صنعاء- سقط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح جراء الغارات الأميركية الإسرائيلية التي استهدفت، مساء الاثنين، ميناء الحديدة الإستراتيجي، ومصنع باجل للإسمنت الذي يزيد عمره على نصف قرن في المحافظة اليمنية الحيوية المطلة على البحر الأحمر، فضلا عن دمار هائل وأضرار واسعة.

وأعلنت جماعة الحوثي -المسيطرة على محافظة صنعاء منذ عام 2014- عن 6 غارات أميركية إسرائيلية استهدفت ميناء الحديدة، فضلا عن ضربات لم تحدد عددها طالت مصنع باجل للإسمنت في المحافظة.

وذكرت وزارة الصحة العامة والسكان التابعة للحوثيين، صباح الثلاثاء، أن هذه الغارات أسفرت عن سقوط 4 قتلى و39 مصابا في حصيلة غير نهائية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه شن هجوما على ميناء الحديدة ومصنعا للخرسانة شرق المدينة.

وادعى جيش الاحتلال أن ميناء الحديدة يستخدم لتهريب أسلحة إيرانية ومعدات عسكرية للحوثيين، قائلا إن جماعة أنصار الله "تعمل بتمويل وتوجيه إيراني لزعزعة الاستقرار وتهديد الملاحة الدولية".

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن مقاتلات إسرائيلية أغارت على اليمن، ونقلت عن مسؤولين أن 30 مقاتلة إسرائيلية شاركت في الغارات.

وهذا أول هجوم تشنه إسرائيل على اليمن منذ يناير/كانون الثاني الماضي، وفق رصد وتتبع الجزيرة نت.

إعلان

وجاء هذا الهجوم الإسرائيلي بعد يوم من سقوط صاروخ باليستي للحوثيين في مطار بن غوريون بتل أبيب بعد فشل اعتراضه، مما تسبب في إصابة 8 أشخاص وفرار الملايين إلى الملاجئ.

مشاهد تظهر اللحظات الأولى للقصف الإسرائيلي الذي استهدف مدينة الحديدة باليمن وقالت إسرائيل إنه جاء ردا على القصف الصاروخي الذي استهدف مطار بن غوريون#فيديو pic.twitter.com/cBBJmSI6Yc

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 6, 2025

توقف ميناء الحديدة

في تصريح مقتضب للجزيرة نت، أفاد مصدر عامل في ميناء الحديدة بأن الغارات الإسرائيلية خلفت أضرارا واسعة في أرصفته، مشيرا إلى أن بعضها دُمّر بشكل كلي.

وأضاف المصدر -مفضلًا عدم الكشف عن هويته- أن هذه الغارات أدت إلى توقف عمل الميناء، متوقعا عودته للعمل في غضون نحو نصف شهر في حال إعادة صيانته وتوقف القصف الإسرائيلي والأميركي.

ويتوقع أن تنتج انعكاسات سلبية على حياة المواطنين إثر توقف ميناء الحديدة، بدأ بعضها في الظهور مساء الاثنين حينما أعلنت جماعة الحوثي عن خطة طوارئ في توزيع الوقود بمناطق سيطرتها، وسط شكاوى مواطنين من أزمة في المشتقات النفطية.

وتكمن أهمية ميناء الحديدة في كونه أبرز الموانئ المطلة على البحر الأحمر، والشريان الرئيس لدخول المساعدات والبضائع إلى اليمن، أنشئ عام 1961، ويتميز بقربه من الخطوط الملاحية العالمية، ويشكل قيمة اقتصادية كبيرة للبلاد، وذلك ما جعله محطة نزاع في كثير من الحروب التي شهدها اليمن.

 تدمير مصنع

أسفرت الغارات الإسرائيلية عن دمار هائل في مصنع إسمنت باجل الذي يعد من أهم المصانع الوطنية في اليمن.

وبثت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين صورا تظهر حرائق كبيرة ودمارا واسعا جراء الهجوم الإسرائيلي على المصنع الذي أُسّس قبل أكثر من نصف قرن.

