرضية التي وقعت اليوم
  • عاجل- الأزهر يندد بالحصار الإسرائيلي على غزة ويدعو لفتح المعابر الإنسانية
  • محافظة القاهرة: لا توجد أي خسائر للهزة الأرضية التي وقعت اليوم
  • في ذكرى الوحدة اليمنية: رسالة الأحرار في مواجهة مخططات التمزيق والانفصال
  • في قلب المعركة الرقمية.. الأمن السيبراني العراقي نحو خط الدفاع الأول ويستعد لهجوم الـAI
  • صورة سعيّد بوزارة الخارجية هل تعيد إحياء طقوس تقديس الحاكم؟
  • محافظ شبوة: وحدة اليمن صمام الأمان في معركة التحرر وبناء الدولة المستقلة