ليست الحرب الأولى.. لماذا خاضت الهند وباكستان 3 حروب سابقة على صراع 2025؟
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
شنّت الهند غارات على باكستان خلال الليلة الماضية استهدفت مواقع عديدة في الجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير وفي عمق الأراضي الباكستانية، وفق ما أوردت صحف هندية وباكستانية عدة.
وأفاد مسئولون أمنيون بأن أنظمة أسلحة دقيقة، بما في ذلك طائرات بدون طيار، استُخدمت لتنفيذ الضربات.
وفي حين لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين حول ما حدث، فمن الواضح أن كلا الجانبين أقرب إلى صراع كبير مما كانا عليه منذ سنوات - وربما عقود، وفق ما ذكرت صحف دولية.
حروب سابقة وصراعات
شهد البلدان 3 أزمات وحروب مماثلة من قبل فخاضت الهند وباكستان حروبًا كبيرة مرات عديدة في أعوام ١٩٤٧، ١٩٦٥، ١٩٧١، وصراع كارجيل ١٩٩٩.
وكانت هناك أيضًا غارات وضربات عبر الحدود بينهما في عامي 2016 و2019 لم تؤدي إلى حرب أكبر.
كانت هذه الصراعات محدودةً نظرًا لإدراك الطرفين، بامتلاكهما أسلحةً نووية، وأن التصعيد إلى حربٍ شاملةٍ سيكون خطيرًا وقد فرض ذلك على كلا الجانبين بعض السيطرة أو على الأقل بعض الحذر.
كما كان هناك أيضًا ضغوط خارجية من جانب الولايات المتحدة وغيرها في كلتا المناسبتين لمنع هذه الصراعات من الخروج عن نطاق السيطرة.
ورغم أنه من الممكن أن يمارس الجانبان ضبط النفس على نحو مماثل الآن، فقد يكون هناك ضغط أقل من جانب بلدان أخرى لإجبارهما على القيام بذلك.
في هذا السياق، قد تتصاعد التوترات بسرعة وعندما يحدث ذلك قد يصعب إقناع الطرفين بالتراجع والعودة إلى ما كانا عليه سابقًا.
تقول الهند إنها ردّت على هجوم الشهر الماضي استهدف سياحًا هنودًا المتنازع عليها وقد أسفر الهجوم عن مقتل 26 شخصًا.
وكانت جماعة تدعى "جبهة المقاومة" قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم لكنها سحبت اعترافها ذلك لاحقًا وهو ما أوجد بعض الشكوك حول ذلك.
وتشير المصادر الهندية إلى أن هذه المجموعة التي تعد جديدة نسبيًا هي امتداد لجماعة مسلحة قائمة بالفعل وهي جماعة لشكر طيبة ، والتي كانت متمركزة في باكستان لسنوات عديدة.
نفت باكستان أي تورط لها في الهجوم على السياح قائلة أن الهجوم الذي وقع على السياح هو من قبيل جماعات داخلية في كشمير الهندية رفضًا للوجود الهندي.
من الناحية الاقتصادية، ستكون التكلفة على أيٍّ من الجانبين ضئيلةً جدًا في حال اندلاع صراع أوسع فالتبادل التجاري بين الهند وباكستان شبه منعدم.
من المرجح أن نيودلهي قدّرت أن اقتصادها سريع النمو لن يتضرر ، وأن الآخرين سيواصلون التجارة والاستثمار في الهند.
وسيعزز إبرام اتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة، بعد ثلاث سنوات من المفاوضات، هذا الانطباع.
وُقّعت الاتفاقية في 6 مايو، قبيل الغارات على الباكستان.
ومن وجهة نظر السمعة الدولية، ليس لدى أي من الجانبين ما يخسره.
تدخل غربي غير فعالفي الأزمات السابقة، سارعت الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا إلى إدانة وانتقاد الأعمال العسكرية التي يرتكبها أيٌّ من الجانبين.
أما اليوم، فترى معظم الدول أن الصراع المستمر منذ فترة طويلة قضية ثنائية، يتعين على الهند وباكستان تسويتها بنفسهما.