ويقع المصنع على بعد 50 كيلومترًا من ميناء الحديدة، و2.5 كيلومتر جنوب غرب مدينة باجل، وافتتح الخط الإنتاجي الأول به في مارس/آذار 1973 بطاقة إنتاجية تبلغ 50 ألف طن سنويا.

إعلان

وأُضيف خط إنتاجي جديد بطاقة إنتاجية 220 ألف طن سنويا وافتُتح عام 1984، ويعمل في المصنع حاليا نحو 1250 عاملا سيكونون متضررين بشكل مباشر إذا توقف عمله.

وأصبح المصنع العام الماضي (2024) ينتج بطريقة جافة، ويعمل بمنظومة الفحم على إنتاج 2500 طن في اليوم الواحد، وفق بيانات للحوثيين اطلعت عليها الجزيرة نت.

#عاجل | المكتب السياسي لأنصار الله: استهداف الموانئ ومطار #صنعاء ومصانع الإسمنت ومحطات الكهرباء يهدف لحصار الشعب اليمني
- العدوان الإسرائيلي والأمريكي لن يمر دون رد ولن يثني #اليمن عن موقفه المساند لغزة pic.twitter.com/F82unoB6EP

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 6, 2025

تهديد وتصعيد

وعقب الغارات على الحديدة، هددت جماعة الحوثي بتوسيع بنك أهدافها في إسرائيل ردا على العدوان الجديد.

وقال المتحدث باسم حكومة الحوثيين هاشم شرف الدين -في بيان- إن" استهداف العدو الإسرائيلي لميناء ومصنع إسمنت في اليمن يوسع بنك الأهداف أمام قواتنا في كيان إسرائيل الغاصب".

وأضاف أن إسرائيل "ستكون أوهن من بيت العنكبوت تحت ضرباتنا النوعية".

ويبدو أن مسار الصراع مستمر في التصعيد، إذ شنت إسرائيل غارات عدة اليوم الثلاثاء على العاصمة صنعاء، استهدفت منشآت مدنية حيوية بينها مطار صنعاء أكبر مطار في اليمن.

وفي تصريح للجزيرة نت، أفاد مصدر ملاحي في مطار صنعاء الدولي بأن المطار خرج عن الخدمة جراء الغارات الإسرائيلية.

كما تم استهداف محطات طاقة في صنعاء، مما أدى إلى إحداث دمار هائل فيها، وتوقف التيار الكهربائي في العديد من الأحياء.

وردا على غارات اليوم، قال المكتب السياسي لأنصار الله -في بيان- إن "العدوان الإسرائيلي والأميركي لن يمر دون رد ولن يثني اليمن عن موقفه المساند لغزة".

بدوره، اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ -في بيان- أن "الضربة الجوية التي نفذتها جماعة أنصار الله على مطار بن غوريون في إسرائيل، وما أعقبتها من ضربات شنتها إسرائيل على مطار صنعاء وميناء الحديدة في اليمن ردا على ذلك، تمثل تصعيدًا خطيرًا في سياق إقليمي هش ومتقلب أصلا".

إعلان

ودعا غروندبرغ "جميع الأطراف المعنية إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال تصعيدية قد تُفاقم معاناة المدنيين".

وشدد على أنه "من الضروري أن يلتزم جميع الفاعلين بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات میناء الحدیدة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

التصعيد اليمني .. مواجهة مع خطوط الإمداد الإقليمية لـ “إسرائيل”

 

 

