هل يجوزُ لي أن أؤدي فريضة الحج عن غيري؟.. الأزهر يجيب
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، سؤال يقول صاحبه: هل يجوزُ لي أن أؤدّيَ فريضة الحجّ عن غيري؟.
وأجاب مركز الأزهر عن السؤال قائلا: إن الحج فريضة عظيمة تجب في العمر مرة واحدة على القادر المستطيع.
وأوضح عبر موقعه الرسمي، أن الأصل أن يؤدّيها المسلمُ عن نفسه؛ إلا إذا عجز عن أدائها بنفسه لكبر سنه أو مرضه مرضًا لا يُرجى شفاؤه منه؛ فيجوز له أن يوكِّل غيره ليحُجّ عنه بشرط أن يكون الوكيل قد حج عن نفسه على الراجح من أقوال الفقهاء؛ لما رواه ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ، قَالَ: «مَنْ شُبْرُمَةُ؟» قَالَ: أَخٌ لِي -أَوْ قَرِيبٌ لِي- قَالَ: «حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ».
وتابع أنه كما يُشتَرطُ في الحجِّ عن الحيِّ أن يكون بإذنه، وأَمَّا الْمَيتُ فَيجُوزُ الحجّ عَنْهُ بِغَيْرِ إذْن سواء أكان حجًا وَاجِبًا أَم تَطَوُّعًا؛ ومن مات وعليه حجّة الإسلام، فإنّه يُستحب أن يُؤخذ من تركته نفقة الحج، ويستنيب أهلُه من يحجّ عنه من ماله، سواء أوصى بذلك قبل موته أم لم يوصِ؛ لما رواه ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ، جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا، أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَةً؟ اقْضُوا اللَّهَ ؛ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالوَفَاءِ». [أخرجه البخاري]
هل يجوز الحج نيابة عن أبي وأمي مرة واحدة هذا العام
ورد سؤال إلى دار الافتاء من سائل يقول إن والديه توفيا ولم يؤدِّيا فريضة الحج، ويريد أن يؤدي عنهما هذه الفريضة بنفسه، علمًا بأنه سبق أن أدَّى فريضة الحج، وطلب السائل الإفادة عن الحكم الشرعي في ذلك، وإذا كان ذلك السائل يبدأ بالحج عن والده أو والدته، وهل يصح أن يحج عنهما في عام واحد؟.
وقالت دار الإفتاء، إنه يجوز الحج عن الميت الذي لم يؤد فريضة الحج مع استطاعة السبيل إليه، ويرجى أن يجزئه كما ذكر أبو حنيفة، والجواز ثابت بما روي: أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: إن أمي ماتت ولم تحج، أفأحج عنها؟ قال: «نعم، حجي عنها» أخرجه الترمذي في "سننه".
ويشترط لجواز هذه النيابة في الحج عن الغير أن تكون نفقة المأمور بالحج في مال الآمر المتبرع وهي ما يحتاج إليه في الحج من مصاريف السفر برا وبحرا والطعام والشراب وثياب الإحرام والمسكن، وأن ينوي النائب الحج عن المتوفى.
وأضافت الدار: "ولما كان السائل يرغب في الحج عن والديه بنفسه - كما جاء بالسؤال - فإنه ينبغي أن يحج عنهما في عامين متواليين، وينوي في كل عام الحج عن واحد منهما؛ إذ لا يجزئ الحج عنهما من شخص واحد في سنة واحدة، وإنما يجوز أن يحج هو عن أحدهما وينيب شخصا ثانيا للحج عن الآخر على أن يتحمل نفقات الحج من ماله؛ لأنه هو المنيب، وأن ينوي النائب الحج عمن أنابه الابن عنه، أما إذا أراد أن يقوم هو بنفسه بالحج عن والديه فإنه يحج عن والدته أولا؛ لأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه بين في الحديث زيادة حق الأم في الرعاية؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله وآله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك» أخرجه الشيخان في "صحيحهما".
وفي "الجوهرة" في (باب النفقات) -(2/ 92، ط. المطبعة الخيرية)-: [إذا كان أبواه فقيرين ولم يقدر إلا على نفقة أحد أبويه فالأم أحق] اه بتصرف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحج أداء الحج عن الغير فریضة الحج هل یجوز الحج عن فی الحج الحج ع
إقرأ أيضاً:
هل يجوز صيام آخر أسبوع من المحرم..دار الإفتاء توضح
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز شرعًا صيام آخر أسبوع من شهر المحرم، بل ويُستحب صيام شهر المحرم كاملًا، كونه من الأشهر الحرم التي ورد في فضلها عدد من النصوص النبوية، موضحة أن الصيام فيها مندوب ومحبب.
واستندت الدار إلى حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان، شهر الله المحرم»، كما رواه الإمامان أبو داود والترمذي، ما يدل على خصوصية هذا الشهر ومكانته في السنة النبوية.
وأوضحت دار الإفتاء أن صيام التطوع مشروع في سائر أيام العام باستثناء الأيام التي ورد فيها النهي كالعيدين، وأن من صام تطوعًا في المحرم أو غيره من الأشهر الحرم دون أن يكون قد اعتاد صيام التطوع قبله، فإن صيامه صحيح ومقبول، ولا يشترط وجود سابقة في صيام النوافل.
أنواع صيام التطوع
كما ذكّرت الإفتاء بأبرز أنواع صيام التطوع التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:
صيام ستة أيام من شوال
صوم يوم عرفة لغير الحاج
الإكثار من الصيام في شعبان
صيام الأشهر الحرم
صيام يومي الاثنين والخميس
صيام الأيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر هجري)
صيام نبي الله داوود عليه السلام (يومًا ويومًا)
وختمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن صيام النوافل ومنها صيام المحرم، فرصة لتعزيز القرب من الله ومضاعفة الأجر، خاصة لمن اعتاد المداومة عليه.
هل يجوز صيام شهر محرم كاملا
أجابت دار الإفتاء المصرية على استفسار من أحد المواطنين حول جواز صيام شهر المحرم بأكمله، مؤكدة أنه لا يوجد ما يمنع شرعًا من ذلك، إذ إن الصيام فيه مندوب ومستحب، شأنه شأن باقي الأشهر الحرم، ويُعد المحرم أفضلها.
وأشارت الدار عبر موقعها الرسمي إلى قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم"، وهو حديث رواه أبو داود والترمذي، مما يدل على فضل هذا الشهر في الصيام.
وفي سياق متصل، أوضحت دار الإفتاء أن بداية العام الهجري بشهر المحرم لا تعني أن الهجرة النبوية وقعت فيه، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر في شهر ربيع الأول، ولكن العزم على الهجرة والاستعداد لها بدأ في مطلع المحرم، عقب موسم الحج الذي جرت فيه بيعة الأنصار.
ونقلت دار الإفتاء عن الحافظ ابن حجر في كتابه "فتح الباري" قوله إن الصحابة أخّروا بداية التقويم الهجري إلى شهر المحرم لأن العزم على الهجرة بدأ فيه، بعد أن كانت البيعة في ذي الحجة، فكان أول هلال بعد البيعة هو هلال المحرم، ما جعله أنسب لبداية السنة.