العدوان الإسرائيلي–الأمريكي على اليمن مقامرة خطيرة وعواقبها وخيمة
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
في خطوة تكشف حالة التخبط والارتباك لدى العدوان الصهيو أمريكي، شهدت اليمن عدوانًا مباشرًا استهدف الأعيان المدنية والبنية التحتية في محافظة الحديدة، والعاصمة صنعاء، وفي محافظة عمران، هذا الاستهداف يحمل دلالات فشل وعجز استراتيجي في مواجهة مواقف صنعاء الداعمة للقضية المركزية فلسطين.
شنت الطائرات الإسرائيلية- الأمريكية غارات جوية على ميناء الحديدة الحيوي، تلتها غارات على مصنع إسمنت باجل، وفي العاصمة صنعاء أيضاً تم استهداف مطار صنعاء الدولي، ومحطات الكهرباء، وفي محافظة عمران شنت طائرات العدو الصهيوني غارات على مصنع أسمنت عمران، هذا الاستهداف الواضح والمباشر لمرافق مدنية لا تحمل أي طابع عسكري، يكشف عن اليأس والتخبط الذي يعاني منه الإسرائيلي والأمريكي بعد الضربات التي طالته من صواريخ ومسيرات اليمن، ويُعد استهداف المنشآت المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي.
هذه التصعيد جاء في وقت حساس، حيث أن القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت عن استهداف مطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخ فرط صوتي نوعي عالي الفاعلية، ما أدى إلى حدوث دمار كبير في المطار. هذا الهجوم الذي عجزت الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية عن اعتراضه، يعد بمثابة تطور كبير في قدرات الردع اليمنية، ويعكس بشكل جلي فشل المنظومات الدفاعية المتقدمة في التصدي للتكنولوجيا العسكرية المتطورة التي يمتلكها اليمن الآن.
الأهداف التي يستهدفها العدو الصهيوني والأمريكي اليوم ليست جديدة، بل هي ذاتها التي طالها القصف مراراً وتكراراً على مدى سنوات العدوان.. عاد اليوم ليقصف أهدافاً سبق أن قُصفت، في مشهد يكشف إفلاسه، وضيق خياراته، وصدى للوجع الذي ألحقه الصاروخ اليمني الفرط صوتي بمطار اللد .
وبالتالي الاستهداف الصهيوني الأمريكي لأهداف مدنية، يعد جزءًا من حرب الصورة، التي يسعى العدو من خلالها إلى رسم مشهد النصر الزائف، والتغطية على ارتباكه وفشله.. إنه يحاول أن يعوّض عجزه عن صدّ الضربات اليمنية الدقيقة التي طالت مطار اللد ومنشآته الحيوية، بإخراجٍ إعلاميّ مزيّف لعمليات قصف متكررة.
الضربات التي أرادت منها واشنطن و”تل أبيب” كسر الإرادة اليمنية، لن تنتج سوى المزيد من الغضب الشعبي، وستؤكد عمق الارتباط بين اليمن وفلسطين، الذي لن تهزه التهديدات ولا العدوان.. الموقف اليمني سيظل ثابتًا وواضحًا: الدعم مستمر لغزة والمقاومة، والرد قادم لا محالة، والمثل بالمثل.
ما تتعرض له اليمن اليوم هو جزء من معركة أوسع تهدف إلى كسر إرادة محور المقاومة، إلا أن استهداف المدنيين والموانئ والمنشآت الاقتصادية، لن يغير من معادلة الردع شيئًا، بل على العكس، يضع العدو أمام استحقاق المواجهة المفتوحة، ويُقرّب لحظة الرد اليمني، الذي بات محكومًا بمنطق “الضربات المزلزلة”.
الكيان الصهيوني، في ظل ما يعانيه من تصدعات داخلية وارتباك في الجبهات، يبحث عن مساحات تصعيد جديدة لتصدير أزماته، وها هو يجد في استهداف اليمن محاولة يائسة لتوسيع ساحة المواجهة.. لكن حسابات “تل أبيب” وواشنطن، تصطدم مرة أخرى بصخرة الواقع: اليمن اليوم ليس معزولًا ولا هشًا، بل جزء من قوة إقليمية مؤثرة، تمتلك الإرادة والإمكانات، وتسير وفق مشروع واضح المعالم يرتكز على الكرامة والسيادة والوعي بقضية الأمة المركزية.
