يحتفل العالم في 3 مايو من كل عام بحرية الصحافة، بينما نحن في السودان نواجه الألم والخسارة والتحديات المستمرة. يأتي هذا اليوم بينما تقضي بلادنا عامها الثالث من الحرب، وتعاني صحافتنا مع ضحاياها، مجبرين على النفي ومحاصرين بالكراهية والتضليل.

بسم الله الرحمن الرحيم

يحتفل العالم في 3 مايو من كل عام بحرية الصحافة، بينما نحن في السودان نواجه الألم والخسارة والتحديات المستمرة.

يأتي هذا اليوم بينما تقضي بلادنا عامها الثالث من الحرب، وتعاني صحافتنا مع ضحاياها، مجبرين على النفي ومحاصرين بالكراهية والتضليل.
وثقت نقابة الصحفيين السودانيين خلال العامين الماضيين مقتل واحد وثلاثين صحفيًا وإعلاميًا جراء الاغتيالات والقصف المباشر. كما تم القبض على 239 صحفيًا على الأقل واحتجازهم، بينما تعرض عشرات آخرين للضرب والاعتداء والمضايقات والتهديدات، ليصل العدد الإجمالي للانتهاكات الموثقة ضد الصحفيين منذ اندلاع الحرب إلى 556 حالة. علاوة على ذلك، تسببت الحرب في انهيار بيئة العمل الصحفي، وترك أكثر من 1000 صحفي بدون فرص عمل. معظمهم من المؤسسات الإعلامية الرسمية، لا يتقاضون سوى ثلث رواتبهم أو يتقاعدون دون تسوية.
وتشتد المأساة على هؤلاء الزملاء في المنفى، حيث لجأ أكثر من 500 صحفي خارج البلاد، في مواجهة قيود قانونية وضغوط مختلفة. ولكن الكثير منهم يواصلون نقل الحقيقة وفضح الانتهاكات ضد المدنيين في السودان رغم عدم وجود التغطية الدولية الكافية.
في مثل هذا اليوم نتذكر معاناة زملائنا في الميدان وفي المنفى ومنهم من كتب: "لقد تركت منزلي بدون أوراق أو أدواتي الصحفية، لكنني ما زلت أكتب لأبقي الذاكرة حية. """نرسل تحياتنا لهؤلاء الأفراد ونرفع أصواتنا إليهم مؤكدين أن الفجر سيأتي مهما أظلم"""
رغم الظروف القاسية التي فرضتها الحرب، لم تقتصر نقابة الصحفيين السودانيين على دور المراقب بل عملت بنشاط على حماية الصحفيين والدفاع عن حقوقهم. نظمت النقابة حملات توعية ودعمت الصحفيين داخل السودان وفي المنفى وواصلت إصدار تقارير توثق انتهاكات حقوق الإنسان، فيما طالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والإنسانية باتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة الصحفيين. لطالما كان الاتحاد يرمز للنضال من أجل الحقيقة والحرية وسيبقى صامدا في مواجهة أي تحديات.
من هذا المنطلق، تحث نقابة الصحفيين السودانيين على:
1. إجراءات فورية لمعالجة استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وضمان مساءلة جميع المتورطين في انتهاك حقوق المهنيين الإعلاميين.
2. إعادة هيكلة البيئة الإعلامية في السودان لضمان استقلاله وتعدديته خاليا من أدوات الاستقطاب والتهميش.
3. وضع الشروط القانونية والمهنية للصحفيين المتضررين من الحرب أمر أساسي، خاصة بالنسبة لأولئك الذين تم فصلهم تعسفياً وإحالتهم إلى المعاشات.
4. نداء عاجل للمفوض السامي للاجئين والدول المضيفة لتوفير الحماية والدعم للصحفيين السودانيين في المنفى لتمكينهم من مواصلة عملهم بحرية وأمان.
5. يجب علينا تعزيز ممارسات الصحافة المهنية في مواجهة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة والدفاع عن التماسك الاجتماعي وسلامة النسيج الوطني.
كما تدعو النقابة الزملاء في كافة المواقع داخل الوطن وخارجها إلى الالتزام بروح التضامن والعمل على تشكيل مبادرات دعم مشترك تعيد للصحافة السودانية صوت ودورها ومهمة.
حرية الصحافة في السودان لم تكن يوما ميزة بل كانت نتيجة كفاح طويل وستظل كذلك
المجد لشهداء الصحافة.
الحرية للصحفيين والحق في حرية التعبير.
ختاما نؤكد أن الأمل قائم ما دامت الكلمة حية.
نقابة الصحفيين السودانيين
3 مايو 2025  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: نقابة الصحفیین السودانیین فی السودان فی المنفى

إقرأ أيضاً:

جدعون ليفي: لا يمكن الوثوق بروايات من يقتل الصحفيين بالجملة وبدم بارد

كشف الكاتب الإسرائيلي البارز جدعون ليفي أن معظم الصحافة الإسرائيلية تجاهلت خبر اغتيال مراسل الجزيرة أنس الشريف، مبرزا أنه بشجاعته واستقلاليته كان بإمكانه تعليم كثير من المراسلين الإسرائيليين أبجديات العمل الصحفي.