أعلنت صنعاء دخول المرحلة الرابعة في الحصار البحري ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تصعيدية تهدف إلى تحقيق مزيد من الضغط على خط دفع العدو باتجاه وقف حربه على قطاع غزة. والمرحلة الجديدة لا تعرف استثناءات، إذ أن بيان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أشار إلى أن الاستهداف سيطال أي شركة شحن تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، بصرف النظر عن جنسية الشركة، وفي أي مكان تطاله الأيدي اليمنية.
العملية ليست مجرد توسيع للحصار، بل هي تحول استراتيجي ينقل المعركة من ملاحقة السفن المرتبطة مباشرة بموانئ الاحتلال إلى ضرب كل أذرع الإمداد وشل الموانئ المحتلة بالكامل، لإلحاقها بميناء إيلات المعطل منذ أشهر.
عمليات رصد دقيقة باشرتها القوات المسلحة اليمنية للسفن العاملة على خطوط الإمداد، بين شرق المتوسط والموانئ المحتلة، إضافة إلى ناقلات النفط التي تُضخ يوميًا في شرايين الكيان. والخطوة اليمنية أتت بعد رسالة تلقاها زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي من قيادة حماس الأسبوع الماضي. الرسالة وصفت بشديدة التأثير، فقد كشفت حجم المأساة الإنسانية في غزة، وتضمنت نداءً في طلب العون من اليمن.
لعل مضامين الرسالة كانت تتبدى في نبرة وملامح في خطاب السيد الحوثي الأخير؛ وهو يعري “الموقف العربي السلبي السيئ، والمتخاذل والمتواطئ” الذي أثر في مواقف الدول الإسلامية،” التي كانت ستقف مواقف أقوى مما هي عليه الآن.. لو وقف العرب مواقف أقوى، لكن معروف أن كبار الأنظمة العربية لها موقف سلبي أزاء من يتحرك في هذا المسار، في هذه القضية الفلسطينية بشكل أكبر؛ ولذلك موقفهم سلبي جدًا من الجمهورية الإسلامية في إيران”.
بشكل غير مباشر، يحذر السيد الحوثي يحذر التي تذرف دموع التضامن إعلاميًا بينما سفنها تغذي أسواق الاحتلال، حتى تقدم حلولاً وبدائل اقتصادية لتعويض الخسائر التي يحققها الحصار اليمني.
تركيا خط الإمداد الأكبر
“نظام إسلامي يظهر التعاطف إعلاميًا مع الشعب الفلسطيني، وعدد ما قدمته سفنه أكثر من أي دولة في العالم”، عن تركيا كان يتحدث قائد أنصار الله.. تركيا الداعم الأكبر لـ “إسرائيل” في البحار، وفق ما أظهرته بيانات الملاحة العالمية. وقد شهد حجم الشحن البحري من تركيا إلى “إسرائيل” ارتفاعًا ملحوظًا خلال العدوان على غزة، وتحديدًا خلال النرحلة الممتدة من 3 مايو إلى 7 ديسمبر 2024م، وهي المرحلة الزمنية التي أعلنت خلالها أنقرة رسميًا قطع العلاقات التجارية مع الكيان الإسرائيلي. وخلالها، تجاوز عدد رحلات الشحن البحري بين تركيا و”إسرائيل” 340 رحلة، وبلغ عدد السفن التي أبحرت من الموانئ التركية إلى الموانئ المحتلة 108 سفن.
في تقرير نشره في أبريل الماضي، تحدث موقع Türkiye Today›s» “ عن حركة تصدير نشطة جدًا من تركيا إلى السوق الإسرائيلي. واستند إلى بيانات وزارة التجارة التركية ومجلس المصدرين الأتراك TİM) ) لشهر مارس الماضي، والتي كشفت أن صادرات تركيا من الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومشتقاتها في المرتبة الأولى ضمن الصادرات التركية إلى الأراضي المحتلة، تليها صادرات الصلب التي سجلت ارتفاعًا غير مسبوق بلغ نحو 9 آلاف بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق. وقد بلغت قيمة صادرات تركيا من الصلب إلى الأراضي المحتلة في مارس 2024م نحو 13 مليونًا و901 ألف و470 دولارًا، مقارنة بـ153 ألفًا و400 دولار فقط في الشهر نفسه من العام 2023م، وهو ما يمثل زيادة سنوية مذهلة بنسبة 8962.2%، بحسب التقرير التركي .
موانئ مصر والسعودية خطوط امداد
على خط موازٍ، شكّلت الموانئ المصرية جسر إمداد بحري نشط آخر. ومع إطباق الحصار على غزة بإغلاق المنفذ البري الوحيد الذي يصل القطاع بالعالم، تحولت خمس الموانئ المصرية إلى منافذ إمداد رئيسة للكيان لقربها الجغرافي، وهي: الإسكندرية، دمياط، الدخيلة، بورسعيد والعريش.
كما كشفت البيانات الرسمية المصرية، والصادرة عن “المجلس التصديري”، أن قيمة الصادرات المصرية من الأسمنت إلى “إسرائيل” خلال العام 2024م هي الأعلى منذ بدء التجارة بين الجانبين. وبحسب الأرقام التي استعرضها تقرير نشره موقع “عربي بوست” في أغسطس 2024م:
– في العام 2021م: بلغت قيمة صادرات الأسمنت المصرية إلى الكيان 1.38 مليون دولار.
– في العام 2022م: ارتفعت إلى 1.65 مليون دولار.
– في العام 2023م: سجلت 3.80 مليون دولار.
– من يناير وحتى أكتوبر 2024م: قفزت قيمة صادرات الأسمنت المصرية إلى 50.7 مليون دولار.
إلى جانب ذلك، يتكشّف مؤخرًا الدور الذي تؤديه الموانئ السعودية، والتي دخلت ضمن خطوط الإمداد. وقد نشر الإعلام الحربي اليمني، قبل يومين، مقابلات مع طاقم السفينة «ETERNITY C» التي أغرقتها القوات المسلحة اليمنية، والذين أقروا أن ميناء إيلات كان وجهة السفينة التي اتجهت من ميناء بربرة في الصومال، وأن ميناء جدة السعودي كان سيكون وجهة لغرض التمويه والتموين.
هذا؛ وتشكل الموانئ السعودية محطة لتفريغ حمولات لبضائع تستوردها “إسرائيل” من الشرق (الصين، الهند..) منها ما يُعاد شحنه بحرًا، أو يُشحن برًا عبر الأردن، وهو ما فعلته الإمارات والبحرين، وتناوله تقرير “تايمز أوف إسرائيل” ومصادر إسرائيلية أخرى.
إن استعراض حجم الإمداد التركي والعربي النشط إلى الكيان يكشف حجم التواطؤ الفاضح، ويطرح تساؤلًا: بأي منطق تقدم الأنظمة العربية، ومعها تركيا، مصلحة “إسرائيل” على أمنها القومي؟ أمن يترنح تحت تهديدات إسرائيلية-أمريكية معلنة بتهجير سكان غزة ما يضرب عمق مصر والأردن، وبمشروع تقسيمي يتسلل من خاصرة سوريا، وبعربدة إسرائيلية تجتاح المنطقة بلا رادع ولا حساب.
أي مستقبل أسود يمهّده هؤلاء لدولهم وشعوبهم، وأي أنظمة حكم بمنظورهم ستنجو من ارتدادات هذا الانهيار الاستراتيجي؟!
إن المشهد برمته يعيدنا إلى كلمات الشهيد يحيى السنوار يوم وقف متحدثًا عن غزة: “ستفضح هذه المدينة كل المطبّعين، وتخزي كل المنسقين، وتكشف حقيقة كل المفرطين والمتنازلين.”
*صحافية لبنانية