العدوان الإسرائيلي–الأمريكي على اليمن يبرز فشل محاولات التأثير على مواقف صنعاء، ويؤكد أن استهداف الأعيان المدنية والمرافق الاقتصادية لن يثني اليمن عن موقفه الثابت في دعم القضية المركزية فلسطين.. الهجوم النوعي على مطار بن غوريون، يكشف عن تطور كبير في قدرات اليمن العسكرية، وبالتالي فإن الرد اليمني سيكون قاسيًا، ومؤكد أن أي عدوان جديد ستكون عواقبه وخيمة على المعتدين تتجاوز توقعاتهم.t
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قراءة في مضامين كلمة السيد القائد حول العدوان على غزة وفشل العدوان الأمريكي على اليمن
في خطابٍ مليء بالتحذيرات والتفاصيل الميدانية والسياسية والعسكرية، قدم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “رعاه الله” قراءة عميقة وتحليلًا سرديًا شاملاً لمستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أيضاً ليُذكّر العالم بأن جريمة القرن لا تزال تُرتَكَب يوميًا في غزة، تحت سمع وبصر “أمةٍ غائبة” و”نظامٍ دوليٍ عاجز”. فقد جاء خطابه في 8 مايو 2025م (10 ذو القعدة 1446هـ) ليُحاسب الضمير الإسلامي أولًا، قبل أن يُسجل انتصارات اليمن العسكرية ضد أمريكا وإسرائيل، ويكشف فشل العدوان الأمريكي في كسر إرادة صنعاء. وفي زمن تتداعى فيه القيم ويُختبر فيه الإيمان الحقيقي، أطل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في هذه الكلمة المفصلية تمثل جرس إنذار أخلاقي وإنساني تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، وتجاه صمت الأمة المتخاذل أمام مشهد دموي مباشر يُبثّ للعالم على الهواء.
جريمة القرن
لم تكن كلمات السيد القائد مجرد توصيف لحالة طارئة، بل شهادة تاريخية على “جريمة القرن”، كما أسماها، التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق سكان قطاع غزة على مدى 19 شهرًا من المجازر المتواصلة. فالعدو الإسرائيلي، كما أوضح السيد القائد، لم يترك فرصة لحياة الفلسطينيين، لا في المساجد ولا في المستشفيات ولا في البيوت. مشاهد الإبادة، التي كانت تُعرف في التاريخ بعد سنوات، صارت تُشاهد مباشرة عبر الفضائيات، بينما العالم يكتفي بالمراقبة أو الشراكة بالصمت.
غياب أخلاقي وتفريط جماعي
من أهم ما في الكلمة، هو التحليل العميق لحالة “اللامبالاة” التي تعيشها الأمة الإسلامية، وعلى رأسها العرب. مئات الملايين من المسلمين يكتفون بالمشاهدة بينما يُقتل الأطفال وتُهدم البيوت. حمّل السيد القائد هذه الأمة مسؤولية كبيرة تجاه تفريطها في أقدس واجباتها: الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن المظلوم، ومواجهة الظالم. التفريط هنا ليس موقفًا سياسيًا فحسب، بل حالة تُغضب الله، وتفتح أبواب السخط الإلهي في الدنيا قبل الآخرة.
فقد قدّم السيد القائد رؤيةً تحليليةً للدوافع الخفية لصمت وتخاذل العرب، مُرجعًا إياها إلى:
1.”المخاوف”: خوف الأنظمة من فقدان الدعم الغربي.
2. “الأطماع”: التطلع لمكاسب سياسية عابرة.
3. “التأثيرات التربوية”: تشويه الوعي الديني والسياسي لدى النخب الحاكمة.
حقيقة المشروع الصهيوني
بوضوح، كشف السيد القائد عن الطبيعة الحقيقية للصهيونية، سواء “الدينية” أو “العلمانية”، باعتبارها مشروعًا شموليًا يستهدف الأمة بكاملها. الطامة الكبرى، حسب تعبيره، أن بعض الزعماء العرب قد يبطشون بشعوبهم عند أي انتقاد بسيط، لكنهم لا يتأثرون بعقيدة الصهاينة التي تصفهم بـ”أقل من الحمير”. النظرة الإسرائيلية للعرب والمسلمين واحدة، حتى للمطبّعين.
