إذا ما أردنا أن نرصد مواقف منضبطة، وتصرفات سديدة، وآراء تتسم بالعقلانية؛ فإن الوعي بالعقيدة يعد مقوما رئيسا حيال هذا الأمر؛ فالممارسة القويمة تعتمد في الأصل على معرفة صحيحة، ووجدان يمتلك ميولًا، وحبًا للخير؛ ومن ثم اتجاهات إيجابية نحو مفردات الطبيعة، وما تشمله من مقدرات؛ لذا فقد أضحى تشكيل هذا النمط من الوعي يعتمد على شراكة فاعلة، وحقيقية بين الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والثقافية ، والاجتماعية، والإعلامية، وهنا نتحدث عن قوى ناعمة تنفذ برنامجًا متكاملًا بشكل مقصود، ومخطط.


الموروث الثقافي، وما به من قيم نبيلة يمكننا أن نعززه لدى الأبناء من خلال وعي ديني صحيح، وهذا يساعدنا قطعًا في بتر، أو دحر، أو القضاء على كافة القيم غير الخلقية، بل ويظهر جوانبها السلبية، وآثارها غير السوية على الفرد، والمجتمع، وهنا يصبح الوعي الديني في إطاره القويم بمثابة الموجه للفرد في شتى سلوكياته الحياتية منها، وغير الحياتية؛ ومن ثم يخلق لديه المقدرة على التكيف مع كافة المتغيرات، التي قد يتعرض لها، في ضوء ما يمده من اتصاف قيمي يحافظ به على ثوابته، ويعينه على أن يحقق غاياته المشروعة.
تعزيز الوعي الديني لدى الأبناء يؤكد ماهية تقييم الذات، والتي تعضد صورة المحاسبية الذاتية في الأقوال ، والأفعال، وهذا بمثابة الضبط الداخلي للفرد، وبناءً عليه يتنامى اليقين بأن المراقبة الإلهية بمثابة تصويب للسلوك بدافع من الرضا، وشكر النعم التي منحها الله   – عزوجل- للعبد، وإيمانًا بأن فلسفة الاستخلاف تقوم على أطروحات، وأفعال الخير بكل صورة في مجالات الحياة المختلفة.
المعتقد يحث دومًا الإنسان منا على مراعاة تعاليم الأديان، التي تحض على سلوك يرتضيه المجتمع الذي يتحلى بالإيمان، وهذا بالطبع يتناغم مع الطبيعة الإنسانية السوية، التي تتقبل دروب الخير، وصوره، وتنفر من صور الشرور، والآثام التي تضير بوجدانيات فطرت على الربوبية، وتفهم طبيعة الكون المسير من قبل إله قادر على كل شيء، وبيده مقاليد السماوات والأرض، وما نمتلك سوى الأخذ بالأسباب، والسعي الحثيث نحو تحقيق غايات نبيلة في حد ذاتها.
مصدر القيم المجتمعية النبيلة مستلة دون مواربة من توجيهات إلهية تحث الإنسان على الفضيلة في أقواله، وممارساته، وتعد بمثابة سياج، يحمي أطر التعامل مع مجتمعه، بل وتجعله مقبولًا، ولديه المقدرة على المشاركة في البناء، والإعمار؛ ومن ثم لا تستطيع أن تمتد أيادي الغدر نحوه؛ فيسلم فكره، وترسخ في وجدانه إيمانًا يصون ذهنه من كل مشوب تأتى من فكرة، لا تستند على صحيح القيم النبيلة، ولا يتقبلها أولى الألباب قاطبة.
الوعي الديني متكامل، ولا يقبل التجزئة في قضايا أحكامه؛ لذا فهو مصدر قوة يمد الإنسان منا بطاقة متجددة، لا ينضب مصدرها؛ فنور القلب مستمد من عقيدة صحيحة، لها ثوابتها، التي دومًا ما تعيد الفرد على الصراط المستقيم؛ فرغم الانحرافات التي تعززها غرائز، وشهوات مؤقتة زائلة الأثر؛ إلا أن العودة إلى المسار الصحيح من مستهدفات العقائد السمحة، التي أكدت على أن الإنسان يصيب، ويخطيء، وإذا ما أصاب يؤجر، وعندما يخطيء؛ فإن أبواب الغايات، والأمل، والتوبة مفتوحة على مصراعيها.
قمينا الدينية لا تنفك عن قيمنا المجتمعية؛ فالرباط وثيق، والماهية واحدة، وأرى أنها تعزز اتجاهاتنا الدينية في مسار محمود، يجعلنا قادرين على المضي قدمًا نحو تحقيق الغايات، التي خلقنا من أجلها؛ لننعم بمقدرات ، وهبنا الله – عزوجل- إياها على الدوام، ونترك الساحة عامرة يتوارثها جيل تلو آخر، إلى أن يرث الله – عزوج- الأرض، ومن عليها.
نحتاج إلى أجيال، لديها الوعي الديني القويم، والعقيدة الوسطية الصحيحة؛ كي تواجه تقلبات هذا العصر، الذي أرهق الأذهان، وأضار بالوجدان، وبعث بمقومات الزيف تنال من فكر نقي؛ لتحوله إلى فكر ضال في كليته؛ ومن ثم تهدر مقدرات الشعوب البشرية، التي على سواعدها تبني الأمم حضارتها.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك الموروث الثقافي الوعي الديني فلسفة الاستخلاف

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الموروث الثقافي الوعي الديني الوعی الدینی ومن ثم

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: الأتوبيس الترددي كان بمثابة الحلم

كتب- محمد نصار:

أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات إعلامية، بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية.

