شن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، هجوما على رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، منتقدا بشدة ما وصفه بـ”المسار الوهمي” لفتح باب الترشح لرئاسة حكومة جديدة للمرة العاشرة، معتبرا إياه محاولة لإطالة أمد المرحلة الانتقالية.

ودعا الدبيبة، رئيس مجلس النواب، إلى اتخاذ ما وصفه بـ”موقف وطني” يتمثل في إنهاء حالة “الإنفاق الموازي” التي، بحسب الدبيبة، “أنهكت المالية العامة، وأثقلت كاهل المواطن بأضرار فادحة”.

ولم يتوقف الدبيبة عند هذا الحد، بل طالب صالح بـ”فتح باب الحقيقة، وإلغاء الصمت المريب”، حول مصير عدد من أعضاء مجلس النواب، قائلا: “أين نوابه المغيبون من أبناء وطنه؟”.

وتأتي هذه التصريحات لتزيد من حدة التوتر بين السلطة التنفيذية في طرابلس برئاسة الدبيبة، والسلطة التشريعية في الشرق برئاسة صالح، بعد إعلان عدد من أعضاء من مجلس النواب فتح باب الترشح لرئاسة حكومة جديدة، وإلغاء كافة الترشيحات السابقة.

المصدر: الحساب الرسمي للدبيبة

الدبيبةرئيسيعقيلة صالح Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف الدبيبة رئيسي عقيلة صالح

إقرأ أيضاً:

قادة شرق ليبيا يصعّدون لهجتهم ضد حكومة الدبيبة.. غياب لافت لحفتر

خرج قادة شرق ليبيا بمواقف حادة تجاه حكومة "الوحدة الوطنية المؤقتة" برئاسة عبدالحميد الدبيبة، متهمين إياها بترسيخ الانقسام وإشعال الفوضى، في وقت يلف الغموض موقف المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، الذي لا يزال في زيارة طويلة للعاصمة الروسية موسكو.

وقال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خلال جلسة رسمية في بنغازي، إن "الوقت قد حان لتخلي حكومة الدبيبة عن السلطة طوعًا أو كرهًا"، مضيفًا: "لم يعد هناك مجال لاستمرار هذه الحكومة... قُضي الأمر وهي ساقطة وفق قرار مجلس النواب سحب الثقة منها في 2021، واليوم قال الشعب الليبي كلمته". واعتبر أن الحكومة "أسهمت في خلط الأوراق وإفساد المناخ العام بهدف البقاء في السلطة"، متهمًا إياها باستخدام "الميليشيات والقوة المفرطة في مواجهة مظاهرات سلمية وسفك دماء المتظاهرين".

ووصف عقيلة ما حدث في طرابلس خلال اليومين الماضيين بأنه "مأساة وجريمة بكل المقاييس"، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين عن استخدام الرصاص ضد المدنيين، ومشدّدًا على أن من يرهب شعبه "لا يحق له القيادة". كما دعا إلى الإسراع في اختيار "رئيس جديد لحكومة وحدة وطنية" لتفادي الفراغ السياسي غرب البلاد.



في السياق ذاته، أعلن رئيس الحكومة الليبية المُكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، موقفًا متشددًا تجاه الاشتباكات في طرابلس، مؤكداً أن الحكومة "تتابع بقلق بالغ التطورات الجارية في العاصمة"، ومتهماً حكومة الدبيبة بـ"زج طرابلس في أتون الفوضى والاقتتال من أجل مصالحها السياسية الضيقة". وأشار حماد إلى أن حكومته تعمل بالتنسيق مع رئاسة مجلس النواب والمؤسسات الأمنية لتقييم الموقف واتخاذ ما يلزم لحماية المدنيين.



ورغم تصاعد التوتر السياسي والعسكري، يظل غياب المشير حفتر عن المشهد الداخلي علامة استفهام، خاصة مع تزامن هذه الأحداث مع وجوده في موسكو منذ فترة، وسط أنباء غير مؤكدة عن مشاورات عسكرية ودبلوماسية مع المسؤولين الروس.

وفي سياق متصل، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) عن "قلقها العميق" من تصاعد العنف في طرابلس، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب الحوار على المواجهة المسلحة. وقال المتحدث باسم البعثة إن "اللجوء إلى السلاح لحل الخلافات السياسية لا يخدم إلا مصالح أمراء الحرب"، مشدّداً على ضرورة حماية المدنيين ومنشآت الدولة.

كما أصدرت سفارات كل من الولايات المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا، وبريطانيا بيانات متفرقة دانت فيها "استخدام العنف ضد المدنيين والمتظاهرين"، مطالبة بـ"وقف فوري لإطلاق النار"، وحثت القادة الليبيين على "العودة إلى طاولة الحوار والتمهيد لانتخابات حرة وشاملة".

وأشارت السفارة الأمريكية إلى أن "اللجوء إلى الميليشيات لقمع الغضب الشعبي يقوّض أي مسار ديمقراطي في البلاد"، مؤكدة دعمها لجهود المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في إعادة إطلاق العملية السياسية.

الاشتباكات الأخيرة اندلعت عقب مقتل عبدالغني الككلي، قائد "جهاز دعم الاستقرار"، ما أدى إلى مواجهات عنيفة بين قوات الجهاز و"اللواء 444 قتال"، وامتدت لاحقًا إلى صدامات مع "جهاز الردع"، بعد قرار رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة حل جهاز الدعم. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة في الأحياء المدنية، قبل إعلان هدنة هشة من المجلس الرئاسي ووزارة الدفاع.

في ظل كل هذه التطورات، يبقى مستقبل السلطة في ليبيا غامضًا، وسط دعوات لإعادة صياغة توافق سياسي شامل يعيد الاستقرار إلى العاصمة، ويوحّد المؤسسات المنقسمة منذ سنوات.


مقالات مشابهة

  • المستشار صالح يخاطب “الجنائية الدولية”: الدبيبة لا يمثل ليبيا ولا اعتراف بأي اتفاقات أو مراسلات تصدر عنه
  • مجلس النواب يعقد جلسة مغلقة برئاسة «عقيلة صالح» في بنغازي
  • الدبيبة يشن هجوما على عقيلة صالح ويصفه بـمسعر الحروب
  • الدبيبة لـ«عقيلة صالح»: التفت إلى المجلس المنهك
  • نواب موالون لحفتر يرفضون تشكيل حكومة ليبية جديدة.. هل فشل مشروع عقيلة صالح؟
  • عقيلة صالح: حكومة الدبيبة منتهية الولاية واستخدامها القوة ضد المتظاهرين جريمة تستوجب المحاكمة
  • مجلس النواب يقرر تكليف رئيس وزراء جديد مهمته إجراء الانتخابات ويفتح باب الترشح ليومين إضافيين
  • قادة شرق ليبيا يصعّدون لهجتهم ضد حكومة الدبيبة.. غياب لافت لحفتر
  • عقيلة صالح: آن أوان رحيل حكومة الدبيبة.. لا شرعية لمن يقمع المتظاهرين بالرصاص
  • عقيلة يهاجم الدبيبة ويدعم مظاهرات طرابلس