وبالتالي فإن الشاغل الرئيسي لكلا الجانبين هو التكلفة السياسية التي سوف يتكبدونها في حالة عدم اتخاذ إجراء عسكري.
حاليًا، إذا لم ترد باكستان على الضربات الهندية فإن حكومتها، وخاصة جيشها، سوف تضطر إلى دفع ثمن باهظ أيضاً.
الحروب الباكستانية الهنديةوفق ما ذكر موقع جارونيش، فقد حصلت الهند على استقلالها في عام 1947ومع ذلك جلب هذا الاستقلال الحزن بدلاً من الفرح مع تقسيم البلاد إلى الهند وباكستان مما أدى إلى انتشار العنف وتشريد الملايين من الناس.
كان التقسيم نتيجة للتوترات الدينية والسياسية بين الهندوس والمسلمين، مما أدى في نهاية المطاف إلى إنشاء دولتين منفصلتين مع هوياتهما وتحدياتهما الخاصة.
بعد ذلك، خاضت الهند وباكستان أربع معارك ضارية في أعوام 1948، و1965، و1971، و1999 واشتبكتا مرات عديدة منذ حصولهما على الاستقلال، وأبرزها حول منطقة كشمير، التي يطالب بها كل منهما.
ومنذ استقلالهما عام ١٩٤٧، خاضت الهند وباكستان أربع حروب، وكان إقليم كشمير نقطة الخلاف الرئيسية.
انتهت الحرب الأولى عامي ١٩٤٧-١٩٤٨ دون منتصر واضح.
ولا تزال حرب ١٩٦٥ موضع جدل والتي حققت فيها الهند انتصارًا هامًا وفي حرب ١٩٧١، التي أشعلتها حركة استقلال بنجلاديش.
1. الحرب الهندية الباكستانية 1947-1948
اندلعت الحرب الأولى بين الهند وباكستان في 22 أكتوبر 1947. وكان السبب وراء هذه الحرب هو أنه بعد الاستقلال، أُعطيت جميع الولايات الأميرية ثلاثة خيارات: الانضمام إلى الهند، أو الانضمام إلى باكستان، أو البقاء مستقلة.
أراد راجا هاري سينج، حاكم جامو وكشمير، البقاء مستقلاً؛ لكن تحت ضغط هائل، وقّع الحاكم وثيقة الانضمام إلى الهند ما عني أن جامو وكشمير ستصبح جزءًا من الهند.
دفع هذا باكستان إلى إرسال قوات إلى كشمير، مما أدى إلى صراع مفتوح.
2. الحرب الهندية الباكستانية 1965
اندلعت الحرب أساسًا بسبب نزاعات على منطقة جامو وكشمير. طالبت كل من الهند وباكستان بالمنطقة، وتصاعدت التوترات بعد اشتباكات حدودية.
استمرت الحرب قرابة خمسة أسابيع، وشهدت قتالاً عنيفاً من كلا الجانبين.
وفي النهاية، نجحت الهند في صد القوات الباكستانية، وانتهت الحرب بوقف إطلاق نار توسط فيه الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بموجب اتفاقية طشقند.
كانت حرب عام ١٩٧١ صراعًا رئيسيًا بين الهند وباكستان، وأدت إلى قيام دولة بنجلاديش.
وكان السبب الرئيسي للحرب هو التوترات السياسية والعرقية في شرق باكستان، التي تُعرف الآن ببنجلاديش.
خلال الحرب، دعمت الهند حركة استقلال البنجال في شرق باكستان. شنّت القوات الهندية عدة هجمات، بينما خاض الجيش الباكستاني معارك شرسة.
4. الحرب الهندية الباكستانية 1999: حرب كارجيل
تعرف بحرب كارجيل والتي بدأت بصراعٌ بين الهند وباكستان، اندلع من مايو إلى يوليو 1999 في منطقة كارجيل بجامو وكشمير. اندلعت الحرب بسبب تصاعد التوترات في المنطقة المتنازع عليها. تسلل جنود باكستانيون إلى الأراضي الهندية وسيطروا على مواقع جبلية مهمة.
