يُعد الطبيب الياباني شيجياكي هينوهارا (1911–2017) أحد أبرز رموز الطب في العالم، ليس فقط لطول عمره الذي تجاوز 105 سنوات، بل لفلسفته العميقة في الحياة والصحة. عُرف بلقب “كنز اليابان الحي” بفضل إسهاماته الطبية والإنسانية، وكان يرى أن سر الحياة الطويلة لا يكمن فقط في الغذاء أو النوم، بل في المرح، والنشاط، وخدمة الآخرين.


كان هينوهارا يؤمن أن الإنسان يحصل على طاقته من المرح والانشغال، لا من الطعام أو النوم. واستشهد بسلوك الأطفال الذين ينسون الأكل والنوم أثناء اللعب، مؤكدًا أن الانشغال بأشياء ممتعة يُقلل الإحساس بالتعب أو الألم.
ولذلك، اهتم بإدخال العلاج بالموسيقى، والفن، والتفاعل مع الحيوانات في مستشفى “سانت لوك الدولي” بطوكيو، ليجعل من المستشفى مكانًا يساهم في شفاء الروح قبل الجسد.
أما عن نظامه الغذائي، فقد اتبع أسلوبًا بسيطًا، فإفطاره كان يتكوّن من حليب أو قهوة أو عصير برتقال مع ملعقة زيت زيتون، وغداؤه بسيط جدًا، أو يتجاوزه أحيانًا عند الانشغال، وعشاؤه يتكوّن من الخضار، السمك، والأرز، مع القليل من اللحم مرتين في الأسبوع. وكان يؤمن بأن من يعيشون طويلًا، نادرًا ما يكونون بدناء، داعيًا إلى الاعتدال وتجنّب الإفراط في الأكل.
في عام 1970، أثناء رحلة جوية، تعرض للاختطاف من قِبل الجيش الأحمر الياباني، وظل مكبلاً بالأصفاد في درجة حرارة 40 مئوية لأربعة أيام. لكنه لم ينهار، بل راقب حالته كطبيب، وتأمل في قدرة الجسم على التكيف مع الظروف القاسية. كما كان يؤمن أن العلم وحده لا يكفي، وأن فهم المرض يتطلب دمج الطب مع الفن، والروح، والعلاقات الإنسانية.
ولدى هينوهارا إرثه الخالد، حيث أسس نظام رعاية صحية لكبار السن يُعد من الأفضل عالميًا، وألّف كتبًا ملهمة مثل “عيش طويل، عيش جيد”، وكان يعمل حتى عمر متقدم دون توقف، ويؤمن أن العطاء مصدر سعادة وطاقة.
رحل هينوهارا عام 2017، لكن مبادئه لا تزال تلهم الملايين، وتؤكد أن الحياة الأفضل ليست في عدد السنين، بل في عمق التجربة، وبساطة العيش، وصدق العطاء.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

"جمعية السينما" تُبرز كنوز السلطنة في "يوم التنوع الثقافي العُماني" بـ"إكسبو اليابان"

الرؤية- خالد بن سالم السيابي

شاركت الجمعية العُمانية للسينما بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب في تقديم عرض سينمائي ضمن فعاليات الاحتفاء بيوم التنوع الثقافي في معرض إكسبو 2025 – أوساكا.

وفي خطوة لافتة تهدف إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة عالمية لتصوير الأفلام، قدم أنور بن خميس الرزيقي، نائب رئيس الجمعية العُمانية للسينما، عرضاً لمشروع "اصنع فيلمك في عُمان"، التي تروّج للمواقع العُمانية الساحرة كخلفيات مثالية لصناعة الأفلام.

واشتمل العرض على فيلم ترويجي يُظهر مواقع عالمية استُخدمت في أفلام هوليوود وبوليوود، مع إبراز نظيراتها في سلطنة عُمان، بما تمتاز به من تنوع جغرافي فريد يشمل الكثبان الرملية الذهبية، والوديان الخضراء، والجبال الشاهقة، والسواحل البكر.

كما تطرق العرض إلى المواقع التاريخية والأثرية الغنية التي تزخر بها عُمان، من القلاع والحصون إلى المدن القديمة والمواقع المُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مؤكداً ما تحمله من قيمة ثقافية تضفي عمقًا وبعدًا إنسانيًا وإبداعيًا على الإنتاجات السينمائية.