وأضاف ليفي في مقال له بالنسخة العبرية من صحيفة هآرتس أنه في غياب أي دليل، اغتالت إسرائيل الشريف في قصف مباشر لخيمة الصحافة الملاصقة لمستشفى الشفاء، حيث لقي حتفه إلى جانب أربعة من فريق تغطية قناة الجزيرة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحفيو جنوب أفريقيا يرفعون صوتهم من أجل غزة وينعون شهداء الحقيقةlist 2 of 2وصية أنس الشريف تتردد في برشلونة.. مطالبات بمحاسبة إسرائيل على اغتيال الصحفيينend of list

وتابع أن إسرائيل بررت عملية الاغتيال بالزعم أن الشريف "رئيس خلية" في حركة حماس دون أن تقدم دليلا واحدا، موضحا أنه وكما حدث في قضية مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وجدت الرواية الإسرائيلية من يصدقها.

وتساءل ساخرا: "حتى لو صدق البعض هذه المزاعم، ماذا عن بقية الصحفيين الذين قتلوا معه: هل كانوا نواب رئيس الخلية؟".

وشدد ليفي على أن جيشا يقتل الصحفيين بالجملة وبدم بارد، ودولة تمنع تغطية حرة للحرب لا يمكن الوثوق برواياتها.

وأوضح أن إسرائيل قتلت في هذه الحرب أكبر عدد من الصحفيين في تاريخ الصراعات، 186 بحسب لجنة حماية الصحفيين، و263 وفق منظمة بتسليم الحقوقية الإسرائيلية، ولم يستبعد أن توجه سلاحها يوما ما نحو الصحفيين الإسرائيليين أنفسهم.

يشار إلى أن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة أفاد بارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 238، وذلك بعد استشهاد الصحفيين الخمسة في قناة الجزيرة: المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهم محمد نوفل.

وزاد ليفي أن الصحافة الإسرائيلية انقسمت بين من تجاهلوا الخبر، وبين من رددوا رواية الجيش دون تدقيق، متخلين عن التضامن المهني وواجب البحث عن الحقيقة.

وأكد جدعون ليفي أن الشريف الأكثر شجاعة واستقلالية من كثير من المراسلين الإسرائيليين، كان بإمكانه أن يلقن إعلاميين إسرائيليين دروسا في أبجديات الصحافة.

إعلان

وكان الزميل الشهيد أنس الشريف قد قال في وصيته التي نشرت بعد استشهاده: "إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي"، وتابع: "يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة لأكون سندا وصوتا لأبناء شعبي"، وأكد أنه لم يتوان يوما عن نقل الحقيقة "بلا تزوير أو تحريف" رغم معايشته الألم والفقد بشكل متكرر.

يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة لأكون سندا وصوتا لأبناء شعبي، ولم أتوان يوما عن نقل الحقيقة بلا تزوير أو تحريف.

بواسطة الشهيد أنس الشريف

وجاء اغتيال الشريف بعد حملة تحريض إسرائيلية واسعة عليه، إذ أقر جيش الاحتلال باستهدافه، وكان الشريف من الصحفيين القلائل الذين بقوا في شمالي القطاع لنقل فصول العدوان وحرب التجويع.

وأوصى الشريف في وصيته بفلسطين، واصفا إياها بـ"درة تاج المسلمين" ونبض قلب كل حر، داعيا إلى الوفاء لأهلها وأطفالها الذين لم يمهلهم العمر للحلم أو العيش في أمان بعدما مزقت أجسادهم القنابل والصواريخ الإسرائيلية.

وخص الشريف أهله بوصايا، فذكر ابنته شام التي حلم برؤيتها تكبر، وابنه صلاح الذي تمنى أن يكون له سندا، ووالدته التي كانت دعواتها حصنه ونور دربه، وزوجته التي واجهت الحرب بثبات الزيتون وصبره.

مقالات مشابهة

  • في قضية النازحين السودانيين: ثلاثة رؤى حول العودة إلى سنار ورابعها ياسر جامع
  • جدعون ليفي: لا يمكن الوثوق بروايات من يقتل الصحفيين بالجملة وبدم بارد
  • قتل الصحفيين.. جريمة إسرائيلية موثقة لكنها مبررة أميركيا
  • «الصحفيين» تنظم مناظرة حول الذكاء الاصطناعي في الصحافة بين الابتكار ومخاوف التغيير
  • نقابة محرري الصحافة بحثت مع الحجار تعزيز العلاقة بين القضاء والصحافة
  • مراسلون بلا حدود منظمة دولية للدفاع عن حرية الصحافة وحماية الصحفيين
  • نقابة مصرية تمنح جائزة حرية الصحافة لضحايا المهنة الفلسطينيين
  • إندبندنت: لماذا تخاف إسرائيل من الحقيقة وتقتل الصحفيين عيون العالم في غزة
  • شقيق أنس الشريف: كان صوت المظلومين وعدسة الحقيقة (شاهد)
  • دقيقة حداد.. مجلس النقابة يمنح شهداء الصحافة الفلسطينية جائزة حرية الصحافة 2025