فوجئ الجيش الهندي، لكنه سرعان ما ردّ بهجوم مضاد لاستعادة الأرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرب الهندية الباكستانية باكستان الأراضي الباكستانية الهند أسلحة دقيقة 3 أزمات وحروب حرب أكبر كشمير الباكستانية الهندية الحرب الهندیة الباکستانیة بین الهند وباکستان ت الهند
إقرأ أيضاً:
صراع الماء بين الهند وباكستان.. إلى أين؟
رغم توصل الهند وباكستان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، السبت، بعد أيام من التصعيد العسكري بين البلدين، إلا أن معاهدة نهر السند لا تزال معلقة، في ظل غياب توافق واضح بشأن مستقبلها، حسب ما أفادت به وكالة "رويترز" نقلًا عن أربعة مصادر حكومية مطلعة.
وتُنظم معاهدة مياه نهر السند، الموقعة عام 1960 بوساطة من البنك الدولي، تقاسم مياه الأنهار الستة المشتركة بين البلدين. لكنها دخلت نفقًا مظلمًا بعد انسحاب الهند رسميًا منها في أبريل الماضي، عقب هجوم دموي استهدف سياحًا في الشطر الهندي من إقليم كشمير.
ويرى خبراء أن انهيار المعاهدة يهدد بمخاطر جسيمة، خاصة على باكستان، التي تعتمد بشكل كبير على تدفقات نهر السند لأغراض الزراعة وتوفير المياه للسكان.
تفاصيل المعاهدة وجذور الأزمةتقسم المعاهدة السيطرة على الأنهار، بحيث منحت الهند حق الاستخدام الكامل للأنهار الشرقية (رافي وبيس وسوتليج)، فيما حصلت باكستان على الأنهار الغربية (السند، جيهلوم، شيناب). لكن الخلافات تصاعدت منذ عام 2016، حين طالبت باكستان بتحكيم دولي بسبب مخاوفها من أن مشاريع هندية للطاقة الكهرومائية ستؤثر على حصتها المائية.
الهند، من جهتها، طالبت بوجود خبير محايد بدلًا من التحكيم، مما دفع البنك الدولي إلى تجميد كلا المسارين. وفي عام 2022، أعاد البنك تفعيل الآليتين بالتوازي، لكن نيودلهي طالبت رسميًا بإعادة التفاوض على بنود الاتفاق، وهو ما رفضته إسلام آباد.
ويؤكد مراقبون أن غياب وسيط دولي فاعل ساهم في تعقيد المشهد، وإبقاء الاتفاقية في حالة جمود حتى الآن.
وقف إطلاق النار.. هل يفتح باب التهدئة؟في تطور لافت، أعلنت الهند وباكستان، يوم السبت، التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار، بعد مواجهات عنيفة بدأت الأربعاء الماضي، إثر غارات جوية هندية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية، ردًا على الهجوم في كشمير.
وأكدت وزارة الخارجية الهندية أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، بعد تواصل بين القيادتين العسكريتين في البلدين، مع الاتفاق على استئناف المحادثات مجددًا يوم الإثنين.
من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار إن بلاده "تسعى إلى السلام دون التفريط في السيادة"، مشيرًا إلى جهود دبلوماسية شاركت فيها أكثر من 30 دولة لإيقاف القتال، وتفعيل الخطوط الساخنة بين الجيشين.
الصراع يتجاوز الجغرافياتأتي هذه التطورات في وقت تحذر فيه تقارير دولية من تحول النزاع بين الهند وباكستان إلى ساحة لتنافس تسليحي بين قوى كبرى، وسط تصاعد واردات الأسلحة من الغرب والصين.
وفي حين وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بأنه "كامل وفوري"، لا تزال تساؤلات كبيرة تُطرح حول مصير معاهدة نهر السند، وما إذا كانت التهدئة العسكرية ستُترجم إلى خطوات جدية لإعادة إحيائها، أم أن الأزمة ستبقى حبيسة الخلافات السياسية والمخاوف الأمنية بين الخصمين النوويين.