جاء ذلك عقب جولته التفقدية لمتابعة جاهزية المرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي BRT.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي، خلال تصريحاته التلفزيونية: هذا المشروع كان بمثابة حلم لنا، في إطار تخطيط النقل للقاهرة الكبري بما يشمله من ثلاث محافظات، ويقوم هذا المشروع على تسيير أتوبيس الكهرباء الترددي على الطريق الدائري كله بطول أكثر من 105 كم ومجموعة كبيرة جداً من المحطات، وذلك لخدمة كل مناطق التجمعات التي يحتاجها المواطن على مسار الطريق الدائري بالكامل والتحرك منها لأي منطقة أخري داخل القاهرة، وقامت فكرة التخطيط لهذا الأتوبيس على تحديد عدد من المحطات، وعند كل محطة يوجد موقف خاص بالميكروباصات والتاكسي على اليمين واليسار، لكي يستطيع المواطن الوصول لهذه المواقف من أي مكان يأتي منه من أحياء القاهرة ليستقل الأتوبيس الترددي، والأهم أن هذا الأتوبيس الترددي مربوط مع عدد من محطات مترو الأنفاق والمحطات الكبيرة مثل محطة "عدلي منصور" والمواقف الإقليمية للأتوبيسات والنقل القادمة من المحافظات المختلفة للقاهرة الكبري.

وأضاف: وبالتالي فهو وسيلة نقل جماعي عالية الكفاءة، مطبقة في عدد كبير من دول العالم، وكنا نتحدث مع السيد وزير النقل حول أن أغلب دول أمريكا الجنوبية قائمة على هذه المنظومة في وسائل النقل الجماعي، وبمشيئة الله فإنه من المتوقع البدء في التشغيل لها قريباً، حيث بدأنا اليوم من تقاطع الدائري مع طريق الإسكندرية الزراعي وصولاً إلى هنا في محطة أكاديمية الشرطة، وعلى هذا المسار تم الانتهاء من كل المحطات وهي جاهزة للتشغيل، وفي المرحلة الثانية التي تنقلنا من محطة أكاديمية الشرطة إلى طريق القاهرة الفيوم وصولاً للمتحف الكبير، ونأمل أن تكون هذه المرحلة جاهزة للتشغيل بحلول يوليو القادم، وبذلك نكون انتهينا من أكثر من ثلاثة أرباع الطريق الدائري، ويتبقى فقط الجزء من المتحف المصري الكبير حتي طريق القاهرة الاسكندرية الزراعي، وسيتم الانتهاء منها بمشيئة الله في أسرع وقت ممكن.

وأشار رئيس الوزراء خلال حديثه، إلى أن هذا المشروع سيمثل بمشيئة الله نقلة حضارية كبيرة جداً داخل القاهرة الكبري، يتضمن أتوبيسات كهرباء نظيفة وصديقة للبيئة تصل بأسرع وقت ممكن إلى المواطن بأقل تكلفة مقارنة بالوسائل الأخرى، وهي مكيفة ومجهزة على أعلي مستوي، مُضيفاً أن هذا المشروع بالإضافة إلى مشروعات أخري كانت مخططة منذ أكثر من 25 عاماً، ولكن مرةً أخري فإن الإرادة السياسية لفخامة السيد الرئيس وإصراره على تنفيذ هذه المشروعات التي تخدم المواطن المصري، هو ما مكننا من العمل لأن يري هذا المشروع النور، وأن نحتفل باكتماله خلال الشهور القليلة القادمة.

اقرأ أيضًا:

رئيس شعبة الدواجن: نفوق 30% من الإنتاج مبالغ فيه.. والإنتاج اليومي مستقر عند 4 ملايين

صنع الله إبراهيم في فترة النقاهة.. "المفكر الثائر"

اليوم ذروة الموجة الحارة.. الأرصاد تعلن طقس الـ6 أيام وموعد انخفاض الحرارة

الزراعة تكشف حقيقة نفوق الدواجن بسبب الأمراض الوبائية

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور مصطفى مدبولي الأتوبيس الترددي رئيس مجلس الوزراء

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة 18 صورة.. "مدبولي" يتفقد التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من الأتوبيس الترددي أخبار تمهيدًا لتشغيلها أمام المواطنين.. مدبولي يتفقد المرحلة الأولى للأتوبيس أخبار انفوجرافيك.. أبرز أنشطة رئيس الوزراء في أسبوع أخبار مدبولي: نستقطب شركاء أجانب للاستثمار في قطاع التعدين والمناجم أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

رئيس الوزراء: الأتوبيس الترددي كان بمثابة الحلم

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

تطورات جديدة بشأن "سكن لكل المصريين 5".. أعداد المتقدمين بكل مدينة وموعد "رسائل الأولوية" 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • دعامي يحكي أنّ ظلمَ المليشيا بات أكثرُ فداحةً مِنْ ظلم الدولة التي قاتلها
  • التيك توكر أم رودينا تواجه 6 اتهامات.. التعدي على القيم الأخلاقية الأبرز
  • متخصص: يجب فهم الكتالوج الخاص بك لمعرفة الأشياء التي يمكن التحدث عنها ..فيديو
  • دبلوماسي سابق: كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية عبّرت عن المعادلة الصحيحة
  • حين يكتب الحزن بقلم الإنسان
  • د.محمد عسكر يكتب: الذكاء الاصطناعي في التعليم.. ضرورة وطنية وليس خيارا تقنيا
  • ورشة حكي تفاعلية لذوي الهمم حول قيم الإنسان والوطن
  • رئيس الوزراء: الأتوبيس الترددي كان بمثابة الحلم
  • «مكتبة محمد بن راشد» تناقش دور الوعي النفسي في بناء الأسر
  • سلام يلتقي السوداني وعباس في بغداد