مقالات مشابهة

  • شهداء وإصابات جرّاء غارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة وخان يونس
  • عشرات الشهداء يتقدمهم طاقم الجزيرة في التصعيد الإسرائيلي على غزة
  • هجوم سيبراني يشل خدمات "يمن نت" ويهدد بقطعها عن اليمن
  • التصعيد اليمني .. مواجهة مع خطوط الإمداد الإقليمية لـ “إسرائيل”
  • من ميناء بندر عباس إلى اليمن.. خلية حوثية تكشف مسارات تهريب السلاح الإيراني والتمويه الاحترافي
  • عاجل | نائب المندوبة البريطانية بمجلس الأمن: التصعيد الإسرائيلي الحالي في غزة سيدفع بنحو مليون شخص إلى النزوح
  • شاهد..غلاء المهور قضية تحرم الشباب في اليمن من الزواج بأسباب متعددة
  • الحزام الأمني بلحج يحبط تحركا للحوثيين كان يهدف إلى أعادة الحياة إلى ميناء الحديدة ويضبط معدات هامة تستعمل في الموانئ كانت في طريقها إلى صنعاء
  • برلماني: نرفض مخطط احتلال غزة.. والموقف المصري حاسم في وجه التصعيد الإسرائيلي
  • دول غربية تدين التصعيد الإسرائيلي في غزة وتحذر من انتهاك القانون الدولي