منذ عقودطويلة ومصر تتحمّل مسؤولية كبرى تجاه القضية الفلسطينية، وقدّمت في سبيلها الكثير من الدماء والجهد، ولم تنتظر يومًا مقابلًا. واليوم تؤكد مجددًا أنها صانعة السلام وقاطرة الاستقرار في المنطقة، فدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للمشاركة في الاحتفالية التي ستُعقد في مصر بمناسبة التوقيع على اتفاق وقف الحرب الإسرائيلية، ليست مجرد دعوة سياسية، بل هي مشهد سيُسطّره التاريخ بحروف من نور.
إعتادت مصر أن تكون قلب العروبة النابض، الحاضنة لكل قضايا الأمة، والدرع الحامي لأمنها واستقرارها. ومن جديد تثبت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها لا تهدأ ولا ترتاح إلا حين تطمئن على أمن وأمان أشقائها العرب، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، القضية المحورية التي ظلت على رأس أولويات الدولة المصرية منذ عقود.
في ظل التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة مؤخرًا بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، والذي أسفر عن آلاف الضحايا من الأبرياء، تحركت مصر بكل ثقلها الإقليمي والدولي لوقف نزيف الدم، والعمل على إعادة الهدوء والاستقرار إلى الأراضي الفلسطينية. ومنذ اللحظة الأولى، لم تتوانَ القيادة المصرية عن فتح قنوات الاتصال مع مختلف الأطراف، فلسطينيين وإسرائيليين وأطراف دولية، بهدف الوصول إلى تهدئة شاملة تنقذ أرواح الأبرياء وتعيد عجلة الحياة إلى مسارها الطبيعي.
وبذلت مصر جهوداً جبارة، لم تقتصر على الجانب السياسي فقط، بل شملت أيضاً الجانب الإنساني، إذ فتحت مصر معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة، واستقبلت المصابين للعلاج في مستشفياتها، لتؤكد مرة أخرى أنها الحضن العربي الدافئ الذي لا يتخلى عن أشقائه في أحلك الظروف.
على المستوى السياسي، قاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه هذه التحركات، موجّهاً وزارة الخارجية وأجهزة الدولة المعنية لتكثيف الاتصالات مع العواصم المؤثرة، خاصة واشنطن، بروكسل، وباريس، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، من أجل الدفع نحو وقف العدوان وتثبيت التهدئة.
ولم تكتفِ مصر بدورها كوسيط فحسب، بل كانت الراعية الأساسية للمفاوضات غير المباشرة بين الأطراف المتنازعة، والتي عقدت في القاهرة وسط سرية تامة، وحرص مصري على توفير الأجواء المناسبة لإنجاحها، بعيداً عن الضغوط الإعلامية والسياسية.
وفي لحظة فارقة، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيه دعوة تاريخية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للمشاركة في الاحتفالية التي ستُعقد في مصر بمناسبة التوقيع على اتفاق وقف الحرب بين فلسطين وإسرائيل، معتبرًا أن هذا الاتفاق يمثّل "نهاية فصل دامٍ من الصراع، وبداية جديدة لجهد مشترك نحو حل دائم وشامل".
هذه الدعوة لم تكن مجرد بروتوكول سياسي، بل كانت اعترافًا بدور مصر المركزي، وثقة في قدرتها على لمّ شمل الفرقاء وتوحيد الصفوف. كما أنها رسالة واضحة للعالم بأن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون مصر، الدولة التي طالما وقفت في وجه الحروب وسعت إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والدبلوماسية.
وبالفعل تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل، بعد مفاوضات ماراثونية، برعاية مصرية مباشرة، وبتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة ووسطاء آخرين. وقد أثنى المجتمع الدولي على هذا الاتفاق، واعتبره انتصارًا للدبلوماسية المصرية التي أثبتت مرة أخرى أنها قادرة على صناعة الفارق.
وسُطّر هذا الحدث التاريخي في مصر ، حيث اجتمعت وفود من كافة الأطراف، وسط حضور دولي واسع، ليشهدوا توقيع الاتفاق، في احتفالية تعكس روح الانتصار للسلام، وتؤكد أن مصر كانت وستظل أم العرب، التي لا تنام إلا إذا شعرت بالأمان يعمّ أوطانهم.
ولم تتوقف الجهود المصرية عند توقيع الاتفاق، بل سارعت إلى دعوة الأطراف للجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل إطلاق مسار سياسي جديد يُفضي إلى حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للشرعية الدولية.
كما أعلنت مصر عن مبادرة لإعادة إعمار قطاع غزة، وتوفير الدعم اللازم لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة، بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين.
وفي النهاية نستطيع القول بأن هذا الإنجاز العظيم يعكس قيادة مصرية ذكية ذات دهاء سياسي عميق، تُدير الأزمات بحكمة واقتدار، وخلفها جنود مجهولون من أبناء الوطن يعملون في صمت وتفانٍ. إنهم يتكاتفون مع الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل رفعة مصر ونهضة الأمة العربية، وتحقيق السلام الذي تستحقه الشعوب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سامية فاروق مصر صانعة السلام إطلالة القضية الفلسطينية الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الرئیس عبد الفتاح السیسی
إقرأ أيضاً:
المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي في أسبوع القاهرة للمياه تعكس رؤية مصر الرائدة في إدارة الموارد المائية
أكد حزب المؤتمر برئاسة الربان عمر المختار صميدة عضو مجلس الشيوخ، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح فعاليات أسبوع القاهرة للمياه جاءت معبرة عن رؤية مصر المتوازنة والرائدة في إدارة الموارد المائية، ومواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم في ظل التغيرات المناخية وازدياد الطلب على المياه.
وأضاف الحزب في بيان له أن الرئيس السيسي وضع من خلال كلمته خريطة طريق واضحة للتعاون الإقليمي والدولي من أجل تحقيق الأمن المائي والتنمية المستدامة، مؤكدًا أن مصر تسعى دائمًا إلى الحلول العادلة التي تضمن حق الشعوب في الحياة والتنمية دون الإضرار بمصالح أي طرف.
وثمن حزب المؤتمر تأكيد الرئيس على أهمية تعزيز الشراكات الدولية في مجالات المياه والابتكار والتكنولوجيا الحديثة، مشيرًا إلى أن تلك الرسائل تعكس مكانة مصر العالمية كدولة محورية تسعى للحفاظ على حقوقها المائية، وفي الوقت نفسه تدعم التعاون والبناء المشترك بين دول العالم.
وأضاف «صميدة » أن ما تحقق في السنوات الأخيرة من مشروعات قومية غير مسبوقة في مجال المياه والري، ومنها إنشاء محطات المعالجة والتحلية العملاقة وتبطين الترع وتطوير منظومة الري الحديث، هو ترجمة عملية لتوجيهات الرئيس السيسي نحو بناء بنية تحتية مائية قوية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، بما يضمن تحقيق التنمية الشاملة والحفاظ على حق الأجيال القادمة في موارد آمنة ومستدامة.