وبالتالي قدم السيد القائد رؤيته للمشروع الصهيوني بجناحيه (الديني والعلماني)، مؤكدًا أنه مشروع واحد يستهدف: –
– السيطرة على المسجد الأقصى وهدمه لبناء “الهيكل” .
– تحقيق “إسرائيل الكبرى” عبر تفتيت العالم الإسلامي.
– استباحة كرامة العرب، الذين وصفهم الخطاب بأن الصهاينة “يعتبرونهم أقل من الحيوانات”.
موقف إيماني يربك العدو
في مقابل التخاذل العربي، يقدم اليمن نموذجًا عمليًا لمفهوم النصرة الفاعلة. من منطلق إيماني صادق، كما عبّر السيد القائد، نفّذ اليمن منذ منتصف رمضان أكثر من 131 عملية عسكرية إسنادية استخدمت فيها صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة ووصواريخ فرط صوتية، مستهدفة عمق الكيان الإسرائيلي، أبرزها مطار “بن غوريون” في اللد، ما أدى إلى توقف الحركة الجوية، وهروب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وإلغاء رحلات عشرات شركات الطيران.
الفشل أمام الإرادة اليمنية
رغم 1712 غارة أمريكية بحرية وجوية استهدفت اليمن، فإن العمليات اليمنية لم تتوقف. بل إن حجم الهجمات الأمريكية عكس، بحسب الكلمة، مدى فاعلية الموقف اليمني. فلو لم يكن لليمن تأثير، لما استنفر الأمريكي بقاذفاته وحاملات طائراته. ومع كل هذا، بقيت القدرات العسكرية اليمنية فاعلة، والإرادة الشعبية صلبة، بل وخرجت بمظاهرات مليونية أسبوعية لم يشهد مثلها العالم.
رسائل للأمة
السيد القائد، في كلمته، لم يكتفِ بالميدان العسكري، بل قدّم موقفًا إيمانيًا جامعًا يربط بين الجهاد العسكري والصلابة الروحية. أعاد توجيه البوصلة إلى المفهوم القرآني للعزة، وأكد أن “الخسارة الحقيقية” ليست في الدمار أو الشهداء، بل في فقدان الكرامة والتفريط بالحق. خرج من حدود اليمن الجغرافي ليوجه رسالة إلى كل الحكومات الإسلامية، داعيًا إياها للوقوف مع الشعوب بدل الاستنزاف لصالح الأعداء.
لحظة فاصلة
في لحظة تتقاطع فيها دماء الفلسطينيين مع الصمت العربي، وتستعرض فيها أمريكا وإسرائيل عنجهيتهما، يثبت اليمن – بشعبه وقائده – أنه الرقم الصعب في معادلة المقاومة. خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي “نصره الله” ليس فقط تعبيرًا عن موقف، بل خارطة طريق لعزة الأمة، وصيحة قرآنية في وجه من باع، ومن خاف، ومن تفرّج.
فهل تسمع الأمة؟
أيضاً اختتم السيد القائد كلمته بدعوة جماهيرية للمشاركة في تظاهرات مليونية يوم الجمعة، تعبيراً عن الثبات واحتفاءً بالفشل الأمريكي في تحقيق أهدافه في عدوانه على اليمن، فقد خرجت اليوم الحشود والجماهير بالملايين في الساحات والميادين في كل مديرية ومحافظة وأبرزها ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.، كما وجه نصيحة للأنظمة الإسلامية بالتحرك لاحتواء التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان، محذراً من الدور التحريضي الذي تلعبه واشنطن .
وكما أوضح السيد دور إيران في مساعٍ محمودة لاحتواء التوتر بين الهند وباكستان
خاتمة
كلمة السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي لم تكن مجرد خطاب سياسي، بل كانت وثيقة عتاب صارخ، وخريطة مواجهة، ودعوة صريحة لإعادة تعريف النصر والهزيمة. بين سطورها، يقف التاريخ ليس فقط شاهداً على المجازر، بل على الصمت، وعلى من اختاروا أن يكونوا “أمةً بلا ضمير” في مواجهة قرن من الإبادة.