ونُفذ العرض بثلاث لغات: العربية، والإنجليزية، واليابانية، مما ساهم في توسيع دائرة التأثير والاتصال مع الجمهور الدولي.

وضمن ذات الفعالية، تم عرض خمسة أفلام وثائقية قصيرة أخرجها نخبة من السينمائيين العُمانيين الشباب، تعكس تنوع البيئات والثقافات والقصص الإنسانية في السلطنة، وتُبرز العلاقة المتجذرة بين الإنسان والمكان والطبيعة، من خلال: فيلم "المُوراد" للمخرج محمد العجمي، يتناول موسم التبسيل العُماني، كحدث ثقافي واجتماعي نابض بالحياة ، وفيلم "لن تغوص وحيدًا" للمخرج فهد الميمني، الذي يأخذنا في رحلة بصرية إلى أعماق جزر الديمانيات، موضحًا غنى الحياة البحرية العُمانية وأهمية حمايتها ، وفيلم "كتم الأنفاس" للمخرج عيسى الصبحي، والذي يحكي قصة الغواص العُماني عمر الغيلاني في تجربة مؤثرة عن الغوص الحر، والإصرار والتحدي ، وفلم “أثر” للمخرجة بثينة الكندية، رحلة وجدانية عبر الذاكرة والحنين لاستعادة ملامح قرية عُمانية قديمة، تسلط الضوء على الانتماء والهوية وفيلم "مسافات طويلة” للمخرجين حمد القصابي وعلي البيماني، يروي قصة عداء عُماني يجد في الجري مساحة للتحرر والتواصل مع الوطن.

كما تم تدشين منصة “عَكْس” للأفلام حيث ستُقدَّم المنصة كأول منصة خليجية متخصصة في عرض الأفلام المستقلة، مع تركيز خاص على السينما العُمانية، وتُعد “عَكْس” مبادرة ثقافية سينمائية تهدف إلى تحفيز الحراك الفني في سلطنة عُمان، وتعزيز حضور السينما المستقلة من خلال بيئة رقمية حديثة تمنح صنّاع الأفلام مساحة حرة لرواية قصصهم ومشاركة أعمالهم مع جمهور محلي وعالمي.

وفي كلمته خلال التدشين، قال مؤسس المنصة فهد الميمني: عَكْس ليست مجرد منصة لعرض الأفلام، بل موقف ثقافي. نؤمن أن السينما قادرة على تغيير النظرة، وبناء الحوار، وصناعة الأثر. ومن خلال هذه المبادرة، نمنح لصوت المبدع العُماني فرصة للعبور من المحلية إلى العالمية، بصدق تجربته وجرأة رؤيته.

تأتي هذه المشاركة تأكيدًا على الدور الثقافي الحيوي للجمعية العُمانية للسينما في تمثيل السلطنة دوليًا، وإبراز الثقافة والمواقع العُمانية وربطها بالصناعة السينمائية، إضافة إلى دعم المخرج العُماني وتمكينه من عرض أعماله على منصات عالمية.

 

مقالات مشابهة

  • التضخم الأساسي في اليابان يسجّل أعلى مستوى منذ أكثر من عامين
  • محمد عمر: زيادة عدد الفرق الموسم المقبل قرار غير صحيح.. وكان لا بد من الالتزام باللائحة
  • من الميت الحي الذي تحدث نتنياهو عن القضاء عليه؟
  • ارتكبوا 4 جرائم مشابهة.. القبض على لصوص المساكن في الحي الراقي
  • "جمعية السينما" تُبرز كنوز السلطنة في "يوم التنوع الثقافي العُماني" بـ"إكسبو اليابان"
  • الإطاحة بوزير الزراعة الياباني بسبب هدايا من الأرز
  • جنين: مُصادرة محتويات ورشة تصنيع للعبوات المتفجرة في الحي الشرقي
  • حملة مفاجئة لضبط مخالفات الإسكان الاجتماعي في الحي 13 و14 بالعبور الجديدة
  • هدية الأرز تطيح بوزير الزراعة الياباني
  • اليابان: نعارض أي تحرك يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة